أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد شودان - في الثانوية الجديدة، قل أين تشرب الشاي؟ أقول لك من صاحبك.














المزيد.....

في الثانوية الجديدة، قل أين تشرب الشاي؟ أقول لك من صاحبك.


محمد شودان

الحوار المتمدن-العدد: 5835 - 2018 / 4 / 4 - 17:38
المحور: كتابات ساخرة
    


في الثانوية الجديدة، قل أين تشرب الشاي؟ أقول لك من صاحبك.
يحظى الشاي بمكانة متميزة عند المغاربة، وفي الأوساط الاجتماعية الصحراوية بصفة خاصة، هذا ولكأس الشاي عند أهل طاطا مكانة خاصة في الثقافة المحلية، فهو وسيلة لتوطيد العلاقات ودليل على الكرم، ولذلك يولونه طقوسا خاصة، إذ لا بد من الكأس الأصيل أن يطبخ على نار جمر هادئة، وقبله يُهيأ الجو بالبخور الطيب، ولا يمكن لأي كان أن يقوم بقيادة الصينية، فهي للكبير والمتميز، ذلك الذي يعرف الكأس على أصولها؛ يدقق المقادير، ويرصد الوقت المناسب لصب الماء الدافئ وتفتيت حبوب العلك...، ولا بد أن يكون طويل الساعد بحيث يرفع يده إلى أعلى لتتشكل تلك العمامة السحرية بعد عدد من الشقلبات.
رغم أن هذه المقالة لم تأت لرصد سوسيولوجيا الشاي في مجتمعنا الصغير هذا، إلا أنه ليس من العيب أن نتسلح ببعض المفاتيح الاجتماعية والنفسية المصاحبة لكأس الشاي لنفهم ما يحصل بالثانوية التأهيلية الجديدة، وإنك لن تحتاج إلا إلى جولات خفيفة لتدرك حدة الخلاف والصراع الدائر بين مكونات الإدارة، ويكفيك في ذلك مؤشر الشاي.
يوجد في هذه الثانوية التي تسير في طريق الخراب قطبان متصارعان، وبينهما بعضٌ ممن يشكلون فئة عدم الانحياز؛ وسنكشف القطبين من خلال التاريخ وكأس الشاي.
حين تدخل المؤسسة صباحا قد تنعشك رائحة الشاي المنعنع الصادرة من مرحاض الأستاذات في بناية الإدارة ــ كان مرحاض الأستاذات قبل أن يحجز كمطبخ خلفي لمكتب المدير ــ ولكن لا تحلم أن هذا الشاي معد للأستاذات، أو للجميع، لا، إنه من نصيب واحد من قطبي الصراع في الإدارة ومن يدور في فلكه، وقد يجود ـ حسب المزاج ـ بإبريق أو اثنين على ندوة أو اجتماع معقود في ثانويته.
وفي الجهة المقابلة تماما ـ إن أخذتك أقدامك بعيدا ـ ستصل إلى عنبر آخر تدور فيه كؤوس الشاي، تماما تحت سلالم قاعات الجناح الموالي لساحة التربية البدنية، وهذا العنبر يجتمع على كؤوسه المعارضون، أصحاب الشمال، القطب الثاني، وقد حدث أن قلب عليهم زعيم القطب الأول الطاولة في بداية الموسم تحت ذريعة توسيخ الأرضية ببقع الشاي فأقفل العنبر لمدة ثم عاد بعد مفاوضات جنيف 2.
وإذن فإننا سنقف على قطبين؛ قطب متزعم لا يهمه أن يضطر أزيد من ثمانين إداريا وأستاذا نساء ورجالا إلى مرحاض واحد، فتجد طابورا قد يطول أحيانا أمام باب المرحاض الوحيد الذي لم تطله يد الإدارة بالموازاة مع طابور التلاميذ الراغبين في الحصول على وثائقهم وعلى أوراق السماح بالدخول، وهذا يحدث كثيرا بشكل مخجل في أوقات الاستراحة، كل هذا لا يهمه مقابل الحصول على كأس شاي منعش. وفي مقابله قطب آخر اختار الشاي قرب الهواء الطلق، ليس قرفا من نسمة المرحاض على الشاي ولكن اضطرارا.
وبالعودة إلى تاريخ نشأة هذين القطبية سالشائع أنها تعود إلى الموسم الدراسي 2014.2015 حيث تنافس زعيما القطبين على الإدارة، وقد وجد حينها زعيم قطب المعارضة أن كل الشروط والظروف كانت لصالحه، لذلك أعد العدة لاحتفالات تسليم السلط، وما إن انكشفت النتيجة حتى برز معها الصراع. والمؤسف أن هذا الصراع لا يدار بكؤوس الشاي فقط بل حتى برؤوس الأساتذة ومصالحهم، وأحيانا تتم فيه التضحية بالمؤسسة كلها.
في الختام قبل أن تلج مجتمعا صحراويا، حلل كؤوس الشاي قبل أن تزل قدمك.
في انتظار مقالات أخرى للتوضيح أكثر...
محمد شودان



#محمد_شودان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف مزروع في ثقافتنا.
- الثانوية الجديدة بطاطا، التوقيت الصيفي وعبث الإدارة
- يوميات أستاذ في الجنوب المنسي
- مدرسة النجاح، نموذج المشاريع التربوية الفاشلة
- مهزلة تسيير الثانوية الجديدة بمدينة طاطا جنوب المغرب
- التيه ، رواية كاملة
- التيه ، رواية ، الجزء الثاني عشر
- التيه الجزء الأخير
- التيه ، رواية ، الجزء الحادي عشر
- التيه ، رواية ، الجزء العاشر
- التيه ، رواية ، الجزء التاسع
- التيه ، رواية ، الجزء الثامن
- التيه ، رواية ، الجزء السابع
- التيه ، رواية ، الجزء السادس
- التيه ، رواية ، الجزء الخامس
- حصاد الريح، سيناريو لفيلم تربوي
- التيه، رواية، الجزء الرابع
- التيه ، رواية ، الجزء الثالث
- التيه، رواية، الجزء الثاني
- التيه، رواية، الجزء الأول


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد شودان - في الثانوية الجديدة، قل أين تشرب الشاي؟ أقول لك من صاحبك.