|
جمعة الكوشوك والثقب
هاله ابوليل
الحوار المتمدن-العدد: 5844 - 2018 / 4 / 13 - 02:53
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الكوشوك * حدثت الجمعة الماضية يوم 6/4/2018 بعد مسيرة العودة الكبرى التي نفذها شعب غزة الجبار يوم الأرض 30/3/2018 والتي اثارت حفيظة الصهاينة وجعلتهم يمترسون خلف دفاعاتهم من القوة العسكرية وتجنيد ما يفوق المائة قناص لكي يطلقوا النار على الفلسطينيين المسالمين الذين تمترسوا خلف حدود بلادهم المغتصبة , لإرسال رسالة عالمية إنهم ينتظرون عودتهم لقراهم وبلدانهم الأصلية في حق العودة المقدس و قد قام الكيان المغتصب الصهيوني في تلك الجمعة المباركة , بقتل عشرين شهيدا وإصابة ما يزيد عن ألف وخمسمائة جريح من خلال قناصتها السفلة في سابقة ليست غريبة على دويلة الإرهاب العالمي المعروفة . أصر أهل غزة على إستمرار مسيرة العودة سلميا كل جمعة وحتى يوم إحتلال فلسطين من قبل دولة العصابات الصهيونية قي شهر مايو 15 ولكنهم أخذوا معهم هذه المرة عجلات الكاوشوك المستعملة والتالفة لحرقها عند الحدود منعا من وضوح الرؤية للقناصة الصهاينة الذين يترقبون الوضع ويرمون برصاصهم على المتظاهرين السلميين بحجة الدفاع عن النفس فعن أي دفاع يتكلمون وهم لا يحملون أسلحة ولا صواريخ كما تحملونها أنتم أيها القتلة . إن حق التظاهر حق طبيعي للشعوب الحرة كفلته كل دساتير العالم ماداموا لم يحملوا أسلحة أو قنابل .فلماذا جلبتم كل أنواع الأسلحة الفتاكة لقتل أهل غزة لولا إنكم دويلة لا تعترف بحقوق البشرالمتعارف عليها دوليا ولا تعترفون بحق غيركم في الحياة لذا يسهل عليكم قتل الآخرين /الأغراب بدم بارد في دويلة العنصرية العالمية وليس كما تتشدقون بإنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط وأنتم كاذبون ! لم يأخذ أهل غزة القنابل ولا الصواريخ بل أخذوا فقط عجلات الكوشوك لكي يشعلوها على الحدود منعا للقناصة من إصطيادهم بطلقات الغدر التي تغلف مسار حياتهم السابقة واللاحقة فاليهود قوم غدارون وسفلة وجبناء ويخشون المواجهات الصدامية ويحاولون دائما الضرب من الخلف ,وهذا ديدنهم منذ القدم ولا أحد ينسى يهود بني قريضة و خيبر وقصص غدرهم المعروفة , وقد إستهدفت قناصتهم المجرمين ةالصحفيين بشكل مباشر هؤلاء الذين يحملون كاميراتهم لتوثيق إجرام وإرهاب دولة الإحتلال الصهيوني - الذين يعتبرون عين غزة التي تفضح الممارسات العنصرية لجيش الإحتلال الصهيوني مما يعني إنهم يبيتون عدوانهم ويعرفون من يطلقون عليه الرصاص في جريمة القتل المبرمجة كما صرح وزير عدوانهم ليبرمان الذين أشاد بعملهم بل وسيمنحهم أوسمة كما يصرح بتفاهاته دائما بعبارات امليئة بلغة التشفي والقتل والتدمير والإرهاب والأستهداف الواضح ومنها إستهداف الصحفييين وآخرهم الصحفي خليل أبو عاذرة الجريح الذي استهدف في فخذه الأيسر وبعد أن استشهد الصحفي ياسر مرتجى متأثرا بجراحه بعد إصابته برصاص الإحتلال أثناء تغطيته ل " جمعة الكوشوك " في غزة ذلك الصحفي الذي كان يقوم بعمله الصحفي مثل أي صحفي في العالم فيتتم ملاحقته وضربه برصاص العدو لأنه ينشر أكاذيبهم ويفضح الآعيبهم العدوانية سيدفع ذلك حتما – أهل غزة لمواصلة ةكفاحهم ضد هذا العدو الغاشم بمزيد من المسيرات الإحتجاجية السلمية ليرى العالم كله إجرام وأرهاب دويلة الكيان الصهيوني التي تتصيد أناسا أبرياء يتظاهرون سلميا من اجل قضيتهم العادلة في حق العودة المقدس والذي لن تلغيه ولن تمنعه ولن تحذفه الاعيب السياسيين الصغار الحالمين بالعروش . هؤلاء الصهاينة العرب - الذين يتحالفون باتفاقيات مع الكاهن الأمريكي ترمب الذي يهب ويمنح و يمنع كما يريد بالإتفاق مع صهره كوشنر اليهودي المتعصب . لم يجد الغزيين سوى أن يغرزوا بأنيابهم كل هذه الإتفاقيات الورقية ويمزقونها بمسيرة حاشدة بالآلآف ليقفوا على الحدود مطالبين تحت سمع ومرآى العالم إن عودتهم حق وهم أصحاب المصير لا تلغيه العاب الصبيان والغلمان ولا إتفاقيات موقعة ممن لا عهد لهم ولا ذمة ولا يمثلون شعب فلسطين . في جمعة الكوشوك جمع أهل غزة كل عجلات الكوشوك المهترئة والتالفة وسحبوها حتى الحدود لإشعالها كنوع من الحماية لأجسادهم التي هي تحت مرمى أعين القناصة السفلة الذين يرسلون مع الريح سهام الغدر والإجرام والقتل الممنهج الذي لا تجيد غيره دويلة أقيمت على أيدي عصابات إجرامية مدعومة من قوى صهيونية لها مآرب في إحتلال الأرض وقتل صاحب الأرض .
