|
وقفة .....
زهور العتابي
الحوار المتمدن-العدد: 5861 - 2018 / 5 / 1 - 23:26
المحور:
الادب والفن
قادتني قدماي يوما وكما تعودت بين فترة واخرى لزيارة سيدي ومولاي باب الحوائج موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام ......كلما يضيق صدري ويشتد همي اقصد الكاظم واشعر بعدها براحة ما بعدها راحه سبحان الله...في أحد المرات كنت قد قصدته في صباح يوم من ايام صيف حار ...وبعد أن أديت الزياره وصليت جلست في صحن الامام لأسبح وأنظر الى زوار باب الحوائج وبينا أنا كذلك وقعت عيناي على تلك الرحلات التي يجلس عليها المصلين الذين لا يتمكنون من السجود ورأيت كيف كتب عليها ما يلي (وقف للمرحوم فلان بن فلان),وقلت في نفسي لما لا يكون لأسماء موتانا مكانا هنا في صحن ألامام عليه السلام...انه حقا منتهى الأجر والثواب ...فقررت على ضوء ذلك أن أشترى لكل من موتانا واحده أخط عليها اسمه ...وقلت لأبدأ بتطبيق الفكره من الان ....خرجت مسرعة الى باب مدخل الامام حيث تباع عند المدخل بركات الامام فوجدت مثل تلك الكراسي في الامام ويتم بيعها الى الزوار تيمنا ببركات موسى بن جعفرعليه السلام ....سألت (البائع المسؤول ) عن سعر هذه الرحله ووصلت الى نتيجة أن ما أحمله من نقود تكفي لشراء اثنتين منها انشاءالله وعاهدت نفسي أنني سأتي مستقبلا لشراء الأخريات....ما حصل أننا أتفقنا على السعر ولكني أردت أن يكتب الأسم (بالبويــه) في حين أصرالبائع على كتابة الأسم بالماجك.....وضحت له أنها ستكون بالبويه أوضح و أجمل وقد رأيت مثلها في الصحن ....فقال لي حرفيا ( أمي أحنا ما نستخدم الا الماجك بالكتابه فقلت له( ليش البويه أفضل مو صعبه تكون عدكم بويه لمثل هالحالات والله اني راح اكسب ثواب واجيبلكم بويه وياي مره ثانيه ) فقال (حجيه حتى لو جبيها ما نستعملها احنه ما نكتب الا بالماجك ) استغربت من هذا الأصرار فقلت معقوله !!.....فقال اي طبعا ) .....وهذا ما جعلني أقرر أن أشتريها من الاسواق القريبه واخذها لخطاط ويخط لي الأسم بالصوره الجميله التي أريــــد... المهم اشتريت الكراسي (واجرت عربانه ووضعتها بها ) واتفقت مع الحمال أن نبحث عن خطاط بشرط أن يكتبها بالبويــه وأخذنا نسير ونسأل عن الخطاط ولم نجده والرجل أبو العرانه أخذ يتذمر من كثر ما سار بها بين الازقه ولكني وعدته أنني سأمنحه المبلغ الذي يستحق مقابل هذا ...حتى انننا وصلنا بالرحلتين الى (الشوصه ) واخيرا عثرنا على ضالتنا ...وجدناه (الخطاط) وقام الرجل بخط الاسماء بشكل جميل جدا....كتب على الاولى ( وقف للمرحوم الدكتور فرات جمعه الماجدي ) وعلى الأخرى (وقف للمرحوم الشهيد عدنان حسين عبد الكريم ووالدته ) وقد أبدع الخطاط فعلا بالكتابه ويشهد الله كم كنت سعيدة وانا أراها اكتملت ورغم التعب الشديد حيث كنا في فصل الصيف وكنت وقتها صائمه.... الا أني لم أشعر وقتها الا بالسعاده والرضا ... ولفرحتي بما فعلت لم انسى دور الحمال معي ذهبت الى مطعم قريب واشتريت (لفه كباب معتبره له اضافة لأجرته طبعا ) لانني أحسست كم هو تعب معي في مشواري هذا ...