فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5853 - 2018 / 4 / 22 - 18:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد أن تجرع نظام الملالي و دجالهم الاکبر سم إيقاف الحرب مع العراق و کذلك سم الاتفاق النووي، فإن المنتظر و المتوقع بعد إنتفاضة 28، کانون الاول المنصرم، أن يتم إجبار هذا النظام القمعي و على الرغم منه تجرع سم السقوط الذي صار قاب قوسين أو أدنى.
السخط و الغضب الشعبي الذي صار يظهر واضحا على مختلف شرائح و أطياف و طبقات الشعب الايراني، يمکن من خلاله فهم الموقف العام للشعب من نظام الملالي الذي أذاقه کل أنواع الذل و الهوان حيث إنه وبالاضافة الى ممارساته القمعية التعسفية و حملات إعداماته و عمليات التعذيب في السجون، فإنه قام و يقوم أيضا بإفقار و تجويع الشعب من خلال إهدار و تبديد ثرواته في غير مجالاتها اللازمة و المطلوبة.
40، عاما، من الحکم القمعي الدموي لنظام الملالي و الذي جعل من الحياة في ظله الجحيم بعينه، لم يبق أمام الشعب الايراني من خيار أو طريق يسلکه و يلجأ إليه سوى إسقاط هذا النظام و إنهاء حکمه القمعي التعسفي، وقد قرر أن يذيق نظام الملالي و کبيرهم سم السقوط وإن إندلاع إنتفاضة 28، کانون الاول المنصرم، هو في الحقيقة بداية النهاية لهذا النظام ، والاستعداد لجعله يتجرع سم السقوط.
الامر الذي يؤکد بأن سم السقوط في طريقه لکي يتجرعه نظام الملالي و کبيرهم، هو إن منظمة مجاهدي خلق هي من تشرف على التحرکات الاحتجاجية للشعب الايراني، وکما هو معروف و واضح فإن الشعار الرئيسي لهذه المنظمة هو إسقاط النظام، والذي يرعب الملالي أکثر من اللازم، هو إن المنظمة ليست تدعو الى إسقاط النظام إعتباطا أو من دون طائل وانما تسوغ و تبرر ذلك بالادلة المقنعة، ذلك إن بقاء و إستمرار هذا النظام هو وکما أثبتت الايام في غير صالح الشعب، فهو أشبه مايکون بسرطان لابد من إجتثاثه من الجذور.
الاحتجاجات التي عمت الاهواز و المناطق الاخرى في إيران مؤخرا ولاسيما مدينتي سقز و بانە والتي في طريقها للتوسع، ترسخ القناعة أکثر من أي وقت مضى على إن الشعب الايراني لايمکن أبدا أن يتخلى عن تصميمه القاطع على إسقاط النظام، وهي أشبه ماتکون بتهيأة الاجواء للمزيد من السخونة و إحتمال أن تندلع الانتفاضة مجددا، ولاريب من إن الملالي يعلمون جيدا بعزم الشعب على إسقاطهم، ولذلك فإنهم يمنحون الاولوية للإجراءات الامنية على أمل إرعاب الشعب و ردعه عن الانتفاضة و الثورة ضدهم، وهم لايعلمون بأن الشعب الذي لم يبق من شئ يفقده سوى قيوده لم يعد يکترث بالاجراءات القمعية و لابکل ممارسات النظام، وهو ماض في طريقه قدما لکي يجبر الملالي رغما عنهم على إجتراع سم السقوط.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