أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت عباس - سُونيتات إلى أورفيوس - راينر ماريا ريلكه














المزيد.....

سُونيتات إلى أورفيوس - راينر ماريا ريلكه


بهجت عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


راينر ماريا ريلكه ( 1875- 1926 )
ترجمـة بهجت عباس

أثناء إكمال ريلـكه كتـابةَ مَـراثي دوينـو سنة 1922، وهي قصائد فلسفيّـة، واتتـه القريحة فكتب خمساً وخمسين سونيتـه تكريماً لذكرى وفاة الفتاة فـيرا أوكاما كنوب Wera Ouckama Knoop (تُـلفَـظ Vera) التي وافتها المنية عن عمر لا يتجاوز العشرين عاماً نتيجة إصابتها باللوكيميا، المرض السّرطاني الذي أودى بحياة ريلـكه نفسه بعد بضع سنوات من وفاتهـا.
كانت فـيرا إبنـة صديقة ريلكه، التي كانت تملك قلعة موزوت التي سكن فيها ريلـكه وأكمل فيها مراثي دويـنو. رآها ريلـكه ترقص مـرَّة واحـدة أو مـرَّتـيْن حينما كانت صبيّـة صغيرة. وهي فتاة جميلة وراقصة، ولكنَّ المرض أقعدها عن الرِّقص فالتجأت إلى الموسيقى والرّسم أواخـر حياتها القصيرة، فأوحت إليه بهذه السّونيتات التي كتبها في مدّة ثمانية عشر أو عشرين يوماً في شباط 1922. . لم تظهر فـيرا إلاّ في بضع سونيتات فقط، معظمهـا في أوائلهـا وفي أواخـرها، كـراقصـة تُمـثِّـل الموت المُـبكِّـر.
لكنَّ الشّخصيّـة الرئيسة في السّونيتات هي الشّخصيّـة الميثـولوجيّة أورفيـوس الذي كان شاعراً وموسيقاراً كبيراً والذي كان غناؤه يسحر الحيوانات الوحشية ويحرك الأشجار والحجر، ويعتبر الممثل الرئيس للفنون والقيثارة والغناء. أصبح أورفيـوس رمـزاً للتّحـوُّل، فهو يُـغنّـي بين الموتى حيّـاً متنقّـلاً بين العالَمـيْـن، عالَمـيْ الأحـياء والأموات.
ماتت زوجته يوريديس Eurydice ( في الألمانية أويريدِكَـه Eurydike ) بعضّة أفعى، ذهب إلى الدنيا السّـُفـلى التي كانت تحت سيطرة هادس Hades ( ملك الأموات ) ليعيدها إلى الحياة مرة أخرى، وقد فُـتِـن هادس بغنائه فأحيا له يوريديس شرط أن يمشي أمامها ولا ينظر إلى الخلف عندما يصل سطح الأرض. ولكن حالما وصل أورفيوس وزوجته سطح الأرض نظر خلفه فانزلقت زوجته إلى باطن الأرض مرة أخرى وإلى الأبد.
أصبح أورفيـوس حزيناً دوماً لا يُـواسَى واعتزل كل نشاط بشري. وفي أحد الأيام هجمت عليه نساء المينادة Maenadas المخلصات لديونيسوس، إله الخمر والطرب والمرح، بالصخور وأغصان الأشجار، فلم ينلن منه مأرباً، لأنّ الأغصان والأحجار رفضت أن تضربه لرقّة غنائه. فأخذن يضربنه بأيديهن فمزقـنه إرباً إرباً ورميْـن رأسه في النهر، فطفا الرأس وأخذ يغنّي والنهر يسير به حتى استقر به المقام في جزر لسبوس Lesbos ( جزر يونانية واقعة في بحر إيجة).

ليس للسّـونيتـات أسمـاء، بل هي في قسمين، أعطيَت كلّ ُ سونـيته رقما، ولكني وضعت الجملة الأولى
من السّونيته عنواناً لها.
وهاتان إثنتـان منهن:


لكنِ الآنَ أنتِ، المُختَطَـفةَ
1- 25
لكنِ الآنَ أنتِ، المُختَطَـفةَ، أنتِ التي عرفـتُ
مثـلَ زهرةِ، لا أعرف الإسمَ منها،
أريد أنْ أتذكّـرَها مرةً أخرى وأ ُرِيَـهمْ إيّـاها،
رفيـقةَ الصَّيحـةِ الحسناءَ، الصّيحةِ الجّـامحـة.

