امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5859 - 2018 / 4 / 29 - 22:33
المحور:
كتابات ساخرة
" .. قامَ وفدٌ حكومي رفيع المُستوى ، بزيارةٍ إلى النمسا .. وأثناء تقديم رئيس الوفد للأعضاء ، قال : السيد وزير العَدل ، السيد وزير التخطيط ، السيد وزير الصحة . ثم جاء الدَور على الجانب النمساوي ، فقدم المسؤول أعضاء وفده كما يلي : السيد وزير العدل ، السيد وزير التخطيط ، السيد وزير البحرية .
فلم يتمالك رئيس وفدنا ، وضَحَك َ . فسألهُ المسؤول النمساوي : لماذا تضحك ؟ أجابَ : لأنَ بلدكم لا يطلُ على بحرٍ أصلاً ، فلماذا عندكم وزير للبحرية ؟
أجاب المسؤول النمساوي : لاحِظ .. أنني لم أضحَك ، رغمَ أنك قُلت بأنهُ عندكم وزراء للعَدل والتخطيط والصحة ! " .
....................
النُكتة المُحّورة قليلاً ، أعلاه .. تُبكي أكثرَ مما تُضحِك . صحيحٌ لدينا وزارة للعَدل .. لكن العَدل مفقود .. كما عندنا وزارة كبيرة للتخطيط ... عاجزة عن تنظيم شارعٍ في مدينة ، فكيف بالتخطيط لحاضر ومُستقبل بلدٍ وشعب ؟ .. لدينا وزارة للصّحة .. لكن كُل مَنْ لهُ إمكانية ، فأنهُ يتعالج في الخارج ، وحتى في بُلدان صغيرة مثل لبنان والأردن .. والغالبية التي لا تمتلك تَرَف السفر ، فأنهم يئنون تحت وطأة شّحة الدواء وفُقدان الأجهزة المناسبة في المستشفيات الحكومية .
مثلما نسبحُ اليوم وسط أمواجٍ من " الديمقراطية " المتمثلة في حملة الدعاية الإنتخابية المُحتدمة . ولكن كما ان عناوين وزاراتنا للعدل والتخطيط والصحةِ والتربية وغيرها ، مدعاة للضحك ، حين مُقارنتها بالواقع الفعلي المُزري ... فأن مظاهِر ديمقراطيتنا الموؤدة ، ليست أمواجاً مُتلاطِمة .. بل لا تعدو أن تكون مُستنقعاً آسِناً .. للأسَف .
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