أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف سلطان - القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن .. قراءة مغايرة















المزيد.....

القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن .. قراءة مغايرة


يوسف سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 5841 - 2018 / 4 / 10 - 17:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ اعلان الادارة الامريكية الحالية, عما سمي صفقة القرن, وقد جندت لها فريق بقيادة جاريد كوشنير صهر الرئيس, بدات رحلة المشاورات بين واشنطن وبين عديد من العواصم العربية, والزيارات المتبادلة لمسؤولين من الجانبين للتحضير والترتيب, ولأهمية القضية, عمت وسائل الإعلام, القراءات السياسية لمحللين وسياسيين, لشرح وجهة النظر تجاه صفقة القرن, حيث اجمعت التوجهات على ان صفقة القرن تهدف اولاً الى انهاء للقضية الفلسطينية, وتعمق البعض في تحديد الخريطة السياسية للكيان الفلسطيني المزمع اقامته او الدولة او الدويلة, جراء تلك الصفقة.
ولعل اوضح الشروحات جاءت على لسان الدكتور صائب عريقات في عرضه الخطة على المجلس المركزي الفلسطيني في 14,15/1/2018, ما يفسر الرفض الصارخ العلني للخطة من قبل الرئيس ابو مازن, وخروجه عن حدود اللياقة الدبلوماسية, في خطابه الرافض لتلك الصفقة, وختمها بقوله: " انه لن يختم حياته بخيانة".
يستخدم المحللين المعتبرين الأسس العلمية والطرق المنهجية في الدراسة والتحليل, في طريقة تكوين الاراء التي تنيرطريق الإستشراف المستقبلي للقضايا السياسة, ومحاولة استيضاح القرارات الاستراتيجية قبل اتخاذها, حيث تقوم على دراسة التاريخ, ودراسة موازين القوي, والقوي الفاعلة الحاضرة والصاعدة, والحاجات من مختلف الاتجاهات سواء الاقتصادية والسياسية والاجتماعية, والاعتماد على المعلن من سياسات الكيانات السياسية.
وحسب منهجيات الدراسات التاريخية , فلابد من الاعتماد على الوثائق, وفي حالات معينة لا تتاح الوثائق او المستندات التي توثق المعلومة التاريخية, وبالتالي يتم اغفال اجراءات بعينها, او احداث معينة, حيث لا وثائق, فلا يمكن اعتبارها مصدر ثقة يمكن البناء عليها, وربما كان رأي الدكتور عبدالوهاب المسيري, رحمه الله, وهو من هو في دراسة الصهيونية, الرافض لفكرة بروتوكولات حكماء صهيون, من هذا المنطلق, حيث انكر صحتها كمخطط, نظرا لعدم وجود توثيق لها.

على الجانب الاخر, تجد سياسيين ومسؤولين فلسطينيين, يقولون بسقوط تلك الصفقة, او قبرها في مهدها نتيجة للرفض الفلسطيني للخطة, كما لو ان القيادة الفلسطينية, قادرة على ايقاف عجلة التصرفات الامريكية, القاضية باتمام تلكم الصفقة, حيث اعلنت بكل وضوح, عدم اعتبار رضا الفلسطينيين شرطا لانجاح الخطة,وربما عدم اعتبارهم طرف .
فتلك اقوال, من يدفن راسه في الرمال, وهو يعلم يقينا ان الصفقة في طريقها الى التنفيذ الجبري والفوري, لكنه التوقيت الحاكم.

وحيث ان القضايا السياسية تمر بعديد من مراحل التفاوض بين الاطراف, وبالتالي امكانية التعديل حتى اخر لحظة, وخاصة عندما تكون القضية بحجم القضية الفلسطينية, لما لها من تشابك معقد بين الطرفين اصحاب العلاقة المباشرة, والطرف الامريكي الذي يقف داعما للطرف الاسرائيلي, وحائلا دون تدخل اي من الاطراف الدولية, بالوساطة, لفرض الرؤية الصهيونية الداعمة للرؤية الاسرائيلية, وبين الاطراف التي اقحمتها امريكا وفرضتها بقوة, وهي بعض الدول العربية التي ستقر بالموافقة على طلب امريكا جبرا وقسرا, وبالتالي تمول تبعات تلك الخطة ماليا, وتتحمل الاعباء بالنيابة عن اسرائيل, فان الخطة تسير على قدم وساق وما هي الا ترتيبات اللمسات الاخيرة على المسرح الشرق اوسطي, لتنفيذ بقية الخطة, والتي بدا التنفيذ الفعلي لها اعتبارا من قرار الادارة الامريكية, اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل, والذي سيتلوه قرار تنفيذ نقل السفارة الامريكية في منتصف ايار القادم, ذكري قيام دولة اسرائيل امعانا في الرمزية.

