أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - عن وداع( أبو ذياب ) من بعيد - خطفه الموت باكراً -














المزيد.....

عن وداع( أبو ذياب ) من بعيد - خطفه الموت باكراً -


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 5863 - 2018 / 5 / 3 - 18:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


رُوِيَ عن الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله : " عندما ترمي التراب فوقَ من تحب بعد أن يغادرَ الحياة ، ستدركُ حينها أنَّ الدُّنيا تافهةٌ جدّاً، والبقاءَ فيها لن يستمرَّ طويلاً .."
أحياناً ، يكتفي الإنسان بأن يُخرجَ كلَّ مشاعرِ الحزنِ والأَسى عبرَ دموعٍ صامتةٍ ، أو من خلالِ استرجاعِ شريطِ الذكرياتِ البعيدة والقريبة ، لكن (أبو ذياب) ياسر ذياب كلّم ،أغمضَ عينيه ونامَ في استراحةٍ أبدية ، راضياً بنهايتهِ تلك ، مقتنعاً بأنَّ للحياة نهاية ، فالموتُ هو جسرُ العبورِ إلى فضاءات ٍ أرحب .
إنّ الموتَ هو الوجهُ الآخرُ للحياةِ ، وفي لحظةِ حضوره يكونُ الاستسلامُ هو الخِيار.
بَكَتهُ بياراتُ اللَّيمونِ في الجليلِ ، بَكَتهُ حاراتُ الفقراءِ العُظماء في زواريبِ المخيمات .
رحلَ (أبو ذياب) ،وليس وقتَ رحيل ، فما زالت به حاجةٌ مُلِحَّةٌ .
(أبو ذياب) نسيجٌ بحدِّ ذاتِه ، حالةٌ متفردة ، لم يكن منغلقاً في أفكاره ، كان نقطةَ التقاءِ الجميع واحترامهم . كان صوتاً نقياً في كلماته ، يحملُ رائحةَ الأرضِ وعبقَ التاريخِ والجغرافيا .
رحلَ( أبو ذياب) وحوارُنا الذي بدأناه منذُ ربعِ قرن في زواريب مخيم شاتيلا لم يكتمل في عتمةِ الليل وما زالَ للكلامِ بقيّة ....
رحلَ (أبو ذياب) الحكواتي صاحب المواقفِ الطَّريفةِ والمشاعرِ الإنسانيّةِ والأخلاقِ الحميدة .
رحلَ تاركاً خلفَهُ ضحكتَهُ البَهيّة وروحَهُ المرحة وسمعَتَهُ الوطنيّة .
رحلَ (أبو ذياب) بعد أنَ هربَ من الوداع في برلين مارس/ آذار الماضي . لقد هربَ دونَ وداعٍ وأخذ معه الذّكريات الجميلة .
رحلَ( أبو ذياب) بعد أن نجا من مجزرة العزيّة بأعجوبة ، ومن أعالي دربِ البيّاضة راقبَ مشهدَ دمارِها وودَّعَهَا الوَداعَ الأخيرَ في 9-11-1977 م .
اندثرت قرية العزيّة ولم تسرِ الحياة على مدارجها مرة أُخرى منذ ذاكَ الزَّمن ، لكنَّ حكايتها ظلّت عالقةً كالوشمِ في ذاكرته . وبرحيله يكون قد أُسدل الستار عن جزء مهم من تاريخ قرية العزيّة .
زارَه الموت في مدينة برلين عصرَ يومِ السبت 21-4-2018 ، بعد أن غَرِقَ في النوم ، ودُفِنَ في مقبرة جمجيم (أبو الأسود) في جنوب لبنان وعيناه تنظران صوب الأُفق ، صوب فلسطين ، الوطن المسروق .
لن نَنسى يوماً ابنَ فلسطينَ البار ، وسَتبقى ذكراهُ خالدةً في نفوسنا ما حَيينا .
وداعاً (أبو ذياب) ،فالكلُّ يأتونَ بعدك ،وما هي إلاّ فترةُ انتظارٍ بسيطة .



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من التراث الشعبي البدوي.. ثقافة القهوة التي نشربها
- ذاكرةُ الثّلجِ : أوراق من على رصيف الذاكرة!
- الشهيد مرعي حسن الحسين: أول شهيد فلسطيني من مخيمات جنوب لبنا ...
- ناجي العلي: عن أقدم لوحة معروفة!
- -نعمات قدورة- حكاية من حكايات تل الزعتر !!!.
- عشائر عرب فلسطين يفتتحون المقاومة اللبنانية بعد الاجتياح
- عن وداع قائد العمل الإنساني في مخيم شاتيلا
- عملية ميونيخ 1972.. الوقائع والأشخاص وتفاصيل الخديعة
- الحِبرُ جَفَّ
- وجَفَّ الحِبرُ
- زمن العقارب ... سفرهم طال !!!
- أوراقٌ ضائعةٌ
- ذاكرة الدم في صبرا وشاتيلا : عن ابو سلمان الذي لم يخذله حمار ...
- محمود سعيد أدار الى جهة الليل ظهره !!!
- أنيس صايغ... قامة لم تنحن يوماً
- ذاكرة الدّم ، في صبرا وشاتيلا
- اذا حان وقتها ، ستدكُ عروشٌ ويُداس طغاةٌ !!!
- ناجي العلي / لو غاب او تغيّبَ !!! من يمسك الريشة والقلم !!!
- ذاكرةُ الثّلجِ ...!!!
- أنْجزَ ما عليه وَرحلَ


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - عن وداع( أبو ذياب ) من بعيد - خطفه الموت باكراً -