|
أولويات السياسة الخارجية الروسية في عهد فلاديمير بوتن
احمد حسين قاسم
الحوار المتمدن-العدد: 5862 - 2018 / 5 / 2 - 00:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لعل أهم معضلة خارجية واجهت روسيا، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، هي كيفية صياغة سياسة خارجية جديدة في ظل حالة الانهيار الشامل لورثة الاتحاد من ناحية، وفى ظل النظام العالمي الجديد الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة من ناحية أخرى فقد انهار الاتحاد السوفيتي، وتفككت مؤسساته، أو ـ على الأقل ـ دخلت في حالة سيولة شاملة واختراق خارجي، وأصبح من المتعين بناء أجهزة صنع سياسة خارجية جديدة، وصياغة منظور جديد للتعامل الدولي الروسي، وذلك كله في ظل الظروف والأزمة العامة التي شهدها المجتمع الروسي بسبب التفكك فقد تراجع الأداء الاقتصادي، وظهرت قوى سياسية جديدة في المجتمع تطالب بالتحول نحو سياسات خارجية جديدة()، وحدثت حالة شاملة من عدم الاستقرار السياسي، وتزايدت الحركات المطالبة بالانفصال ومن ثم واجهت روسيا مشكلة "إعادة هيكلة" السياسة الخارجية في ظروف التفكك الشامل المحيط بها، والأزمة العامة من ناحية ثانية فقد ورثت روسيا التركة الدولية للاتحاد السوفيتي، بما في ذلك مقعده في مجلس الأمن وسفاراته في الخارج، وورثت أيضا ترسانته النووية وأدوات نقلها (الصواريخ عابرة القارات) ومن هنا، جاءت المعضلة الثانية، وهى كيف يمكن صياغة مركز دولي جديد لروسيا يتفق مع مقدرتها العسكرية، و يعترف بضعف اقتصادها، وبأنها قد هزمت فى الحرب الباردة كيف يمكن التوفيق بين مقتضيات عظمة روسيا كقوة كبرى، والالتزامات الضخمة لتلك العظمة، والتي لا تستطيع روسيا الوفاء بها؟ من ناحية ثالثة، فقد تزامن مع استقلال روسيا صعود قوى دولية جديدة، كالاتحاد الأوروبي، الذي تكون بموجب معاهدة ماستريخت التي وقعت في الشهر نفسه الذي انهار فيه الاتحاد السوفيتي، والصين، التي حققت معدلات للنمو بلغت 12% في المتوسط في التسعينيات، بالإضافة إلى النمور الآسيوية وبالتالي، أصبح من المتعين على روسيا أن تصوغ سياسات خارجية للتعامل مع القوى الصاعدة الجديدة ، وهنا لابد لنا من ذكر أولويات السياسة الخارجية الروسية في مراحلها والتي سنبدؤها من مرحلة ما بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي . شهد عام 1999 إعلان الرئيس الروسي السابق بوريس يالتسين تقديم استقالته عن رئاسة البلاد ليصبح بذلك الوزير الأول في تلك الفترة فلاديمير بوتن رئيسا بالنيابة. حيث قام يالتسين باختيار هذا الأخير بعد سنوات طوال قضاها هذا الضابط في جهاز المخابرات يمارس مهامه في أجهزة الدولة الروسية بإخلاص، حيث يقول عن يالتسين في كتابه (الماراتون الرئاسي) قائلا: (حينما كنت أسأله عما إذا كان مستعدا لتولي منصب رئيس الوزراء، كان يجيبني على الفور وبأسلوب عسكري قائلا: سأعمل في أية وظيفة توكلني إليها)() كما كتب عنه في مذكراته يصف إعجابه به قائلا: يمتلك بوتن عينان مثيرتان للانتباه عينان تقولان أكثر مما تقوله كلماته… لذي شعور بأن هذا الرجل الشاب لإمكانه مواجهة كل التحديات)()مما يعني أن بوتين كان يتمتع بالثقة الكافية ، أما سياسة بوتن الخارجية فيمكن تقسمها إلى ثلاث مراحل تجلت المرحلة الأخيرة واضحة فيما ذكرته سابقاً وفيما سيأتي من شروحات حول السياسة الروسية في هذا المبحث وفي نظرته العسكرية ولمساته الواضحة على الأقتصاد الروسي ،وسأقتصر بالحديث عن المرحلتين اللاحقتين :