ليس بعيدا عن المعلومات التي يحصل عليها الساسة, في مختلف الاطراف ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية, والتي لايتم طرحها كاملة, ولاعن المسؤولين الفلسطينيين, الباحثين عن اضواء وسائل الاعلام ليدلوا بتصريحات لا علاقة لها من قريب او بعيد بما يدار في غرف اتخاذ القرار, وبقليل من تجاوز الاسس المنهجية في التحليل فاننا نسعي ان تكون لنا قرائتنا الخاصة, لمستقبل القضية الفلسطينية, في ظل صفقة ترامب, المسماة صفقة القرن, من خلال الوقائع والاجراءات التاريخية على ارض الواقع والممتدة من تاريخ توقيع معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية وحتى الان.

محددات:
• تعتبر الصهيونية غير اليهودية او ما يسمي (بالصهيونية العالمية ), هي الأم للصهيونية اليهودية, وهي السابقة عليها, وربما قبل ان يتكون راي عام يهودي.
• تعتبر خطة قيام دولة للشعب (اليهودي) او وطن قومي لليهود, اعتباراً من تصريح نابليون بونابرت 1798 ابان حملتة على المشرق, اقدم من خطة هرتزل اليهودي العلماني.
• تدرك اسرائيل منذ اليوم الاول لاحتلالها اراضي الدولة العربية, المحددة في قرار التقسيم رقم (181), انها لن تسمح بقيام تلك الدولة بصورة مستقلة, جنبا الى جنب مع الدولة خاصتها, والتي تم الاعتراف بها امميا, فور اعلانها (اسرائيل), كجزء من نفس القرار وكشرط للاعتراف بها.
• بتوقيع معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية, اعطى مؤشرا على انتهاء التهديد العسكري من الجوار العربي, الى الابد, لتتفرغ اسرائيل لبناء دولتها العالمية.
• عملت اسرائيل, علي الانتشاراقليميا, لتوطيد وتكريس وخدمة مصالحها ,على حساب القوي الاقليمية.
• بدات اسرائيل فعليا تنفيذ خطتها (الغير معلنة), للسيطرة على الارض المخصصة للدولة العربية, والبناء عليها بطريقة الزحف البطئ, بما عرف فلسطينيا, بالهجمة الاستيطانية, التي تراوحت وتيرتها ابان فترة قيادة مختلف الحكومات الاسرائيلية المتعاقية واخطرها فترتي حكم نتنياهو.
بناءعليه ..

