أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - شطحات جموح الخيال















المزيد.....

شطحات جموح الخيال


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 421 - 2003 / 3 / 11 - 03:19
المحور: الادب والفن
    


  
 
                                                             إلى الزنبقة السوداء
 

جذوروها درباسية
رمتها عواصف هذا الزمان
     في غربةٍ كثيفة الاخضرار
 
تصوِّر وروداً ورذاذات الصباح
تعشق الزهور البرّية
وجهٌ يحمل رحيق الزهور
تتمتّع بحياةٍ هادئة
منبسطة
     على امتداد بهجة الطبيعة
 
زنبقة سوداء
نقيّة العطاء كدموع الأطفال
متجذِّرة في سهول الشمال
ترعرعَت في بيت من الطين
على تخوم الدرباسيّة
على مقربة من ينابيع الفرح
على أمواج الرحيل
زنبقة سوداء
متوغّلة في وهج الشمس
هاربة من ظلال المرافئ الخاملة
عابرة هضاب الغربة
تبحث عن أنواعِ النفل
     عن قبّرات مختبئة
     تحت أغصان الفرح
تلتقط صوراً متطايرة
من أهداب الحياة
تخصِّصها
لاستراحات مرافئ العيون
 
زنبقة مسربلة بالخجل والحياء
تنضح حبّا مستتراً
     لقلوب عطشى للربيع
     لفراشات حالمات بعشق النجوم
هداهدُ الروح طارت
حطّّت على أغصان القرنفل
تاهت عصافير الجنّة من الجنّة
ما كانت تعرف أن الجنّة جنّة
طارت صوب القمر
اختطفها نيزك من بين وجنة القمر
 
شواطئ مفروشة بالدفء
ملتحفة بمنحدرات الفرح
تهفو نحو حقولِ الشمال
     صحارى الشمال
      مللُ الشمال ..
وهجٌ
 انزلق من خاصرة ذاكرة الشمال
عبر ظلال الروح
آخذاً غفوةً
     بين أحضان الياسمين ..
 
أقراص العسل
     مجبولة بوهج الشمال

بحارٌ هائجة
تصرخ في وجه الريح

أحلامٌ مبعثرة
تتبرعمُ بين بتلّات الزهور
صورٌ نابعة من هسيس الطبيعة
من وهج المسافات
تخبِّئ ليالي الشمال
في تعاريج غربتها
تغزل من المساءات الطويلة
صوراً ناضحة بالشوق
     إلى مفاصل الروح
زهرةٌ بيضاء
     كقلوب العذارى
وشاحٌ بنّي ضاربٌ إلى السمرة
يعانق ضفائرها المتدلّية على خدودها
في وسطها دائرة صفراء
منقطّة بزهور ناعمة
ملوِّنة بالمرجان والنعناع البرِّي
 
تضحكُ الزهرة في وجه ناظرها
تنطق براءةً ..
     عذوبةً
زرقةٌ شفّافة فاتحة
بضع بتلِّات غامقة الزرقة
في وسط زهرة
مكثَّفة بالنقاء والهدوء 
تبدَّدَ ضجري
أغصانٌ خضراء مزنّرة بالشوق
إلى بيوت الدرباسيّة
إلى أزقةٍ غائصة بالحزن
إلى مساءاتٍ بعيدة
إلى قبورٍ نبتَت عليها أوجاع الغربة
إلى أخٍ تاه
     في سراديب هذا الزمان
إلى صديقاتها المتدلدلة
     في تجاويف الذاكرة
صباحٌ من جليد
غابَت الدمعة الطافحة
عبرَت سهول القلب
اهتاج البحر من خصوبة الاشتياق
ثمَّة صورٌ تداعب الخيال
تنمو على شواطئ العمر
تحطُّ الطيور المهاجرة
على أكتاف المساء
تستريح من عناء الإنتظار
 
تاهت الرسائل
غرقت في أعماق المحيط
انتشلتها عروس البحر
جمالٌ أبهى من اخضرار الغابات
أعبق من الزيزفون
 