أ. المرحلة الأولى فترة عهدته الأولى وقد بدأت ملامحها بالظهور حتى قبل تعيين بوتن رئيسا، حيث أولى اهتماما كبيرا بتطوير علاقة روسيا مع الغرب معتمدا بذلك خيار الاستمرارية مع الدبلوماسية اليالتسينية حيث كان يدعو كبار المسؤولين الغربيين أمثال اللورد جورج روبرتسون الأمين العام لحلف النيتو سابقا في محاولة تهدف إلى إعادة إحياء العلاقات مع هذا الحلف وهذا على الرغم من معارضة الجيش لهذا التقارب()، كذلك دعا رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير إلى سان بطرسبرغ وأقنعه بنيته في إقامة علاقات أ،كثر دفئا بين روسيا والغرب وإلى إعادة بناء جسور الثقة التي هدمتها طائرات حلف الأطلسي مع هجومها على كوسوفو 1999م.() هذا وقد سعى الخطاب الرسمي إلى الترويج لفكرة (العالم متعدد الأقطاب) التي جاء بها يفغيني بريماكوف مع مراعاة عدم إثارة توترات مع الغرب ، خاصة وأن البلاد خرجت لتوها من أصعب الأزمات الاقتصادية لفترة ما بعد الاتحاد السوفيتي وهي (أزمة 1998) التي شهدت انهيار رهيبا تبعه انخفاض للأسهم الروسية وانهيار سعر صرف الروبل حيث كان 1 دولار=5400 روبل وما تبع ذلك من بطالة وتدهور لمستوى المعيشة وعجز في الميزانية…الخ، بما لا يسمح لروسيا بارتكاب أي أخطاء في سياستها الخارجية وأكثر من ذلك السعي لعدم الدخول في صراع مع أي من الدول الغربية.()
ب. المرحلة الثانية فترة الولاية الثانية: وقد ظهرت ملامحها مع إعادة تنصيب بوتن للمرة الثانية على رأس هرم السلطة في روسيا بعد انتخابات مظهرة بذلك دعما شعبيا قويا لبوتن وسياسته. وقد تميزت الولاية الثانية من حكم بوتن بتدهور العلاقات بين روسيا والدول الغربية بصفة عامة ولعل ذلك يرجع إلى تشابك العديد من العوامل والظروف كالتناقضات الواضحة داخل المجتمعات الغربية فيما يخص مسألة دعم روسيا واعتبرها دولة غريبة،خيبة أمل موسكو بشأن مدى صدق نوايا العواصم الغربية في مرافقة ودعم التحولات في روسيا، الحرب الأمريكية في العراق، القلق الأمريكي الرسمي من تنامي القوة الروسية وانتهاكها لحقوق الملكية الخاصة، وإتباعها سياسات حمائية حيث اتهم بوتن بأنه رئيس شيوعي بثوب ليبرالي، ومعاد للاقتصاد الحر(). ولعل ما زاد الأمر صعوبة هو اتهام السيناتور الأمريكي جون ماكين وعضو الكونغرس توم لانتوس لروسيا في 2003 على أنها: (نظام استبدادي تسلطي) كذلك التصريحات التي أطلقها كاتب الدولة للخارجية(كولين باول)في 2004 والتي نشرتها صحيفة (إزفيستيا) الروسية حيث قال :(لقد جعلتنا بعض التطورات في الحياة السياسية الروسية وفي سياستها الخارجية نعيد حساباتنا من جديد، إن النظام الديمقراطي في روسيا، كما يبدو لنا لم يحقق بعد التوازن الضروري بين السلطات التنفيذية، التشريعية والقضائية، كما أن السلطة ما تزال غير ملتزمة بشكل كامل بالمعايير القانونية، أما الأطراف الأساسية في المجتمع المدني الروسي من وسائل إعلام وأحزاب سياسية فهي ليست مستقرة ولا مستقلة إلى حد الآن، ونحن قلقون إزاء سياسة روسيا الداخلية في الشيشان، بالإضافة إلى سياستها تجاه جيرانها الذين كانوا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي)()0 ولعل كل هذه التوترات تم أخذها بعين الاعتبار أثناء وضع السياسة الخارجية الجديدة لروسيا، وكان ذلك في اجتماع للرئيس بوتن مع السفراء الروس في كل العالم في عام 2004 وضع فيه الإستراتيجية الروسية في السياسة الخارجية، هذه الإستراتيجية تضمنت نقاط أساسية وهي:
⦁ اعتماد السياسة الخارجية كأداة من أدوات تطوير البلاد. ⦁ أولوية العلاقات من دول الخارج القريب. ⦁ الحرص على إقامة علاقات متوازنة مع أوروبا وحلف النيتو. ⦁ البدء بالتعاون مع الدول الواقعة في الساحل الآسيوي من المحيط الهادي بهدف تطوير سيبريا. هذه النقاط تحمل في طياتها العديد من الدلالات حيث أصبحت السياسة الخارجية في عهد بوتن أكثر تحديدا ووضوحا، من خلال: - تراجع الكرملن عن فكرة الاندماج في المجمع الأوروبي على الأقل في المدى القريب. – التحرر من العقدة الهوياتية المتمثلة في الانتماء الروسي هل يكون ضمن الحضارة الغربية أم الشرقية. – اللجوء