محمود الزهيري
الحوار المتمدن-العدد: 5840 - 2018 / 4 / 9 - 04:44
المحور:
الادب والفن
وهي والحقيقة يكادان يتصادقان ..
بالفعل : وليس بالقول فقط , وتكاد تكون هذه المقولة بمفرداتها الدينية المغموسة حروفها في محبرة المفاهيم الدينية التي تشكل عقل ووجدان مايتم التعبير عنه بالكلام , أو بالكتابة أو بالإشارة والدلالة والرمز , أو بإيماءات العينين والرأس والكتفين واليدين والجسد في حركاته وتمايلاته بما يوحيه من عبارات صامتة , ولذلك : فإن الصمت يحمل جل مفردات اللغة المنطوقة أو المكتوبة , ويكون بمثابة رمزية ناطقة أو دلالة هادفة أو إشارة موحية بكلمات وجمل وعبارات مختصرة تسكن الصمت وتنطق به ..
المسابح بالفعل يتم الإحتياج إليها ولهاً أو عشقاً في حالات العشق الميتافيزيقي لرموز تحتمي بميتافيزيقا الحضور الدائم والذي لايغيب حسب شروط ديمومته اللانهائية , وسيرورته في المكان والزمان , ليصير الرمز وحامل الرمز متوحدان في صيرورة مكبلة بالتوله الذي ليس له فصام ..
ولكن .. في أحيان كثيرة ترتد هذه الرمزية إلي ماقبل العقل أو مادونه , فتكون هناك أو هنا ؛ أو في الحضور أوالغياب يتم إقتراف ماأسميناه شهوات ورغبات ونزوات , عبر غرائز تريد أن تكون أعلي من العقل , وتتسيده , ولذا فإن الديمومة والسيرورة تتوقفان علي عتبات الفتوي بما لها من مكانة في واقع ميتافيزيقي مرموز له بمفاهيم غيبية ماورائية غير ملموسة وغير محسوسة , وتستحيل علي الحواس إدراكها , فتبزغ الفتوي , سواء كانت مشرقة أو مغربة , أو مبهجة بما تحمله من رغبة القبول أو رهبة الرفض , فيعود الناسك إلي مسبحته ينتظمها لتنتظم أحاسيسه ومشاعره ووجدانه مع ديمومة العشق وسيرورة التوله , إلي أن تكتمل المسبحة , ويصير هو إلي مصير العدم الدنيوي ,والوجود الميتافيزيقي الماورائي الأخروي , ليتم من جديد توارث المسبحة في علاقة جدلية مع توارث الشهوات والنزوات والغرائز , ليكون الإنسان هو بحديه : العصيان والطاعة , الخوف والرجاء , الحركة والثبات , الموت والحياة , ليكون هو : إنفراط حبات المسبحة ,وهو ذاته إنتظام تلك الحبات . فبعقله المفرد هو من يقطع خيوط المسبحة ويلتجيء للشهوات ,وهو بعقله المفرد من يلتجيء للفتوي , ويعمل علي نظم خيوط المسبحة , لتظل العبارة الرائعة قائمة :
" تنفرط مسابح الفتوي , علي ثغر الشهوات .. ويعاود الناسك نظمها .. حبة هنا , وثانية هناك "* ..
وتظل مالكة العبارة متخلية عن ملكيتها طوعاً أو كرهاً , لكل من أراد أن يمتلك حروفها وكلماتها , وتظل الحيازة للكاتبة سوزان عاشور أو (Ben Nasr Suzey): إبنة طرابلس الليبية , برمزية العقل وإرادة العقل , فالحكمة لاتمتلك , ولاتقع في دائرة الملكيات , ولكنها ميسورة لمن أراد حيازتها بصفة دائمة أو مؤقتة أو التخلي طوعاً أو غصباً عن حيازتها لآخر أقوي منه حكمة ,وأروع عقلاً , ينتمي لشرف العقل وكرامة العقل " !!
• هذه الجملة من صفحة الكاتبة والصحفية سوزان عاشور , علي الفيسبوك
#محمود_الزهيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