أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مهدي كاكه يي - المسيحية تعود الى جذورها الميثرائية (اليزدانية)














المزيد.....

المسيحية تعود الى جذورها الميثرائية (اليزدانية)


مهدي كاكه يي

الحوار المتمدن-العدد: 5831 - 2018 / 3 / 30 - 15:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كما هو معروف أنّ الديانة الميثرائية المُتجسّدة في الديانة اليزدانية، يؤمن بِتناسخ الأرواح وليس للموت وجودٌ في هذا الدين والإله (يزدان) لا يُعقاب البشر، بل خلال إستمرارية الدورة الحياتية للإنسان من خلال تناسخ الأرواح، تتطهّر الروح الخيّرة للإنسان من خطاياها وترتقي وتصبح في النهاية خالدةً وجزءاً من الذات الإلهية، بينما الإنسان السئ سيصبح عَدَماً، حيث ينقطع عن الإستمرارية في الحياة ويختفي.

يوم الخميس المصادف 29 آذار/مارس 2018، نشر الصُحفي الإيطالي المشهور (أوجينيو سكالفاري) مقالاً في صحيفة (لا روبوبليكا) الإيطالية التي هو مؤسسها، يذكر فيها بأنه سأل پاپا الڤاتيكان (بينيدكت) السادس عشر (Pop Benedict XVI) عن المكان الذي تذهب "الأرواح الشرّيرة" إليه في النهاية لِتنال العِقاب. ينقل هذا الصحفي نص جواب الپاپا عن سؤاله ما يلي:

" الأرواح الشرّيرة لا تُعاقَب. تلك التي تتوب، تحصل على مغفرة الرب وتأخذ مكانها مع مَن يُجلّونه.. لكن تلك التي لا تتوب ولا يمكن الغفران لها، تختفي. لا يوجد جحيم لكن اختفاء الأرواح الشرّيرة موجود".

پاپا الڤاتيكان يقرّ بِعدم وجود جهنم وليس هناك عِقاب بعد الموت. هكذا بمرور الزمن تعود الديانة المسيحية تدريجياً الى جذورها الأصلية (الميثرائية) التي تؤمن بِتناسخ الأرواح، حيث كانت جميع الأقوام الآرية تعتنق الميثرائية قبل ظهور المسيحية. بعد إنسلاخ مُعظم الآريين عن الميثرائية وإعتناقهم الديانة المسيحية، بقي الكثير من المعتقدات والطقوس الميثرائية حيّة في الدين المسيحي، مثل تبنّي المسيحيين لِيوم ولادة ميثرا (25 ديسمبر/كانون الأول) وجعله يوم عيد ميلاد المسيح. كما نرى، فأن تاريخ ميلاد المسيح يصادف نفس تاريخ ميلاد (ميثرا)، حيث أنه بعد إنتشار الدين المسيحي في أوروپا، وخاصة في روما، قام المسيحيون بِجعل تاريخ ولادة الإله‌ (ميثرا) تاريخاً لولادة السيد المسيح1.

طقوس إشعال النار الميثرائية بقيت في المسيحية. لا يزال المسيحيون يُشعِلون النيران في إحتفالات رأس السنة الميلادية، حيث أنّ النار ترمز إلى دحر الظلام المتمثّل في الليل، والإبقاء على شُعلة الإله النورانية المتمثلة في الشمس (ميثرا).

كما أنّ المسيحيين يحتفظون بِمصابيح مُشتعِلة في بيوتهم، يضعونها بالقُرب من شبابيك بيوتهم من الداخل لتكون مرئية للمارّة ويُبقون المصابيح مُضاءة الى مرور 13 يوماً على تاريخ ميلاد المسيح. الإحتفاظ بالمصابيح لليوم الثالث عشر بعد ميلاد المسيح، هو من بقايا طقوس إحتفال أسلاف الكورد السومريين بِعيد (أكيتو Ákitu)، حيث كان الإله السومري يُقيم مرة واحدة في مكانٍ خاص قبل إختيار مدينته التي يُقيم فيها بشكلٍ دائم. لذلك كان يُقام المهرجان للاحتفال بالوقت الذي إختاره الإله السومري (نانا) لتحديد مدينته. إستغراق المهرجان لمدة إثنا عشر يوماً هو الفترة التي خلالها يتم تمكين القمر من الإنتهاء من تشمّعه في السماء أي هي المدة التي كانت تستغرقه رحلة الإله (نانا) من بيته المؤقت المُسمى "بيت أكيتي" إلى مدينته الدائمية (أور)2. هكذا تنتهي رحلة الإله (نانا) في اليوم الثالث عشر وهذه المدة كما نرى لا تزال باقية في الديانة المسيحية.