إلى سياسة أكثر واقعية تحاول إحداث توازن بين الطموحات الكبيرة لروسيا وإمكاناتها التي تبقى محدودة. – محاولة الابتعاد عن فكرة المواجهة مع الغرب وتكثيف الجهود الرامية إلى ضمان دور مهيمن لروسيا على خارجها القريب. () لذلك فقد علق أحد الملاحظين على هذه السياسة الخارجية قائلا: أنها تسعى للبحث عن طريق ثالث في العلاقات الدولية، طريق لا يسعى إلى الاندماج مع الغرب، وفي نفس الوقت لا يسعى إلى المواجهة معه، أو إلى (شراكة انتقائية) مع الغرب قائمة على أساس الحفاظ على المبادئ والأسس والقيم الروسية، طريق يمكن أن نختصره بالعبارة(معا ولكن منفصلين) كتب المفكر ديمتري ترينين محللا السياسة الخارجية لبوتن قائلا)بعد تغلبها على أزمة هويتها تقدم روسيا نفسها كلاعب دولي مستقل، مبعدة نفسها عن الغرب، وأفضل ما يمكن أن تقول هو أنها تسعى للعب دور القوة العظمى تحت ظروف دولية جديدة(.()00 أما في المرحلة الحالية من حكم بوتين فقد شهدت الساحة الدولية العديد من الأزمات كان للخارجية الروسية موقفاً ظهرت من خلاله هيبة الدولة الروسية وقدرتها على الوقوف ضد التفرد الأمريكي والغربي في القرار الدولي وما موقفها من الموضوع النووي الإيراني والموقف من قضية سوريا إلا مثالاً لقوة وقدرة الخارجية الروسية الحالية 0
مبدأ بوتين : عندما جاء بوتين إلى السلطة عام 2000، سعى إلى تعميق التوجه الأورواسىوي فى سياسة روسيا الخارجية ففي ذات العام قدم عدة مبادئ لسياسة روسيا الخارجية عرفت باسم(مبدأ بوتين)وفى مقدمة تلك المبادئ التركيز على برامج الإصلاح الداخلي على حساب السياسة الخارجية، وهى الفكرة التي سماها بعض الدارسين بأن (الأهداف الداخلية تلغى أهداف السياسة الخارجية الروسية) من ناحية أخرى، فإن مبدأ بوتين ركز على تطوير دور روسيا في عالم متعدد الأقطاب لا يخضع لهيمنة قوة عظمى واحدة، والعمل على استعادة دور روسيا في آسيا والشرق الأوسط بشكل تدريجي، وعدم السماح للغرب بتهميش الدور الروسي في العلاقات الدولية وقد أضاف مبدأ بوتين ثلاثة عناصر جديدة للسياسة الخارجية الروسية، أولها: إنه إذا استمر توسع حلف الأطلسي شرقا من روسيا، فستسعى إلى دعم الترابط بين دول الاتحاد السوفيتي السابق لحماية منطقة دفاعها الأول ثانيها: إن روسيا تعارض نظام القطبية الأحادية، ولكنها ستعمل مع الولايات المتحدة في عدة قضايا مثل الحد من التسلح وحقوق الإنسان وغيرها وأخيرا، فإن روسيا ستعمل على دعم بيئتها الأمنية في الشرق عن طريق تقوية علاقاتها مع الصين والهند واليابان.()0 لكن أحداث 11 أيلول عام 2001 في الولايات المتحدة وما تلاها من تحول في الإستراتيجية العالمية للولايات المتحدة نحو الحرب الهجومية، واعتبار الإرهاب بمثابة القضية المحورية للسياسة الأمريكية، أدت إلى حدوث تحول في السياسة الخارجية الروسية نحو التوجه الأورو ـ الأطلسي فقد سعى بوتين إلى استثمار التحول الأمريكي بإحداث تحول مماثل نحو دعم الإستراتيجية الأمريكية الجديدة من خلال تقديم روسيا على أنها شريك فى محاربة الإرهاب، أملا في الحصول على دعم أمريكي ضد الحركة الانفصالية الشيشانية، والتخلص من النظام الأفغاني المناوئ (نظام طالبان)، والحصول على دعم اقتصادي أمريكي وفى هذا الصدد، كتب ايجور ايفانوف، وزير خارجية روسيا، مشيرا إلى أن أحداث عام2001 جعلت توجه روسيا نحو الغرب يسير في اتجاه الاندماج في الفضاء الغربي كما تحدث بوتين، مشيرا إلى أن جذور روسيا ترتد إلى القيم الغربية (). وقد عمق من هذا التحول أن دول آسيا لم تتحمس لفكرة إنشاء ائتلاف دولي آسيوي يضم روسيا على حساب علاقاتها مع الولايات المتحدة، وهى الفكرة التي كان بريماكوف، رئيس وزراء روسيا السابق، قد طرحها في 1998 وعلى سبيل المثال، فإن الهند لم تتحمس لمشروع انضمامها إلى منظمة شنغهاي للتعاون