أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر عبد المهدي صاحب - من مذكراتي الليبية - عبد الله الحجازي وكلمة السر














المزيد.....


من مذكراتي الليبية - عبد الله الحجازي وكلمة السر


جعفر عبد المهدي صاحب
متخصص أكاديمي في شؤون منطقة البلقان

(Jaffar Sahib)


الحوار المتمدن-العدد: 5860 - 2018 / 4 / 30 - 15:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من مذكراتي الليبية
عبد الله الحجازي وكلمة السر
بروفسور دكتور جعفر عبد المهدي صاحب
أستاذ العلوم السياسية المتقاعد- جامعة الزاوية - ليبيا
في أحد أيام صيف عام 1998 توجهت من مقر اقامتي في مدينة الزاوية الليبية الى العاصمة طرابلس لمراجعة (بروفة) كتابي (في الفلسفة السياسية) الذي تولت طبعه ونشره دار النخلة التي يمتلكها صديقنا الدكتور مصطفى محمد بديوي.
كأن في حينها الدكتور بديوي أميناً للمكتبة القومية التي تتخذ من قصر الشعب مقر لها. وجدت في غرفة أمين المكتبة شخصاً متوسط القامة يرتدي قميصاً بنصف كُم. عرَّفنا على بعض الدكتور مصطفى الذي قال لي: أقدم لك الأستاذ عبد الله الحجازي، وقال له: أقدم لك الدكتور جعفر من العراق.
ومن سياق الحديث بين الأستاذ عبد الله والدكتور مصطفى عرفت بأن حالة الرجل تشبه حالتي فهو يراجع بشأن كتاب له صادر عن دار النخلة. وبالفعل تأكدت من ذلك عندما كتب إسمي الكامل على نسخة من كتابه الصادر عن دار النخلة بعنوان ( التفكير ما فوق الحجاب الحاجز ) وقدمه لي مع إهداء جميل ومعبر بخط يده. وقد لفت نظري بأن الأستاذ عبد الله كتب إسمي الكامل في الإهداء ( جعفر عبد المهدي صاحب )، وأنا لا أعرفه من قبل، وعندما قدمني له الدكتور مصطفى قال له ( دكتور جعفر من العراق) فكيف عرف إسمي الثلاثي؟
سألته: أستاذ عبد الله، ربما تخونني الذاكرة، هل تقابلنا من قبل؟
قال: لا ولكني كنت ولازلت متابعاً لزاويتك الأسبوعية في صحيفة الجماهيرية وأنت تكتب بشكل رائع عن منطقة البلقان المشتعلة الى يومنا هذا وصورتك موجودة في صدر كل مقال.
وضعت كتابه، وهو من الحجم الصغير، في حقيبتي، وكان تخميني أنه يحتوي على قصة قصيرة أو خواطر أدبية لمعرفتي أن دار النخلة مهتمة بنشر الأنتاجات الأدبية الثقافية.
بعد رجوعي للبيت فتحت الكتاب لقراءته فكانت المفاجئة، أنه عبد الله الحجازي أحد أهم أعضاء تنظيم الضباط الأحرار الذين أسقطوا حكم الملك إدريس السنوسي عام 1969. وقلت أهم الضباط الأحرار لأنه كان الضابط المكلف في توزيع كلمة السر (القدس) الخاصة في قيام الثورة وساعة الصفر.
وحسبما جاء في كتابه، أنه كان في بيته 31/8/1969، أخبرته أمه بأن شخصاً طويل القامة يرتدي نظارات سوداء يطلبه على باب البيت، ويقول: عندما خرجت فإذا به معمر، أدخلته الى غرفة الضيوف (المربوعة) فأعطاني كلمة السر (القدس) وأبلغني بساعة الصفر، وقال عليك أن تذهب لتبلغ الضباط أعضاء التنظيم في مصراتة وطرابلس والزاوية وبقية المدن. فقمت بالواجب الذي كلفت به وتم كل شيء ونجحت الثورة في 1 سبتمبر 1969.
هذه أول صدمة صدمت بها وأنا أقرأ أولى صفحات الكتاب، فقد ذكر أسم القذافي الأول (معمر) دون أن يقول قائد الثورة أو العقيد أو أي صفة أخرى (كلامه هذا عام 1998 والقذافي كان الحاكم الآمر الناهي في ليبيا)، والملاحظة الثانية شاهدت الرجل بسيطا وهادئاًًومنواضعاً في هندامه وجلوسه وحديثه.
قرأت كامل الكتيب في غضون ربع ساعة من الوقت. وملخص ما جاء فيه:
1- أنه أول من علم بساعة قيام الثورة، وبذلك يكون حتماً أول الرجال المساهمين فيها.
2- بعد قيام الثورة، ومرور سنوات عليها، أخذ عبد الله يشعر بأن الأرض تدور بالمقلوب، وأنه يرى الناس تسير في الشوارع على رؤوسها وأرجلهم الى الأعلى، وأحياناً يتصور نفسه وكأنه مرمي في ردهة مجانين، فتارة يتصور نفسه وحده العاقل وتارة أخرى يتشكك فيقول لعل المجانين عقلاء وهو المجنون؟. وملخص قوله باختصار شديد ( أن عبد الله الحجازي ثاني أثنين ممن يعلم بساعة صفر الثورة ولكنه بعد قيام الثورة ونجاحها أصبح غريباً عن الثورة وحلَّ محله مدعو البطولات الكاذبة من جبناء القوم، والمنافقون، والدجالون والدخلاء على الثورة من أشباه الرجال).
3- كان عبد الله الحجازي يتذمر نتيجة لتخبط المسيرة الثورية في البلاد وهو يعتقد بأنهم ( أي الضباط الأحرار) قد قدموا أرواحهم مشاريع تضحية من أجل نجاح الثورة، وعندما حققت الثورة نجاحها ومسكت شؤون الدولة كان على الثوار أن يضعوا الثورة على سكة الدولة وينتهي دور الثورة والثوار.
4- يبدو أن دوي النفاق الضخم لنشاط اللصيقين بالثورة بعد نجاحها، وأدعياء الثورية، كان قوياً وغير قابل على تقبل طروحات عبد الله الحجازي مما جعل الرجل أن يقرر الانسحاب من الساحة السياسية ليعيش خارج اللعبة محترماً لنفسه ومحافظاً على سلامة رقبته.
وفي رأيي، أنا كاتب هذه السطور، أن عبد الله الحجازي هو الرجل الثاني في تنظيم الضباط الأحرار لأنه الرجل الذي لعب دور المفتاح الرئيسي في فتح طريق الثورة. ولا يمكن أن نعتبره مجرد مراسلاً عند ضابط مغامر يقود ثورة. ولو كان عبد الله الحجازي مهزوزاً أو انتهازياً جباناً لوشى بالضباط الأحرار ليحصل على أرقى مكافئة وأسمى الأوسمة الملكية، ولكن تنفيذه الواجب المحوري في قيام الثورة يشير الى شجاعته وإيمانه في العمل الذي يقوم به إيماناً مطلقاً. هذا من جهة ومن جهة أخرى ان دوره المناط به يدل على موقعه المرموق بين رفاقه الثوار ورأس التنظيم.
من كل ما تقدم يظهر بأن عبد الله الحجازي كان مطلعاً على تفاصيل "فلسفة" الثورة، وحسب تحليلي الشخصي يبدو وجود فكرة القيام بالثورة وبعد نجاحها وتثبيتها يتم وضعها على سكة الدولة أي بعبارة أدق تسليمها الى سلطة مدنية تقود البلاد.
لا أعلم مصير عبد الله الحجازي الآن وأتمنى أن يكون على قيد الحياة وبصحة وعافية لمعرفة السر من منبعه. وتقع مهمة البحث والاستقصاء على عاتق الباحثين الليبيين وخصوصا المهتمين بالشؤون العسكرية والتاريخية الليبية ليتم سؤاله عن هذه النقطة الجوهرية:
هل كانت فكرة الثوار أن يتم تسليم السلطة للمدنيين بعد نجاح الثورة وتثبيت أركانها؟ أم أن الثورة تقوم كي يبقى شعار (الى الأمام والكفاح الثوري مستمر)؟.
وختاماً أقول أن طبع ونشر كتاب ( التفكير ما فوق الحجاب الحاجز ) يعد مجازفة كبيرة، مع عجبي كيف وافقت على طبعه لجنة الرقابة على المطبوعات؟



