أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - قصيدة مهداة إلى مروان البرغوثي وأحمد سعدات وجميع المحاصرين














المزيد.....

قصيدة مهداة إلى مروان البرغوثي وأحمد سعدات وجميع المحاصرين


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15 - 11:00
المحور: الادب والفن
    


بلغت حنجرتي السوداءُ حدّ المزجِ
ما بين نشيدين يبيحان انهياري كوكبا
أنا لن أرثيَ خمسين فضاءً في شهيدٍ واحدٍ
لن أثقب الأرضَ
ولكني سأطوي صرختي فوقي
وقد أشلحُ أكفاني وأعلو خربا
بلغت ذاتي مرايا الانتحار
عُصر الروح كليمونٍ تناهى في دمارْ
زرع الموتى بنيهم في الدم الطازجِ
قل: هذا صراطٌ من غبار
قل هو الومضةُ في غفلتنا
لاتذهبوا عنه, أضيفوه إلى الخبز
إلى الهدأةِ قبل النومِ
مُدّوه حريراً واعبروا فيه إلى آخركم
أمّةً غادرت البحرَ وشلّت مركبا
*
بلغ اليأس الزبى
كيف يُشوى برتقال الروح بالسّفّودِ
والجاحظُ يلقي بخلاء الحرب في فُلكٍ عقيمْ
هكذا يرضعُ نسلٌ نبتةَ الأفيونِ في سردابِ أجدادٍ حواةٍ
عجنوا الآباء من طينٍ مهينْ
خلطوا الخمرةَ بالحنظلِ
فليسكر أتانٌ وحصانْ
ولتسمّ الغابةُ البكرُ علينا ملكاً
لم يبصر الدّود يغطّي الصولجانْ
زنتِ الموجةُ بالبحّارِ في مهد البحارْ
ضاقَ فيها هامشُ الفجرِ وداستْ
قدمُ العنّةِ أسرابَ الحوارْ
*
بلغ اليأس الزبى
دحرَجونا كرةً أضعفَ من ريح الصّبا
لعبوا مالعبوا, لم يبق إلاّ
أن نرى الناطور في الكرم يؤاخي الثعلبا
ونرى الأخضرَ منبوذاً من الحقلِ
نرى الأسودَ يلقي خطبةً في محفلِ الزيتونِ
نحن الآن محبوكون من نسجٍ هلاميٍّ
يمرّ الموتُ فينا واضحاً
نحسبه نرداً فنلهو
ونرى عشرين أنثى
فقدتْ حاسةَ أن تهمس همساً في ممرّ الليلِ
هل ننكر أمّاً وأبا؟
جرّتي مغشوشةُ الخمرةِ
فيا خمّارُ كم صدّقتُ فيكَ العنبا
ودخلتُ القبرَ بعد السكرة الأولى, ولكن
ليس جذري واضحاً بعد اتّضاح اللعبة الكبرى
على قتلي الأخيرْ
واسعٌ قبري أقيموا يا بني قهريَ فيه
واسألوا عن آخر الأزياء
عن أغنيةٍ يُفقدُ فيها (التّيس ما بين الجدايا)
واضحكوا من قُبلةٍ كنا خلعناها
وألصقنا بقاياها على عتم المرايا
العبوا بي واسخروا
هذا أوان الشدّ فاشتدّي بلحدِ السخريةْ
أكملوا عنّي نقيق الأغنيةْ
ضفدعٌ صوتي وثرثارٌ بياني
وأنا في سوق أنقاضيَ قد بعتُ حصاني
فانقلوا قبري إلى أي مكانِ
خلف سور القدس, أو طولكرم, أو بين جنينٍ ورفحْ
واردموا فوقي تراب العالم الساقط
ولتدفن معي كلّ قيامات الفرحْ
فجّروا الجثّةَ ينبوعَ جثثْ
وارفعوا الأمة برجاً من عبثْ
فأنا ما زلتُ مشروع جدثْ
وأنا طاحونةٌ دارتْ على نهرِ عظامْ
أتلاشى كلّ فصلٍ في أنابيب الكلامْ
لم أعد أتقن وجهاً أبويّاً
لصغيرين أرى في كل عين منهما
رحلة تيهٍ عربيّْ
لعنةُ الأرضِ عليّْ
لعنةُ الأرضِ عليّْ
*
بلغ اليأس الزبى
شطب الشاعرُ خمسين نشيدا
ولغا لغواً جديدا
وتوارى في المجاز المرّ
لا يشبهه الآن سوى بومٍ عجوزٍ
لم يعد يسمعه غير المخيّمْ
زلزلتْ أرض المعاني
قعدت فوقَ هواءٍ يتهدّمْ
شاطئاً يمتدّ من بؤبؤِ جنّازٍ إلى بحرٍ من الأحجارِ
إذ تسبحُ في عمق جليليٍّ رمى فوق
رمال الرعبِ حوريّة بحرٍ
سُمّيتِ في زمن الإخصابِ مريمْ
أيها القتلى أما ظلّ فراغٌ لمغنٍّ
كسرَ الإيقاعَ في رقصته
إذ رأى الطاعونَ بالروح تحكّمْ
نحن أدنى من معاليكم ومن هذا الدم السّائلِ
نهراً نبويّاً
ما الذي نحلم في ليلٍ تمطّى
وتغطّى بصباحٍ خلّبيّْ
نحن وعيٌ حجريٌّ حجريٌّ حجريّْ



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلق صيّاد المجاز
- نثريات أخرى للحب
- نثريات للحب / مقاطع
- حرائق تحت لسان المغني
- الشاعر
- آدم ووقت للردة
- يوم من شعر، أبد من وجود
- ريش الطير قوتنا الأخيرة
- وجهة نظر في واقع اللغة العربية
- مكاشفات في أفق السهروردي
- البيان الإباحي
- إعلامولوجيا سورية
- قصتان قصيرتان
- فئران
- لوركا نموذج منسي للمقاومة : قراءة في مفهوم الروح المبدع
- غموض غير متعمد
- من عظام القصيدة أختار قلبي
- مرثية الأم الأولى
- في هجاء نفسي
- أفق للذاكرة المعتقلة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - قصيدة مهداة إلى مروان البرغوثي وأحمد سعدات وجميع المحاصرين