بناء على اقتراح روسي، حيث إنها رأت أنه يؤدى إلى تقارب أكثر من اللازم مع روسيا على حساب علاقاتها بالولايات المتحدة أضف إلى ذلك أن الأزمة الاقتصادية الروسية قد تعمقت، كما أن الدول الصناعية السبع الكبرى دائنة لروسية بنحو 148 مليار دولار، مما يضع روسيا دائما على حافة الإفلاس إذا قررت تلك الدول المطالبة بديونها. في إطار هذا التوجه، أيدت روسيا الغزو الأمريكي لأفغانستان في أكتوبر سنة 2001، بل وسهلت للولايات المتحدة ـ ولأول مرة ـ الحصول على قواعد عسكرية في بعض دول آسيا الوسطى، كما حدث فى حالة أوزبكستان، يسهل منها غزو أفغانستان، كما دعمت تحالف الشمال للتنسيق مع الغزو الأمريكي كذلك اقترح الرئيس بوتين على الولايات المتحدة في عام 2003 التعاون في مجال الدفاع الصاروخي، وهو الأمر الذي سبق أن اقترحه يلتسين سنة 1993.() لكن روسيا ما لبثت أن تحولت عن هذا التوجه نحو التوجه البديل في ظل بوتين أيضا و يرجع ذلك إلى عدة عوامل، أهمها السياسة الانفرادية التى اتبعتها الولايات المتحدة بعد 11 ايلول سنة 2001، والتي همشت الدور الروسي، وهو ما تمثل في عدم اكتراثها بالمعارضة الروسية لغزو العراق في مارس سنة 2003، أو التشاور مع روسيا حول مستقبل إقليم كوسوفو كذلك، فقد أدى ارتفاع أسعار النفط إلى زيادة الناتج القومي الروسي وتقليل اعتمادها على المساعدات الغربية، وهو ما تمثل في تحول روسيا لأول مرة لأن تكون في المرتبة الأولى بين دول رابطة الدول المستقلة في ترتيب التنمية البشرية، طبقا لإحصاءات تقرير التنمية البشرية السنوي سنة 2006 الجديد هنا هو أن بوتين حاول المزج بين التوجهين الأورو ـ أطلسيى والأوراسى الجديد في سبيكة سياسية جديدة تحقق لروسيا المكانة الدولية، وتنوع البدائل من ناحية، دون أن يعنى ذلك الصدام مع الولايات المتحدة أو أوروبا.
مجالات ومحددات السياسة الخارجية الروسية اعتمدت الخارجية الروسية على عدت دوائر وحسب مراحل نموها ومدى استقرارها السياسي والاقتصادي وفي كل هذا الدوائر كان الهاجس الرئيسي تحقيق أهداف الإستراتيجية السياسية والاقتصادية والعسكرية لروسيا وتختص أولى الدوائر بأوربا والولايات المتحدة ثم الدوائر الأسيوية ذات الأهمية الإستراتيجية وأخيرا دائرة الشرق الأوسط: أولا –الولايات المتحدة وأوربا وتبدأ هذا المرحلة مع بداية عقد التسعينات بخطاب الرئيس الروسي بولس يلتسن أمام مجلس الأمن الدولي في 1992 والذي أكد فيه بان روسيا تعد الولايات المتحدة ودول أوربا ليس شركاء فقط بل حلفاء أيضاً0 وعلى حد تعبير فلادمير بنارتكو الدبلوماسي الروسي بأنه سوف تكون المنافسة تجارية مع واشنطن وليس إيديولوجية ()0وقد أكد هذا الاتجاه الرئيس الأمريكي بيل كلنتون خلال زيارته الى موسكو في عام 2000مضيفاً بأن ليس لديه اعتراض على العمل مع روسيا في بناء نظام دفاعي صاروخي مشترك والذي سوف يوقف الصواريخ الموجهة الى روسيا والولايات المتحدة من قوى معادية في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر0إلا أن أكثر المسائل التي أدت الى خلافات مهمة بين روسيا والولايات المتحدة هي مسألة نقل التكنولوجيا النووية الروسية ذات الاستخدام المزدوج الى دول تعدها الولايات المتحدة دول خارجة عن القانون كإيران وكوريا الشمالية .