#جعفر_عبد_المهدي_صاحب (هاشتاغ)       Jaffar_Sahib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مذكراتي الليبية:كادت مقابة الرئيس الكرواتي أن تسبب طردي م ...
- رجاء فقير من وزير
- في أوسلو مائدة مستديرة للحوار
- الصالون الثقافي للأديبة زكية خيرهم رئيسة رابطة الكاتبات المغ ...
- عرض ديوان الشاعر صباح سعيد الزبيدي ( أحلم أن أعود)
- أكثر من أسبوعين في صراعي مع دواعش ليبيا
- عرض كتاب المسرح البيئي العسكري - البدية الجيوبوليتيكية والنه ...
- عرض كتاب: فصول من تجربتي في الفكر والسياسة، للمفكر اللبناني ...
- الإسلام السياسي والإفلاس الفكري- حالة الصين، كنموذج
- البروفسور دكتور عبد الإله الصائغ وعودة طيوره المهاجرة
- عاشوراء بين ثارات الكراهية وثقافة التسامح
- العلاقات العراقية اليوغسلافية 1955 – 1979 نشر وثائق الخارجية ...
- الفقراء أولى بالرعاية لا لهمجية وزير....رسالة مفتوحة للسيد ح ...
- الذكرى التاسعة لرحيل مفكر تقدمي وفيلسوف مجدد....الزميل البرو ...
- في ذكرى اتفاقية دايتون المشؤومة
- سفارة العراق في صربيا... عطاء كبير بإمكانيات محدودة... الأسب ...
- مقترح مشروع إنقاذ العراق
- رسالة مفتوحة الى معالي وزير التعليم العالي
- صديقي عالم الآثار فوزي رشيد لا أعرف فوزي رشيد التكريتي
- الأسبوع الثقافي العراقي في صربيا...سُنة حسنة


المزيد.....




- إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب ...
- الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال ...
- الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف ...
- الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم ...
- الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها ‏أغام بيرغر تلتقي والديها
- -حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م ...
- -الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
- ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا ...
- خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في ...
- الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر عبد المهدي صاحب - من مذكراتي الليبية - عبد الله الحجازي وكلمة السر