فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5859 - 2018 / 4 / 28 - 20:35
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
يشهد العالم کله تصاعد الرفض الشعبي الايراني و بصورة ملفتة للنظر في أعقاب إنتفاضة 28، کانون الاول المنصرم، حيث باتت التحرکات و النشاطات الاحتجاجية تتزايد و تتوالى يوما بعد يوم و بلا هوادة مما أفقد نظام الملالي صوابه و جعله يعطي الاولوية لأجهزته القمعية و يصعد من إجراءته القمعية على أمل أن يتمکن من إخمادها کما جرى في الحالات السابقة، لکن الذي أصاب و يصيب النظام بالذعر و الهلع هو إنه کلما ما مارس القمع بصورة أکثر قسوة و دموية کلما تزايدت الاحتجاجات و توسعت، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإنه وبعد عمليات القمع الاستثنائية ضد إنتفاضة أهالي الاهواز، فقد إندلعت بوجهه إنتفاضة أهالي المدن الکردية الايرانية و مدينة کازرون و غيرها.
القمع و الدموية و الاعدامات لايمکن أن تکبح من جماح شعب متطلع للحرية و المستقبل الافضل، بل إنه يزيد و يضاعف من عزم هذا الشعب و يدفعه للمزيد و المزيد من النضال، خصوصا وإن الانتفاضة الاخيرة کانت بقيادة منظمة مجاهدي خلق التي صارت مدرسة نضالية للشعب الايرانية تلقى فيها الشعب دروسا في المقاومة و الصمود و التصدي لهذا النظام و التسلح بالحزم و العزم من أجل إسقاطه.
حاجز الرعب الذي قام نظام الملالي طوال أربعة عقوده بتشييده من أجل جعل الشعب الايراني منقادا و راضخا له، لم يعد إلا جدارا للوهم عندما نهض الشعب في أکثر من 142، مدينة ضد النظام رافعا صوته برفض النظام کليا و المطالبة بسقوطه، ولاغرو من إن النظام قد صار في وضع و موقف لايحسد عليه أبدا، ذلك إنه و بعد أربعة عقود دموية حکمها بالحديد و النار و بعد کل عمليات الاعدام التي وصلت الى حد إن هذا النظام لوحده يقوم بتنفيذ نصف أحکام الاعدامات التي تنفذ في العالم کله و صار ثاني دولة في العالم بهذا الخصوص، فإن الشعب الايراني قد صار أکثر ثورية و أکثر عزما من أي وقت مضى في التصدي لهذا النظام و السعي من أجل إسقاطه بل وإنه صار أکثر قربا و تلاحما مع طليعته النضالية منظمة مجاهدي خلق.
عندما يصبح القمع و الاعدام و التعذيب و السجون ومختلف أنواع الظلم من جانب نظام أشبه مايکون بالوهم أمام الشعب، فمعنى ذلك إن ذلك النظام قد نفدط صلاحيته و إنتهى مفعوله وإن مصيره بات معلقا وقد يسقط في أية لحظة، وهذا هو تماما حال و وضع نظام الملالي الذي جرب کل أنواع القمع و الظلم و المع و الاستبداد، لکن الشعب تجاوز کل ذلك و أثبت بأنه أقوى بکثير من کل ممارساته و جبروته و طغيانه و إنه لابد من أن يترك الحکم شاء أم أبى.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