المهم عدنا بالرحلتين وأنا اسأل عن الساعه لكي أصل الأمام قبل صلاة الظهر ....وفعلا دخلت الامام وانا أسحب أحداهما فشاهدني بعض الشباب المؤمن واخذوها مني وأدخلوها صحن الأمام ..واليت على نفسي أن اجعل الحلتين ليستا ببعيدتين عن بعضهما ...وبينا أنا في هذه الحاله أخذ المؤذن يؤذن لصلاة الظهر فجلست على أحداهما وأنا بمنتهى السعاده واديت صلاة الظهر على رحلة أخي الحبيب (عدنان) على أن اصلي العصر على الأخرى (رحلة الغالي فرات ) واخذت أسبح وأنا أنظر بفخر الى من يجلس على رحلة فرات ليصلي اشعر بسعاده ما بعدها سعاده ...ورضا لا يمكن أن يوصف ..... وبكيت موتايا طويلا وأنا أنظر الى اسماءهم في ضريح الامام موسى بن جعفر وحمدت الله كثيرا على حسن تصرفي هذا ...وجلست غير بعيدة وأنا أرقب كل من يجلس عليها وأقول بنفسي الف رحمه على روحكم أحبتي وهنيئا لكم أن أسماءكم في صحن الامام !! بعدها ودعت الامام وخرجت وما أن وصلت الى البيت أخذت اقص ما فعلت لابنتي ورأيت كم هي فرحت ودهشت لما قمت به وقالت (عفيه والله ماما زين سويتي أحسن ثواب هذا واحسن خطوه ) وعشت أيامي وأنا مزهوة بما صنعت ولا ادري لما احسست هكذا !! لما كنت قرحة لهذه الدرجه حتى اني قطعت على نفسي عهدا بأن أشتري في المره القادمه واحدة لأبي وامي الحبيبه أم علي ومن ثم لأخوتي علي وعامر وسوف أجعل لأسمائهم مكانا مميزا في حضرة الامام موسى بن جعفر عليه السلام ......بعداسبوعين ذهبت كعادتي الى الامام لازور وبدخولي الصحن أطمأنيت على وجود الرحلتين بالصحن الشريف ولكنهما هذه المره كل في مكان ...فقلت لا يهم طالما انهما في حضره الأمام ....مر بعدها أكثر من شهر ولم أقم بالزياره للامام لأني وقتها كنت أعاني من التايفوئيد الذي حال دون الزياره ...وما أن تماثلت للشفاء ذهبت لزيارة الامام واليت أن أشتري رحله وتكون هذه المره (بثواب أبي الحبيب وامي ام علي ) وصلت الامام وأديت الزياره وخرجت بعدها الى الصحن كعادتي لأسعد نفسي بالنظر الى اسماء أحبائي أخذت أبحث عن الرحلتين ولكني لم أجدهما ...بحثت عنهما في كل مكان من الصحن ولم أجد أي أثر لهما أخذني الفزع كأني أفقد عزيزا وذهبت مسرعة الى أحد خدام الامام سألته عنهما فقال لي ( زايره احنا خو مو كل الرحلات نحتفظ بيها ..ناخذ الزايدات ونطيهن بثواب المرحوم ) لم انبت ببنت شفه وبحثت عن اخر سالته نفس السوال فأجابني حجيه هذني يستهلكن ونوديهن للنجار يصلحهن ) قلت له ( سيدنا هنه جدد قبل 45 يوم جبتهن ) ...