أحمد القنديلي
الحوار المتمدن-العدد: 5860 - 2018 / 4 / 30 - 15:33
المحور:
الادب والفن
أحمد القنديلي / المغرب
بحثا عن نعل وماء في الأرض الخراب
سأريك الخوف
في حفنة من تراب
ت. س. إليوت
"الأرض الخراب"
في هذا الخراب
اختفى أثري
واختفت كل الطرقات التي كانت تخطو بي
نحو الضوء المفضي
إلى بابك الشرقي،
حيث ريح المساء تهب بألوانها السكرى.
كيف لي
أن أغادر هذا الخراب
الخائف نحو نوافذك المطفأة؟
هل ما زالت عتبة البيت مرفوسة
في عطر الغنباز والياسمين؟
كل الطرقات ابيضت في وجهي
البياض عمى
البياض فراغ
البياض بياض
فوهة في ضباب.
لم لا تدعي الماء يجري بيني وبيني
بيني وبينك
ياغنبازة هذا المساء الغريق؟
كل شيء في هذا الوقت المفتوح
على فوهة الخوف
آل إلى نقطة البدء.
كيف لي أن أسافر
نحوك يا ذاك الضوء المتلألئ
في ذاك البرج المتموقع في ذاك الكهف الهاري؟
إنني أتخبط
في خطوي
لا أحدْ
يهب الماء،
لا أحدْ
يغوي حمقه أو يغويه
كي يعدو جنبي
نحو ذاك الضوء
المفضي إلى بابك الشرقي.
! لا أحد
! لا أحد
احتاج الآن إلى
دُرّة واحدة
في لج قصي عميق
كي أضيئ الطريق
المفضي إلى بابك الشرقي.
أحتاج الآن
إلى إبرة واحدة،
وإلى خيط واحد،
وإلى عقدة واحدة،
كي أرتق هذا التمزق في هذه الكوة الفارغة.
يَتها اللحظة الجارفة
لا تقتربي
لم أهيئ شباكي بعد.
يتها اللحظة الجارفة
لا تبتعدي
إنني قاب قوسين أو أدنى من رتق تفاصيلي.
يتها اللحظة الجارفة
لا تسعفني اللغة الهاربة
فدعيني الآن هناك.
اشتقت الآن إلى نعل كي انتعلهْ
في هذي الطريق الواقفة
آه كم يحرق الشوق أحشائي
وأنا مبعد عن أعتابكم
يا رفات الموتى
والأحياء
موتاي يناجونني
كلما انجرّ عظمي إلى النوم
لم لا تدعوني أنام
أيها الأصدقاء؟
يا أبي
يا صديقي الوفي
مذ ودّعتني لم أركْ
لكني رأيتك
ثم رأيتك
ثم ...
فلتدعني أنام
لم يوقظني شهدائي
كما توقظني كل مساء
فلتدعني أنام.
إنني لا أقوى على شرب البن العذب
صحبة نفسي،
أو صحبة الأصدقاء.
يتها العقرب السوداء
لم تبتعدين؟
إنني أحتاج الآن إلى قبلة منك كي أستريحْ
...وأنامْ.
2017
#أحمد_القنديلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