أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد ربيع - الجري نحو القمة














المزيد.....

الجري نحو القمة


فؤاد ربيع

الحوار المتمدن-العدد: 5832 - 2018 / 3 / 31 - 10:27
المحور: الادب والفن
    


من كتاب (كنت في الأزل)

الجري نحو القمة
للكاتب : فؤاد ربيع
الفصل الأول :
اسمه عبد الإله ويلقبه اصدقاؤه عبدو وتناديه أمه لهوه ذو ملامح ودوده ولا تفارق الابتسامة وجهه الذي يحيرني من بين كل الظروف الصعبة التي يعيشها يخرج أنسان سعيداً وباسماً وأقول قاطعا يخرج من بين الانقاض سالماً له الدراية في كيفية الخلاص من المواقف الصعبة والحرجة يبحث عن الحلول ولم يبال للمخاطر له ثقة مطلقة بالنجاة المهم تنفيذ المهمة والوصول للهدف كان زميلي في الابتدائية وكان التعليم يمارس العقاب البدني وخاصة من قبل المدير ويبرر له بأن هدفة الاصلاح وليس الاهانة أو كسر شوكة وكان هو ينفعل ويرفض ويعاقب المدير بنظرات قاسية جعل المدير يطرده من المدرسة ويقول لا تعود الا وولي أمرك يأتي معك يا صاحب العين الوقحة وتنسى القضية وفي احد المرات رأيت عبدوا مع الطلاب المعاقبين وحين وصل المدير اليه وامره ان يفتح يده من أجل أن يعاقبه امتنع وضمها ليخفيها وحملق بعينية ونظر الى المدير وقعت العصى على الارض ودفع المدير عبدو الى خارج الصف وجيء بكتبه وقذف بها وقال إنك مفصول حتى لو جاء معك ولي أمرك . عرفته متمردا وكان هذا اليوم الاخير له في المدرسة وبعد ايام وجدته يعمل في ورشة للنجارة , وعلمت منه أن صاحب العمل سلمه مسامير مستعملة كثيرة واعطاه مطرقة وقال له عليك أن تعدل هذه المسامير وكان هذا الدرس الاول كما كان يقول . وبعد أشهر التقيت به ليقول لي ما زلت في الدرس الاول أعدل مسامير ولم يتعلم هذه المهنة وكان يتزعمنا في لعب الكرة ويقودنا للسباحة في النهر أيام الصيف وفي أحد الايام قمنا بعمل مسرحي وكان أحد شخوص المسرحية ملك وقد أصر أن يمثل هذا الدور ..
وفرقتنا الحياة هو سافر الى العاصمة للعمل وأصبح لقاؤنا نادر تجمعنا الذكريات ونكن لها احتراما خاصا . ويوما وجدته في العاصمة قد سرني لقاؤه وعرفت انه يعمل في( البدالة ) أي في الاتصالات ويفضل دائما ان يكون عمله ليلا ليتفرغ في الصباح ليعمل مع قريب له في صبغ الاثاث المعدنية وعصرا يعمل سكرتير طبيب أي كل يومه عمل وكفاح وقد اسعدني حينما علمت انه أصبح لديه عائلة كبيرة ويسعى لامتلاك دار لهم . الشمس تلهث في سعيها والأرض تدور ونحن متمسكون بها نخشى السقوط والعداد يضيف أرقام والأحداث تتوالى ويدفعنا الاعصار لنغوص للأسفل ويلفنا الظلام ثم يدفعنا الموج للأعلى ليغمرنا الضوء وتدهشنا الحقيقة لقد هدنا التعب وأني أحس به من خلال معارفي وخاصة صاحبي عبدو الذي صار أولاده شباب وزادت تكاليف حياتهم. دخلنا الحرب مرتين وسحقنا لم يعد لدينا وقت للهروب واين تهرب وانت وسط شارع منبسط مفتوح عليك أن تستنبط قوانين البقاء وتنحني أمام الاعصار .
