أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد محمد عبدالله - صراع تيارات النظام علي منضدة البرلمان الإنقاذي














المزيد.....

صراع تيارات النظام علي منضدة البرلمان الإنقاذي


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 5853 - 2018 / 4 / 22 - 03:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


البرلمانيون الإنقاذيون يعلنون حسب ما ورد في وسائل الإعلام عن إستدعاء رئيس مجلس الوزراء بكري حسن صالح لإستنطاقه عن أسباب ودوافع خلع وزير الخارجية إبراهيم غندور رغم انها معلومة وواضحة ويعرفها كل متابع، وهناك بعض النقاط الملحة تطفح علي سطح المشهد السياسي الراهن تستوجب العرض الصريح كيما نفسر من خلالها دعوة البرلمان الإنقاذي ونربطها بملازماتها المتمظهرة في تصاعد وتيرة صراع تيارات (السلطة والثروة) داخل المؤتمر الوطني مما يبرهن خبايا عملية حشد وتجيش المصفقين والمطبلين لإخراج الصراع الإنقاذي السلطوي بالشكل الذي رأيناه خلال الأيام السابقة في مسرحية (خلع الوزير) التي سنشاهد إحدى فصولها في برلمان النظام الحاكم.

إستدعاء رئيس الوزراء الإنقاذي بكري بشأن (الوزير المخلوع) جاء بعد قرار خلع رئاسي إستباقي لموقف وزير الداخلية وحلفائه وبتسديدة مباشرة من قبل الجنرال عمر البشير، فهل البرلمان الآن يسعى لتوجيه رسائل رفض وإستنكار بصوت (تيار غندور) حيال قرار رئيس السلطة الإنقاذية عبر إستدعاء وإستجواب رئيس وزراء السلطة الإنقاذية ام هي عملية رد إعتبار لبرلمانهم خاصة وأن غندور إستنجد بالبرلمان وقدم شكوة البعثات الدبلماسية وإعلان إفلاس الدولة، وهل وضع البرلمان لمثل هكذا رسائل في صندوق الرئاسة سيغير المشهد لصالح غندور بما يجعل رئيس النظام يعيد النظر في قراره لإعادة إستزوار غندور لاحقا إستنساخا لتجربة مدير جهاز الأمن صلاح قوش المتهم سابقا بمحاولة إنقلاب عسكري ثم أعيد لمنصبه (بدون مقدمات وبقدرة قادر) بعد خلعه المشهود والمشهور، وهنا نلاحظ أن صراع تيارات المصالح داخل المؤتمر الوطني قد أخذ طابع حاد وشرس في المواجهات بين تلك التيارات المتدافعة حول الكراسي لتزول بين غبارها الكثيف لغة السياسة والدبلماسية وصفقات المصالح وتحل محلها لغة العصيان وكشف الملفات المخبئة تحت الطاولة وحرق الكروت وكلها تعكس مدى تفكك النظام وبعده الكلي عن القضايا الوطنية المهمة والأزمات السياسية والإقتصادية التي تمس بشكل مباشر بقاء او فناء الشعب السوداني، ولكن نجد النظام منشغل بمعارك داخلية منصرفا عن قضايا الحرب والفقر والنزوح التي تسبب في صنعها بسياساته البائسة ولا يريد تحمل مسؤليتها، وهذا يوضح أن الصراع القائم لا يخدم المجتمع في حياته اليومية ولا يجيب علي أسئلة الحاضر والمستقبل وهو تغليف الفشل بفشل أكبر منه، والمعلوم الذي لا شك فيه أن التيارات المتصارعة علي السلطة في المسرح الإنقاذي هي حزء لا يتجزء من المنظومة البوليسية الحاكمة بقوة البنادق وبعضها ذات مصالح سياسية وإقتصادية مع النظام لا تخرج عن طوع الحاكم إلا إذا تعرض الحاكم لمصالحها وهدد وجودها السلطوي، لذا نجد أن القضية في أصلها بالنسبة للمجتمع السوداني وقواه المعارضة ليست مرتبطة ببقاء او ذهاب أشخاص بعينهم بل هي قضية نظام إنقلابي ودكتاتور ساد البلد وأشعل الحروب وسلب الشعب حقوقه السياسية والمدنية وتصدر قوائم الإرهاب الإقليمي والدولي والوزير غندور من بناة طبقة الجلابة (البرجوازية الحاكمة) التي تمارس التهميش الممنهج علي الشرائح الضعيفة في المجتمع السوداني، ومثل هذا النظام لا يمكن الوثوق بتياراته او التعاطف مع من يخلع منه او يطرد خارج فريق السلطة لمجرد (تضارب مصالح) كما في حالة الوزير المخلوع مؤخرا.

