أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - سوريا وغزة وحرب قاطعي الطرق














المزيد.....

سوريا وغزة وحرب قاطعي الطرق


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 5844 - 2018 / 4 / 13 - 15:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


في عام 2009 وقعت كل من تركيا - أذربيجان - بلغاريا- رومانيا- المجر- النمسا بحضور أمريكي أوروبي وبدعم علني من حلف شمال الأطلسي ويهدف هذا المشروع إلى نقل الغاز من أذربيجان إلى أوروبا وهو مشروع مضاد لمشروع روسي كان يهدف إلى نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر البحر الأسود وبلغاريا, وقد لا تكون الصدفة هي التي دفعت الدول الموقعة على المشروع إلى تسميته بمشروع " نابوكو " فالاسم نابوكو مرتبط بالفكر التوراتي الصهيوني حول الصراع الأزلي على مدينة القدس وقد وردت القصة في كتاب النبي دانيال عن حال اليهود إبان حكم الملك البابلي " نابوكود الثاني " والذي حكم العراق في الفترة الواقعة بين الأعوام 605 إلى 562 قبل الميلاد وقد اسماه اليهود بنابوكو بقصد التصغير والتحقير للملك الذي سبى اليهود وأنهى مملكتهم وقد سعت الصهيونية عبر المشاركة الأمريكية إلى إلصاق التسمية بمشروع الغاز المذكور بهدف إعلان المسعى الجيو سياسي من المشروع والقائم على نسف اقتصاد الدول العربية وتدميرها من الداخل فإلغاء طريق الغاز العربي وإيجاد بديل له يسعى في الحقيقة إلى جعل الغاز العربي ومعه الإيراني والروسي غير قادر على الوصول إلى الشواطئ الأوروبية المستهلك الرئيسي للغاز في العالم والتي تضاعف استهلاكها من الغاز بعد توقيعها على اتفاق " كيوتو " سنة 1992م للحد من التلوث البيئي والذي اعتبر الغاز البديل الأمثل لكل مصادر الطاقة في العالم.
الحرب في سوريا إذن هي حرب قاطعي طريق الغاز وهو ما قد يفسر الاقتراب الإسرائيلي فقط في هذه الحالة وعن بعد من المشروع الروسي ولذا تتلاقى مصالح روسيا مع إيران وتصمت إسرائيل عن ذلك فطريق الغاز في سوريا ينبغي لها أن تكون البديل لخط نابوكو وهي طريق الغاز القطري الإيراني الإسرائيلي الروسي في آن معا وهنا تبدو التحالفات في سوريا عجيبة غريبة ويبدو الدور الأمريكي الأكثر تشتتا فهي ليست لاعب مباشر في موضوع نقل الغاز العالمي وليست أيضا مستوردا لهذا الغاز ولها موانئها وطرقها لتسويق الغاز المنتج فيها وكذا تبقى مصلحتها في تسويق الغاز القطري كون شركاتها هي المستثمر الرئيس للغاز القطري لذلك وان كانت مصالحها تتلاقى مع مصالح قطر ومصالح شركاتها العاملة في عديد دول العالم فشركة اكسون موبيل الأمريكية هي صاحبة الغاز القطري الحقيقية والمالك لشركة موبيل قطر للنفط وهو ما يبرر التحالف الأمريكي القطري هناك وكذا يبرر سعي بريطانيا وفرنسا للمشاركة في الحرب على سوريا لحماية مصالحها من طرق الغاز العالمية ومنع احتكار سوقها من جهة واحدة وكذا تلعب تركيا دورا بارزا وحذرا كونها البلد الوحيد المستفيد في كل الحالات فجميع خطوط الغاز العالمية ملزمة بالمرور من أراضيها كبوابة أمنة للغاز إلى أوروبا القادم إليها عبر الأراضي السورية.
