أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نايف عبوش - الأديب الدكتور حسين اليوسف الزويد.. ومناقبية الولع بالتراث














المزيد.....

الأديب الدكتور حسين اليوسف الزويد.. ومناقبية الولع بالتراث


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5857 - 2018 / 4 / 26 - 09:41
المحور: المجتمع المدني
    


عندما تقودك الصدفة أو المناسبة، لتحل ضيفا في ديوان المحيميد الزويد العامر، بكل قيم الأصالة، حتى تتناول القهوة العربية،بعد أن  تستقبل فيها بالترحاب الحار، وتتبادل التحية مع جلسائه الأخيار، تحس انك حقا، أمام ظاهرة تراثية أصيلة، جديرة بالإعجاب والتأمل، في وقت بدء يشح فيه الانتماء الحسي للتراث، بعد أن طغت على حافاته، قيم العصرنة ،وكادت أن تختفي مظاهره من مجالسنا، وتجف ينابيعه في أوساطنا،وخاصة بعد أن قل اهتمام الجيل الجديد بالموروث الشعبي، في ظل عاصفة الحداثة، وتعقد مفردات الحياة الجديدة. وربما قد يأتي يوم في قادم الأزمان، نفتقد فيه مجالس السمر، وتداول الحكايات، والقصيد، لنطوي صفحة جميلة، من صفحات حياتنا الاجتماعية،فنخسر التواصل مع هذا الإرث، الذي ميز مجتمع القبيلة،وأعطاه ملامحه الخاصة، على مدى أجيال عديدة.

ويبقى ديوان الزويد ، متميزاً في مجال التراث حقاً ، بدءا بطريقة إعداد القهوة العربية الأصيلة، مرورا بالمنسف العربي، وانتهاء بثقافة العرافة، والأنساب، والقصيد، وتداول سائر التقاليد العشائرية الموروثة، ويظل الشيخ الدكتور حسين اليوسف المحيميد الزويد، بهذه السمات التراثية الموروثة، وما يمتاز به من موهبة ابداعية، في نظم العتابة، وقول الشعر، وحفظ المرويات التراثية، وولعه بالتراث، والحفاظ على تقاليده، امينا لتراث القبيلة، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وكما عبر عنه بعفوية مفرطة، احد ابناء القبيلة في ترحابه الحار به، في احد مجالس العشيرة بقوله بلهجة ريفية صرفة (جثير الهلا ابن العم.. الزويد شايلين تراث القبيلة بخرج على ظهركم).  

ويلمس المهتم بالتراث، أن طريقة تناول التراث، ما برحت تتم في ديوان الزويد، بطريقة تنم عن إلمام شامل، بسياقات، وتقاليد رواية التراث،ومنها المقابسة، حتى يكاد مرتاد الديوان،يحس، أنه لازال يعيش بين كبار رواة التراث، الذين كنا نأنس لحديثهم، ونجد فيه حلاوة الأصالة، والعفوية الصادقة.

وجريا على هذا السياق،جاء رد الشاعر الدكتور حسين اليوسف الزويد، على رسالة الشاعر الكبير ابو يعرب، التي قال فيها ، بعد ان علم أن الشيخ حسين اليوسف الزويد، قد أجريت له عمليتين جراحيتين في عينيه:

عيوني فدا عينيك يا ابن الأطايب..........فأنت _شفاك الله_لست بغائب
فأنتم حضور في الفؤاد ورهطكم........ هم الخيمة الكبرى لكل المضارب

بالقول(اخذني ابو يعرب اخيذة الگوم)..كناية عن امتنانه البليغ للشاعر أبو يعرب، وعجزه عن رد الجميل له، وذلك في استعارة تراثية بليغة واضحة، حيث نجد الأديب، والشاعر الكبير، الدكتور حسين اليوسف الزويد، يحاكي فيها قصة الصعيليج، مع الشيخ عبدالكريم الجربا ، يوم خاطب الصعيليج، الشيخ الجربا، في قصيدة نبطية، جميلة، وطويلة،ومشهورة في التراث، منها قوله له فيها :

