|
تهمة الكيمياوي السوري ذريعة لتدمير المنطقة
عبدالخالق حسين
الحوار المتمدن-العدد: 5843 - 2018 / 4 / 12 - 18:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك عدة أسباب تجعلنا نعتقد بأن التهمة الموجهة للنظام السوري باستخدام السلاح الكيمياوي ضد المعارضة هي ملفقة من قبل إدارة دونالد الترامب، وحلفائها، والأسباب هي: 1- من غير المعقول أن يقوم النظام السوري باستخدام الكيمياوي ضد المعارضة وهو على وشك النصر النهائي، والحرب على وشك الانتهاء. وفعلاً تحقق هذا النصر حسب تقرير بي بي سي اليوم 12/4/2018 : (القوات السورية "تسيطر على الغوطة الشرقية بالكامل وترفع العلم في دوما"(1).
2- ولماذا تعطي الحكومة السورية ذريعة لأمريكا بالتدخل المباشر خاصة وهي تعرف من تجربتها السابقة أن أمريكا ستستغل هذه الحجة للتدخل المباشر وإجهاض النصر. 3- وكما قال المندوب السوري في مجلس الأمن الدولي، السيد بشار الجعفري: (الغريب ان المواد الكيميائية المزعومة لا تصيب المسلحين بل تستهدف الاطفال والنساء فقط!!)(2) 4- لماذا رفضت أمريكا تشكيل لجنة من الخبراء المستقلين للتحقيق في حقيقة استخدام الكيمايوي، وأصرت أن بلادها ستتدخل بغض النظر عن موقف مجلس الأمن الدولي؟ 5- قبل عدة أسابيع هددت فرنسا بأنها ستتدخل إذا ما استخدم النظام السوري الكيمياوي ضد المعارضة، وهذا يعني أنهم كانوا يهيئون المناخ لهذا التدخل، والآن لفقوا هذه التهمة لتبرير تدخلهم.
ومن كل ما تقدم، نرى أن الغرض من هذه التهمة الملفقة هو إيجاد الذريعة لتدخل التحالف الثلاثي: (الأمريكي-البريطاني-الفرنسي) المباشر بعد أن فشلت محاولاتهم في إسقاط النظام السوري بواسطة التنظيمات الإرهابية لسبع سنوات ماضية، وبالتالي لإيجاد ذريعة بالتدخل المباشر بنفس الطريقة التي تم فيها إسقاط حكومة معمر القذافي في ليبيا، خاصة وأن الحرب السورية على وشك الانتهاء بتحقيق النصر لصالح النظام السوري.
السؤال الآخر هو: لماذا يعمل هذا التحالف الثلاثي لتدمير سوريا؟ في الحقيقة ليست سوريا وحدها المستهدفة من هذه المغامرة الخطيرة، وإنما حلفاء سوريا أيضاً، وهم: روسيا، وإيران، وحزب الله اللبناني. وأما سبب العداء لروسيا فهو لأن الغرب لا يريد أية دولة تنهض بحيث تنافس نفوذ أمريكا وحلفائها في الشرق الأوسط خاصة، والعالم بصورة عامة. وهذا العداء كان في عهد الاتحاد السوفيتي بحجة الخطر الشيوعي المهدد للنظام الديمقراطي الرأسمالي الغربي حسب زعمهم. لذلك استمروا في الحرب الباردة، والحروب الساخنة بالوكالة، والحملات الإعلامية بتخويف شعوبهم من البعبع الشيوعي. ولما سقط النظام الشيوعي كانوا يأملون أن تبقى روسيا ضعيفة ومفككة لا تستطيع النهوض، وساعدهم في ذلك السكير بوريس يلتسن، الذي باع ممتلكات الدولة بسعر التراب على المقربين والانتهازيين الروس وخلق منهم مليارديرية بين عشية وضحاها، وجعل نحو ثلث الشعب الروسي يعيشون على الكفاف والقمامة.
ولما جاء فلاديمير بوتين إلى الرئاسة، وأثبت القوة والنشاط في إعادة بناء روسيا الاتحادية على أسس قوية بحيث صارت دولة قوية كبرى تنافس الغرب، وعلى رأسه أمريكا، أعاد الغرب العداء لروسيا، والعمل على تشويه صورتها، وبالأخص صورة الرئيس بوتين. فروسيا اليوم صارت تنافس أمريكا في احتلال مواقع النفوذ في الشرق الأوسط، وهذا لا يلائمها. و أخيراً بدأت الحملة الجديدة بحرب الجواسيس الروس في الغرب، وقضية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في بريطانيا، وتصعيد الحرب الدبلوماسية ضد روسيا وبوتين لتشويه صورتهما في العالم.
