عفاف محمود الخليل
الحوار المتمدن-العدد: 1491 - 2006 / 3 / 16 - 12:18
المحور:
الادب والفن
أصابني هسيس في دمي ..وعلى مفترق أحلام مسحوقة أتقوقع في شرايين الزمن العابر فينا ...هل تتذكر عندما أهديتني أقراطاًُ من مساء كيف ساورتنا الحديقة عن أعماقنا......... وكيف افتتحت لنا الطرقات يديها ..حيث كنت تتأبط الغيم وتحاول الطيران بجناح الحب والوله ...أتذكر كيف سرقت من الهواء قدرته على الطيران ومن الورد رائحتها على نشر الجمال ومن العصافير محاولتها الغناء بروح طازجة .....
أتذكر عيد ميلادي الأول بعد معرفتي بك.......أتذكر ماذا أهديتني وكيف ...؟؟؟ كنا نمشي معا في دروب الحياة
فإذ بشرطي مرور يوقفنا ويمد يده بهديةٍ كبيرة بحجم اندهاشي قائلاً كل عام وأنتما تحبا بعضكما ...وعندما نظرتُ إليك كانت ابتسامتك تنمُ عن عيدٍ سعيد لي ....وفرحةٍ رائعةٍ ...عندها رسمتَ قبلةً على وجنتي وما زلت أحسّ بسخونة تلك القبلة حتى الآن ...
في تلك اللحظة كنتُ قادرة على الطيران أو حتى الركض ..ممسكةً بيدك .... ولكن سيطرت على إحساسي أمام الشرطي الذي حسدنا لما تحمل عيوننا من حبٍ يكفي كرة أرضية بأسرها .............
هل تذكر عندما تخرجتُ من الجامعة وكنت مقررة أن أتركها مفاجأة .....كيف سبقتني وقرعت جرس الباب ..ومعك فرقة موسيقية بدأت بالعزف حالما رأتني أنزل عن الدرج ...وعلى صوت الموسيقا الذي ملأ حيينا نزلتُ كأميرة بابلية وكأنني أجوب البحر في قارب سحري أمخر عباب الحياة به......يا للروعة كم كنت َ تحبني يومها وتتفنن بترجمة عواطفك بطرق استثنائية ...لأنك فعلاً استثنائي ......كم كان تعبيرك عن الإحساس مميزاً وكم كنت رائعاً....
أما اليوم فإنك تبدو بليداً هكذا أمام عواطفي الغزيرة ....من فضلك ابتسم قليلاً وارمقني قليلاً بحنان ..أصفعني حتى ..........!!!! فأنا لا أعرف ما الذي جعلني استمر رغم هذه البلادة ....!!!!تبدو مثل مدينة أحلام ٍ مقفرة من الناس ..مثل حديقة أزهارٍ مر بها الخريف ..!! لماذا لست مندلع مثلي هكذا ..!!لماذا لا تثرثر عن أي شيء مثلي هكذا ..عندما تراني ....!!!لماذا لا تحب كل الذين يمرون بك مثلي هكذا ...!!!لماذا لا تساعد ذلك الرجل العجوز الذي يعبر الشارع وتسرع لتمسح دموع تلك الطفلة وتعطيها قطعة شوكولا ...عندما تكون معي ......!!!!لماذا لم تعد تفعل كل هذه الأمور كما كنت سابقاً... هل هذا يعني أنك لم تَعُد..................؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!.
#عفاف_محمود_الخليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