لا يقتصر إمتداد عيد (أكيتو) عند المسيحيين فقط، بل أن الشعب الكوردي والشعوب الآريانية الأخرى التي تحتفل بِعيد رأس السنة (نوروز)، يقومون في اليوم الثالث عشر من السنة الجديدة بالخروج الى خارج بيوتهم والسفر الى حيث الطبيعة الخضراء والجو المعتدل، حامِلين معهم طعامهم، فيتناولون طعامهم وشرابهم في الهواء الطلق، في الطبيعة مع أنغام الموسيقى والغناء والدبكات الكوردية. يُسمّى هذا اليوم (سێزدە بەدەر) باللغة الكوردية والتي ما معناه (الخروج في اليوم الثالث عشر).

أخذ الدين المسيحي شعار الصليب أيضاً من أسلاف الكورد السومريين والميتانيين. لقد تمّ العثور في الموقع الأثري في (تل خيبر) في أور، على صور لأول إستخدام لرمز الصليب من قِبل السومريين. يُعتقد بأن عُمر أحد المباني في هذا الموقع هو حوالي 4000 سنة، وهذا يعني أن السومريين إستخدموا شعار الصليب قبل حوالي 2000 سنة من ظهور المسيحية. الصليب السومري المُكتشَف يشبه الصليب المُستخدَم في صُلب السيد المسيح3. هكذا فأنّ مُعتقداتٍ وطقوسٍ دينية قديمة (سومرية وخورية) لا تزال نراها في الديانة المسيحية وبِمرور الزمن تقوم المرجعية الدينية المسيحية بالعودة الى أحضان الديانة الميثرائية المُتجسدة في اليزدانية التي الأيزيدية والهلاوية واليارسانية هي الفروع الرئيسية لها.


المصادر
1. http://www.iranchamber.com/religions/articles/mithraism_influence_on_christianity.php

2. http://www.gatewaystobabylon.com/religion/sumerianakitu.htm

3. "Ur Region Archaeology Project".



#مهدي_كاكه_يي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان النبي إبراهيم من أسلاف الكورد؟
- الحُكم السومري والسوباري في بلاد سوبارتو (4900 – 1820 قبل ال ...
- أسباب إفتقار شعب كوردستان لِكيانٍ سياسيٍّ
- اللغة والثقافة الآشورية
- أصل الآشوريين
- كيف إكتسب الآشوريون إسمهم؟
- السوباريون وهجرة أقوامٍ سامية الى بلاد السوباريين (سوبارتو S ...
- الحضارة الميدية (2)
- الحضارة الميدية (1)
- هل هناك صلةٌ بين عيد (أكيتي) السومري و رأس السنة الإيزدية و ...
- قُدسية يوم الأربعاء في الديانة الإيزدية والعلاقة بين إسم (طا ...
- الدين الهلاوي (الدين العلوي)
- الدين الإيزدي
- الدين اليارساني
- العقيدة اليزدانية
- بقايا المعتقدات اليزدانية في المجتمع الكوردستاني
- صمود الديانة اليزدانية وإستمراريتها
- تواصل الدين اليزداني بعد إنهيار الإمبراطورية الميدية
- ديانة الميديين ومعتقداتهم (2)
- ديانة الميديين ومعتقداتهم (1)


المزيد.....




- -قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ ...
- سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء ...
- -سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد ...
- برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت ...
- إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات ...
- بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول ...
- مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
- بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
- -ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مهدي كاكه يي - المسيحية تعود الى جذورها الميثرائية (اليزدانية)