غروبٌ متوهِّجٌ بحمرةِ الشفقِ
غيومٌ هاربة من دكنة الليل
تفرش بياضها
على بقايا خيوط الشمس
ملتحفة بوشاح البحر
 
نثر الغسقُ احمراره
فتناثرت حبيبات الشوق
من جنوب كاليفورنيا
عابرة البحار الهائجة
مسترخية ظلالها
فوق أوجاع الدرباسية
تستأنس بأشجار اللوز
لا ترغب العودة
     إلى خلف البحار
 
عجباً .. غيومٌ سارحة
طفلة من قرنفل
حلمٌ لا يفلت
     من زنّار الذاكرة
ارخَت الذاكرة أوزارها
     على هامات البحر
 
سهولٌ خضراء
تمتدُّ من جموح الأمواج
نحو قبب الروح المنفلتة
من جبال طوروس
مروراً بالدرباسية
وبحيرات ستوكهولم
حتّى مروج الزنبقة السوداء
في مرتفعات كاليفورنيا
بلاد الغربة والبكاء
     على قارعة الروح
 
ثمارٌ ناضجة
منقّّطة بالعذوبة
تنتظر طفولة مسربلة
     بنسيم الصباح
 
زهورٌ ورديّة ذات بتلات رفيعة 
كخيوط الشمس
يتوسّطها تاج ضارب
إلى اصفرارٍ مذهَّب
يعانقه البياض النقي
خلفه غابة كثيفة الاخضرار
فرح هاطلٌ من خاصرة السماء
انقشعَ حزني
نما في شواطئ الروح براعم
     من لون الندى
 
فاكهة تميل وجهها للشمس
زهرة الرمّان
وجهٌ مفتوحٌ لنكهة الحياة
يتوسطها عينٌ خضراء غامقة
كأنّها تقرأُ
ما يجول في خاطري من اندهاش
ادهشتني غابات الجمال
رذاذات المتعة
وجهٌ أبهى من عشّاق الليل
أنقى من وداعة النسيم
وجهٌ ينضح فرحاً
شوقاً إلى بساتين الطفولة
 
بتلتان لزهرة مذهّبة تتعانقان
بينهما فاصلٌ صغير من الجانبين
بتلات متعانقة من الجهة المقابلة
براعمٌ في طور الانفتاح
انفتاح الكون
على أحزان الطفولة
 
غصنٌ شامخ
اخضرارٌ متصالبٌ بشهقة البحر
زهرات ململمة على بعضها
بانسجام لذيذ
متوهِّجة بالشوق
     إلى ياسمين الروح
 
يداعب الندى خدود النهار
فتهطل رذاذات المحبّة
     على أغصان الليل
تسقي صحارى الحلم
 
خيوط بتلات زهرة بنفسجيّة ناعمة
كأيدي أطفال الملائكة
خيوط منحنية في نهاياتها
متصالبة مع تغريد البلابل
في وسطها دائرة قمريّة
     مبهرة تويجاتها
يشعُّ من وجهها حروف مذهَّبة
تسند أحلامها
     على خشبة الخلاص
 
زهور بيضاء صغيرة
تنافس الأقحوان رونقاً
تطايرَتْ بذورها من أزهار الجنّة
     وسقطَت فوق خدودِ التراب
فأزهرت انتعاش الروح
     شوق الانسان
          إلى بساتين المحبّة 
استرخت فوق الرمال الناعمة
نامَت على إيقاع وشوشات البحر

    
     ستوكهولم: 23.02.2003 
           صبري يوسف
 كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم   
[email protected]    

 



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة دافئة
- خيط من الفرح
- امطري علينا شيئاً يا سماء!
- احتراق حافّات الروح
- رحلةٌ مكتنـزة بدهشةِ المكان
- الإنسان ـ الأرض
- عربٌ مابين الهواء والهواء


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - شطحات جموح الخيال