سوسن السباعي الجابي
الحوار المتمدن-العدد: 1488 - 2006 / 3 / 13 - 10:17
المحور:
الادب والفن
صوت المطر يغسل وسائد الهواء
وسائد الهواء كان ينام عليها وطنٌ
أصغرُ من خطوتي .
صوت المطر …
يا مُوقِد الماء في أعصاب الحجر
إن هذا الكهف الروحي
سيُفتَح أمام قافلتك
حمِّلني ما تشاء من البلل .
أستطيع اختراق التخوم
و لو علقوا في رجلي سلاسل الوهم .
تنّزلْ فينا رحمةً يا مطر
هذا شتاء ثان و نحن يتامى
نبحث عن قطار يحمل قطعان أحلامنا
إلى مدينة لا تشبه الغبار
أين نجد الفضاء الآخر
الذي يتسع لوقود شهبنا
أين نعثر على رسم
نكتشف فيه أننا ما زلنا أحياء
عظامنا تنبض بالغناء
تاريخنا ورق يابس
ولكنه قد يتنفس رائحة الماء
أين ننقِّب عن وجوهنا أيها المطر
إذا أردت أن تمحو النقوش القديمة
فاترك ما يدلّ علينا .
إذا أردت بعْثرةَ ركام الزمن
فاترك لنا ساعة نتزوج فيها ثانية .
إذا أردت إغراق الخلائق في الطوفان ،
فاعصمني وطفلي من الغرق أيها المطر .
هذا إذن صوت المطر
يمشي على شرفات دارنا
مدلِّياً رجليه
يلعب على أغصان الأشجار العارية
يغريها
وقد سمعتُ ما دار بين المطر و الشجر .
إنهما سيتزوجان .
فأغمض عيني ولا أطفئ الضوء
و أقرأ لهما آيات خضراء .
#سوسن_السباعي_الجابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