أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رامي الغف - لله درك يا غزة !














المزيد.....


لله درك يا غزة !


رامي الغف

الحوار المتمدن-العدد: 5833 - 2018 / 4 / 2 - 02:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


لله درك يا غزة !

بقلم/ رامي الغف*

اليوم يوم النصر العظيم، يوم الإخاء والمحبة، يوم الوحدة الوطنية، يوم إنهاء الانقسام، يوم شعب غزة الأبي بصدره العاري، اليوم الذي أثبتت به غزة العزة المقدسة أنها تحتضن فلسطين وشعبها الأبي، وإنها قلب فلسطين النابض بالوحدة والفداء والجهاد، لقد راهن الأعداء على تقسيم وتفتيت تفسيخ وإنهاء هذا الشعب ولكن غزة وحدت وجمعت الكل الفلسطيني في بوتقة واحدة وفي قلب الميدان الجهادي الواحد، وقالت بأعلى صوتها لا وألف لا، إنهم أبطال غزة الذين لم تتمكن كل مؤامرات العدو أن تجعلهم طرائق قددا !!!

غزة التي تغذ السير، ترافقها المعالي، ويناجيها الخلود وهي تشق غياهب الكدر إلى أرض فلسطين، تحملها المفازات ويحدوها حصان جموح تشقق من سنابكه أديم الفلاة التي طربت على أنشودة الخلود والتحرر الإنساني ويطرق أسماعنا غزل الشهادة، وفرط الوجد بينها وبينك يا أم الشهيد والتاريخ يردد في علاك، ويستعيد آهات ألطف ونوازع الأحزان وأنت تهبين لكل الدياجي.

كم قاسية قلوب العرب يا غزة؟ وكم يؤلمنا أن تصبح العروبة كلمة فضفافه لا معنى لها سوى إنها مادة إعلامية يتناولوها الساسة في مؤتمراتهم الموسمية، والحزبيون في مقاراتهم الرسمية، والشعراء في قصائدهم الشعرية، حتى باتت العروبة عبارة عن كلمة يتغزل بها الشباب عندما يتوجّدون على أمة تراخت فيها العزيمة، وتندّرت فيها الشجاعة، وقلّ فيها العطاء وضاق فيها الانتماء، وكم يحزننا أن نشاهد المقاهي العربية تمتلئ على بكرة أبيها من شبابنا العربيّ، وهم يتعالون الصيحات والأهازيج على متابعة الفرق المونديالية، ويحرصون على البقاء لفترات طويلة فيها من أجل الحضور والتحليل والمراهنة لما يدور في أرض الملعب، بينما قطاع غزة يزّف جيلا رائعا من الشباب الشهداء إلى جنات الخلدّ بإذن الله بعدما تلقوا وابلا من رصاص إسرائيل الغاشم.

أيّ قسوة تلك التي تحيط في عروقهم؟ وهم يشاهدون شيبك وشبابك واطفاك يقصفون ويدمرون ويحرقون أمام عيونهم وتتناثر أشلاءهم أمام مرأى ومسمع من العالم الحر، والعرب لا يحركون ساكنا سوى عبارات التنديد والأسف والتعقل والجلوس على الطاولة وما زالت الحكاية مستمرة يا غزة، فلك الله يا غزة ولا تراهني إلا على شبابك وأطفالك وثوارك ومجاهديك ومقاوميك وأبطالك.

لن أبكيك يا غزة لأنك باقية شامخة شموخ النخيل والزيتون، لن أبكيك لأن هنا ما زال يوجد طفلا يرقد في حضن أمه، لن أبكيك بالرغم من جراحك ونزيف دمك، لن أبكيك لأن شهدائك لا يعرفون ولا يقبلون إلا بالشهادة في سبيل الله والوطن والشرف، فشهدائك وأبطالك يا غزة قالوها وما زالوا يرددوها، اقتلونا فوالله إنكم تفرحونا بهذا القتل حيث هو لنا عادة وحيث إنا من نفخر بأن نقتل شهداء بيد أقذر وأجرم خلق الله ديناً ودنيا، وإنا التواقون إليها كما تاق لها من قال فزت ورب الكعبة، وإنا التواقون العاشقون لها كما عشقها من قال ربنا إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى، وإنا تواقون وعاشقون وساعون إليها كما سعى إليها ياسر عرفات وأحمد ياسين وأبو علي مصطفى وفتحي الشقاقي وعمر القاسم وعطايا ابو سمهدانه والجعبري وجهاد العمارين وثابت ثابت.

