أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - الغزل الصاروخي














المزيد.....

الغزل الصاروخي


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5849 - 2018 / 4 / 18 - 05:12
المحور: كتابات ساخرة
    


أنا متأكِّد بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لا يعرف شيئا في موضوع، مدح السلاح في الشعر العربي، فهو كما يصفه معاصروه فقيرٌ في ثقافته العامة، فهو فقط، تاجرٌ بارع!
هو بالتأكيد لم يقرأ للشاعر العباسي، أبي تمَّام، عندما قال:
السيفُ أصدقُ إنباءً من الكُتُبِ..... في حَدِّه الحَدُّ، بين الجِدِ واللعب.
وهو لا يعرف أيضا، أن للأسلحة في الشعر العربي ارتباطا بالعشق، والغرام، والحُب، فلم يقرأ، ترامب بيتي شعر، عنترة بن شداد العبسي، عندما رأى ثَغرَ محبوبته، عبلة، يلمع في وسط المعركة، حيثُ الدماءُ تسيلُ، والرؤوس تتطاير، رأى ثَغرَ محبوبته يلمعُ كلمعان السيوف، قال:
ولقد ذكرتُكِ والرماحُ نواهلٌ مِنِّي..... وبيضُ الهِندِ تقطرُ من دَمي.
فودَدْتُ تقبيلَ السيوفِ لأنها.... لمعتْ كبارقِ ثغرِك المتبسِّمِ.
ما أزال أذكر، سؤالي لمدرسُ اللغة العربية، وأنا في المرحلة الثانوية عندما سألتُهُ:
كيف يستوي الحبُّ مع سفك الدماء؟
يومها، غضبَ مدرسُ اللغةِ، لأنني نزعتُ منه مُتعة إعجابِهِ ببيتي الشعر، واعتديتُ على مُقدَّسٍ شعريٍّ، تُراثي، يتمثل في فارسِ العرب، وبطلهم، الشاعر، عنترة بن شداد!
دونالد ترامب، سيموت في عشق صواريخه، فهو يصف صواريخَهُ في تغريدةٍ على موسيقى (التويتر)قائلا:
إنَّها ظريفة، وفاتنة، وجديدة!
Nice, and New, and Smart.
ماذا لو قرأَ شَغف العربِ بالسلاح في أشعارهم، هل كان سيُغَيِّر بيت الشاعر، أبي تمام الذي يمدحُ جيش الخليفة المعتصم:
خميسٌ بشرقِ الأرض والغربِ زحفُهُ...... وفي أذنِ الجوزاءِ منه زمازمُ.
هل كان سيغير صدر البيت ليُصبح:
صاروخٌ بشرق الأرض والغرب ومضُهُ ..... وفي أُذنِ الجوزاء منه زمازمُ؟!!
ماذا سيقول المتنبي في مدح الخليفة، دونالد ترامب ! لو كان يعيش بيننا؟
هل يقول مثلما قال في المدح:
ومَن طلبَ الفتحَ الجليلَ فإنما...... مفاتيحُهً البيِضُ، الخفاف، الصوارم
ماذا لو أبدَلَ المتنبي بيتَه ليُصبح:
ومَن طلب الحُكْمَ الطويلَ فإنما..... صواريخُهُ البيضُ الخِفافُ الصوارمُ؟!!
هل كان سيحظى برتبة مستشار الأمن الشعري في بلاط، دونالد ترامب؟!!
أما عن أستاذ دونالد ترامب فهو بالتأكيد الحاخام الأكبر السابق لطائفة السفارديم، الحاخام، عوفاديا يوسيف، المتوفى 7-10-2013 الذي تغزَّل أيضا بصواريخ إسرائيل، ولم يشجبْهُ حتى معظمُ أصدقائه العرب، حين قال في درسه الأسبوعي، عام 2001م .
((يجب أن يَهلكَ الفلسطينيون الأشرارُ الأعداء، كارهو إسرائيل، ويجب أن يُبادوا، بصواريخ على كيف كيفك، إن الله سوف يصيبهم بالطاعون.
محظورٌ على اليهود أن يرحموا الفلسطينيين، يجب أن يبيدوهم، فهم أشرار ملعونون))
هارتس 29-8-2010
هذا الغزل بالصواريخ جاء على لسان الحاخام الأكبر باللغة العربية:"صواريخ على كيف كيفك!"
مرَّت سنوات على أقوال الحاخام الأكبر، وسوف تمرُّ سنواتٌ أخرى عديدة، على أقوال الأستاذ والتلميذ، بدون أن تُحرِّك العالم الذي يرى في أمريكا، راعية العدل، والديموقراطية، والسلام!
ما أكثر منظمات، وجمعيات، حقوق الإنسان في بلاد العرب والعالم، والتي لا ترصد سوى هفوات الفقراء، ودعاء المقهورين المظلومين، تُطاردهم في المحاكم بتهمة العداء للسامية، ونزع شرعية إسرائيل،
ما أكثر لجان حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، المشغولة بتصريحات رؤساء الدول الفقيرة والضعيفة، ترصدها، وتسجلها، وتُعلِّبها في ملفاتِ قضائية، بتهمة: المس بحقوق الإنسان!
والأبشع حين يكون القاضي هو مَن يتغزل بصراحة، واستعلاء، وعنجهية، بصاروخٍ مصنوعٍ للدمار والقتل، يُباهي به أمم الأرض، ليبثَّ الرُّعبَ والدَّمار ، والخراب في بلاد الحضارات والخيرات!!
أخيرا، فإنني أجدُ عُذرا للذين يَغضُّون الطرف عن غزل ترامب بالصواريخ، بخاصة من العرب، لأنهم بالتأكيد يعتبرون غزله بالصواريخ غزلا عُذريا، فهو غَزَلٌ منسوبٌ إلى القبيلة العربية المشهورة، بني عُذرة، الذين إذا أحبُّوا ماتوا بطهارة ونقاء، وليس غزلا إرهابيا مُدمِّرا!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد ابن خلدون!
- دبلوماسي من سلالة هارونّ
- دبلوماسية الأقدام
- يحدث في دولة الديموقراطية
- عدو اليونروا
- أمنيتان لشابين
- حاخام، وثلاثون زوجة!
- مهاجرون إلى شبكات التواصل
- صاحب المخطط المشهور
- بريد بولندا
- المحرِّض الهرمجدوني
- إعلام التضليل
- متابعة قرار التقسيم
- صعودنا للشمس، وصعود ترامب للقمر
- بطل العراقيب
- ماذا قالت ميري ريغف لأبي مازن؟
- وجه آخر لديموقراطية إسرائيل
- ضحايا صفقة القرن
- رقصة حورا تقسيم فلسطين
- العبودية في ليبيا وإسرائيل


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - الغزل الصاروخي