وحلت الهزيمة الكبرى وعاد آلاف الجنود من جبهة دولة الكويت مكسورين . وتهشم كل شيء وحملتنا موجة الانكسار المُذلِة ونفلتنا منها الى الاعلى واندفعنا نحو نقطة ضوء الى ذلك البريق الأخاذ الذي ينثر شرراً ..أريد أن أسمو وأكون مع الحسين أرفض كل ظالم وأريد أن يكون لي دليلا في اندفاعي نحو الامام . ( فهيهات منا الذلة ) أرفض كل ظالم . أريد أن أحيا حرا ، وقد كسرت قيودي وسرت مع الركب لأستمد منه طعماً جديداً للحياة . وكانت فورة عارمة تهاوت مدن الجنوب وحواضر الوسط وعصفت ريح الثورة في مدينتي تجولت ووجدت صاحبي عبدو ليخبرني بأنه جاء هاربا من شدة القصف الجوي في العاصمة وفرحت به لأننا نشهد حدثا مهما ومفصليا وكونه صديقاً قديماً وبعد يوم شاهدت صديقي يحمل رشاشاً مع المهاجمين على مديرية الشرطة في المحافظة وبعضهم قد دخلوا الى المديرية وجدته يقف بجانب المهاجمين وسط الساحة الأمامية وامام المديرية توجد أسواق لبيع الخمر قد كسرت أقفالها ونهبت محتوياتها بادرت صاحبي ، سألته عن عدد المصابين في الهجوم ورد لا توجد أصابات لان أفراد الشرطة المدافعين قد تسللوا من الابواب الخلفية وأضاف لقد حققنا انتصاراً وأشار لي وهو يرفع قنينة الويسكي وهذه هي الجائزة ووضعها في فمه ليشرب مثل الافلام الامريكية واخذ منها كمحترف وبادرني بسؤال انظر لي جيدا ؟ وأضربني أن شئت لعلي أستيقظ قد يكون هذا حلماً هل من المعقول أن يحدث كل هذا رغم جبروت وبطش صدام وبهذه البساطة تنفرط هذه المسبحة المترابطة كل شيء قد سال لقد انهارت كل الخطوط اين الحزب والفدائيون والحرس و . و. وأولادي سوف يفلتون من أسوار أحلامه المريضة لقد تيقن لي أن صاحبي قد أكثر من الشراب وأصبح مخمورا ونصحته أن يرجع الى أهله لان أصوات الرصاص تأتي من بعيد وتعني هناك مقاومة وخاصة في دائرة أمن الجمعية وبعد يومين عادت الطائرات المروحية تحوم فوق المدينة وهي محملة بالصواريخ ومعها قطعات من الحرس الجمهوري مدعومة بالدبابات لتدخل المدينة وتختار من تشاء لتنفيذ أحكام الاعدام بالجملة ودكت بصواريخ الارض أرض المدن المقدسة ان يوم الحرية كان قصيراً ولكنه كان قصرا كبيرا فيه شبابيك واسعة تطل على حدائق غناء لقد عشناها لحظة بلحظة كانت أياماً رائعة ولكن ثمنها باهض جدا لقد سحق الحرس الجمهوري وبقسوة جميع المناطق التي تنفست شددوا الخناق عليها وقطعوا أنفاسها وسميت مناطق الوسط والجنوب محافظات الغدر والخيانة ومرت أيام الرعب والخوف وتطبع الناس عليها رأيت صاحبي عبدو في السوق فرحت به لأني أأتمنه أسراري وتحدثنا كثيرا عما يجري على الساحة وما جرى والاسباب التي أطاحت بالانتفاضة ولكنه كان يؤكد أن الانتفاضة قد تؤسس لقيام انتفاضة أخرى كان يؤكد أن الاقفال قد تحطمت ولم تعد صالحة وسوف يسهل كسرها وأخبرني أنه قرر أن ينتقل الى مدينته ويترك العاصمة لان تكاليف الحياة فيها باهظة كما يعتقد

الكاتب
فؤاد ربيع



#فؤاد_ربيع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد ربيع - الجري نحو القمة