عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5847 - 2018 / 4 / 16 - 23:01
المحور:
الادب والفن
هذا عار .
عارٌ مَحْض .
عارٌ خالِص .
عارٌ نقيّ.
*
الكثيرُ من العار
يغادرُ البيتَ صباحاً
ويمشي في الشارع.
الكثير من العار
يبتسِمُ لنا في الساحات
ويقفُ شامخاً
في "الجزرات" الوسطيّة .
*
بعضُ العارِ
يظهرُ على شاشات العار
مرتدياً "طُقْماً" كاملاً من العار الثقيل.
عندما يكونُ مُنتَشِياً
يتحدثُ بإسْمِنا.
وعندما يكونُ مُحبَطاً
يشتمُ عاراً آخر
و يبصقُ في وجوهنا
نحنُ "العارات"
*
هناك عارٌ مُطلقٌ
يقتلُ عاراً نسبيّاً
"غسلاً للعارِ"
ولا يغسِلُ نفسه.
*
هناكَ عارٌ اضافيّ .
عارٌ "حَدِّي"
(كما يقولونَ في الاقتصاد) .
عارٌ عالٍ .
عالٍ جدّاً.
عارٌ فقير
يأكلُ "الفاهيتا"
و يشربُ "الكباتشينو"
في كافتيريا الجامعة.
*
الكائناتُ "الكبيرةُ" لا تشعرُ بالعار .
حمورابي لا يشعرُ بالعار .
الفيلُ لا يشعرُ بالعار.
الحوتُ لا يشعرُ بالعارِ
عندما يلتهِمُ أطناناً من عوائل السردين المِسالمِة.
الأباطرةُ والقياصرةُ والملوكُ والزعماءُ الحمقى والفاشيّونَ العاديّونَ
لا يشعرونَ بذلك .
الأشياءُ الصغيرةُ تشعرُ بالعار .
النملُ وأسماكُ السردينِ والفراشات والعصافير وزهر "الشبّوي"
يشعرونَ بذلك .
*
هناكَ بعضُ العارِ في السماء
والكثيرُ من العارِ على الأرض.
و يعتقدُ البعضُ أنّ شيئاً من عارِنا
قد وصلَ إلى"نبتون"
واشترى هناك "فيلاّ" تطلُّ على الشمسِ
وأسّسَ عائلةً للعارِ هناك .
*
كلّ الأخبارِ ، في كُلّ يومٍ ،
قد تكونُ عاريةً عن الصحّة
إلاّ أخبار العار
فهيَ عاريّةٌ و صحيحة
و "العاراتُ" سيبقونَ عُراةً
إلى الأبد .
*
العارُ سُلالة.
العارُ عائلة .
العارُ وطن.
العارُ خوف.
العارُ أشياء أخرى
لا أستطيعُ أنْ أسَمّيها
خوفاً من العار.
*
يا للعار .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