|
ما الّذي ينفعني في دنياي هذه إمام زاهد؟ شسوّي بي؟ وجمالة 1300 سنة صارلي احتفل بي!
طلال الصالحي
الحوار المتمدن-العدد: 5845 - 2018 / 4 / 14 - 01:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سطّرت الدنيا تاريخها منجزات خطّت أو حفرت على الصخر أم على الطين والحجر ها نراها تتسابق الأمم بها بسرعات الضوء غصبًا عن المجهول وعن من أجهل كل معلوم ,لم يسطّرها عابد منعزل عن الدنيا لا يهمّه منها سوى غيبوبة وخشوع وحساب السنين وتعجيلها للذهاب إلى آخرة لم يعد منها أحد ويحدّثنا عنها قد تكون هي الأخرى لا تصلح لعابد زاهد وعليه مغادرتها لأخرى ولأخرى ولأخرى ,وهذا حال المتديّنين الّذين لا يفوتهم وقت عبادة مدّعاة ولا يقلق بغيرها, إنّما سطّرتها أيادي منجزو هذه الاعمال العظام الّتي أوضحت وأفصحت لنا مسيرة الانسان وتطوّره الخلقي والخلقي بما له وبما سجّل مسيرته بكلّ ما هو موجود أباطرة وقياصرة وملوك وقادة وعلماء ومفكّرون ضحّوا لأجل خدمة الانسان ولأجل قتل هواجس الشكوك بكون لا يكتشف بالانعزال والتهجّد وقيام الليل والنواح بل بالتجريب والمحاكاة والاحتكاك والمغامرات والأخطار وتجرّع المرّ والسموم وبالدماء تركوا أثارًا حفروها بأظافرهم ونحتوها خرائط وأفلاك وتقاويم وأبجديّات وتطبّب وسبر أغوار أعماق الكون وقيعان أعمق المحيطات والبحار لو بقيت على ذلك العابد الزاهد ما ظهر للحياة منها شيء ولما ظهر بشر على وجه الأرض أصلًا ولأنكفئ عائدًا تراب قبل أن ترى عيناه الوجود ولما نر ما يحصل ونعيه من حياة لا تملّ ولا يستطاب بغيرها لو احسن العيش فيها ونظّمها وانتظم معها وترك الخوف من مخالطة الناس وحمل همومهم مباشرةً لا بالاعتكاف والخوف من مخالطة الناس تهيمن عليه عقد انكماش لا حصر لها؛ ولتفاعل بأدق تفاصيل الحياة لأكبرها أو لأعمقها ,كون جميل مليء بالأسرار ومبشّر بكلّ ما يخطر ببال من مستجدّات تعطي الأمل وانفتاح وتوسّع خيال لا نهاية له يتمدّد مع تمدّد الكون لكلّ حيّ ناضج عقلًا وتدبيرًا بمستقبل يجعل من الكون وأجزاءه وبتفاصيله مسخّرات له يعيش المتحوّل الذاتي من ذات إلى ذات أخرى أنضج وأشمل وأعمق.. العالم والأمم المتقدّمة غادروا مفاهيم الانعزال والاحتفاء بمنجز اعتزال الناس منذ آماد وانعتقوا عتق العبيد من تلك العادات الجهول وانعتقوا من أسر تعوّد أصفاده تطوّقه أينما التفتت عيناه لا يستطيع الحراك خوفًا من مجهول سيطر على دماغه تخويفًا ووعيد وثبور.. لتذهب مثل هذه المجتمعات التجمعيّة الّتي لا يحلو لها غير العشوائيّات الّتي لا ترى في الحياة سوى عابد زاهد تثار حوله الظنون وبغيرها إلى أسفل سافلين مع الموتى وهم لا زالوا يتنفّسون ولتفقد هذه المجتمعات كلّ أمل بتغيير ولتبق على ضحالتها ومستنقعيّتها الّتي تعوّدت السباحة والغوص فيها كالبراغيث واالبعوض لا تتنفّس بغيرها سوى تلك لا فارق بينها وبينه بحجم ضئيل وهذا عتلًّ منفوخ يرى في عشوائيّات الطعام وجوده ووجود زاهده وعابده.
#طلال_الصالحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شعيرة جديدة للحج -بعد التشريق-: فرجة -بسينما أبو لهب-
-
مناسيب سلطة المنفس -الاستطراقي-
-
لماذا بنو هاشم وبنو اميّة دونًا.. محاولة استقراء
-
قل أثر نهريني ولا تقل أثر عراقي فالثاني قلب المجريين
-
-البقرة المقدّسة- أوحت (لمحمّد) نهوضه بهذه الأمّة لجوئه إلى
...
-
الأرض لشعب يستحق إعمارها, ونحن معمّمون
-
عقود من الذل وتجرع فرض كرة قدم الامر الواقع ,كيفية اعداد منت
...
-
الحياة تحضّر أولى متطلباته أنسنة علاقة الفرد مع الطعام بجعله
...
-
إعصار عرعر
-
منحة المثقفين, صحفيين فنانين أدباء, تغيير أماكن الحصول عليها
...
-
النساء والخمر ,القرآن أعان أحدهما الآخر
-
هل هناك من يروّج بقصد كلّ عام -الفرح والسرور- لشهر رمضان قبل
...
-
هل كان محمّدًا قاطع طريق؟ وآل البيت ,وعمر وأبا بكر ,شخصيّات
...
-
صدقت موسى ابن جعفر؛ (الهورِن) لغة المخابيل
-
حصار ,تحت موس الحلّاق يتشكّل
-
قمّة عمّان ريح ثمود ومن سيمتصّ فزعه سيغلب
-
هجوم برلمان لندن يؤكّد -مجمعيّة- عامّة المسلمين خاضعة لل(pre
...
-
مات -أبو حارث- سائق -الواز- حول سياج بغداد
-
ذاتيّة المُبصَر الجمالي تمرّع أو تُنطّع
-
فليخرج لحكمنا من تحت عباءة كبيركم أنتم, كصدّام, نقبل
المزيد.....
-
الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب
...
-
منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي
...
-
إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي
...
-
ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد
...
-
إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
-
شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
-
السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل
...
-
الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين
...
-
الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
-
-حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|