أمريكا التي تعتبر احد أهم منتجي ومصدري الغاز في العالم تخطط بحلول العام 2024 للسيطرة على تجارة الغاز في العالم ولذا تسعى جاهدة لعرقلة المساعي الروسية بهذا الشأن وهي تعمل بشكل محموم للسيطرة على مصادر الغاز في العالم وتحديدا الغاز القطري كونها المشارك الرئيس في الشركة المنتجة والموزعة له إلا أن جل اهتمامها ينصب على ما تنتجه من الغاز وهي تعمل حاليا على تأسيس حوالي 6 موانيء جديدة للغاز وفي مخططاتها تشييد 30 ميناء آخر ولذا فان المصلحة الحقيقية لأمريكا في سوريا عرقلة الأطماع الروسية الإيرانية والى حد ما الإسرائيلية المتحالفة مع روسيا بهذا الشأن كون الروس هم المستثمرين للغاز الإسرائيلي حديث الاكتشاف باستثمار بلغت قيمته 40 مليار دولار .
الحرب في سوريا هذه الأيام تتصاعد وتيرتها أكثر فأكثر وتساهم إسرائيل قبل غيرها في احتدام المعارك على الأراضي السورية وقد لا تكون الصدفة التي حملت حكاية الكيماوي في سوريا متزامنة مع الكفاح الشعبي لجماهير غزة والذي تقابله إسرائيل بالرصاص الحي بأبشع الأساليب ردا على حراك شعبي سلمي وقد هدفت إسرائيل وأمريكا إلى تقديم صورة أكثر بشاعة في العالم حول انتهاك حياة المدنيين تصرف أنظار العالم عما يجري حقيقة على أراضي غزة, وإسرائيل هنا تستحضر إذن تسمية " نابوكو " لمشروع الغاز بهدف ليس تدمير اقتصاد العرب فقط بل وتشويه صورتهم مكررة ما كانت الإدارة الأمريكية قد لعبته ضد العراق في إشاعة الكذبة الأبرز في التاريخ الحديث عن الأسلحة الكيماوية العراقية كتغطية على أهدافها الحقيقية في نهب ثروات العراق وتقسيمه ولا يخفى على احد أبدا حجم حلفاء إسرائيل وأمريكا من الإرهابيين في سوريا والقادرين ليس على استخدام الكيماوي فقط بل وكل السبل الكفيلة بحماية إسرائيل وصورتها الديمقراطية الكاذبة وهو ما تحتاجه إسرائيل اليوم أكثر من أي وقت مضى لصرف الأنظار عن جريمتها الأبشع على بوابات غزة.
المعركة في سوريا إذن ليست معركة الغاز فقط بل هي معركة كل من ليده حكاية يريد ان يسوقها في هذا العالم الأبشع القائم على الاستغوال من قبل الجميع الرأسمالي الساعين لحماية مصالحهم بعيدا عن أية مصلحة سورية أو عربية على الإطلاق ولا دور أبدا للعرب ولا لسوريا سوى الموت في سبيل مصالح الآخرين ويبدو أن إسرائيل صاحبة المصلحة الأبرز في الإبقاء على الحرب في سوريا مستعرة أكثر فأكثر خصوصا في هذه الأيام وقد نجد هذه الحرب تتوسع لتطال لبنان وحدودها مع فلسطين وهو ما تسعى إليه إسرائيل أيضا حقيقة كي يحارب العالم معاركها التي تريد ويجعل منها الدولة الأكثر قدرة على الحياة والمواصلة في كل المنطقة إن هي تمكنت من تدمير كامل دول الجوار وسعت إلى تدويلها وتقسيمها إلى حد أن لا يبقى لها قدرة على معاداة إسرائيل ومشروعها الكولونيالي الأقذر في العالم.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعة ضميرهم كاوتشوك
- كل القبعات تحية لغزة وما بعد غزة
- تبرئة الاحتلال ... تجريم الذات
- عدنان الصباح - كاتب ومفكر يساري فلسطيني - في حوار مفتوح مع ا ...
- ستيف هوكينغ والعلماء... وسيلة الخلاص أداة الجريمة
- بيرزيت ... ساتر هيبتنا
- الأسوار المثقوبة لا تصمد أمام الريح
- عاجزون يسوقون العجز
- حماس وضرورة الإمساك بقمة الجبل
- بطل مكشوف الظهر إلا من المصفقين
- الحرية لفلسطين ضرورة أممية
- لا تنتظروا الصفعة فقد وصلت
- المركزي يقرر انتقال الرئيس للقدس فورا
- المركزي...توحيد المقسم لا تقسيم الموحد
- فلسطين واحدة موحدة بديلا وحيدا مقبولا
- سبع سنوات عجاف ونصر
- كل العرب يشتمون كل العرب وكفى
- بلا ساقين وطفلة ... وحشد من أغاني
- لماذا نستثني 12 مليون صاروخ فلسطيني
- حدود أمريكا ... حدود النص


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - سوريا وغزة وحرب قاطعي الطرق