وجاءت ردود الولايات المتحدة قوية ومهددة بقطع المساعدات عن روسيا وبرزت هذه الحالة بوضوح في قضية بيع مفاعل نووي روسي الى إيران ولكن الأهداف الروسية كانت أبعد من قضية مفاعل فالهدف كان تحركات سياسية ذات طابع استقلالي عن الولايات المتحدة وخصوصاً في المناطق المهمة من العالم وهذا ما يمكن أن نلمسه في تصريح إيفريني بريماكوف وزير الخارجية الروسي خلال زيارته الى إيران عام 1996 بقوله ( إن الكرملين عازم على انتهاج سياسة مستقلة عن الولايات المتحدة تجاه إيران وأن موسكو لن تتراجع عن سياسة التعاون العسكري والنووي مع إيران فضلاً عن تطوير علاقاتها الاقتصادية وليس من مصلحة روسيا أن تسقط جميع أوراقها الدبلوماسية في إمكانية الضغط أو المساومة أو المقايضة مع الولايات المتحدة)()0 وبشأن المشاكل النووية الإيرانية يؤكد الرئيس بوتين ( أن موسكو تعمل على إخراج هذه المشكلة عن نطاق المواجهة معبراً عن قلقة من تزايد الحضور العسكري الأمريكي في منطقة الخليج ومشيراً الى أن روسيا لم تحصل من واشنطن على ضمانات مؤكدة بعدم مهاجمة إيران() ومنذ الساعات الأولى التي تلت هجمات 11 أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة أعلن الرئيس الروسي فلادمير بوتين وقوف روسيا في صف الولايات المتحدة في وجه الإرهاب وبذلك كان قراره التخلي عن السياسة الخارجية الروسية القائمة على منافسة الولايات المتحدة وإدراج بلاده ضمن التحالف الدولي المناهض للإرهاب حيث وصف البعض قراره هذا بأنه تحول جاد في السياسة الخارجية الروسية وتبرز أهم ملامح هذا التحول في السياسة الخارجية الروسية من خلال توصيات الرئيس بوتين حول التدخل العسكري في أفغانستان وهي :- ⦁ أن المشاركة في التحالف ضد الإرهاب قد أعطى لروسيا الحق في استعمال المجال الجوي الأفغاني لطلعات ذات أهداف إنسانية 0 ⦁ منح حق الاستفادة من معلومات الاستخبارات الروسية وأيضاً خبرة روسيا الواسع عن المواقع الأفغانية0 ⦁ التوصية بالاكتفاء بالمساندة الخارجية وترك الأفغان لتحرير أنفسهم من حكم طالبان وقد حرص الرئيس بوتين على تحديد النقاط التي تحكم المشاركة الروسية في التحالف الدولي بقيادة أمريكية ضد الإرهاب منها التبادل الايجابي والمثمر في الاستخبارات كذلك فتح المجال الجوي الروسي أمام طلعات جوية من اجل الإغاثة الإنسانية والإسهام في عمليات إنسانية محتملة أجل إغاثة كل الأراضي الأفغانية وأيضاَ السماح باستخدام القواعد العسكرية في دول أسيا الوسطى التابعة لروسيا وتقديم المساعدات للتحالف الشمالي في أفغانستان ()0 وفي العلاقة مع الدول الأوربية سعى الرئيس بوتين الى تحسين العلاقات معها فقد دعا وزراء خارجية ألمانيا وأيطاليا وبريطانيا وفرنسا الى زيارة روسيا وإجراء محادثات في العلاقات والتعاون الثنائي وخصوصاً فيما يتعلق بموقفهم من الشيشان ()0 لقد سعت روسيا من خلال عضويتها في مجموعة الدول الثمانية الكبرى الى تفعيل برنامج ( الشراكة من أجل التقدم والمستقبل المشترك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا( وجرى تبني هذا البرنامج في قمة مجموعة الدول الثمانية الكبرى التي عقدت في الولايات المتحدة في عام 2004 وأخذت روسيا على عاتقها في فترة ترأسها لنادي الكبار تنظيم العديد من الفعاليات في إطار هذا البرنامج فقط أصرت روسيا مع عدد من البلدان الأوربية والعربية على تحويل الخطة الأمريكية الخاصة بنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط الى برنامج للشراكة0 وأكدت روسيا على ضرورة أن تراعي جميع مشاريع الإصلاح والتحديث خصائص كل بلد وأن تحظى بموافقتها علاوة على سعيها للتقريب بين مواقف أغلب البلدان تجاه مسائل الإصلاحات الجارية في المنطقة ()0
الدائرة الأسيوية : لقد جاء تجاهل الغرب للمطالب الأمنية الروسية في القارة الأوربية في ضم دول شرق ووسط أوربا الى الحلف الأطلسي دفاعاً قوياً لتوجه موسكو الى الشرق الأسيوي لتعويض انحسارها الأمني على الساحة الأوربية وازدياد إدراكها لأهمية المصالح المشتركة التي يمكن أن تتحقق مع الدول الأسيوية ومن هنا جاء التقارب الروسي مع الدول المهمة في أسيا منها الصين واليابان والهند وغيرها()0 فقد شهدت السنوات الأخيرة تحسناً ملموساً في علاقات روسيا مع الصين وبدء تطور هذه العلاقات منذ عقد التسعينات عندما قام الرئيس الصيني زيانج زيمين بزيارة موسكو في نيسان 