أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - شعب مسجى بالعراء














المزيد.....

شعب مسجى بالعراء


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5851 - 2018 / 4 / 20 - 18:26
المحور: الادب والفن
    


شعب مسجى بالعرء

لقد عرضنا على العالم المتحضر
مشاهد شتات مواطنين
مشلوحين في خيام
العراء
غير هيابين
على ما يدور بالخفاء
من صراع
على بقاء
صلح وشيك
أواصر قربى
أو لحمة أهلية
~
والخلاف الدائر
لا يوحي بالقليل من
تخفيف حدة
النزاع
~
وينفقع في عيوننا
كانفجار
نحيب مزمار
إعلان حرب مجنونة
لا تبقي
ولا تذر
شعب واقف على الحياد
~
ونرهف السمع
لصفير أبواق
ريح صرصر
لقصف متواصل
على سكن جيراننا
~
مع حداء زوبعة
دويّ قصف
تجر
هزيم رعد
غارات متواصلة
وعلى أحدث طراز تدميري أخاذ
~
ونرى كما يرى العاجز
عن التصدي
رمي قذائف
مدفعية ميدان
متواصلة
على نبش المدن
عن بذور فرقة
~
وفي سحق كل اعتراض ممكن
في صدر شعب
أضحى خارج
أوقات الحضور الدولي
على خارطة تضاريس الأمم
~
شعب يسوق
وابل غيث
فوق وحول الشتاء
كحارس شقاء
لرعي قطيع
شدة البأس
من الفاقة
والذي يقطّع أمعاء
أولادهم من
غصات جوع
وفي تردي أوضاع
أوجاع شتى
~
وفي جر معاناة
ظروف معيشة قاسية
فوق ضروب العناء
-
وفي سعيهم للنجاة
بجلدهم المحترق
من تحت القصف
بنيران صديقة
للبيئة الأهلية
~
ولقد تضعضت جثامينهم
من أن تكون
كوقود حيّ
لحرب ضروس
تجري في الواقع
على مراتع
كل خلاف
-
ولذلك كنا نسمع دوي
قذائف
مدافع الميدان
ومن بعيد
ونسكت عن شدة
وقعها بنكأ صدر الشعب
عن جراح آثمة
لا يمكن رتقها
~
ونرى هول القذائف
الموجهة نحونا
في معارك
حامية الوطيس
فنطأطأ لعبورها
فوق رؤوسنا
ونعيش بحمى
حفر القنابل
على أزيز
رشق رصاص طائش
~
ونترفع عن الإصغاء
على هديل طيور مهاجرة
إلى كل أصقاع الأرض
غادرت البلاد
بلا رجعة
إياب
~
ونصغي لدمدمة السيل الجارف
ولا نعرف كيف سيلقي بنا
شلال الانجراف الهادر
على سحيق هاوية
من علّ
-
ومهما دققنا النظر
لا نرى إلا أسلحة ناشبة
نصالها القاتلة
في صدر جندي مجهول هوية
انتماء
~
ونعثرعلى آثار دم مسفوك
ولا نكتشف الجاني الحقيقي
حتى لا نضع نصب أعيننا
هدف مزعوم
لنزاع أهلي
غير مشرف
على إصبع
يشد زناد اتهام
-
وتمر جحافل الهلاك الدائر
على صهوة معارك
وغى مجنونة
غير منتهية
فوق جثث
ضحايا الدمار
والخراب الشامل
-
ومع قتال غير مشرف
يترك جثامين
لم تخدش حياء
وطن
وفي انكفاء
إلا برفع أعلام
استسلام مزري
وبالتلويح
بمحارم ورقية
جففنا بها عرق خجلنا
من أنفسنا
وكفكفنا بأطرافها
دموع عالقة
متمسكة
بأسلاك أهداب مسنونة
شائكة
لم تحطم القيود بعد
~
مع بقع دماء جافة
لا يمكن غسيلها
بالماء البارد
~
لضحايا هلاك
لفظت أنفاسها
لم يطالها جرح
ولا مغروسة بظهر
شعب محمول
على نعش
من العهن المنفوش
نتيجة استعمال أسلحة
استشاطت بهدر الدم الشامي
-
حتى أضحت توجهات
النزاع منصبة
نحو هلاك قادم
يجر خطاه الحثيثة
نحو مقبرة جماعية
حتى أصبح الوطن كله
مثوى ضريح
للشعب
ورفرفة علمه المهلهلة
شاهدة
على مسقط رأسه
-
ونرى طعناً
ولا نشاهد سكاكين
ولا نصال حادة
ولا نعثر على أدوات جارحة
إلا في ظهورنا
مغروسة بلواعجنا
ناشبة الأظافر
في نبش ضمائرنا
على مابقي من
حرارة كافية
ملء صدورنا
الناضبة
~
ويتوالى إلى سمعنا
سل
كل السيوف قواطع
من غمدها
دون أن نحرك ساكناً
~
ونستغرب كم من الوقت
باق لبلوغ أجلنا
ولوصولنا
إلى خاتمة أمرنا

كمال تاجا



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان بقعة ضوع - جزء رقم 4
- ديوان بقعة ضوع - جزء رقم 3
- ديوان بقعة ضوع ( جزء رقم 2)
- ديوان بقعة ضوع
- شعب يتنزه في سيران شامي
- غريب الدار
- مواطن ~ عار عن الصحة
- في لقاء عابر
- عصفور دوري أليف
- فلاح الغوطة
- شحذ الهمم
- طاولة على شرفة منزوية
- عرض أزياء تعري أخاذ
- رنة خلخال بنت شامية
- سكة سفر
- واحة سراب
- البعض يشبه البعض
- الحمام الزاجل
- ثوب قد من دبر
- ديوان عابر قريرة


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - شعب مسجى بالعراء