أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير الكلداني - ضوء نقدي (( ضياع )) الشاعر السوري : ((ماهر زين))














المزيد.....

ضوء نقدي (( ضياع )) الشاعر السوري : ((ماهر زين))


منير الكلداني

الحوار المتمدن-العدد: 5843 - 2018 / 4 / 12 - 01:08
المحور: الادب والفن
    


النص : ضياع

الشاعر السوري : ماهر زين

ضوء نقدي : منير كلداني



النص



بينما كنتُ أفتشُ جيبَ القدر

تعثرتُ في الهزيعِ من خَطوي

غارقاً في وَعثاءِ أسراري

سُطورٌ تساندني

و سطورٌ تزيد في انهياري

صَدرُ السّماءِ رَحبٌ

جيبُ القدرِ ضيقة

هُناك ...

حيثُ لا ماءَ ...

لا ترابَ ...

لا وطن ...

صوتٌ يختنقُ في الحناجر

و صدى لنبضٍ مبعثرٍ و مِحن

نجومٌ غارقةٌ في ظلالها

و بقايا من ماءِ ذاكرةٍ

أثقلتها أحمالها

لا تكادُ تسدُ رمقَ الاشتياق



دالة النص :



كثيرا ما نشاهد الحالات الانسانية التي يمر بها فرد معين بسبب حوادث متعاقبة تاتي عليه ولعل هناك انواعا من النتائج تجعل الفرد في دوامة لا نهائية من القلق بحيث تستدعي كل طاقات المقاومة لكي تقف على خط متوازن كي لا تنهار شخصية الفرد في تلك الازمة ، وهي ازمة بلا شك صعبة جدا تحيل من يقع فيها الى شعلة كامنة تحرق هويتها ولا تتعدى الى الغير في حالة من الياس وهو اخر سلاح ، نعم قد يكون اخرها هو ان تيأس وهذا ما يتجلى في النص (( ضياع )) حيث دلالة العنوان تعطيك الخط الاول في الايضاح فليس بعد الضياع من شيء وليس هناك من شيء بعده ، معادلتان تردف احدهما الاخرى ، ويسلط النص على مساحات اللغة كثيرا بحيث يجعلنا امام موقف مدهش في التصوير الحركي الذي اخذ من المضمون الاولي انطلاقة له ولم تات تلك الصور بفواصل التكثيف (( تكثيف الصور العكسي )) بل جاءت متسلسلة

بينما كنتُ أفتشُ جيبَ القدر

باستهلال يكاد ان يكون مسيرة وبيان رحلة (( الضياع )) حيث المشهد بين الكاتب والمشخص (( القدر )) وكانهما يقفان جانبا الى جانب فيكون الكاتب ذلك الرقيب في التفاتة رائعة بعكس الدور ، فالمفروض ان القدر هو من يقوم بالتفتيش وليس هو وهنا ايحاء دقيق لكون هذا الخيال نتيجة لما سياتي من بيان دور القدر في حياة الكاتب ، وتعطينا الصورة بعدا اعمق حينما نلاحظ انه الان يستطيع تحريك يديه ، وهو (( ضائع )) لا حيلة له ويؤكد هذا بقوله



تعثرتُ في الهزيعِ من خَطوي

والهزيع دالة الليل وهو مناسب جدا مع الحالة التي يعيشها ويكثف اللقطة في مشهد رائع (( وكل النص مشاهد رائعة )) ليبين ان صورته مع القدر لم تك الا خيال محض ولا وجود لها وتمثيل التعثر اختيار يحسب للكاتب اذ لك ان تتخيل ليل يسير فيه ضائع فماذا سيحدث له سوى عدم الرؤية التي يتبعها التعثر ومع تاكيد اللقطات ياتي بقوله

غارقاً في وَعثاءِ أسراري

فيجمع بين ركني الطبيعة المنظورة الارض والماء مستخدما الحالة (( وعثاء )) في صياغة مشهدية متقنة (( تعثر في الارض – غرق في الماء )) وهو ايحاء لشموله في دائرة الضياع التي لا مخرج منها ويعطي اشارة رمزية (( اسراري )) اشارة احاطها كاتبها بالضياع كذلك ولم يعط لها أي صورة تذكر ولعلها اشياء (( غير قابلة للبوح )) فيمسك قلمه عنها ليقول :



