أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان الهواري - عباس في معسكر -أنصار- //عباس الفلسطيني .. بكل أسف 4














المزيد.....

عباس في معسكر -أنصار- //عباس الفلسطيني .. بكل أسف 4


سليمان الهواري

الحوار المتمدن-العدد: 5856 - 2018 / 4 / 25 - 00:55
المحور: الادب والفن
    


دورة "أنصار5" للملتحقين الجدد بصفوف الثورة الفلسطينية ضمت عشرة أفراد فقط كان "عباس محمود أبو العطا" واحدا منهم .. والتكيف مع نمط الحياة داخل "معسكر بنت جبيل" ليس بالأمر السهل ..
سرعان ما غادر نزار المعسكر ظهيرة اليوم الأول بعد أن اطمأن على عباس ووعده بزيارته قريبا .. كان الصباح مخصصا لتعارف عناصر المجموعة وقد استأنسوا فيها بضباط فتح المشرفين على الدورة ..
لم تكن التدريبات شاقة كما كان يعتقد عباس قبل المجيء إلى هنا وقد شملت في البداية تركيزا على النظام العسكري العام المرتبط بالإنضباط والإتزان مع تخصيص حصص يومية حول التقيد بالأنظمة والقوانين في الجانب النظري ..
ومع توالي الأسابيع كان ضروريا أن يكسر عباس دهشة البنادق مع أول يوم للتدريبات العملية على الأسلحة الفردية الخفيفة والمتوسطة ..
كان الأمر يتعلق ب "الكلاشينكوف" على " إم 16" و "ديكترياريوف " .. أما "قاذف ب7" فلم يقترب منه إلا بعد شهور من التحاقه بالمعسكر ..
الغروب لازال بعيدا واليوم فسحة وليس هناك برنامج نظامي يلزم عباس بالبقاء داخل المعسكر .. لقد أصبح مع الوقت يعرف أحراش وسهوب المنطقة .. وكان غالبا ما يرتاح في تلة صغيرة من "مرتفعات الشوف" توجد على نصف كيلومتر وهي تطل على "وادي الحجير" ..
ووراء الأفق الصيفي اللامحدود أمامه توجد فلسطين .. كان عباس يمني نفسه بالمشاركة في عملية فدائية قريبة هناك ..
جلس طويلا على التلة المرتفعة بلا تركيز ثم تمدد على الأرض وظهره يستقر وسط الأعشاب التي حافظت على خضرتها رغم اشتداد حرارة الصيف .. أحس برجليه ترتخيان تماما وعيناه شاخصتان في زرقة السماء .. سمع صوت أمه ووجهها يجتاح عينيه .. حضنها طويلا ثم قبل رأسها وهو ينحني عليها .. لقد تقوس ظهرها أكثر ولا يد للقدر تتدخل كي ترحم عجزها .. كان كل جسمه يتكوم على العشب قبل أن يغرق في غفوة نوم أراحت قلبه من وجع الغربة وتراكم الحنين ..
برودة المساء تتسلل أسفل ظهره وهو لازال مسجى في مكانه ، ليستيقظ والنهار يكاد يودع منطقة الجنوب ..
أخذ الكتاب الذي كان يحمله معه وهو ملقى على الأرض ثم نهض .. كان على وشك الإنتهاء من قراءة "عائد إلى حيفا" للمرة الثانية .. أخرج من الكتابة ورقة صغيرة سرعان ما التهمت عيناه الكلمات القليلة المكتوبة فيها ..
ربما كانت المرة الألف التي يقرأ فيها رسالة "ماريا" التي وجدها مطوية في قلب صفحات حيفا ..
لكنه يقرأها كل مرة كما لو كانت هي الأولى ..
(( لازال غسان كنفاني يحمل وعد سعيد في عينيه ..
يراقب بوابات مدينة حيفا .. لازال هناك طفل تركه رضيعا وصار اليوم مقاتلا في جيش الثورة ..
غسان يحضر معنا كل مساء في مخيم عين الحلوة ..
يقرأ لنا آية من سفر العودة .. يذكرنا أن الحدود وهم وأن الغربة نصف حياة فقط ..
يردد على مسامعنا أن الموت كذبة ابتدعها الجبناء ..
ووحدها فلسطين حقيقتنا الكبرى ..
لا تتأخر في العودة يا عباس فأم غسان أعدت لك "مناقيش بالزعتر " ..
وأنا أعددت لك كتابا آخر .. هديتي لك ..
التوقيع : ماريا كنفاني ))
طوى عباس رسالة "ماريا" ثم أرجع الكتاب إلى مكانه .. وخرج لتناول وجبة العشاء مع ( رفاق أنصار )



#سليمان_الهواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -- عباس في قوات العاصفة الفلسطينية // عباس الفلسطيني .. بكل ...
- عباس يؤدي قسم الثورة // عباس الفلسطيني .. بكل أسف - 2 -
- عباس الفلسطيني .. بكل أسف _1_ // الهروب من -الأحواز- إلى الك ...
- على أرصفة الحنين
- خروبية العينين
- على حافة الحرب أحبك
- يا امراء
- نكاية في الحرب
- العرّافة .. ليلة حْمدُوشيَة
- سروال حليمة
- سُبحان فلسطين
- أحبكِ .. ضِعفيْن
- حب .. شعر وخوف
- في اليوم العالمي للشعر ..
- يا أبانا
- على خطو زوربا سِرْ ..
- تتقنين الغوص في دمي
- عندما أجّلت ولادتي
- رسائل ام غسان -6-7-
- يارفيقتي في الجنون


المزيد.....




- قضية اتهام جديدة لحسين الجسمي في مصر
- ساندرا بولوك ونيكول كيدمان مجددًا في فيلم -Practical Magic 2 ...
- -الذراري الحمر- للطفي عاشور: فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية هزت وج ...
- الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع ...
- رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو ...
- السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أكثر 70 فنانا يوقعون على عريضة تدعو لإقصاء إسرائيل من مسابقة ...
- -الديمومة-.. كيف تصمد القضية الفلسطينية أمام النكبات؟
- ترامب يواصل حرب الرسوم.. صناعة السينما تحت الضغط


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان الهواري - عباس في معسكر -أنصار- //عباس الفلسطيني .. بكل أسف 4