بالنظر في التصريحات الفردية لسياسيين اسرائيليين, او المؤتمرات الاسرائيلية الاستراتيجية, اوفي الاراء التي طرحت في حقبة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية, والتي تم تنفيذها في اتفاقية تسليم الارض, والتي دشنت بتقسيم الاراضي المنقولة للسلطة الفلسطينية, الى ثلاث قطاعات أ , ب, ج ,تختلف من حيث الادراة والسيطرة الامنية, فانه يتضح جليا للمتابع على ارض الواقع, من خلال جولة ميدانية, ان اسرائيل مارست عملية تقطيع منهجية , لتواصل الارض الفلسطينية, بالبناء المتشابك للمستوطنات والبؤر الاستيطانية, التي تشكل نواة مستوطنات مستقبلية, وبشق الطرق الالتفافية التي تقطع اوصال الارض الفلسطينية, ولن يكون اخرها بناء الجدار العازل في الضفة الغربية, والذي ادي الى تغيير ونقل حدود الخط الاخضر, وهي حدودعام 1967, وضم الكثير من الاراضي الفلسطينية الى اسرائيل وذلك في راينا يرجع الى الاسباب الاتية:
1- عدم الرضا بالاكتفاء بجغرافية الدولة الاسرائيلية ذات الخصر الضيق شمالا وجنوبا, والتي تقع في قلبها جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية, بما يشكل خطرا استراتيجيا على مستقبلها.
2- رفض قيام دولة فلسطينية مستقلة تنعم بالاستقلال, الى جوار اسرائيل, ومن ثم الهدوء والتطور, كي لا تشكل نواة مستقبلية لدولة مناوئة مستقبلاً.
3- تري اسرائيل ضرورة السيطرة على الشعب الفلسطيني بكل مكوناته, وابقاؤه تحت وصايتها بشكل او اخر, حيث يشكل المخزون الديمغرافي اللازم للتطور والنمو الاقتصادي اولاً, وثانياً اتقاء خطر انضوائه تحت مايرونه الفكر التحرري التاريخي وثالثا واخيراً, لملئ الفراغ بين البحر والنهر, الذي لن تستطيع ان تملؤه الهجرة اليهودية الى فلسطين التاريخية, وبالتالي تنبع حاجتها الى الامساك بدفة التوجيه والقيادة, خدمة لمصالحها, وقد عملت جاهدة خلال السنوات الفائتة على تحويل ولاء فلسطينيو الداخل, ضمن هوية اسرائيلية عالمية.
4- تسعى اسرائيل لتكون في المستقبل القريب, احدى القوي المؤثرة في القرار العالمي, ان لم تكن هي صاحبة القرار, من خلال السيطرة على صنع القرار الامريكي, وستكون.. ولعل هذا ماهو قائم الان بشكل جزئي, فالادارة الامريكية تتبني وجهة النظر الاسرائيلية عبر طاقم صهيوني يهودي متعصب للفكر التوراتي,وبعضهم مستوطن, ومكلف من قبل الادارة الامريكية.
5- تري اسرائيل في نهاية حقبة الربيع (العربي), وربما قبل الانتهاء انها ستكون الدولة المركزية الاقليمية, بعد اخضاع الدول العربية المحورية, بعد اشغالها بكثير من الانشغالات والحروب الداخلية, واولهم السعودية, وادخالهم في حلف تقوده اسرائيل, في مواجهة العدو المشترك وهي ايران.
6- العامل الاهم هو النبوءات التوراتيه الذي يبني عليها الفكر الصهيوني اتكاء على النبوءات التوراتية, وكيفية معالجة الامر تجنبا لغضب يهوه, في حقبة صعود اليمين اليهودي المتطرف في اسرائيل, وسيطرة اليمين الصهيوني المتطرف في امريكا.
لما تقدم .. تري اسرائيل ان جغرافيتها, تلك الجغرافية الصغيرة بحجم فلسطين التاريخية ومساحتها 27000 كم2 ,وكذلك الديمغرافيا فيها, لا تتناسب والموقع العالمي المستقبلي.
لذا :
1. تسعي اسرائيل جاهدة لبناء كيان جديد ,يضم بين مكوناته اراضي فلسطين التاريخية , ومن يعيشون فيها, اسرائيليين بمكوناتهم , والفلسطينين بين النهر والبحر.
2. توسيع رقعة الكيان الجغرافية على حساب الدول المجاورة ,وهي دول الطوق مصر , الاردن ,سوريا , لبنان.
3. تهدف اسرائيل للسيطرة على المكون الفلسطينى, حيث من الممكن اعلان دولة فلسطين على الورق, والاعتراف بها عالميا بموافقة اسرائيل وامريكا, دون تكريس الاستقلال على الارض, لكنها واقعيا ستكون دولة تحت الوصاية الاسرائيلية بشكل ما, حيث ان الجغرافية الفلسطينية الاسرائيلية, تتداخل كما رسمتها القيادات الاسرائيلية منذ 1948, بحيث يستحيل الفصل بينهما لعديد من الاسباب.
4. ليس من المستبعد, بل الاحتمال الاكثر رجوحا, ان ينضم الاردن الى الكيان الذي سيجمع ثلاث كيانات وشعبين لتصبح الكيان الرابع وثلاثة شعوب, في شكل اتحادي موجود, او يمكن ابتكاره, ,حيث ان شعبي الاردن وفلسطين ذو اصل واحد.
5. القدس .. العاصمة لن تكون مشكلة, فقد تصبح عاصمة مركزية للكيان المركزي, او قد تكون عاصمة مركزية, وطرفاها عاصمتين لكيانين, بعد توسيعها, وقد تكون عاصمة دينية للاديان الابراهيمية الثلاث.
6. باتمام عملية الاتحاد او الاندماج باي شكل كما تقدم , يكون للكيان المزمع تكوينه :
a. اعلان الكيان الجديد القوة المركزية للشرق الاوسط الكبير
b. السيطرة والانتاج,من موارد الطاقه المكتشفة, الغاز في البحر.
c. تكبير بورصة الغاز القطري الموجودة بالفعل في اسرائيل لتصبح بورصة اسرائيلية دولية,كما بورصة الماس.
d. اعتبار الكيان الجديد مركز تجميع وتوزيع الطاقة المنتجة اقليميا الى الغرب, واعادة تجديد خطوط انابيب البترول ماقبل 1948.
e. تشكيل عقدة مواصلات وربط تجاري على حساب قناة السويس, واعادة الربط البري لحوض البحر الابيض المتوسط.
f. الشراكة الفاعلة في اكبر مشروع عربي (نيوم), بما يشكل اكبر عملية تطبيع اقتصادي مع اكبر دول المنطقة, كمدخل مباشر للتطبيع مع كل دول وشعوب المنطقة.
g. بناء ناتو عربي تحت قيادة الكيان, واعادة هيكلة جامعة الدول العربية, لتضم الكيان رسميا حيث يشتمل على اسرائيل ضمنا, وضم الدول الحليفة لاسرائيل كـ إرتريا, وجنوب السودان, وارض الصومال.
h. التدخل بقوة لحل ازمة مصر في سد النهضة, مقابل ضخ حصة من مياه النيل الى الكيان الجديد, في ظل الفقر المائي المطل على المنطقة في القريب, في بادرة تتجاوز القانون الدولي.



#يوسف_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف سلطان - القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن .. قراءة مغايرة