أما تهمة الكيمياوي السوري، فالمستهدف هو النظام السوري، وإيران، وحزب الله، لأن هذا التحالف يهدد إسرائيل التي هي ولاية أمريكية في المنطقة، وأمنها من أمن أمريكا. لذلك طالما بقيت دول الرفض ( سوريا وحلفائها) في حالة رفض التطبيع مع إسرائيل، فهذه الحروب ستستمر في المنطقة بمحتلف الأشكال، والتي من شأنها تأخير الاستقرار، والأمن والتنمية البشرية، والازدهار الاقتصادي في دول الشرق الأوسط الرافضة للتطبيع. كما ونجحت أمريكا في كسب الدول الخليجية مثل السعودية وغيرها، الغنية إلى جانبها وجانب إسرائيل.
وباختصار، أن السبب الرئيسي لهذا الصراع هو ليس الدفاع عن الشعب السوري من دكتاتورية بشار الأسد كما يدعون، فأبشع دكتاتورية في العالم هو النظام السعودي العائلي الاستبدادي المطلق الحليف لأمريكا وإسرائيل كما اشرنا تواً. وكذلك لمحاربة النفوذ الروسي في المنطقة والعالم.
فالعالم اليوم على كف عفريت، والقصف الصاروخي الأمريكي وحليفتها المرتقب ضد سوريا قد يشعل الحرب العالمية الثالثة. فقد هدد السفير الروسي في لبنان أن أي هجوم صاروخي على سوريا ستواجهها روسيا بإسقاطها وضرب مصادرها، أي البوارج الحربية الأمريكية في الأبيض المتوسط التي ستنطلق منها الصواريخ. لذلك، لا نبالغ إذا قلنا أن الضجة الكيمياوي الجديدة في ضرب سوريا من قبل أمريكا وحليفاتها قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين الدولتيين الكبريين، روسيا وأمريكا، وبالتالي إلى إشعال فتيل حرب عالمية جديدة لا تبقي ولا تذر. ـــــــــ روابط ذو صلة 1- بي بي سي: القوات السورية "تسيطر على الغوطة الشرقية بالكامل وترفع العلم في دوما" http://www.bbc.com/arabic/middleeast-43737702
2- بشار الجعفري يوجه ضربة قاضية للمتآمرين في مجلس الأمن http://www.alalam.ir/news/3484871
#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مّنْ المستفيد من معاداة أمريكا؟
-
قانون شركة النفط الوطنية أكبر جريمة بحق الشعب العراقي
-
علي الوردي وفالح عبد الجبار: هل فاق التلميذ أستاذه؟
-
سلامة موسى.. داعية الحرية وفن الحياة
-
ما البديل عن مؤتمر الكويت لاعمار العراق؟
-
ما البديل عن رحيل القوات الأمريكية؟
-
لماذا المشاركة في الانتخابات واجب وطني؟
-
حذاري من تأجيل الانتخابات!
-
لا للتجنيد الإجباري!
-
هل ما يجري في إيران هو استنساخ للسيناريو السوري؟
-
الحشد الشعبي ما بعد داعش
-
لا لمشاركة الحشد الشعبي في الانتخابات
-
المخفي من مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية
-
عودة إلى مقال: الإسلام بين التفخيخ والتفخيذ(2-2)
-
الإسلام بين التفخيخ والتفخيذ (ثانية)
-
السماح بالزواج من القاصرات جريمة ضد الطفولة ومخالَفة للدستور
-
لماذا العراق غير قابل للقسمة؟
-
تحية لقواتنا الباسلة على تحريرها كركوك
-
لعبة إستخباراتية أجنبية لضرب الوحدة الوطنية
-
نعم لاستقلال كردستان، لا للتنازلات لبارزاني
المزيد.....
-
دراجون يرتدون زي -سانتا كلوز- يجوبون شوارع الأرجنتين.. لماذا
...
-
فيديو: افتتاح مراكز لتسوية وضع عناصر -جيش الأسد- في دمشق
-
الدفاع الروسية: تحرير بلدتين في خاركوف ودونيتسك والقضاء على
...
-
صحة غزة: الجيش الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر جديدة بالقطاع
-
تقرير المكتب السياسي أمام الدورة الخامسة للجنة المركزية
-
رغم الخسارة التاريخية أمام أتلتيكو.. فليك راضِِ عن أداء برشل
...
-
خامنئي: أمريكا والكيان الصهيوني يتوهمان أنهما انتصرا في سوري
...
-
يسرائيل كاتس: لن نسمح لـ-حزب الله- بالعودة إلى قرى جنوب لبنا
...
-
الشرع: لبنان عمق استراتيجي وخاصرة لسوريا ونأمل ببناء علاقة ا
...
-
-حزب الله- يكشف عن -المعادلة الوحيدة- التي ستحمي لبنان
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|