1997 حيث صدر إعلان ( سيباس) المشترك والذي يفتح المجال أمام إمكانية قيام شراكة إستراتيجية بين البلدين وأيضاً أتفاق خماسي يشترك كل من كازاخزتان وطاجكستان وقريغزستان لخفض حجم القوات المسلحة على الحدود الفاصلة بين الدول الأربعة والصين ()0وفي العلاقات مع اليابان شهدت خطوات إيجابية لتحسين العلاقات بينهما مثلت تحولاً من مرحلة التوتر الكامل في العلاقات الروسية اليابانية الى مرحلة جديدة تتسم بالسعي الى تحقيق التفاهم فيما بينهما بشأن قضايا العلاقات بينهما وخصوصاً فيما يتعلق بجزر الكوريل ، وتسعى روسيا للاستفادة من الإمكانيات الهائلة لليابان في دعم برامجها الإصلاحية وخصوصاً تطوير منطقة الشرق الأقصى في روسيا ، واستراتيجيا مثل التوتر في العلاقات بين البلدين بفعل القدرات العسكرية الروسية ومخاوف اليابان من هذه القدرة المتطورة أحدى القضايا الرئيسة في علاقات الدولتين في مراحل متعددة 0 إلا أن أهم ما يميز تطور السياسة الخارجية الروسية تجاه اليابان هو غلبة الاعتبارات والقيود المفروضة من البيئة الداخلية على السياسة الخارجية وإمكانية إحداث تغيير ملموس في موقف البلدين في قضايا الخلاف لقد أدت توجهات التيار المحافظ والتيار القومي في روسيا الى قيود على تنفيذ الأفكار التي أقترحها الرئيس يلتسن لحل مشكلة جزر الكوريل بين البلدين ()0وفي عام 2000 زار الرئيس بوتين طوكيو حيث كرر الجانب الياباني مطالبه الإقليمية باقتراح رئيس الوزراء الياباني بأن (تمتد حدود بلاده لتضم جزر الكوريل ) فكان رد الرئيس بوتين اكتفى بالقول بأن ( اقتراح شجاع ومدروس ولكنه لا يتفق مع رؤية روسيا() ) فالدبلوماسية الروسية على الرغم من تحركها نحو اليابان في محاولة تحسين العلاقات بين البلدين بعد مرحلة طويلة من التوتر والسعي من أجل تحقيق السلام إلا أنها لم تقدم أي مقابل ملموس يعكس رغبة حقيقية لتغيير الوضع القائم الذي أستمر لعقود وخصوصاً في حل قضية جزر الكوريل بين البلدين وفي النتيجة نجد أن الآليات الدبلوماسية المختلفة التي تسعى روسيا لتنفيذها في هذا الجزء من أسيا تعمل على إقامة أسس وقواعد أمن جديد يمنع حدوث مواجهات في المنطقة ومعالجة تصعيد الأزمات ، وتحقق الاستقرار والأمن في الإقليم يضمن لروسيا ممارسة دور اقتصادي وسياسي مؤثر وفعال في هذه المنطقة بعد الابتعاد عن الأدوات الأيديولوجية أو العقائدية وفي توجهاتها نحو تحقيق الاستقرار والسلام 0فالتحرك الروسي قد أحل التعاون والتنسيق في هذه المنطقة محل المواجهة والصراع وأدى دوراً إقليميا وفاعلاً في مختلف المجالات في تغيير التوجهات الروسية نحو المنطقة ()0وفي العلاقات مع الهند شهدت نيو دلهي زيارة مهمة للرئيس بوتين في عام 2000 حيث وقعت الدولتان العديد من الاتفاقيات جاء في مقدمتها إعلان المشاركة الإستراتيجية والذي وصف بأنه ( نقلة كمية ونوعية جديدة ) في العلاقات بين الدولتين وخلال هذه الزيارة أعلن الرئيس بوتين دعم بلادة من أجل الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي وعدها)مرشحا قويا ولائقا()، إلا أن بوتين أعاد التذكير بفكرة المثلث الصيني الروسي الهندي ()وفي هذا السياق كانت زيارة الرئيس بوتين للهند استكمالا لزيارته للصين في تموز عام 2000 واليابان في الشهر التاسع من العام نفسه من حيث تكريس التوجه الروسي شرقاً بعد أن سدت الأبواب في وجهه غرباً بعد توسيع حلف الأطلسي نحو دول الجوار القريب في أوربا الشرقية إلا أن إمكانية الحلف الروسي الصيني الهندي تبدو صعبة للغاية بسبب عدم تحمس الصين والهند للفكرة عندما طرحها رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف في عام 1989()0 إلا أن ما تقدم لا ينفي حقيقة أن الهند والصين قد حظيتا بحوالي 85%من الصادرات الروسية من الأسلحة خلال عام 2002 ولعل هذا يفسر حرص القيادة