فتح عبدالفتاح كساب
الحوار المتمدن-العدد: 5845 - 2018 / 4 / 14 - 19:12
المحور:
كتابات ساخرة
رهاب الحرية في عقلية العبيد
بقلم: فتح عبد الفتاح كساب
من عجائبنا أننا نعيش في دول محكومة بالفساد والاستبداد والتبعية، ونبرر ذلك بالخصوصية السياسية والثقافية لكل دولة، وبالتالي لا يعود للفساد والاستبداد والتبعية أي أثر في تبريرنا لما يحدث لنا في تلك الزرائب المسماة زورا دولا.
الأعجب من ذلك أن يفرح خراف زريبة عربية ما بضرب زريبة عربية مجاورة أو بعيدة بحجة أن نظام تلك المضروبة فاسد ومستبد وتابع ولا يتساءلون عن حجم فساد وتبعية واستبداد كبش زريبتهم، ولا يخجلون من الثغاء والرقص فرحا بقيام "الأسياد" بضرب إخوانهم في الزريبة الأخرى. هذا المرض النفسي الذي يجعلني أصفق للمشروع الصهيوني الكبير في المنطقة عند قصف منشآت – هي في النهاية بنى تحتية سورية بغض النظر أبقي فاسد ومستبد وتابع سوريا أم ذهب – وأقف صامتا صمت الأبله أو الميت أمام قتل وتجويع اليمني، وإبادة الليبي والتخلي عن العراقي، وبيع الفلسطيني وتبذير موارد "الأمة" هبات وأعطيات للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا استجداءا للعبودية لهم ، كل ذلك ليس إلا مرض لا شفاء منه.
فأن يكون أول رد فعل على نشر خبر العدوان على سوريا " لننظر ماذا سيفعل حزب الله" أو " لنرى" ماذا ستفعل إيران"، فهذا أمر لا علاقة له بعقل ولا منطق. فمن غير المنطق أن نطلب من حزب أن يتصدى لثلاث دول بحجم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وإنْ تصدى فسوف نصف ذلك بالمسرحية أو المؤامرة، مثلما هو من غير المعقول أن نطلب من فصائل مثل حماس أو الجهاد الإسلامي أو الجبهة الشعبية أن تقوم بتحرير فلسطين وحدها. ولا يُعقل أن ننتظر من إيران، التي هي دولة ذات سيادة وصاحبة مصالح في محيط من الفراغ السياسي والثقافي والتبعية أن تعمل لدينا لتحرير أراضينا وسيادتنا، بينما نتسابق نحن لخدمة الأسياد الغربيين والصهاينة. فأي فصام هذا الذي نعيش؟ وأي تعطيل للعقل والمنطق الذي نتحصن فيه وندعو له؟
#فتح_عبدالفتاح_كساب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