سُطورٌ تساندي

و سطورٌ تزيد في انهياري

فهي سطور قد تسانده وقد تخذله وبحسب ايحاءات التركيب الصوري نلحظ تهربه من ذكرها وكانه يراها ماثلة امامه بكل مغازيها ويبعدها بكل ما اوتي من حول ليعود من جديد الى التكرار التوكيدي

صَدرُ السّماءِ رَحبٌ

ويذكر في التفاتة جدا لطيفة الطبيعة بالسماء حيث الايحاء انه لم يبق له الا ان يتامل في تلك السماء علها تعطيه (( بصيصا )) من امل (( صدر رحب )) وهذا المشهد مع مجموع الطبيعة يعطي الصورة الواضحة (( لقمة الضياع )) (( قمة العجز )) (( الياس المطبق )) بحيث تكون دالة السماء عمقا اخر يؤكد تلك الحالة ، وكيف لا يكون كذلك و ...



جيبُ القدرِ ضيقة

فقد فتشه في مخيلته وراه هناك



هُناك ...

حيثُ لا ماءَ ...

لا ترابَ ...

لا وطن

وهي من اعمق وادق التدفقات الصورية حيث يربط القدر بالطبيعة موظفا اياها بالفقد التام من كل شيء (( ماء – تراب – وطن )) واتصور ان الكاتب قد عانى ما عانى ليصل به الحال الى هذه النقطة المرعبة حقا في حياة الفرد وبعد كل هذا الفقد تكون ما بعدها مجرد نتائج لا بد منها

صوتٌ يختنقُ في الحناجر

حيث تنعدم الحرية (( جزء من الضياع ))

و صدى لنبضٍ مبعثرٍ و مِحن

الفوضى التي تسيدت عالم الكاتب (( جزء من الضياع ))

وباقي النص نفس الشيء في ذكر بعض تطبيقات الضياع



دالة اللغة :

1 – لغة بسيطة تخلو من تعقيد اللفظ .

2 – جاءت التراكيب منسجمة مع المضمون من حيث تكثيف التركيب الجملي مما اعطى بعدا اعمق مع تقليل واضح في حجم النص وهذا النوع نجح فيه الكاتب خاصة في مثل هذه المواضيع التي تحمل افكارا وعواطفا متشعبة وكثيرة وكلما كان النص طويلا سيؤثر حتما على المتلقي وفهمه .

3 – الجمل تميل في اغلبها الى الانشاء عدا بعض من الجمل التي توحي بالاخبار وهي بلا شك منسجمة تماما مع المضمون .



دالة خارجية :

الاحباط الذي يصل اليه الكاتب وما يواجهه يجعله في امر مصيري لا مهرب منه فحتى في الضياع لا بد من مقاومة ولعلنا نلحظها قليلا في بعض ما كتب الا انها لا تصمد امام هذا الاحباط والياس المطبق



فما دامت ال

نجومٌ غارقةٌ في ظلالها

فان الشاعر ماهر زين سيقاوم برغم يأسه تلك الظلال من خلال حرفه السامق ومعناه البهي الذي ادهشنا بكل ما جاء فيه



لكم المجد مرفلا

منير الكلداني



#منير_الكلداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تأت يا ربيع # 5
- ضوء نقدي (( انت = انا )) الاديبة المغربية : (( زكية محمد ))
- حوارية الهمس مع الشاعرة السورية ملاك العوام # 1
- لا تأتِ يا ربيع # 4
- ضوء نقدي (( عناق الارواح )) الشاعرة السورية : (( ليلى غبرا ) ...
- لا تأتِ يا ربيع # 3
- ضوء نقدي : (( كرامة سيدة )) - الشاعرة الفلسطينية (( سحر العل ...
- لا تأتِ يا ربيع # 2
- ضوء نقدي (( اوراق مسافرة - الورقة الاولى )) الشاعرة الجزائري ...
- ضوء نقدي (( عبثا اصوغ الكلمات )) - الشاعرة السورية ملاك العو ...
- لا تأتي يا ربيع # 1
- المنظورات الثلاث
- الازمة النقدية بين النقد والناقد - 3
- الازمة النقدية بين النقد والناقد - 2
- الازمة النقدية بين النقد والناقد 1
- المذهب الامثل يعود ادبيا
- تكوين النص وأثره على المتلقي
- المنهج الوسطي بين القديم والجديد
- لغة النص الام
- ازدواجية المعيار عند المتلقي


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير الكلداني - ضوء نقدي (( ضياع )) الشاعر السوري : ((ماهر زين))