|
لا تأت ِ يا ربيع (( قصة ))
منير الكلداني
الحوار المتمدن-العدد: 5852 - 2018 / 4 / 21 - 16:23
المحور:
الادب والفن
(( 1 )) (( كأنني متاهة في زحام الافكار والارق يشعل ما تبقى من وهج اللحظة )) زقاق في ناصية يلعب فيه الصبيان اصواتهم تقلق الجهة الاخرى من شدة الضجيج ، اعجبني حقا ذلك اللاعب الذي لا ينتظر ان تاتيه الكرة بل يركض اليها ، ضحكت في سري حيث كانت قامته الطويلة تميزه ويحاول ان يظهر للمارين انه الافضل ، انها امراة تخرج من باب مجاور جميلة تثير الناظرين دائما ما كان شباب الزقاق يتغامزون بينهم عندما تمر من امامهم ولم يخل ذلك الزقاق من شباب طيلة ايام السنة حيث تلفهم البطالة وتشغلهم احاديث الجنس الناعم وبطولاتهم التي ربما يكذبون في كثير منها ** يا ربيع الم تشبع من ركل الكرة ابعد عينيه عنها واستمر في الركض فهو لا يبالي ما دام اللعب مستمرا ** الم تسمعني ايها الابله تعال الى البيت يجب ان اخرج الى العمل واصل ربيع مع الصبيان ودخلت المراة الى البيت ، مرتدية فستانا ورديا وشالها يغطي نصف شعرها الذهبي وعلامة الغضب ترتسم على ملامحها ** هل رايت مفاتنها كالعادة يجب ان اسمع كثيرا من هذه الكلمات كلما دخلت او خرجت فبيتي يقابلها وهذا احدهم (( رعد )) رغم كبر سنه كان يراقبها ولا استغرب انه وضع كاميرات امام منزله ليراها فلم يك ذاك المنزل بالكبير بل كان بسيطا جدا لا تعدي عليه السحب الا استعد لانزال الماء داخل البيت ولم يمتلك ثروة طائلة بل كان مفلسا ولا تكاد ان تجد اي فلس فيه معظم الوقت واطفاله يشكلون نصف الفريق الازرق الذين عطف عليهم شخص غريب كان مارا وراهم فاعطاهم تلك القمصان ولو بقي الحال على رعد فلن يشتروا جاروبا واحدا ، وربيع هو الكابتن وهو المدلل والمقصد واضح ** الا تكف منها الا تخشى زوجتك اسرع نحوي ووشوش ** لا ترفع صوتك طبعا عليه ان يقلق ففي ظل ظرفه الصعب عليه ان يتودد لزوجته تلك التي كانت محط الاعجاب والاحترام في الزقاق فقد كانت دؤوبة على اعانة اولادها وكانت تعمل طيلة النهار في سبيل توفير احتياجاتهم واحتياجاته فهي ساعة الزقاق التي لا تتوقف وكنا نضبط ساعتنا عليها كان لاسمها وقع ياخذ بالاسماع (( رهف )) لم تبال باي همسة ولم يقترب منها احد خوفا من نظرتها التي ترهب من يقترب اليها وكانت لا تثق باحد سوى صاحب سيارة الاجرة الذي كان يوصلها الى عملها كل صباح وترجع معه كنا نسميه (( الخلوق )) فلم نشاهد منه شيئا معيبا بالاضافة الى انه يعيل زوجته التي انهكها المرض وكنا نعطف عليه جميعا ورهف كانت صاحبة اليد الطولى في معونته ودائما رعد تجده متذمرا الا انه يفضل السكوت على خلق مشكلة مع رهف لانه يعرف عواقب المشاكل معها كنت دائما اسمع عن تلك المشاكل بل لا اخفيكم كنت احيانا اتقرب الى شباك بيتهم كي اسمع كل شيء ففي كثير من الاحيان كنت (( فضوليا )) واحيانا كنت استغل البيت المهجور الذي كان بجانب بيتهم حتى اتسور عليه واصل الى سطح منزلهم انه بيت (( النزوات والملذات )) هذا كان حال هذا البيت المهجور فلا تكاد ان تسمع عن رذيلة الا ووجدت فيه فلقد كان حانة هذا الزقاق المليء بالفوضى ما دام لا ياخذ منهم اي فلس ** الا تزال تلعب ** ماذا تريدين ** سوف اخرج
(( 2 )) (( طيور تأكل هامة الضجيج وتلبس العري ريشا من صقيع ))
لم يك في البال ان ياتي مستاجر جديد الى زقاقنا البالي فنحن نعيش باسوء الاحوال وكنا نرقب وصوله بعد ان وصلتنا الاخبار ، يبدو على رعد الذهول والمفاجاة ** هل هذا مجنون ؟ ** الا تفرح ان ياتيك جار جديد بدل ان يسكنه اصحاب الرذيلة كعادته لم يقنعه كلامي بل تافف وضرب برجله الارض ** اصحاب الرذيلة لا صوت لهم اما هذا فلا نعلم من يكون ضحكت بذلك الصوت المقزز كدت ان اقع ارضا ، فتح فاه ** اصمت ايها الابله فلقد فضحتنا ما الذي يضحكك ؟ ** كانك حمار يرفس برجله ** لا عتب عليك فانت مثله امسك فمي بقوة وحاول ان يوقعني ** ساخبر رهف تركني في الحال وتودد بمسحه كتفي ** كانك نسيت يا فضولي ان من تصفهم باصحاب الرذيلة انني اولهم ظهرت علامات الاستفهام على وجهي ** كأنك تريد ام ربيع تغيرت ملامحه واحمرت وجنتاه ** هذا الخلوق كم احسده ** هل تتكلم بجد ؟ ** يوميا تذهب معه ام ربيع وجه الشؤم لا يخبرني بافعالها كم اكره سحنته التي يمثل فيها الطيبة ** انه مسكين يا رجل ما شانك به نظرت اليه بمكر واكملت ** وهل اخبرك عن رهف هربت من امامه فاستشاط غيضا ** لا تذكر زوجتي بسوء انها تاج الشرف مبتعدا عنه ** وهل قلت غير ذلك ذهب الى باب بيته ** اين تذهب يا رعد ** ساخرج اطفالي حتى يلعبون عسى ان تخرج ام ربيع خلف ولدها الابله بينما يهم رعد بالدخول كنت انظر الى البيت المهجور كان شيئا ما يشدني اليه لا اعلم ما هو ربما هي تداعيات سقوطه على عائلة باكملها في ذلك الشتاء القارص لقد سمعنا صوتا مهولا وخرجت مسرعا الا ان شيخا كبيرا مسكني ** بني ارجع فان هناك منظرا لا يود اي شخص رؤيته لم تك تلك اللقطة تغيب عن مخيلتي حتى خرجت ام ربيع وهي متأنقة بكامل زينتها كانها عروس الزقاق ولم يك وقتها اي شخص في الزقاق ** لا الومك يا رعد الرذيل وحين رددت هذه العبارة رايتها ترمقني بنظرات جريئة جدا لم افهمها فلقد كانت غريبة وعميقة فقدت الشعور حينها شاحت بنظرها الى سيارة تتوقف جنب البيت المهجور يخرج منها رجل كبير ضخم يغطي راسه الشيب بشارب خفيف ولحية . ** كم هي اجرتك ** ............... انزل حقيبة كبيرة من صندوق السيارة التفت ناحيتي والتفت الى ام ربيع لم ينبس ببنت شفة ودخل البيت يخرج رعد ولكن لم يك في ذلك الوقت سوى انا تلفني حيرة ** ماذا بك ؟ ** انهما كانا هنا ** من ؟ ** (( غير مبال )) هما يا رذيل
(( 3 )) (( حقيبة الانتظار ترمق الشفق في سكون وتحكي منها اماني الليل )) كان صباحا باردا موجة من الصقيع تلف الزقاق المتهرأ ، ضحكة الغجرية لا تزال عالقة في ذهني ، لا اعرف لم اقف هنا (( مريض )) اقرب وصف لحالتي التي تكبر معي ، خرجت رهف انه موعدها بالضبط ** كيف حالك بني الا تخشى على نفسك من هذا الجو ابتسمت تلك الابتسامة الماكرة ** عليك ان توصي رعد قبل ان توصيني هزت يدها رافضة لجملتي ** انه اكبر سنا بني كيف تقول عليه ذلك ** هو المزاح يا رهف بدا الغضب على وجهها البريء ، عيناها تسحران وهذا الرذيل لا يراهما ** رهف (( فقط )) ضحكت قليلا خشية زيادة التوتر ** وهل لديك اسم اخر حتى اناديك به ومحاولة مني لتغيير الموضوع استرسلت قائلا ** كيف حال جاركم الجديد اطرقت قليلا الى الارض ثم رفعت وجهها وكأن الحياءأخذها ** اتقصد ذلك الشيخ الوسيم جواب لم يك في الحسبان ، متى راته ، وكيف عرفت انه وسيم ، هل هذه رهف حقا ام انني بدات اهذي ، جاء الخلوق وركبت رهف ، ايعقل ؟ لثلاث ايام اراقب الزقاق ولم اره ، فكيف شاهدته رهف ، بدات الشكوك تساورني ** رهف المراة المثالية تواعد هذا الرجل ؟ اخذني الفضول وذهبت الى بيت رعد وطرقت الباب عدة طرقات بقوة ** ماذا تريد ايها الفضولي يفتح عينيه بصعوبة لا بد انه كان يراقب ام ربيع كعادته طيلة الليل عله يظفر بنظرة من عينيها الساحرتين ** هل زوجتك تاتي في مواعيدها ؟ افاق من غفوته وحدق بي طويلا كانه يريد ان يخنقني بيديه ** هل هناك شيء بزوجتي يا ولد ؟ يا للغباء ... كيف اخرج من هذا الموقف المحرج ** لقد خرجت من البيت الساعة 7 و 31 دقيقة الا ترى هذا غريبا ضحك رعد وكان الفرج قد نزل عليه ، ضحك كثيرا ** لا بد ان ساعتك فيها خلل (( قالها ودموع الضحك في عينيه )) ضحكت معه كي اتحاشى حماقتي ** (( اكمل )) وهل تطرق بابي في هذا البرد وفي هذه الساعة لتخبرني بذلك ؟ ** بالطبع لا ولكن اتيت اسالك عن جارك الجديد ضجر رعد من كلامي ** لم اره ولا اريد ان اراه ** ان بيته غير كامل ولا بد ان البرد سيقتله تافف رعد ** ليكن ذلك وما شاني به من قال له ان يسكن هنا ، هو يتحمل قراراته وبخبث الكلام قلت له ** انه جارك ** اذهب ونم ايها الابله فلو كنت تعرف حقا لجار لما اتيتني اصلا تركني ودخل بيته مغضبا واغلق الباب بقوة ، ماذا انتظر هنا ، البرد يكاد ان يجمد اطرافي ، حانت مني التفاتة الى البيت المهجور ، انتشر الضباب وبدا يغزو الزقاق تقدمت بخطوات متسارعة نحو بيتي وما ان مسكت مقبض الباب رايت الرجل واقفا بجانبي ** هل تبحث عن شيء فكان صوت ام ربيع يتخلل الضباب ** دعك منه انه فضولي