يا شيخ انا جيتك على الفطّر الشيبْ....... غزاي من دار المحبين دباب
علمك وصل لِعْمان شرق وتغاريب........ يا نافل العربان حتى هلا البابْ

ومن المعلوم.. انه بعد ان اكمل الصعيليچ قصيدته، نهض الشيخ عبد الكريم الجربا قائلاً وسط مجلسه: اشهدوا علي يا شمر، اشهدوا علي يا الحضور.. والله ان الصعيليچ (اخذني اخيذة الگوم).. (ويصعيليچ أنت تقاسمني حلالي كله.. وعليك ان تختار الحلال الذي امام داري.. او الذي خلفها)..

وبهذا المحاكاة الرشيقة، والاستلهام المترادف مع التراث، يعكس الشيخ الاديب الدكتور حسين اليوسف الزويد ولعه الشديد بمحاكاة تراث الاسلاف، رواية، وسلوكا، وتمثلا لقيمه النبيلة، في الرجولة، والشجاعة، والكرم، والامانة، والعفة، وغيرها، إذ لاشك ان استلهام المناقبيات الفاضلة في التراث، بتداول الحكايات التراثية، وترديد القصائد التي تتغنى بتلك القيم ، تنمي في الجيل، حس التنشئة على مناقبية الصدق، والفضيلة، واحترام القيم الاجتماعية،والاعتزاز بتراث الأجداد.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترادف الأجيال.. بين تحديات الانفصام وضرورات التواصل
- ربيع جديب
- في ذكرى تأسيسها.. جامعة الموصل صرح عتيد من صروح العلم
- سلبيات الاستخدام المفرط للإنترنت
- الشاعرية الإبداعية.. من الصعاليك إلى الهايكو
- مجبل الوكاع.. شخصية لن تتكرر
- في اليوم العالمي للمرأة
- وللصعاليك حكاياتهم
- بلاغة الاستعارة في شعر الاديب المبدع أبو يعرب
- رمزية ثوار الجزائر في الوجدان الشعبي العربي
- بدعة الذكوري والنسوي في الأدب العربي
- تنور الطين.. صناعة أيدي ختيارات أيام زمان
- جدلية ضول الرفاكة مع الدار في التراث الشعبي
- اكلهن إبن آوى
- أسلوب المدح بالمعاني في شعر الاديب المبدع أبو يعرب
- ها قد وهن العظم..
- من هدوء الطبيعة إلى ضجيج العصرنة
- إحياء تقاليد التعاليل.. ومجالس السمر
- محمود عبدالله.. معلم فاضل استوطن ذاكرة جيل
- صخب العصرنة.. والحاجة إلى الطمأنينة وراحة البال


المزيد.....




- السعودية تنفذ الإعدام بحق البارقي لقتل جذمي والجريمة بحادث س ...
- نتنياهو يعقد اجتماعا طارئا ويؤكد: مذكرات الاعتقال من الجنائي ...
- أمريكا تعلق على إصدار-الجنائية الدولية- مذكرتي اعتقال بحق وز ...
- الخارجية الإماراتية: الشراكة مع روسيا وأوكرانيا ساهمت في نجا ...
- طواقم الدفاع المدني تنتشل 7 شهداء في محيط مخازن الأونروا برف ...
- الأمم المتحدة: 10 أطفال يفقدون ساقاً أو ساقين في غزة يومياً ...
- تحذير من تداعيات -حرب صامتة- بالضفة وحصيلة جديدة للاعتقالات ...
- الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق شويغو ورئيس أركانه
- الأونروا: نصف مليون شخص بغزة يواجهون معاناة شديدة لانعدام ال ...
- مبادرة لمراقبة الجوع: خطر المجاعة لا يزال قائما بشدة في أنحا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نايف عبوش - الأديب الدكتور حسين اليوسف الزويد.. ومناقبية الولع بالتراث