أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمود عبدو عبدو - التحدي العولمي والحراك الثقافي














المزيد.....

التحدي العولمي والحراك الثقافي


محمود عبدو عبدو

الحوار المتمدن-العدد: 1492 - 2006 / 3 / 17 - 11:52
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


العولمية / الكونية / وما تفعله من حراك ثقافي وتلاق إنساني , وما تحدثه فينا من تحولات جذرية , فالثقافة بمفهومها الشمولي ( الجمعي ) لكل الحياة البشرية هي المعني الأول والتحدي الأهم لكونية العولمة وما تفرزه من علاقات و أفكار و تـقـانة .
وباعتبارها ( أي الثقافة ) هي مجموعة القيم الروحية والمادية الواسمة لمجتمع ما , في تاريخ محدد , وتعني كل مجموعة الحقول التي تصف عملية النتاج الاجتماعي ( المعرفية – التاريخية – الاقتصادية – الأدبية ) وتعني أيضاً أدوات الاشتغال على / وفي تلك الحقول وهذا يخصّ العناصر الأيدلوجية والخطابات السياسية وحتى عناصر الشغل المعرفي .
ويتبدى الموقف الفعلي للقائمين بهذه العملية ( الحراك الثقافي ) إما بالتبشير والتطبيل حيناً وإما برفع السيوف في وجهها حيناً آخر , مبتعدين عن دورهم التوسيطي ( الموائماتي ) بين المُحدث الثقافي الجديد / نواتج العولمة / والإرث القديم المنغلق.
وتختلف الرؤى في تحديد ماهية الثقافة والمعرفة فها هو منارة الهند طاغور يقول :
(( المعرفة في الجوهر هي معرفة النفس , فما نعرفه عن العالم بمعزل عنا لا يعد كونه جملة من المعلومات النسبية , إن الإنسان هو تفتح عالمه الداخلي )) فهو هنا يضيف لمفهومنا الثقافي (المعولم ) إلى ما يمكن أن تولده تلقائياً من معرفة داخلية وتحد داخلي و إفرازاته المحيطية .
ولأن الشرق قاصر ثقافياً إضافة لقصوره التقني ,فإننا نكون أمام مرحلة إعادة قراءة الذات الداخلية و تفعيلها بما ينسجم والحراك الثقافي العالمي ,فالجهل هو الذي يقيدنا ويكبلنا بأنفسنا ويمنعنا من مجاراة المحيط ( البالغ معرفياً وثقافياً ) والمجتمعات القاصرة هي تلك المجتمعات المنقوصة الوعي والمثقفين .
نخالف بودلير في تشاؤماته حين شبه الحياة بأزهار الشر , ونخالف ما ذهب إليه ألياس أبو شيكة أيضاً عندما نعت الحياة بالقاذورة .
ومجرد الإذعان والاعتراف بوجود التحديات في مجتمعات قاصرة ( تبحث عما يمكن أن يساعدها على البلوغ المعرفي والثقافي ) لهو أمرٌ حتمي , وهو ما يعطي للمثقفين دفعاً وحافزاً , ليقوم بدوره الوظيفي الطبيعي بإنعاش ورفد مجتمعه القاصر .
وأن يتحولوا من حرّاس للأفكار إلى مولدين لها ومشاركين في تبيان ملاءمتها , والخروج من المقولات و الاتهامات الجاهزة كالصراع الإلغائي , ولا نريد أن يكرر بعضهم المقولة التي قالها توماس فريدمان (بغضب ) :
” العولمة أمر واقع وعلى اللاعبين العالميين إما الانسجام معه واستيعابه أو الإصرار على العيش في الماضي وبالتالي خسارة كل شيء , ذلك أن الخيارات باتت اليوم أضيق منها في الزمن الماضي , وأنه لا بدّ من قبول الأمر الواقع ”
وهي مقولة إحباطية بمفهومنا كمجتمع قاصر غير قادر على مصارحة نفسه أولاً والوقوف على الجرح الواضح المعالم ثانياً.
وبالتالي علينا الابتعاد عن مفاهيم النخبوية المصطفاة التي تمارس دورها الانتهازي الرجعي دون التنويري , فالعصر بتقنياته المتسارعة يبصر ويعيد إنتاج منظوماته كافة ( حتى الـقـبـّـلـيـة منها !!).
فالحاضن البيئي المجتمعي القائم على أشكال اجتماعية ( طقسية – الغائية ) عفا عليها الزمن وللوعي الداخلي ( المتولـّد الجديد ) في هكذا مجتمعات سواء كان مثقفاً أو خارج معادلة الحراك الثقافي ككل , ولكنه يمارس دوراً معرفياً عاماً وهو الأساس .
فالكثيرون ممن تنبئوا بفشل واندثار المفهوم الإنساني في هذا الصراع والتحدي العولمي ولا زال الكثيرون ينظرون للعالم ومعادلات حراكه الثقافي والمعرفي من خلال مقولة دوستويفسكي الشهيرة :” الجمال سيخلص العالم ”
والجمال المتولد من محبة الكون المحبة التي قال فيها شاعر الأمل والفرح طاغور :
” أن نعطي بفرح كما أخذنا بفرح , أن الكون هو نحن وأننا الكون ”

::. محمود عبدو عبدو
::. كاتب كردي من سوري / بلدة ديرك



#محمود_عبدو_عبدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا ...جدا
- غرفة محشوة بالأماني


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمود عبدو عبدو - التحدي العولمي والحراك الثقافي