(( 4 )) (( وردتي النابتة في ارض الجنون ترفقي بعطري الراحل )) يحيرني ذلك الغموض ولا يكاد ان يهدا لي بال حتى اعلم ، مرت الايام ثقيلة جدا ، وها انا اتحين الفرصة لارى ربيع ، لا بد انني اخر من يعلم ، كيف يعقل ان يكون الفضولي بهذا الغباء .. (( ام ربيع ورهف )) يعرفون هذا الجار وانا (( الابله )) لا اعلم شيئا ... ها هو ** ربيع ... يا ربيع عندي مفاجاة لك يهرول نحوي هذا الارعن ** اعطني .. اعطني .. اعطني امسك بسروالي حتى كاد ان ينتزعه ، ابعدت يديه عني بصعوبة ** انتبه يا ربيع سوف تخرج اسراري للعلن نظر ربيع الي وقال ** يا فضولي ارجوك اعطني ولا تخدعني كما يفعل رعد يا للسيرة المقززة ، رعد الرذيل يتشاطر على ارعن مثل ربيع ، ليس بغريب عليه فهو يريد (( أمه )) ** ساعطيك لا تقلق شريطة ان تخبرني بكل ما تعلمه تأفف ربيع كثيرا ** الم اقل لك انك تفعل افعال رعد يا للرذيل ، اكيدا هو ياخذ كل اخبار ام هذا الارعن منه ، ماذا ساقول له حتى لا يخبرني بافعال رعد ** حبيبي ربيع ، هل تعرف جارنا الجديد ؟ ابتسم ربيع ابتسامة عريضة وصفق بيديه ** اتقصد الشيخ الوسيم ! ماذا ؟ حقا ! هل يعرفه ربيع ... اصابني الدوار فاتكات الى الجدار ، راسي يكاد يتمزق ، الارعن يعرفه ؟ ** نعم .. نعم يا ربيع هو ما اقصده ** اعطيني وسوف اخبرك كدت ان اضربه والصقه في الجدار ** ساعطيك فقط اجبني ركض ربيع من امامي محاولا الوصول الى بيتهم ، لم اشعر الا واقدامي تسارع للوصول اليه ** توقف يا ربيع قبل ان يصل الباب امتدت يداي وامسكت به ، وضعته على الجدار مشتعلا من الغضب ** تكلم والا قتلتك ترقرقت عيناه بالدموع ، ظهر الخوف على وجهه ** ارجوك اتركني اتركني اتركني خففت من قبضة يدي عليه ** لا تقلق اخبرني من هو ؟ ** انه أ.... خرجت ام ربيع من المنزل ، يا الهي ، حظ عاثر ، مسحت شعر ربيع برفق ورتبت ملابسه ** ما به ربيع ؟ ** لا شيء ام ربيع لقد وقع على الارض وقد ساعدته ... مسكين ولدك رايته يدور حول بيت جيراننا الجديد ، للان لم نعرفه جيدا التفت الى ربيع قائلا ** لا تقترب من البيت حتى نتاكد منه نظرت الي ام ربيع تلك النظرة ** أأنت احمق ؟ ام تتحامق ** ماذا ؟ يخرج راس الجار الجديد من باب ام ربيع ** ماذا يريد ؟ ابتسمت بكل مفاتنها ** فضول ** ؟؟؟
(( 5 )) (( رجفة تأخذني حيث احتضر بين سماء طيوفك القاحلة )) يكاد الغضب ان يتلاعب بي ، وقد أصبحت العدو الأول لفريق رعد ، لم اعد اطيق صياحهم ، كانوا يهربون عندما يرووني وكان الهارب الأول (( ربيع )) ، وها هو المكان يخلو من كل شيء سواي واصوات الفجور ، زقاق (( عاهر )) ، عاهرون وعاهرات لا فرق ، وبذكره جاء من يسمى (( الخلوق )) ، كم اكرهه ، نزل من سيارته ، يغسلها كل يوم في مثل هذا الوقت من عصر النهار ، لا اعرف ما هي المعجزة التي اعطته الصبر على زوجته البائسة ، كيف يعيش معها محتفظا برغبته في دماغه ** كيف حال زوجتك أيها البائس ؟ ابتسم كعادته ، يا لوقاحته ، كل نهاره مبتسم ، لم يقدر الغضب الذي احمله تجاهه ..... تفضل ماذا تريد ، لا بد ان فضولك يأتي بك ** تحركت يداي بلا شعور ، اوردتي تكاد تخرج من الحنق ** ((متماسكا )) : اعلم انك لا تكذب ابدا وهناك شيء يشغلني كثيرا تأمل في سحنتي قليلا وأومأ برأسه ** (( أكملت )) هل رهف تواعد الشيخ الوسيم ؟ لمحته يمسح دمعة نزلت على خده .... اغضبني جدا ؟ ** لم تبك يا رجل ، هل ماتت زوجتك لم يرد ، بل اكتفى بنظرة نحو البيت المهجور اغضب ** ما بك ؟ لقد اخفتني ... تكلم لقد بدات بكل هدوء دخل الى بيته ، وقفت كجثة في المكان ، واذا بعد هنيهة ، يخرج مع زوجته ، بهية ، انيقة ، محمرة شفتاها ، وفي خدها أثر (( ما )) نطقت فكان صوتها جرسا ، يا للعجب ، كيف تغيرت هذه المراة القبيحة الى ملكة للزقاق ، هل كان يخدعنا هذا الخلوق ، هل كان بيته محلا للدعارة ** تفضل ماذا تريد من زوجي ؟ بين دهشتي والمفاجاة تلعثمت قليلا والتفت اليه ** (( علا صوتي )) لماذا تتعبها وكيف تريدها ان تجاوب على سؤالي هل هي سائقة ام انت ؟ أشر بسبابته اليها ** (( متطايرا من الجنون )) كيف لها ان تعرف أيها الديوث ان رهف تلتقي بالمتعجرف الجديد .... (( باعلى صوتي )) كيف ؟؟؟ لم يجب بل أعاد نفس حركته اقتربت زوجته ناحيتي ، مدت يدها البيضاء نحو وجنتي وبهدوء قالت ** تمهل يا بني ؟؟؟ يا للوقاحة ، يبتسم الخلوق ، يمد يده الى وجنتها قائلا !! ** تمهلي يا نور حياتي زقاق ارعن لا يأوي الا المجانين ، مللت من كل شيء ، منهم وحيطانهم ** (( قالت )) نعم اعلم ماذا تفعل رهف مع الشيخ الوسيم ابتهجت اساريري وهدات ثورة غضبي ، يا له من حمل ثقيل عشت معه طيلة هذه الأيام ** من اخبرك وانت مريضة ؟ فأشارت باصبعها نحو البيت المهجور ، جن جنوني المقرفة ؟؟ ** هل تضحكين علي ايتها شاهدتها وهي تمسح دمعة سقطت على وجنتها والتفتت الى البيت المهجور ** (( قالت )) لقد اتاني ليلة الامس عندما كان الخلوق غائبا عني صفقت بيدي وضحكت مستهزا ما اروع ان اسمع هذه الأشياء في العلن ** مدعي الشرف ، ويحهم ، هم من اعانوا هذا الشيخ المتعجرف على الاختفاء مني ، كيف راوه ، كيف تحدثوا اليه ، لم هم وانا لا سقطت على ركبتي حيث خانتني رئتاي على التنفس ، سعلت بشدة محاولا ان اشم رائحة الحياة ، نزلت من عيني دمعة ، حاولت مسحها بيدي ، حانت مني التفاتة ، نحو البيت المهجور ، شاهدت (( رهف )) وهي تخرج من البيت المهجور تلوح على محياها بسمة عريضة ووجه يشق النهار بنوره ، تومئ بيدها محيية إياه ، بينما كانت تبتعد رويدا رويدا عن الباب ** هل اختنقت ؟
(( 6 )) (( تلاحقني رؤياي استميح الارق عذرا فطيوفك لم تعد تهمني )) يبزغ الفجر ، ضوء النهار يقترب ، لا تزال ضحكة الغجرية تتردد في الجدران الاربعة ، علي ان اغادر هذا الزقاق قبل ان يسقط على رؤوس اصحابه المتعفنة ، ولكن كيف اغادره ولا يزال هذا التفكير مستحوذا علي ، عندما اعرف هذا المتعجرف سارحل ، فتحت الباب ، منظر متهرا اخر اراه ، ام ربيع ورعد في هذه العتمة يتهامسان ، وفي الجانب الاخر الخلوق ورهف يتهامسان ، لا بد انني كنت المغفل الوحيد بينهم جميعا ، كل هذا يحدث وانا لا اراه ، الكل يقبل فلم لا يتجاهرون به ، نعم يخشون مني ان اعرف حقيقتهم القبيحة ، لذا يتخذون العتمة وسيلة للهروب ، ضحكت في سري كثيرا ، (( حمقى )) ساراقبهم حتى اعرف كل شيء عنهم ، دعارتهم ومجونهم ودياثتهم ، لكن شيء ما يصدني عن عدم التصديق (( انهم لم يكونوا كذلك )) ما الذي يحدث في الطريق العام (( الا يستحون )) انهم (( يمارسون )) ، كيف يقبل رعد ، هل اعمته ام ربيع بحيث لا يرى زوجته وهي تخونه على مقربة منه ، وصل ضوء النهار واشرقت الشمس والزقاق صامت لا اثر لاي شيء فيه ، اكاد ان اهرب من هذا الشيء لكن دون جدوى ، يخرج فريق رعد مهرولا طارقا باب ام ربيع ، يخرج هو الاخر مرتديا ملابسا جديدة ، لقد كنت مصدر ازعاج لهم علي ان اختفي خلف الجدار حتى لارى ما يصنعون واسمع ما يهمسون ** (( ابن رعد الكبير )) من اين لك الملبس الجديد يا ربيع هل اصبحت امك تمارس الفجور راسي يكاد ينفجر لا يمكن ان ينقلب هذا الزقاق بين لحظة وضحاها الى مستنقع للرذيلة ، الكل مع الكل ، اخشى ان تقتلني هذه العدوى في يوم ما ** (( ربيع ضاحكا )) لا يا ابن (( .... )) لقد اشتراها لي ؟ الامور فعلا تخرج عن سيطرتي ، لم اعد احتمل كل هذا الهراء ، اصبح الفضول مكروها لقد بغضت نفسي ، وعلي ان اجد حلا سريعا قبل ان اصاب بالجنون الفعلي ... ** (( ابن رعد الاوسط )) من هو ؟ ** ابي !! رغم الجنون ضحكت من اعماقي ، ابوه ؟ هل وصلت بلاهتك يا ربيع ان تتخيل شخصا مات منذ ان كانت امك حاملا بك ليشتري لك من القبور هذا الملبس ، لاعود الى بيتي واخلد للنوم علي اصحو على حل يقطع كل هذه السخافات من حياتي ** (( ام ربيع )) تعال يا ربيع ... ابوك يريدك !!! ** (( ربيع )) قولي له الا يزعجني ** (( ام ربيع )) انك فعلا غير مهذب ، لم تختفي خلف الجدار ها ... ماذا ... لقد راتني هذه العاهر ... ** (( ردت بقسوة )) بل انت العاهر الذي لا يستحي على نفسه ، كيف تحرض ربيع على ابيه ** (( مندهشا )) انا ؟ ما بالك يا ام ربيع ، لم اصل لهم بل اختفيت حتى ياخذوا راحتهم .... ** (( ضاحكة بقهقهة مسموعة )) : بل كنت تسترق السمع ايها الفضولي غضبت جدا من طريقة كلامها ** نعم استرق السمع ، ومن الان اعلن توبتي امام كل الزقاق وسوف ارحل من زقاقكم القبيح ... ** (( ام ربيع )) ربيع ابوك يريدك اشار اليها ربيع بيديه رافضا ، يخرج راس الشيخ الوسيم من بابها ** تعال يا ربيع ، قبل ان اضع الحلوى في يدك ** (( متسائلا )) ها ** (( هو )) ارحل ان استطعت فحتما ساجدك !!
(( 7 ))
(( لم اعد هنا فالنار تحيط ريشتي والكوابيس ساخرة تناديني)) كان يجب ان يحدث هذا ، فلن اعيش طيلة عمري قابعا في هذا القرف ، كيف عشت طول عمري في هذا الزقاق البائس ، مجرد نفايات ، المكان ، الزمان ، الناس ، لن يفيدنا الا (( الرماد )) ، جدران المنازل تغني والسقوف تتراقص ، هذه الحقيبة تفي بالغرض ، فحطام قليل يفي بالمشقة ، واخيرا ساتنفس ، وداعا ايها الفضول القبيح ، ساتركك للعهر وامضي ، لاول مرة اشعر بالسكينة ، انه صوت الباب يطرق ، من يا ترى ياتيني ، لقد (( طلقتكم ايها الاوغاد )) ** (( صوت من الخارج )) اخرج يا فضولي ، كيف تجلس في بيتك ولا تسال عن الاخرين ، هل جننت ؟ انه الرذيل ، علي ان اطرده كي لا يقف لي في طريق هروبي ** انا مريض اذهب الى بيتك ** (( رافعا صوته )) سيقتلني البرد ايها الغبي افتح الباب بسرعة .. انهم يريدوني ان اقتلهم ، تركتهم لم يلاحقوني ، فتحت الباب ، يدخل رعد مسرعا وهو يضحك ، دفعني بيده ممازحا ** الا تريد ان تسمع الاخبار الجديدة ؟ خنقتني كل الام الرحيل ** رعد اتركني بحالي فلقد مللت كل شيء هل تريدني ان ارتكب جريمة بحقك ؟ تزايدت ضحكته المقيته (( سددت اذني )) ، اعجب كيف بقيت هكذا ، رفسته بكل قوتي على خاصرته ** (( صرخت به )) اصمت والا قتلتك ... اصمتتتتتت نهض من الارض وما تزال الضحكة تملا شفتاه ** لقد وافقت يا فضولي ... وافقت طرحت جسدي على كرسي قريب ، نظرت الى السقف الذي بدا يهتز ، هالة من الضباب تحيط بي ارى بصيصا من ظل رعد ** من ؟ ** (( ضاحكا )) ام ربيع لقد وافقت اخيرا ، لقد ملت من زوجها فهو قد اصبح عديم النفع مادة وقوة ؟ بدا الصحو يظهر في جوانب الغرفة ، وبدات النار تشتعل في احد جوانب السور الخارجي ** (( موبخا اياه )) ايها الرذيل ، ان زوجتك مع الخلوق تمارس وانت تاتيني بهذا الخبر ، ايها الديوث الماكر ، اذهب وامسك ب رهف قبل ان تضع وجهك في مزبلة الفوضى غضب رعد واخرج سكينا من جيبه القاها بعيدا ، ركضت اليها بكل ما اوتيت من طاقة ، كانت عيناي لا تميز جيدا اماكن الاشياء ، فالدخان بدا ينفث الى الغرفة ** (( رعد ضاحكا )) ان رهف الان تستمتع مع زوجها الشيخ الوسيم اي خلوق هذا تتحدث عنه ، الا تراه يعبد انسانا ميتا اختنقت من الدخان ، توقفت رجلاي ، تشنجت اطرافي ، ضحكة الغجرية تعلو ... وتعلو ** ايها الرذيل ، ايها الديوث ، سوف اقتلك ... اياك وان تهرب مني ، سوف اقتلك واشرب من دم اطفالك ... هرب من امامي مسرعا ، والخوف ياخذ منه كل شيء ** (( ضاحكا )) انهم اولاد العهر وليسوا اولادي خرجت من بابي انظر يمينا ويسارا .. سوف اقتل رهف ما دام هذا الديوث عاجزا عن فعل اي شيء ، يا للذهول ، يقبل ان يكونوا اولاده من رجل اخر طرقت الباب بقوة ** رهف اخرجي ، ومعك المتعجرف ، لا بد ان تنالا كل هذا القرف الذي اقترفتموه ؟ ** (( مبتسمة )) اين كنت ؟ لقد انتظرتك طويلا (( ضمتني اليها بقوة ، استشقت عطري )) لم اعد ارى شيئا سوى وجه الشيخ الوسيم ** انه لا يستحق رهف ** ؟ ** صدقت
