أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر حميو - رواية عصير أحمر لشذى سلمان...رومانسية موجعة.














المزيد.....

رواية عصير أحمر لشذى سلمان...رومانسية موجعة.


عامر حميو

الحوار المتمدن-العدد: 5851 - 2018 / 4 / 20 - 10:41
المحور: الادب والفن
    


تندرج رواية عصير أحمر لشذى سلمان الصادرة عن مؤسسة العصامي للطباعة والنشر/2018 ضمن خانة السرد الرومانسي، وعادة ما يُحيلنا مصطلح الرومانسية إلى قصص محمد عبد الحليم وإحسان عبد القدوس وغادة السمان، لكن مع الروائية شذى سلمان تحيلنا رومانسيتها إلى الجانب الموجع، ولا أقصد بالموجع هنا لحظات الفراق بين الحبيبين رغم توفرها في العصير الأحمر، لكنها تحيلنا لوجع الرومانسية عندما يختلط بوجع المجتمع، مع عدم نسيان إن اسلوب صياغة المتن السردي جاء موائما لإسلوبين أحالاني دون ادراك مني وأنا اقرأ الرواية إلى لغة صياغة المتن السردي ل(قصة حب مجوسية) لعبد الرحمن منيف، و(أوراق رجل عاشق) لعبد الستار ناصر، فكان ذكر بطل القصة نزار يتماهى عندي مع ذكر العاشق الطائش عند عبد الستار ناصر الذي يسافر نهارا لنابولي ويمسي ليلا بمرسيليا، رغم ثبات مكان نزار في السويد، وكانت أمينة بطلة القصة تتماهى مع ليليان معشوقة مجنون عبد الرحمن منيف، لكن البذخ وحياة الهو عند ليليان لا تتساوى مع حجم المعاناة عند أمينة شذى سلمان، إذا حسبنا إن علاقة الحب بين نزار وامينة كانت ضحية لتحول والد أمينة من جلاد للحب إلى ضحية له، بموازاة تحول والد نزار من ضحية للجلاد السابق إلى جلاد لاحق، بعد أن تحول الزمن وتبادل الرجال أدوارهم، وما كانت تشكو منه عائلة نزار من( لا تز وازرة وزر أخرى) بسبب إعدام الحسناء شقيقة أمينة وخالها لانتمائهما إلى أحد الأحزاب المعارضة، أصبحت تشكو منه عائلة أمينة بعد تحول الزمن لجانب والد نزار(هل ترضى لوالدك أن يكون ذليلا في السابق وذليلا الآن أيضا)ص45 و(وكأننا لسنا بشرا!. استمروا بمعاقبتنا حتى بعد إعدام الحسناء... أم تراك نسيتها؟)ص49، ما يجعل الأخير يصرح من غربته مناجيا طيف الحبيبة أمينة(أشعر أنني طائر جائع يريد أن يأكل ومنقاره مخلوع ومرمي بعيدا عنه)ص64، خاصة وهو معبأ بوعد من أمينة طلبت منه أن ينقشه على خاتم خطبته لها(لا أمينة بلا نزار)ص35 ومما يحسب للروائية شذى سلمان أنها أجادت تقمص الكتابة بلسان حال شاب في مقتبل العمر، ثم رجلا بالغا في الفصول الأخيرة للرواية، واستطاعت أن تلج عوالم لا يعرفها إلّا الرجال، وصرحت على لسان بطلها اشتهائه رمزيا لأن يحتوي أمينة في الفراش، وتلك ميزة تحسب لتجردها الروائي عن تحفظ المرأة العراقية المثقفة في الخوض بهكذا تابوات(هل تقولين اسمي في سركِ وأنتِ تحتضنين زوجك ليلا)ص60، وفي علم النفس الفرويدي عادة ما يحال هروب الإنسان من واقعه( هروبا بجسده أو بعقله) إلى واقع محبط عاشه المريض وأحدث له صدمة جعلته يتوارى خائفا، حتى وإن خبأ الخوف بتبرير مقنع، فنزار يهاجر خارج العراق(هروب جسدي) كما في ص58(لم أستطع البقاء في العراق أكثر بعد عام 2006 بالأخص عندما رُزقت أمنيتي بطفلها الأول) ونادية زوجة عدنان أخو أمينة تخبر نزار عن حال أمينة و(هروبها عقليا) قائلة: ( يا أخي هي في حال لا يسر، لربما هي جنت المسكينة...)ص64.و(رحل عقلها مع ابنها ولم تستطع أن تعود إلى طبيعتها أبداً. تسير وتتكلم وتتحرك كالشبح بلا حياة)ص70.
وعودا للبدء وعكس ما تنتهي له (أوراق رجل عاشق ) عند عبد الستار ناصر بطرح العاشق الرومانسي الذي يجتر لوعته وخيباته في ملاهي باريس ومقاصف النوادي بموانئ العالم، ليخلق لنا شخصية سلبية خائبة المسعى مثل خيبة بطل(قصة حب مجوسية) لعبد الرحمن منيف عندما اكتشف زواج ليليان الحبيبة، فأن رواية (عصير أحمر) رغم قصرها، إذ إنها لا تتجاوز ال106 صفحات من القطع المتوسط، إلّا أنها تجعلنا في النهاية إزاء شخصية إيجابية بموقفها النبيل أمام الحبيبة التي تسير نحو حافة الجنون( واتكأت بجسدي أمامها على ركبتي اليمنى وأنا أمدّ لها يدي بالخاتم وسط قاعة الخياطة بالمشغل)ص106 ليحيلنا هذا السلوك الراقي للبطل إلى قول أرنست همنكواي في رواية الشيخ والبحر( قد ينكسر الإنسان لكنه لن ينهزم أبدا).
ويجب التنويه في النهاية أن الروائية شذى سلمان من مواليد العراق، ولها روايتين صادرتان قبل رواية (عصير أحمر) من نفس الدار هما :رواية (ألف عام)2015 ورواية (إلتواء) 2017.



#عامر_حميو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استنطاق الشخصية الروائية ومحاكمتها لقارئها عند إسماعيل فهد إ ...
- (ذاتية العنوان وفلسفة المتن القصصي في أريج أفكاري لفلاح العي ...
- الحكواتي والروائي
- السيدة التي جعلت في بهار إشكالية إقحام وفبركة


المزيد.....




- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر حميو - رواية عصير أحمر لشذى سلمان...رومانسية موجعة.