لم تقنعني اجابته ولكي اتاكد اكثر ذهبت لاخر فأجابني ( حجيه ليش دورين عليهن المهم النيه انت جبتيهن وين ميروحن يروحن ) فقلت له ان وجود الرحلتين كان يسعدني لانهما بالامام ولم استطع أن أتمالك نفسي فبكيت بحرقه فأخذ ينظر الى صاحبه نظره لم أستطع تفسيرها وقال مواسيا حجيه اطمأني انت خليتيها بصحن الامام هنة بالصحن ) فقلت باستغراب (ماكو ما شفتهن !!) قال مواسيا لي الله يتقبل منج المهم انت نويتيهن للامام .خلص وصلن انشاءالله .....انسحبت جانبا وصليت كثيرا وبكيت اكثر ولا ادري ما أصابني وقتها حملت من الهم والحزن ما يكفي وأكثر مما يجب ...لا ادري لماذا ..المهم بعد تلك المعاناة وذاك الحزن استغفرت ربي كثيرا واستجمعت قواي وهدأت ....اعدت بنفسي الى الوراء ..أخذت افكر وكأني أستعرض شريط ذكريات لأقف على حقيقة أمر أختفاء الرحلتين وقول احدهم انها لازالت بالصحن..ماذا يعني بذلك ؟ أدركت بعدها لما يصر بائع (بركات الأمام) ان لا يكتب اسم المرحوم الا بالماجك ...استغفر الله ...معقووول !! أن الرحله تباع الى الغير مرة اخرى بأسم بركات الأمام !! ايعقل هذا وأنا من نويتها وجعلتها وقفا لموتاي !!......لم اجد تفسيرا لما حدث الا هذا ....ولا أدري أكنت على صواب أم لا...العلم عند الله ......انتفضت بعد أن وصلت لتلك الحقيقه وخرجت من الصحن وذهبت الى مكان بركات الامام وكان لابد ان اذهب لاني نويت مذ أن خرجت من البيت أن اشتري لوالدي العزيز وامي ام علي (رحلة الصلاة هذه) وان كنت غير مقتنعه هذه المرة لكنه الوعد ولابد ان يكون !! قصدت البائع وقلت له (سيدنا بيش هاي الرحله قال حجيه ب 60 الف ) قلت له (تفضل هذا المبلغ وانطيني اياها ) قال وهو يخرج قلم الماجك من جيبه قائلا (شسم المرحوم ) قلت له ( لا سيدنا خليني اني أكتبها بأيدي ...فأخذت الرحله وأومأت بسبابتي وبدون قلم وقلت بصوت عالي وقف للمرحوم حسين عبدالكريم العتابي وعقيلته ام علي بينما أخذ السيد( البائع ) ينظر الي مستغربا متعجبا وامرأه عابره أصابها الذهول مما فعلت ....فقلت مخاطبة اياه لا تستغرب فانا اوفر عليك عناء المسح سيدنا ..ضحك ولم يجب ...وأخذت الرحله وأدخلتها الى الصحن وقلت في نفسي وأنا انظر اليها ياترى كم مرحـــــــــــــــــوم يشترك في هذه (الرحله ) وهذا الوقـــــــف !؟ عذرا أخي علـــي ...عذرا أخي عامــر .....اعذروني أخوتــــي ....أحبتـــــي ..لا يمكن لي أن أكـــــــرر ما فعلـــت ........
#زهور_العتابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
(( بيها صالح ))
-
مواقف ساخرة ....
-
لن أخرج عن الصَمت !!!
-
لن أعشق الحياة ...
-
كانَ وهماً ....
-
حينما تعشقُ الحياة .....
-
انتخاباتنا !!!!
-
وقفة ......
-
وجع دائم ......
-
فرحة مغترب .....
-
كلمات مغترب .....
-
هم يجي يوم !؟
-
يدنيا شوكت!؟
-
ليلة مؤلمة ......
-
الحياة درس !!!
-
مبروووك !!!!
-
شكرا لمن أدخلتني الحوار .....!!!
-
يمّه لا تبجين !!!
-
خَلَجات .....!!!
-
حينما يكون الأب عادلا ...ويتسيّد القانون !!!
المزيد.....
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|