يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5850 - 2018 / 4 / 19 - 21:23
المحور:
الادب والفن
ما فائدة أن تكون ثريَّ الفكر ، موفور الذكاء ، تمتلك الحكمة و المنطق ، و تسعى لأن تسلك منهجاً تنويرياً ، لتطرد الظلام ، و تصنع الكثير بفكرك و قلمك ؟!
لكنك تعيش في مجتمعٍ مناخه مكفهرٌ متلبدٌ ، و بطبيعته مفطورٌ على التبعية و التقليد .
النصوص البالية تحد من تدفق الفكر ، و تضيق دائرة الثقافة و الانفتاح ، و تكرس ثقافة العار .
و الرقابة فيه تخذل الهمة ، و تضعف قوة العقل ، و تقتل الإبداع .
كثرة الثوابت الكهنوتية تعطل مفاتيح أبواب التغيير ، للإبقاء في قاع الماضي السحيق .
ضخٌ طائفيٌّ مبالغٌ فيه ، و الجهود المنفتحة مسعاها بالغيبيات يصطدم .
منابرٌ صارخةٌ بالمناطحات و الخزعبلات ، بلا زادٍ فكريٍّ ، أو إنعاشٍ روحيٍّ .
و حركاتٌ قائمةٌ على التعنت و الاستبداد ، تخلو من المشاريع النيرية .
مجتمعٌ في إصدار الفتاوى التكفيرية و التخوينية بارعٌ ،
و في التجديد و الارتقاء فاشلٌ مخيبٌ للآمال .
إعلامٌ لخدمة الرموز موجهٌ ، أو عاكسٌ للواقع ، هابط الفكر بلا تنويرٍ .
و فقرٌ معرفيٌّ لاقتصاره على رموزٍ محددين ، و ضيق دائرة التلقي ،
فمنع الاستعانة بالعقل الذي يجلب القناعة بلا تبعيةٍ .
و مناهجٌ مؤدلجةٌ تصنع الجهل بمهارةٍ .
لا بد من إعادة الاعتبار للذات ، بتعرية المفاهيم الكهنوتية ، و تجفيف منابع تقديس القادة و الرموز ،
و منح الثقة للعقل بالمطلق .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