|
من نبوكد نصر - الى رجال الدين - يد بيد لتدمير سوريا وفلسطين
طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 5862 - 2018 / 5 / 2 - 02:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
على مر التاريخ تقع الشعوب المتدينة بقبضة القوى العسكرية العظمى -- لأن الشعوب المتدينة لا تأخذ بالاستعدادات العسكرية محمل الجد للدفاع عن أوطانها وتكتفي بتعويل الحروب والمصائب على قدرة الله عند الدفاع عن نفسها--- وغلبا ما تتفاجئ بخيبة الأمل مما عولوا عليه --لان الحروب لا ترد بالدعاء ولا بالتضرع إنما بالاستعدادات العسكرية اللازمة لردع الإخطار—لرجال الدين والكهنة دور كبير في تعويل قدرة الله على النصر وردع الإخطار عن طريق الأمثلة الدينية التاريخية المزيفة لإعادة الأمجاد—أولا –وثانيا-- لإزالة هاجس الرعب من قلوب الناس تحسبا مما ستؤول إليه عواقب الحرب--عليهم على أطفالهم ونسائهم ومصادر رزقهم--- ونتيجة للانقسامات الدينية والقومية والطائفية بين أقاليم سوريا الثلاث بات لقمة المنطقة سائغة أما جيش نبوكد نصر مما سهل عليه الوصل الى أورشليم – التي لم تشهد فيها استعدادات عسكريه عند سماعهم تهديداته إنما استعدادات دينيه --صلاة وصوم وتضرع وطقوس أمام هيكل الرب –بتوجيه من الكاهن الياقيم ضاربا لهم مثلا تاريخيا مزيفا عن انتصارات السلف-- موسى وأتباعه على العمالقة – الإصحاح-- -- واذكروا موسى عبد الرب كيف قهر العمالقة الذين كانوا متكلين على وقدراتهم وجيوشهم وتروسهم ومراكبهم وفرسانهم فقهرهم لا بالسيف بل بالصلوات الطاهرة فواظبتم على العمل الذي بدأتم به فازدادوا تضرعا فلم يبرحون من أمامه
علما ان موسى وأتباعه رفضوا قتال العمالة الجبارين ورضوا العيش كأقليات مضطهده بين شعوب المنطقة
يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ{21} قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ{22} قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{23} قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ{24} قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ{25} قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ{26}
قديما وحديثا سبب دمار الشعوب هو الدين السياسي بكل توجهاته الطائفية والقومية – حتى أصبحت المنطقة مرتعا للعصابات العقائدية التي تسعى لإعادة الأمجاد على حساب الأقليات الضعيفة والطوائف المنهكة بسبب الانتقام وحرب الوكالة التي تمارس لحساب دول عظمى وأخرى إقليمية الخاسر فيها شعوب ليس لها ناقة ولا جمل غير أنهم جزء من مكونات هذه المنطقة ---
يهوديت-- الإصحاح رقم 4
لما سمع بنو إسرائيل المقيمون بأرض يهوذا سقوط كافة الأقاليم المجاورة لأورشليم بيد نبوكد نصر-- خافوا بان يفعل بها وبهيكل الرب كما فعل بسائر المدن فأرسلوا الى وجهاء السامرة وأريحا بالسيطرة على رؤوس الجبال وتحصين القرى وتخزين الحنطة استعدادا للقتال ---فكتب الكاهن الياقيم الى الساكنين في صحراء يزرعيل ودوتان ان يضبطوا الممرات والمضايق والجبال المؤدية الى أورشليم ففعلوا --أما الشعب فصرخ للرب بابتهال عظيم مذللين نفوسهم بالصوم والصلاة فلبس الكهنة المسوح وطرحوا الأطفال أمام هيكل الرب وغطوا المذبح بمسح --وصرخوا للرب اله إسرائيل بان لا يجعل أطفالهم ونساءهم غنيمة لأعدائهم—ولا مدنهم خرابا ولا أقداسهم نجاسة وعارا بين الأمم --أما الكاهن الياقيم جاب بين الإسرائيليين قائلا اعلموا ان الرب سيستجيب لصلواتكم-- ان واظبتم على الصوم والصلوات أمامه-- واذكروا موسى عبد الرب كيف قهر العمالقة الذين كانوا متكلين على وقدراتهم وجيوشهم وتروسهم ومراكبهم وفرسانهم فقهرهم لا بالسيف بل بالصلوات الطاهرة فواظبتم على العمل الذي بدأتم به فازدادوا تضرعا فلم يبرحون من أمامه ---وكان الذين يقدمون المحرقات للرب يلبسون المسوح يقربون الذبائح والرماد على رؤوسهم وكانوا يصلون لله من كل قلوبهم بان يفتقد شعبه إسرائيل
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من نبوكد نصر - الى نتنياهو وترامب - يد بيد لاستعباد الشرق ال
...
-
من نبوكد نصر-- الى ترامب -- يد بيد لتدمير سوريا
-
خارطة الشرق الأوسط القديم-- المنطقة العربية
-
خراب نينوى—العراق وسوريا وأمريكا وبريطانيه وإسرائيل
-
خراب نينوى –شيوخ الدين
-
خراب نينوى –الشرعية في اختيار الرئيس
-
خراب نينوى –خرافة الطب الديني
-
رد على مقالة وفي نوري جعفر
-
خراب نينوى – التقاليد الصحراوية الرعوية
-
خراب نينوى --سنة صلاة النكاح
-
خراب نينوى – الزواج الكهنوتي الطوعي
-
خراب نينوى – الطقوس الوثنية
-
خراب نينوى – الجغرافية المقدسة
-
خراب نينوى 3—قتل الأزواج
-
خراب نينوى –2 --الاغتيالات السرية
-
خراب نينوى --1
-
نحميا -- بين التطرف العقائدي والتعصب القومي
-
كرنفال مجوسي على أسوار أورشليم
-
تأسيس المحفل الكهنوتي
-
قوانين الثيواقراطية الاستبدادية
المزيد.....
-
تعــرف على موعد انتهاء تسجيل الحج 1446 بالإمارات وخطوات التس
...
-
قائد بحرية حرس الثورة الاسلامية اللواء تنكسيري: نعد أنفسنا ل
...
-
قائد بحرية حرس الثورة الإسلامية اللواء تنكسيري: نحن من يرسي
...
-
غني مع البيبات الصغار.. تردد قناة طيور الجنة بيبي على قمر ال
...
-
قائد بحرية حرس الثورة الاسلامية: أعددنا أنفسنا لجميع الظروف
...
-
المرصد الأورومتوسطي: تم استهداف 17 مركزا و62 آلية تابعة للهي
...
-
المرصد الأورومتوسطي: استهدفت -اسرائيل- 15 مركزا طبيا تابعا ل
...
-
حسام بدران: الفلسطينيون هم خط الدفاع الاول عن الامة العربية
...
-
عراقجي: حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستمرة بعلاقاتها
...
-
ايران تدعو إلى تكثيف التحركات للدول الإسلامية ضد كيان الاحتل
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|