هذا النظام يمضي في طريق وعر ومظلم قاصدا منتهاه حيث تبديد فرص إنتشال البلاد من كوارثها، ويمضي النظام رافضا نصائح العالم للإعتدال والإصلاح والإبتعاد عن مفهوم النظام الاتوقراطي الإقصائي لصالح بناء نظام جديد يرسخ الديمقراطية، وأكد النظام للمرة الألف عدم صدقه في تغيير مساره الخاطئ والإنصات لصوت الشعب وسماع مطالبه الموضوعية وبحث سبل حلها بجدية، والحلول مطروحة ولكنهم رافضون، فهذا نظام إسلاموعسكري باق علي عناده وإستبداده ولن يتراجع عن سياسات الهيمنة علي السلطة والثروة وقمع المعارضيين السياسيين إن كانوا خارج النظام او داخله، وكل من يقف أمام مصالح الطبقة المسيطرة علي مفاصل الدولة ومكامن مواردها سيكون مصيره كمصائر السابقيين، لذلك ليس هناك حل منطقي غير الإلتفات لأصل القضية السودانية والسعي لمعالجة مسائل الحرب والإقتصاد وتركيبة النظام والبحث عن الحرية والديمقراطية والسلام الشامل العادل بعيدا عن ميدان صراعات المصالح والنفوذ رغم أهمية تحليل المشهد الحالي كمرحلة إنحطاط سياسي في تاريخ السودان المعاصر ولكن ليس علي حساب قضايا السودان الأساسية ولا للتعاطف مع إحدى الأجنحة الإنقاذوية المتسببة فيما نعيشه من إنهيار شامل لكل أجهزة الدولة بل لكشف حقائق الصراع الإنقاذي والإنطلاق بالركب الثوري نحو التغيير والتحرر من أجل دولة ديمقراطية حرة ومجتمع إنساني تعاوني.


سعد محمد عبدالله
21 ابريل - 2018م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلع وزير الخارجية إبراهيم غندور بقرار جمهوري
- قصيدة - كنا معا
- د. يوسف الكودة والإنزواء السياسي والفكري
- لقاء في الذاكرة
- سفيرة النوايا الحسنة الصحفية أية زيدان
- نداء السودان
- نعي المناضلة ماريلي فرانكو
- حوار بين الإسلاميين والعلمانيين
- المؤتمر العلماني السوداني
- عيد الحب للفرد والمجتمع
- الفكر والقلم وصراع التغيير
- تعليق علي صحافة النظام السوداني
- ثوار السودان والسجون
- التعليق علي حملات الإعتقالات في سنار وسنجة
- هراء المفاوضات وحشرجة السقوط
- الراهن السياسي في السودان
- الثورة بين المفكر والمغني
- مواكب الثورة السودانية مستمرة
- موكب الثلاثاء لمناهضة الغلاء
- قضايا المعتقلين بسنار


المزيد.....




- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
- بعد القطيعة.. هل هناك أمل في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق؟ ...
- ضابط أوكراني: نظام كييف تخلص من كبار مسؤولي أمن الدولة عام 2 ...
- رئيسة البرلمان الأوروبي: ما يحدث في ألمانيا اختبار حقيقي لأو ...
- مباشر: قتلى وجرحى في ضربة إسرائيلية على مبنى سكني وسط بيروت ...
- أوكرانيا تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة دفاع جوي حد ...
- غارات إسرائيلية مكثفة على وسط بيروت والضاحية
- أوكرانيا تطالب الغرب بأنظمة دفاع جوي حديثة للتصدي لصواريخ رو ...
- عشرات الشهداء والجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة ...
- كيف يواصل الدفاع المدني اللبناني عمله رغم التهديدات والاستهد ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد محمد عبدالله - صراع تيارات النظام علي منضدة البرلمان الإنقاذي