أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد صالح أبو طعيمه - لم يخلقوا متطرفون.














المزيد.....

لم يخلقوا متطرفون.


محمد صالح أبو طعيمه

الحوار المتمدن-العدد: 5860 - 2018 / 4 / 30 - 18:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يخلقوا متطرفون.
إن الإسراف أو التقتير، يؤدي بنا إلى نتيجة لا تُحمد عقباها، ولا ريب في ذلك أبدًا.
ربيتم أولادكم على طريقتكم، التي ترون فيها أنها السبيل إلى الصلاح، والتنشئة السليمة.
قوام تربيتكم المراقبة الصارمة، والإجبار القصري، المنع والحبس، التوجيه المقيت، المتابعة الاستخباراتية ، لطفل صغير، دون أن تتركوا له فسحة الحياة التي تليق بعمره، فكانت مراقبتكم بمعنى الخنق، وليس التربية.
شاب لم يبلغ العشرين، تهرب إلى سيناء لكي يجاهد مع الدولة الإسلامية كما يعتقد، ويقيم حدود الله، يغيب أشهر دون أن يعرفَ أحدٌ طريقًا له، ولما تجيء مكالمةٌ منه، بعد انتظار وبحث ولوعة ومناشدات من الوالدين المكلومين، يرد الابن "ذهبت للجهاد يا أمي" لتقول له "فقدت نظري يا ولدي من البكاء" يخاطبها "احتسب الأجر عند الله" أما الأب فيقول أشد نوعًا ما "لن نرضى عنك أنا وأمك، إلا بعودتك" يجيب "لن أعود إلا شهيدا" ؟!!!
وبين حانا ومانا ضاعت لحانا، ابنٌ تطرف والآخر ذهب للنقيض حيث الدخّان والأرجيلة وأصدقاء السوء، ما هو الشيء الذي أدى إلى هذه النتائج الوخيمة في أولاد هذه العائلة؟!
إنها وبلا تردد التربية والتنشئة والبيئة التي أحاطت بهؤلاء الأولاد، فدينٌ بلا قناعة وفهم، هو وبال ومصيبة، والإنسان اجتماعيٌ بطبعه، فالولد المجبرُ على الصلاة في الجامع دون قناعة، سيبحث عن بديل يقضي به ذلك الوقت الذي يقضيه في الجامع، والمتربصين بأبنائنا كُثر، فيبدأ الطفل بالبحث عن كيانه المفقود في البيت، ليجده في الجامع لدى الشيخ والأصدقاء الجدد، فيبدأوا بالبحث عن كنية أو لقب له، فيقولون يا أبا فلان، أو لقب يعلو بشأن هذا الصبي، فيقولون يا شامي او يا مقدسي، وهلم جرا من هذه الألقاب، التي انتسبت إلى الدين والمجاهدين، ويرون فيها طاعة لله، ولا أدري أي جهاد هذا الذي يسلبون به الأبناء من والديهم، أولا يذكر هؤلاء قول الرسول، للذي طلب الجهاد؟ فسأله عن والديه إن كانوا أحياءً، وعندما أجاب نعم، قال له: ففيهما فجاهد.
أي سطوة لهؤلاء على عقول الصبية المغيّبة، وأي قسوة ورّثوها لقلوبهم، لتصبح حجارةً صلدا، فيسمع أمه تشكو وتتأوه وتأن وتبكي، وتناشده بما لها من حق عليه، وبرضا الله الذي هو خير مسألة للمؤمن، وتنذره فقدان بصرها من شدة البكاء، فلا يرأف بحال أمه؟! إن هذا لهو العجاب والله!
لا نريد أن نحط كثيرا على الآباء والأمهات، لكنهما السبب!!!
للأسف تربيتهما الخاطئة لأبنائهم، هي التي جعلت منهما منحرف ومتطرف، ما إن كبر الأبناء، وخرجوا من سطوة الآباء حتى شذوا لأقصى اليمين وأقصى اليسار، كبروا وبدأت الحرية المنشودة التي لا قيد فيها ولا وازع، وفي النهاية النتيجة الانحراف والشطط، سواء فساد الأخلاق عن طريق التسيب، أم فسادها عن طريق التطرف، كلاهما فساد وإثم كبير.
لذا يجب على الآباء أن يراعوا أبناءهم فلا يجبروهم، بل يتعايشوا معهم، بالحلم والأناة، والإقناع، وأن يمتعوهم بجمال الحياة، التي خلق الله لنا، ولينهلوا من نعمائه، والكف عن الجبر والتسلط، الذي أشبهه بالنابض، الذي طالما أنت ضاغط عليه، فإنه ساكن في مكانه، وإذا ما وجد فرجةَ ضعفٍ منك، أو سهوٍ فتركت الضغط عليه، فإنه سيقفز مسرعًا؛ ليؤذيك أشد الإيذاء، وأنت في غنىً عن ذلك إن تركت هذا النابض في سعة من الحركة، فإنه سيؤدي دوره المنوط به دون، دون إيذاء أو خطأ.



#محمد_صالح_أبو_طعيمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصيب وكالة الغوث من اسمها؟!!
- حين تفشل، هيّج العاطفة...
- آفة السياسة الكذب...
- كفوا، فالدين لم يقل.
- حتى الرئيس موظف لديك
- نفسي نفسي، وإن كان أخي
- أي جمعةٍ هي إذا ؟
- مقامات الموت


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد صالح أبو طعيمه - لم يخلقوا متطرفون.