(( 8 ))
(( اشعل شموع الشجن على مرقد الهروب فالباب احداقك )) يا لثقل قدماي وهما تجران حقيبة السفر ، ويا لثقل راسي الذي سينفجر من جنون الزقاق ، لقد كنت مخدوعا بهم جدا ، يا (( سلالة الرذيلة )) ، اصواتهم وتنهداتهم تغزو اسماع المارين ، وصلت الحال ب (( رهف )) ان ترفع راية بغاءها لهذا المتعجرف ، وام ربيع الجميلة ايضا ضمها الى ملهاه ، حظ عاثر واعمى ، ياتي بيوم وليلة ويخطف كل هذه القلوب (( العفنة )) بل والغريب ان كل اطفال الزقاق تناديه (( ابي )) ، يا لسرعته الخارقة في الانجاب ، لارمي كل شيء خلف تلك القمامة واغادر بعيدا ، سوف يكون الخلوق اخر من اراه ، سوف استاجره وامضي ، اخيرا ساصحو من كابوسي المقيت ، طرقت بابه بكل هدوء ، خرج مرعوبا تملا عينيه الدموع ، انحنى على ركبتيه ... ** هل تحبني ايها الولد المطيع ؟ لم اشعر الا ودموع عيني تهطل بغزارة ** قم يا رجل لم تبك ؟ نزل على قدمي يقبلها ويشبعها تقبيلا ، وقفت مدهوشا يداي لم تتحركا ** تكلم فانا على عجلة من امري لا اريد لاي شيء ان يعيقني امسك بقدمي بقوة ** لا تدعها ترحل ، بعد كل ما صنعته لها تريد ان ترحل ، هل يعجبك هذا ؟ ما الذي يحدث والى ماذا تصل الامور ، هل وصل الحال بهذه المريضة البائسة ان تترك هذا الخادم المطيع ، عاهر اخرى ... ** وماذا افعل يا رجل ، هل اربطها مثلا ام اقول لها احترمي خادمك ؟ ** (( الخلوق صارخا )) انها تريده ، هذا الحقير الذي تلاعب بعقلها ، يجب ان يموت حتى تخلص الارض من شره ، انقذني ، انها مصرة على تركي والذهاب اليه !!! فعلا وصلت الامور الى قمتها في الاشمئزاز ، يا لهذا الصوت الغجري الذي يملا كل كياني ، نشوة تاتي فيرتعش لها جثماني .. قام الخلوق وجرني من يدي ... حاولت ان امنعه الا ان قواي خارت فسحبني كدمية لا تستطيع فعل شيء ** اريد ان اغادر ، اتركني وشاني انها تمتد على السرير بقميصها الشفاف الابيض ، تمضغ العلك وكانها تدعوك الى شفافها ، تمايلت على السرير ، مبتسمة ، رمقتني بنظرة ناعسة ، رفعت ساقها على ساقها الاخرى ، جسدها النقي حرك في جثماني اموات الاشياء ** (( متلعثما )) : هذا الخلوق الرجل الطيب لم تريدين ان تتركيه ؟ ** (( ماكرة تمد يدها على شعرها )) انه لا يملك حتى الفقر ، اريد شيخا وسيما يغرقني ، يسعدني ، يغريني بكله ، لقد احببته ولا بد ان ارحل اليه . سقطت ارضا ، تلك الرؤى تتلاشى ، يا ويح هذا المتعجرف حتى هذه لم تسلم منك ، ما الذي رايته فيها ، لم تسرقها من هذا ، فعلا عليك ان تموت فقد جعلت الزقاق ميتة نتنة ... ** (( الخلوق )) قم ... قم ، لا تدعها تهرب مني اتكات على جدار بالقرب مني وقفت بصعوبة ، ان هذا الدخان سيقتلني الم اهرب من هذا المكان ، رمقتني بنظرة ساحرة ** الا تشتهي هذا النقاء ايها الولد ؟ ضحك (( الخلوق )) ودفعني نحوها ، نظرت اليه بجنون ، ربت على كتفي بقوة ** اذهب اليها علها تقلع عن فكرة الرحيل ، خذ ما تشاء فهي انثى ليس كمثلها انثى ، تغري الريح ، وثير البحر الهادئ ، اذهب فابوابها مشرعة ، لا تقاومها ، فانت ستسقط لا محالة ... صفعتها وصفعتها ودموعي تبلل ذلك السرير ، سمعت اهاتها تخترق مسمعي ، يداها وهي تخنقني ، قدماها وهي تضربني ، المكان يتمايل واصوات الجدران ترتفع ، صوت يعلو كوقع انفجار ، تصرخ في اذني ** ما بك قبح وجهك ، كل هذه الانوثة ولا تلبي ، كن طموحا ... فجسدي لا تلويه هامات الجبال ... انهدم جزء من الجدار ، قمت مسرعا مرتديا سروالي ، مسكني الخلوق ** انه ينظر اليك !! ** من ؟ ** انا !!!! (( 9 )) (( كلما علت نبضاتي تاخذني متاهاتك حيث لا اريد )) محملا بكل كوابيسي ، ماشيا في اخر الزقاق ، جبهتي تنضح عرقا رغم موجة الصقيع ، وهؤلاء الاطفال لا يبارحون الكرة ، يضربونها وكانها (( عدو )) ، وصلت الى قدمي ، وضعت قدمي فوقها ... ** هل تريد ان تمزقها ؟ قالها ربيع بكل استكانة ، اخذني نوبة حزن ، نظرت الى عينيه المتوسلتين ** (( ما زحا )) حتى لو اخذتها سيشتري لك المتعجرف غيرها جلس على الارض واضعا راسا بين ركبتيه ، وعلا صوته بالبكاء ** لقد اضاعني ، قبل ان اخلق ، اترى بلاهتي ؟ كلها بسببه ، لم يك ابا ليوم واحد !! تدحرجت الكرة من تحت قدمي مسكها بيده ** لا اريد ان اراه ، لقد سرق عمري في ملذاته ولن يهدا له بال حتى ياكلنا كلنا ... لم يكن في مقدوري ان اتكلم وكانما بلعت لساني ، اتى اولاد رهف مسرعين ... ** (( كلهم )) ماذا فعل لك هذا المتطفل ؟ ضحك ساخرا ، وادار وجهه ناحية البيت المهجور ، التفتوا معه ** (( متسائلين )) هل في راسك شيء يا ربيع ؟ كرر نظره للبيت المهجور ، ثم التفت الي ** (( متسائلا )) منذ متى وانت تعرف ابي دخل الهواء رئتي شهيقا اثر شهيق ** لم اعرف اباك ، لقد مات وانت لا تزال تتنفس الدم مسك حجارة بيده وصوبها نحو راسي ، كانها اخترقت جمجمتي ... ** لا تكذب علي بل تعرفه جيدا انه ذلك الشيخ الوسيم ، العاجز ، البائس ، وريث الرذيلة ... ** (( مدافعا عن نفسي )) يا ربيع صدقني لا اعرفه ، ساعترف لك ... يركض ابن رهف الكبير جالبا كرسيا رماديا برجل واحدة ، يجلس ربيع عليه ، يصفق بيديه ، يلتف حوله اولاد رهف في حلقة ** (( ربيع )) هنا نحن في هذا الزقاق العاهر ، سنشهد اول اعتراف من هذا المتطفل ، (( باعلى صوته )) تعالوا كلكم ايها الفجرة تمتد رؤوس (( رهف متبرجة شمطاء ، وام ربيع تنظر للغيم ، والمريضة نصف عارية تلعق شفتيها ، ورعد يضحك بمكر ، والخلوق جاثيا على ركبتيه كانه ينتظر شيئا ما )) ** (( بصوت واحد )) انه عيدنا جميعا حينما نسمع هذا المتسور على حياتنا ، الوقح في كل افعاله ** (( ربيع مشيرا اليهم بالسكوت )) بل انتم كلكم من جعل منه بهذا الشكل المزري ساهرب من هذه الفوضى ، انه الطريق الى النجاة ، توسلت بقدماي ان تقوما بما يلزم ، صممت اذني من همس الغجرية (( هيا .. هيا .. لقد تاخرت )) ... اشحت بوجهي عن وجوههم (( اتركني اذن اذهب )) ... يعلو الدخان ... (( ايها النكرة اغرب عن وجهي )) ... الاصوات ترتفع كثيرا ** (( ربيع صارخا )) ما هذه الاصوات ، انه دخان يملا البيت المهجور ** (( صرخت بهم )) من هناك ؟ ** (( كلهم )) الشيخ الوسيم !!! ** (( رعد ضاحكا )) الى جهنم ، هذا يوم حسابه ** (( مندهشا )) هيا ايها الحمقى سيموت الرجل ركضت بسرعة ، وكانها اميال من المسافات ، ملتفتا الى ذلك الجامع الباسم ** ساعدوني لن اقدر لوحدي على اخماد هذه النار ، سوف تبلع البيت واياكم ... ** (( ام رهف مبتسمة )) ان استطعت الدخول الى البيت لا تنسى ان تستمع مع عاهراتك ... يا لجنوني وانا اركض للهاوية بقدمي ** (( صوت )) بني ارجع فان هناك منظرا لا يود اي شخص رؤيته غير مبال باي شيء اقتحمت الباب بقوة ، كسرته بيدين محروقتين بحثت عن شيء املا به الماء ، التفت فوجدت ربيع مقتربا مني ، اشر تاليه بيدي بالابتعاد ** (( ربيع صارخا )) انقذوا ابي ، انقذوا ابي ارجوكم ** لا تأت يا ربيع ** سيأتي !! ** ساقتلك ** افعل (( 10 )) (( سأجعل من وهمك بحرا يغرق الحمق وينتزع اظافر الفلك )) كل شيء لا يبدو واضحا ، فقد غطى الدخان كل شيء ، لم ار ربيع ... فقد سبقني ، اخذتني الحيرة ، كيف ساصل وانا لا اشاهد شيئا ** (( باعلى صوتي )) ربيع ، ربيع ، اين انت ... ** (( صوت )) لقد القيته عبر الفتحة ... انقذني يا نكرة !!! تعثرت بجسد ، حالت الرؤية دون تمييزه ، مددت عنقي نحو جثة متفحمة (( بالرذيلة )) ، شاحب كان ذلك الوجه الذي لم تبق منه الا حجرتي عين واضحتين ، بقايا الملابس تشير الى انها انثى ، رفعت راسي للسقف لاجد