راقصـةٌ أولاً، جسمها مُمـتلِـئٌ تَـردّدأ،
توقَّـفتْ فَجأةً، كما لو صَبَّ أحدهمْ شبابَها في قالب نحاس;
معانيةً ومُصْـغِـيةً -. وهنا، من القِـوى العُـليـا
سقطت الموسيقى في قلبـها المُـتَبَـدِّل.

قريباً كان المرض. تغـلّبت الظِّـلال وضايقت بعُـتْـمَتِها
مجرى الـدَّم، ولكنْ كما لـو كان مُتَّهـماً هـارباً،
تدفّـقَ قُـدُماً في ربيـعـه الطَّبيـعيّ.

مرة أخرى، مرة أخرى، مُـتَقـدِّماً مُـتوقِّـفاً بين عُـتمةٍ وسُـقوط،
أومضَ حـياةً. وبعـد خَفـَقـاتـه الرَّهـيبـة
دخـل البابَ المفـتوحَ المُـوحِـشَ.


لكن أنتَ
1 – 26
لكنْ أنتَ، الربّـانيَّ، أنتَ، المُدنـدِنَ حتّى النهاية،
الذي أدركه حشدُ المِنـاديّـاتِ المُستهتِـرات،
أ ُخمِـدتْ صيحاتُـهـنَّ بتراتُب، أيها الجميـل،
وإرتفـع عـزفُك البنّـاءُ منْ بين المُـدَمِّـرات .

لم تكنْ واحدة هناك إستطاعتْ أن تُحطِّم رأسَك وقيثـارتَكَ.
كيف أنَّهن قَصَـفـْنَ واستَرحْنَ، وكلُّ الحجارة الحادّة،
التي صَوَّبْـنَها إلى قلـبك،
صارتْ ناعمـةً عليـك وحَظِـيَتْ بسُمـاعٍ.

وفي النِّهـاية مَـزَّقْـنَك، مُتَـأجِـجْـنَ للإنتقـام،
بينمـا بَـقِـيَ الرَّنـيـنُ في أسودٍ وصُخـورٍ
وفي الأشجار والطّيور. هناك لا تزال تغـنّي الآنَ.

آه! أيّـها الإلـه الضّائـعُ، أيّـها الأثَـرُ الأزلـيّ!
فقط لأنَّ العَـداوةُ أخيـراً قَطَّعَـتْـكَ إربـاً إربـاً،
نحن الآن المُستَمِعـون وفَـمٌ للطبيـعة.


* من مجمـوعة ( سـونيـتـات إلى أورفيـوس ) بلغة مزدوجة – مُـعَـدّة للنشر.




#بهجت_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا جدوى! غرور الغرور! - يوهان فولفغانغ غوته
- قصيدتان
- شاعر وناشر
- داء النرجسيّة وهل للعرب حصة الأسد منه؟
- لُغزِ سرطان البروستات المعقد، هل يحلّه الجين المُكتشف حديثاً ...
- عندما يترجم بعض العرب شعراً ألمانياً
- يلتهم جرثومة القرحة ويحصل على جائزة نوبل
- تعليق لم ينشره قسم الصحة في إيلاف
- السيد الدفّاف
- تساؤلات - Fragen
- للجميع للشاعرة الألمانية لويزه أ ُُتو- بيترز
- للنساء – الشاعرة الألمانية لويزه أستون
- دِيـُوتـيـمـا Diotima – فريدريش هولدرلين
- هل الميتاكوندريا التي تورث من الأم فقط هي سبب شيخوخة الإنسان ...
- ثلاث قصائد للشاعر الألماني يوزيف فون آيْـشِنْـدورف
- بطّة البحيرات
- من شعر نيتشه 1844 –1900
- المغني الأعـمىDer blinde Sänger
- الـنِّـمْـرُ... راينر ماريا ريلكه
- جينات فعالة على كروموسوم عاطل


المزيد.....




- افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
- “مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت عباس - سُونيتات إلى أورفيوس - راينر ماريا ريلكه