فوالله يا غزة الذي لا إله إلا هو إنه لمن دواعي السرور والبهجة أن نرى تلك القوافل تترى على بارئها زاحفة، وهي الموقنة أن يد الآثمين متربصة ولكنها تصر عليها تلك إحدى الحسينيين إصرار العاشقين على رؤية المعشوق زاحفة إليها.

لن أعزيكم يا شهداء غزة بعد اليوم ولن أعزي ذويكم بل هي هلهولة أم الشهيد بزفاف إبنها وهي فرحة الشيخ العجوز بالقربان الذي أن تقبله الله قال بعدها رباه إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى، وهي فرحة العروس بيوم زفافها، وهي فرحتي بعرس الشهادة في غزة العزة.

إنها غزة وإنهم أبطال غزة الذين ضربوا كل الإدعاءات والمراهنات والمحاولات الظلامية عرض الحائط بل سحقوها وكل يوم يثبتون شيئاً جديدا، ليفهم الداني والقاصي إنهم متمسكين بالحديث الشريف (( إنما المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )).

سلاما يا غزة سلاما يا أهل غزة وفيكم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .إنها صفعه إلى كل من يفكر بالاعتداء على أرضكم وعرضكم وشرفكم وكرامتكم، لك يا غزة عز أنت فيه، فكل قطرة دم سالت فيك هي بحر من العز والفخار فيه من الدرر ما يسر الناظرين.

سلام عليك يا غزة وسلام عليك أيها الشهيد يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا.

*إعلامي وباحث سياسي



#رامي_الغف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدسية الأرض الفلسطينية !!!
- من يقف وراء تفجير غزة ؟
- آذار وصفقه الأشرار !!!
- ما المطلوب فلسطينياً لمواجهة المخاطر والتحديات الراهنة ؟
- أمريكا تكشف عن وجهها الحقيقي !!!
- القدس القلب النابض لفلسطين !!!
- انتفض المطر وطفحت المجاري !!!
- تساؤلات وتطلعات مواطن !!!
- الحكومة الفلسطينية ومهمة الاصلاح من الداخل !!!
- صرخة شباب ... فهل من مجيب!!!
- قواعد وأسس ضرورية في المرحلة القادمة !!!
- أنقذوا القدس !!!
- متى ستحل الأزمات الفلسطينية ؟؟
- المصلحة الوطنية خط أحمر !!!
- لندق ناقوس الخطر!!!
- نقاط جوهرية فلسطينية!!!
- نحتاج الى خارطة طريق لبناء الدولة !!!
- وما زالت مفاتيح بيوتنا في جيوب أجدادنا!!!
- لا تخرقوا السفينة من الوسط! !!
- ويستمر الغضب الفلسطيني !!!


المزيد.....




- ما ورد باتصال السيسي وبايدن حول وقف إطلاق النار في غزة.. إلي ...
- -أمر مأساوي- بجانب عامل رئيسي يسهم باتفاق وقف إطلاق النار ال ...
- تعرف على مواصفات القمر الاصطناعي -محمد بن زايد سات- الأكثر ت ...
- زلزال جديد بقوة 4.3 درجة يضرب إثيوبيا
- Itel تعلن عن أحدث هواتفها
- روسيا.. إنشاء خارطة تساعد في هبوط المركبات الفضائية على كوكب ...
- الصين تطور أسرع -كلب روبوتي-!
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- لأول مرة.. العلماء الروس يكتشفون مؤشرات حيوية مرتبطة بتطور ا ...
- -كلاشينكوف- تطور نظام تصويب ذكيا


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رامي الغف - لله درك يا غزة !