|
أثرِياء وسُعداء
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5863 - 2018 / 5 / 3 - 13:33
المحور:
كتابات ساخرة
( ... إرتفعَتْ وتيرة صوت المسؤول الكبير ، وإزدادتْ حماسته وهو يُخاطِب الجمع الغفير في القاعة المُكتظة ، فقال : من أهَم أولوياتي بعد هذهِ الإنتخابات ، أن أجعلكُم أثرياء وسُعداء ... نعم ياشعبي الأبي ، نعم أيتها الجماهير الباسلة المُضحِية ... سوف يحصل كُل واحدٍ منكُم على حصّتهِ من الموارد " ثُم أردَفَ مع إبتسامةٍ عريضة " وطبعاً حين تصبح الأموال الغزيرة بين أياديكُم ... ستكونون سُعداء . إهتزَتْ أركان القاعة الكبيرة من التصفيق الحاد المتواصِل والهتافات المؤيِدة للحزب والقائد .. فإنتفخَتْ أوداج المسؤول تيهاً .. كيفَ لا ، وكُل هذهِ الجماهير المُتحمِسة المًستعدة لفداء الزعيم والمسيرة . بعد الحَفل مُباشرةً ، قال المسؤول لمُساعدهِ الأمين : أكتب لي قائمة بأسماء المُخلصين لنا ... فكما تعلم أنني اُنفِذ وعودي سريعاً .. وسوف يحصلون على الأموال والإمتيازات والسعادة ... لكن إحرص ان تضم القائمة ، فقط الملتصقين بنا والمستعدين لدعمنا مَهما حَدَث . أجابَ المُساعِد : أمرُكَ سيّدي المُفدى ) . ................... المسؤول الكبير صادِقٌ في أقوالهِ ، والرجُل يُنفِذ وعوده في الواقِع .. لكن هنالك سوء فِهمٍ بسيط كما يبدو : نحنُ أي أنا وأنتَ عزيزي القارئ ، عندما نقول " الناس " أو " الشعب " او " الجماهير " ، فأننا نعني تلك الكُتلة الضخمة أي الغالبية العُظمى بِكُل تلاوينهم وإختلافاتهم وميولهم وإنتماءاتهم .. إلخ . أما السيد المسؤول ، فأنهُ يعني بتلك المُسميات ، أي الناس / الشعب / الجماهير ... مُنتسبي ومؤيدي حزبه وسلطته حصراً .. ولّما يوعِد بالثراء والسعادة ، فأنهُ يخُصُ المتحمسين منهم بالذات . والحقُ يُقال ... فأن صاحبنا المسؤول الكبير ، سخِيٌ مِعطاء ، وليس الآن فقط ، فهو يمتلك هذهِ الخِصال منذ سنين طويلة .. فهو يُثْري ويُسعِد مَنْ حولهُ ... والدليلُ الدامِغ على ذلك : أن جميع شعب ( ه ) و ناس ( ه ) وجماهير ( ه ) أغنياء وسُعداء ، وغير مشمولين بالأزمات ولا بالتقشُفِ إطلاقاً . السيد المسؤول الكبير ، موجودٌ في البصرة إلى دهوك مروراُ ببغداد والموصل .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السياسي .. حينَ يُحّرِك شفتيهِ
-
الخَلاص
-
إسمٌ .. على غَيرِ مُسّمى
-
أوهام
-
لا أؤيِد سياساتِكَ .. لكني لستُ عَدُواً لك
-
على هامِش إنتخابات 12 أيار
-
دَولِية .. وعالمِية
-
عن عفرين وأخواتها
-
تأمُلاتٌ صغيرة
-
عامِلُ تنظيف
-
شِعارات
-
الإنتخابات ... الثعلبُ والذِئب
-
- قفشات - بِمُناسبة قُرب الإنتخابات
-
يوميات بُرجوازي صغير
-
إنتخابات أيار 2018 / نينوى
-
مَشاهِد من الساحة السياسية العراقية / كركوك
-
أعداء الكُرد وكُردستان
-
شروال الحَجي
-
إطلالةٌ على إحتجاجات السليمانية
-
مراكِز .. ومقرات .. ونوادٍ
المزيد.....
-
-طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري
...
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|