الروسية على تطوير العلاقات مع هاتين الدولتين00 دائرة الشرق الأوسط: بدت الروابط الاقتصادية بين روسيا ودول الشرق الأوسط محكومة بالاعتبارات المصلحية بدلا من الاعتبارات الأيديولوجية ولاسيما بعد فشل التجربة الشيوعية والتحول الى تبني اقتصاد السوق وخصخصة المشاريع الاقتصادية ، حيث أصبحت السياسة الخارجية الروسية تخدم السياسة الاقتصادية للبلاد ()0ويمثل تطوير التعاون الاقتصادي مابين روسيا ودول الشرق الأوسط احد الخيارات أمام روسيا لتطوير اقتصادها من دون الاعتماد على القروض والمنح الدولية التي تقيد حرية التصرف الخارجي لروسيا لاسيما تجاه قضايا منطقة الشرق الأوسط 0 ويؤكد الرئيس بوتين على أهمية تطوير العلاقات مع دول المنطقة بقوله ( كان تطوير العلاقات المتعددة الجوانب مع البلدان العربية وسيبقى توجها مهما في السياسة الخارجية لروسيا الاتحادية ويؤدي تعزيز الاتصالات المباشرة دورا مهما في هذا المجال ومن مصلحتنا في الوقت الراهن توسيع التعاون في المجالات ذات الأولوية كالطاقة والتجارة والتعاون الإنتاجي وتتوفر إمكانية كبيرة في مجال العلوم والتكنولوجيا الحديثة حيث تستطيع الموارد المالية العربية إذا اقترنت بالتكنولوجيا الروسية المعاصرة أن تعطي نتائج جيدة )()0 ويعود العامل الأهم في عودة الاهتمام الروسي الى الشرق الأوسط الى تنافس الشركات الغربية الكبرى على استغلال الثروات البترولية التي تزخر بها هذه المنطقة وما ترتب من إقصاء الشركات الروسية من المنافسة في المنطقة وهذا ما أكده أحد الباحثين الروس بقوله( أن ما يجري في الشرق الأوسط وفي الخليج لابد وأن ينعكس علينا أو في دول جوارنا القريب من الشيشان وطاجاكستان وأفغانستان )()0 لقد سعت روسيا الى تطوير علاقاتها مع إيران التي يتزايد اهتمامها بمحيطها الإقليمي وخاصة بعد أن دخلت إيران إطار التنافس للدخول الى جمهوريات آسيا الوسطى مع كل من تركيا المدعومة من الغرب وروسيا التي تعد هذه المنطقة مجالاً حيوياً لها ()0إلا أن التقارب بين روسيا وإيران يبرز عدة دوافع مهمة تجعل إيران تسعى الى ضمان موقف روسي الى جانبها وهي : أ- سعي الولايات المتحدة الى عزل إيران عن محيطها الإقليمي وتخويف روسيا من الإسلام الإيراني 0 ب- مخاوف إيران من الطروحات الوحدوية للتيارات القومية في أذربيجان من أجل أنشاء ( أذربيجان الكبرى ) مع وجود أقلية أذرية تقدر بحوالي عشرين مليون أذري في إيران مما يدفعها للتعاون مع روسيا لحل النزاعات العرقية في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز )0 ت- اعتماد إيران على روسيا في التزويد بالأسلحة كما أن حجم التبادل التجاري بينهما هو أكبر من حجم التبادل التجاري بين إيران والجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى0 ث- الاستفادة المشتركة من الثروات الطبيعية والنفطية في بحر قزوين 0 ج- الحصول على تكنولوجيا متقدمة والسعي للاستفادة من الدعم الروسي في مواجهة القضايا والمشاكل الإقليمية وإقرار التسوية لها ()0 ويمثل العامل الاقتصادي عاملاً محدداً ورئيسياً للساسة الروسية تجاه المنطقة فامتلاكها لأكبر مخزون نفطي في العالم يشكل اليوم أحد المحددات الأساسية في الإستراتيجية الروسية ويعود ذلك الى كلفة استخراج النفط الروسي في سيبيريا بسبب الصعوبات التقنية 0 وعلى الرغم من أهمية نفط بحر قزوين فان الرغبة الروسية في إضعاف النفوذ الغربي في منطقة الخليج تعزز أهمية نفط الخليج العربي لروسيا 00ويؤكد هذه الأهمية بكل وضوح ( فيكتور بوسفاليك ) بقوله) أن تعزيز دور روسيا في حفظ الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي دليل على الدور الإيجابي الذي تعتزم روسيا القيام به في المنطقة 0ذلك الدور الذي يتصل اتصالا مباشراً بالمصالح القومية الروسية ) وأضاف ( صحيح أن الحرب الباردة