فماذا يفعل أهل المقاومة - المجردين من كل وسائل الحماية ويعيشون في سجن كبير يسمى غزة سوى الإحتماء بدخان حريق الكوشوك
ماذا يفعل أهل المقاومة العزل وهم مجردون من كل أنواع الأسلحة سوى قلويهم التي تهفو للعودة لكل فلسطين - بلادهم التي سرقها يهودي غربي ليس له إنتماء ولا جذور في هذه البلاد سوى ما يحمله كل غازي وطامع بالثروات ومستعمر قديم .
ماذا يفعل أهل المقاومة السلمية - الذين لا يملكون سوى صدورهم المشرعة تحت أعين القناصة سوى الإحتماء بدخان الكوشوك المحروق مادام العرب يتقاتلون ويقتلون أنفسهم بالغباء والمعارك الوهمية التي يصنعونها مع عدو مفترض ايراني صنعوه ونفخوه كبالون مدمر , لكي يحافظوا على كراسيهم وعروشهم المتهاوية !
ماذا يفعل الفلسطيني سوى الوقوف على مشارف أرضه في مسيرة سلمية يطالع فيها أفق أراضيه و بياراته وبيته الذي سكن فيه يهودي متهودن قادم من بولندا ومن بلاد الخزر أو المجر ولا يمت لتاريخ هذه البلاد وجذورها سوى تقديمه لهوية مزورة كمتهودن بديانة يهودية عابرة للقارات , كفلت له هذه الهوية المزورة سرقة بيت فلسطيني أعزل و بل منحته مشروعية قتل أصحاب الأرض وتهجيرهم لتخلو له الساحة و يلعب بمصائر الشعوب كصهيوني يحلم بقيادة العالم والتحكم بما فيه . ماذا يفعل الفلسطيني بطبقة الأوزون المثقوبة بالفساد العالمي و التلوث الأخلاقي و الرياء العالمي عندما يرى سحب الدخان التي يشعلها لتحميه من قتلة الفسفور الأبيض والقنابل القاتلة هل سيعتذر العالم الأخرس الذي رأى جرائم دويلة الإحتلال الصهيوني وهي تضرب العزل بالفسفور الأبيض والغاز المسيل للدموع والقنابل النارية والألغام الأرضية وصواريخ الدمار هل سيعتذر لطبقة الأوزون عن كوارث الصهاينة التي ثقبت روح العالم الحر وأخرسته فعجز عن محاكمتها أو تحميلها مسؤولية تخريب الحياة لملايين من البشر بحجة صحف ووعود ربانية تميز بين خلقه فجعلهم شعب الله المختار في مفارقة غريبة يتضاحكون هم أنفسهم عليها
هذا الكون الخائف من خرم طبقة الأوزون هل يعقل أن تزعجه سحب دخان سوداء تحجب قوى الظلام عن نيل مبتغاها في شرب دماء ضحاياها الأبرياء ومع ذلك سوف نرسل إعتذارنا لثقب الأوزون و نقدم له صحيفة إعتذار مكتوبة بدم صبي قتله قناصة الصهاينة ونقول له سامحنا فأعداءنا –القتلة –يعشقون شرب الدماء وأكل لحوم البشر والعالم كله يخشاهم لعدوانهم المستمر فهم قراصنة هذا العالم الجديد فهل تقف معنا لكي تثقب أرواحهم المدمرة وتبتلعهم !
وفي النهاية سأقول لأبناء غزة العظماء , كما قالها الكاتب البرازيلي " بابلو كويلهو للعالم يوما " لنكن كابوسا لآولئك الذين يحاولون أن يسرقوا أحلامنا " .
* جمعة الكوتشوك حدثت الجمعة الماضية يوم 6/4/2018 وقد تأخرت عن نشرها فماذا عن جمعة حرق العلم !
#هاله_ابوليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لعبة تصحيح الأخطاء الإملائية والمعنى الضائع
-
مسيرة العودة – الكبرى في يوم الأرض
-
فيلم الأوسكار -The shape of water- والفلسطينيون الذين عذبوا
...
-
كل عام وأنت بخير أيتها الإمراة البائسة
-
الهولوكوست الفلسطيني والأونروا مقابل الهلوكوست الصهيوني والت
...
-
الهلوكوست - تراجيديا القضية الأبدية والإبتزاز السياسي 2
-
هرولة التطبيع بالإتكاء على الهولوكوست ( المحرقة ) الجزء الأو
...
-
نصف ساعة من المشي
-
إحذف تغريدتك قبل أن يسرقها الذباب الإلكتروني
-
حكومات البطة الهادئة والتمساح
-
حركة - إحتلوا البيت الأبيض- من أجل حقوق الإنسان
-
ناب كافكا -الحلقة الثانية عشر والثالثة عشر
-
ناب كافكا -حلقة 9 وحلقة 10
-
ناب كافكا المصاب
-
الجميلة والخلع
-
صوفي لورين - صديقتي
-
ناب كافكا المخلوع حلقة 6
-
يوميات ناب كافكا وملجأ العامرية
-
يوميات ناب كافكا وعزاء زينب
-
يوميات ناب كافكا المزعج 3
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|