رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5858 - 2018 / 4 / 27 - 23:25
المحور:
الادب والفن
الفكرة المجنونة في رواية
"اعشقني"
سناء الشعلان
جميل جدا أن نجد نصوص تتجاوز المنطق وتتفوق على العقل، فالرواية تطرح فكرة مجنونة، هناك "عقل/دماغ "باسل المهري" يوضع في جسد الفتاة "شمس" والتي تكون حامل بجنين طفلة "ورد" وهناك حبيبها "خالد" ضمن هذا الشخصيات المتوحدة في جسد "شمس" تجري احداث الرواية "باسل المهري" غير راضا عن وجوده كعقل في جسد امرأة فهو يشعر ويحس كذكر في جسد أنثى، حتى أنه يرفض الفكرة ويتعرض لحالة من الاضطراب في البداية، لكنه يتكيف معها لاحقا، ونجد جسد "شمس" التي تأخذنا إلى ماضيها الجميل وعلاقتها مع الحبيب "خالد" والكلمات الناعمة التي قالها متغزلا بجمالها وجسدها الشهي.
من خلال جسد "شمس" وعقل "باسل" تدور احداث الرواية التي تتحدث عن علاقة المرأة بالرجل، فتتذكر "شمس" كلماتها لحبيبها "خالد" "أنا الجسد الذي يشتهي الحرث الآن كي تتبدل ذراتي" ص211، وهناك الكثير من هذه العبارات التي قالها "خالد" لها، "أريدك ناعمة أمامي ومتوحشة في الفراش" فالراوية استخدمت هذه الطريقة لتخترق جداران المحرم والمحظور الذي يمارسه المجتمع، فجدت حرية مطلقة في هذا الشكل من الطرح.
يستوقفنا حالة وجود عقل رجل في جسد امرأة، وأيضا تحويل الجنين من طفلة إلى طفل، فهل أرادت الرواية بهذا التشكيل والتنوع أن تلغي فكرة الفروق بين الذكر والأنثى؟، أم أنا أرادت أن تقول أن (عقل الذكر) يمكنه أن يتعايش في جسد (أنثى) ويتكيف معه مستمتعا به؟، تبقى الرواية بحاجة إلى وقفة أعمق ولا بد من التوقف عند كل الكلمات والمشاعر التي أبداها كلا من العقل "باسل المهري" والجسد "شمس" خاصة في الصفحات 181 - 188 لكي نقدر أن نفتح فجوة في النص الروائي، لنتمكن من الوصول إلى الفكرة/الهدف/الغاية من هذا الطرح.
كما أن تكرار ذكر "المخابرات" في أكثر من موقف في الرواية، يشير بطريقة ما إلى حالة القمع التي تتعرض لها الراوية، وكأن الخوف من هذه الأداة يلاحقها حتى في عام 3100م، وهذا ما يجعلنا نؤكد أن الرواية بحاجة إلى وقفة متخصصة وأعمق لكي نتمكن من الوصول/تفسير/تحليل ما تحمله من أفكار.
الرواية من منشورات الوراق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2012.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