قد انتهت ولكن التنافس مازال موجوداً واللهجة القديمة المعادية للغرب تناسب الدبلوماسية الروسية الجديدة )()0 وفي العلاقات مع العراق انتهجت روسيا سلوكاً دبلوماسياً يؤكد خبرة واسعة في الشؤون الإقليمية ودأبت روسيا على معارضة القرارات الأمريكية ضد العراق إلا أن الموقف الروسي كان أكثر توافقاً مع متطلبات التفاوض السلمي مع رفض أي إجراء يؤدي الى المساس بوحدة العراق وكان هذا الموقف منسجماً مع أغلب المواقف العربية تجاه العراق ()0وفي مرحلة ما بعد انتهاء الاحتلال الأمريكي للعراق دأبت روسيا الى مد جسور التواصل مع الجانب العراقي والتي تكللت بالاتفاقات التي تم عقدها خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي الى موسكو عام 2013 وصفقات السلاح التي بدأت روسيا بتوريدها الى العراق 0 وتتطابق وجهة نظر روسيا مع العالم العربي والإسلامي في الكثير من الأمور والقضايا في مجال مكافحة التطرف والإرهاب والعمل على توسيع التعاون بين روسيا والعالم الإسلامي عبر منظمة المؤتمر الإسلامي واللجان المشتركة ضمن مجلس الأعمال الروسي – العربي وإنشاء مركز الحوار العربي – الروسي الرامي الى تفعيل التعاون الثقافي بين الجانبين والذي لاقى ترحيباً في مجلس السفراء العرب في روسيا الاتحادية ()0 مما تقدم نجد أن السعي الروسي نحو المنطقة العربية والخليج العربي تحديداً يقوم بالدرجة الأساس على معيار المصلحة فروسيا بحاجة الى رأس المال الخليجي أكثر من حاجتها الى خلق صدامات ومواجهات مع أي طرف كان ، ومحاولة إيجاد توازن مع كل الأطراف في المنطقة وإثبات دورها كدولة يعتمد عليها من قبل دول الخليج العربي سواءً دول مجلس التعاون الخليجي أو العراق أو إيران ، وفي هذا نجد أن روسيا وتحركاتها تسعى الى عدم تجاهل طرفي المعادلة في ميزان القوى على المستوى الإقليمي0 وإزاء استمرار عدم الثبات في الوضع الأمني والسياسي في العراق وما يجري اليوم في سوريا واحتمال احتدام النزاع الغربي والإسرائيلي مع إيران توجه البلدان الخليجية أنظارها الى روسيا متوقعة أن تؤثر على من اعتاد على الحرب لحل المشاكل كما يروق لهذه الدول أن روسيا ترفض مقاطعة حركات المقاومة الإسلامية كحماس في فلسطين في حين تتمنى الولايات المتحدة أن تفشل هذه الحركات في سعيها لتشكيل الحكومات ()0 ولا بد من التأكيد أن اتجاه الشرق الأوسط في السياسة الخارجية الروسية كان من أكثر الاتجاهات نجاحاً في العام 2006 فقد برز التعاون الروسي – المصري ليشكل مثالاً واضحاً على عودة روسيا الى منطقة الشرق الأوسط في المجال الاقتصادي والتعاون الروسي في مجال تسليح الجيش العراقي في عام 2013 و 2014 والموقف الروسي من القضية السورية
#احمد_حسين_قاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الابعاد المستقبلية لتاثير العولمة في ايران
-
النظرة المشتركة للقضايا الدولية بين الصين وأوكرانيا
-
جوانب التشابه بين الصين و اوكرانيا
-
الاستنتاجات واستقراء المستقبل لدور المؤسسات التمويلية في الا
...
-
توماس الاكويني
المزيد.....
-
فرمت سيارته.. الداخلية القطرية تتحرك ضد -مُفحط-
-
المفوضية الأوروبية تعلن تحويل دفعة بقيمة 4.1 مليار يورو لنظا
...
-
خنازير معدلة وراثيا..خطوة جديدة في زراعة الأعضاء
-
موسيالا -يُحبط- جماهير بايرن ميونيخ!
-
نتنياهو يؤكد بقاء إسرائيل في جبل الشيخ بسوريا
-
فون دير لاين: الاتحاد الأوروبي يعد الحزمة الـ16 من العقوبات
...
-
الدفاع الروسية: أوكرانيا فقدت 210 جنود في محور كورسك خلال يو
...
-
رئيس حكومة الإئتلاف السورية: ما قامت به -هيئة تحرير الشام- م
...
-
سوريا: المبعوث الأممي يدعو من دمشق إلى انتخابات -حرة ونزيهة-
...
-
الجيش الإسرائيلي يعترف بتسلل مستوطنين إلى لبنان
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|