وجها حزينا (( غجرية قبيحة )) ** (( حزينة )) لم يتركني هذا الوغد ... متعجرف ... لا يحب الا رغباته الدفينة في اعماق عهره . غمضت عيني لبرهة ، فتحتها ، الدخان لعب براسي ، فلم احدد الاتجاه الصحيح للخروج ، يا ويح قدماي ما الذي اتى بي الى (( الجحيم )) ** (( اصوات مشوشة )) انقذوه سوف يموت ... ** (( رهف )) ليحترق كما احرقني واطفالي ... لا يستحق الحياة ... ** (( صوت )) يا صفية التعاسة ... يا منزوعة الشرف ... يا رذيلتي الابدية ... صوت السقف يزداد ، سوف يسقط على راسي لا محالة ، علي ان اجد هذا الشيخ قبل ان يقع ونموت سوية ... فكرة جنونية ولكن علي الاسراع ... ضحكة تهز الزقاق (( غجرية ليس الا )) ** (( اصوات غريبة )) انقذوهما ... سوف يموتان ... ! ** (( رعد )) دعوه ... دعوه ... هو الجحيم بعينه ... ** (( صوت )) يا رفيق السوء ... يا ديوث الزقاق ... يا خطاي الواجم على صدري بكل ما اوتيت من قوة .. وضعت يداي على وجهي مخترقا كثافة الدخان ، وصلت الى الصالة بعد جهد جهيد ، اظلة الوجوه تحاصرني من كل جانب ، يكاد الموت ان يحل على المكان ** (( اصوات بعيدة )) لم يبق شيء يذكر سوى ومضة ** (( ام ربيع )) خذو هذه الومضة ، اقطعوا كل امل عنه ... شيخ ارعن لا يفقه الا نصفه السفلي .. كبلوه بالاصفاد ، احرقوه وساعطيكم عهري بلا ثمن ... ** (( صوت خافت )) يا زوجة الخرف ... يا ام ولدي المجهول ... يا ستري الذي صببتي عليه حقدك ياخذني الاختناق وانا اتقدم ، بدا الشرر يملا كل شيء ، وكان السماء تمطر سجيلا ، خطوات وساصل اليك ، لا تستسلم ، قاوم ... ** (( اصوات تطرق الحديد )) لم يبق الا الجحيم ... ** (( الخلوق وزوجته )) انقذوه .. انقذوه ... فلم نكن نعرف انه هكذا ** (( صوت خافت جدا )) يا خطيئتي التي علقت ... يا بؤس ظني ... يا حماقة جهلي رايته .. انه هناك يقبع في الزواية ... لا زال يتحرك ... انها فرصتي الاخيرة ، السقف سيقع بلا شك ، هيا ... لا وقت لدي ... ** (( اصوات ساخرة )) لا تحاول ** (( ربيع )) ابي .. اتوسل اليك ** (( صوت باكي )) احبك يا نطفة غيري مسكت به كان ملقى على وجهه ، ادرته على ظهره ، بدا وجهه مصفرا ، فتح عينيه ، ومسكني من كتفي ** اتوسل اليك انقذهم ، هم لا يفهمون ... ** قم معي ... الوقت ضيق ، فقط انت هنا ... وعاهرتك المحترقة لم يهتم بكلامي ، وتجاهلني ** اذهب اليهم ايها الاخرق ... ساعدهم هززت كتفيه بقوة ... ** هيا ايها الهرم سينتقض السقف على راسنا نظر بعينيه طويلا نحو السقف ... ابتسم ساخرا ** اي سقف تتحدث عنه ** ؟؟ ** مغفل .... !!! ................................
جميع الحقوق محفوظة ويسمح بالنقل شريطة ذكر اسم الكاتب
#منير_الكلداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سفر الهمس (( اضاءة : ديوان من رحم الامنيات )) / الشاعرة السو
...
-
ضوء نقدي (( شموع الانتظار )) الشاعرة الفلسطينية (( فاطمة جلا
...
-
لا تأت ِ يا ربيع # 10
-
حوارية الهمس # 2 مع الشاعرة السورية ملاك العوام
-
لا تأت ِ يا ربيع # 9
-
لا تأت ِ يا ربيع # 8
-
لا تأتِ يا ربيع # 7
-
ضوء نقدي (( سليل النور )) الشاعرة الفلسطينية: ((ليلى آل حسين
...
-
لا تأتِ يا ربيع # 6
-
ضوء نقدي (( ضياع )) الشاعر السوري : ((ماهر زين))
-
لا تأت يا ربيع # 5
-
ضوء نقدي (( انت = انا )) الاديبة المغربية : (( زكية محمد ))
-
حوارية الهمس مع الشاعرة السورية ملاك العوام # 1
-
لا تأتِ يا ربيع # 4
-
ضوء نقدي (( عناق الارواح )) الشاعرة السورية : (( ليلى غبرا )
...
-
لا تأتِ يا ربيع # 3
-
ضوء نقدي : (( كرامة سيدة )) - الشاعرة الفلسطينية (( سحر العل
...
-
لا تأتِ يا ربيع # 2
-
ضوء نقدي (( اوراق مسافرة - الورقة الاولى )) الشاعرة الجزائري
...
-
ضوء نقدي (( عبثا اصوغ الكلمات )) - الشاعرة السورية ملاك العو
...
المزيد.....
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|