منير الكلداني
الحوار المتمدن-العدد: 5855 - 2018 / 4 / 24 - 02:05
المحور:
الادب والفن
واذ توجه لومها قائلة :
مابالك يا احرفي ....
...... تهزأين بالسطور
(( قصيدة مضاجعة الصبر )) ..... تخبئين قلبي الملهوف
عتب لطيف وايحاء لتصغير الشيء الصغير للكبير وفيه دلاللة واضحة للرفض المشار اليه وهي تعطي تلك الحالة من الخفاء بشيء جلي اذ انها تحاول ابعاد (( الرمز )) رغم الامكان عن الاضواء وتخلق له عالما اخر لا وجود له في ظهور الكلم بل تكتفي به
.أحضن الحروف
....أتلحف السطور والورق
و
بأحبار قلبي
أرسمك (( قصيدة عطر وجرح نازف ))
فبعد ان كانت تلوم احرفها هاي هي تعود لتضع حدا للمستحيل ولكنه يبقى في دائرة الانغلاق اذ لا مجال للرسم خارج هذا القلب لما يعود بشيء غير مرغوب فيه وما ارق ذلك الوصف حينما يكون القلب رساما يعرف كيفية التصوير باحرفه الخاصة .
ومع كل تلك المخاطر نرى الكاتبة غير مبالية بالمستحيل وتقول
اينع الربيع في قلبي (( قصيدة صوتي خمرة الروح ))
وهو ايحاء بالعدم السابق فقد كان القلب مجرد شتاء بارد لا روح فيه وهذا القادم (( الرمز – ايا يكن زوج مثلا )) جعل الربيع شيء ممكن رغم قساوة الفصول السابقة عليه
وهو قادر على ان
يوقظ دفء الثلج قلبك (( قصيدة قناديل لا تنطفئ ))
زيادة ايحاء بالحالة الشعورية التي كانت تعيشها الكاتبة قبل هذا الظهور (( الرمزي )) فهي تعطي صورة (( الثلج )) حركية الدلالة في التقريب الذي تود ان يفهمه المتلقي ، ولعل التدوير (( قلبك )) تشبيه بالنار التي تقترب الى شيء (( ما )) فتحيله الى شيء اخر (( دفء )) (( بداية انهيار الثلج )) وهي اشارة لطيفة للوصول الى مشاعر (( القلب )) ولكي يكون المضمون اكثر في الايضاح تقول
تكتمل مواسمك باحتضانك لقلبي (( قصيدة نبض يناغي الروح ))
وهنا (( نلحظ )) كرامة الشاعرة وعلوها اذ تنفي عنها (( النقص )) فبالرغم من ان الرمز (( حين اقترابه )) ل (( شتائها )) الا ان هذا القرب اعطاه (( هو )) جميع (( المواسم )) وبنظرة ادق نستشف (( الزهو )) الذي ترتديه في انفة (( تليق بها )) وتعطي بعدا ان (( الرمز )) ان اعطاها (( جزءا )) فهي اعطته (( كلّا )) فكلما اقترب اكثر احاطته بما لديها
يتبع
#منير_الكلداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