أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد شودان - العنف مزروع في ثقافتنا.














المزيد.....

العنف مزروع في ثقافتنا.


محمد شودان

الحوار المتمدن-العدد: 5830 - 2018 / 3 / 29 - 22:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


العنف مزروع في ثقافتنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميعنا نتألم من بعض المشاهد التي تندى لها جبين الحي، أما الميت، فالأصل فيه انعدام المشاعر. جميعنا تأثرنا بصرخة الفتاة " واش ما عندكش ختك؟" وتلك الصرخة قد دوت في وجه الضمائر وصفعت قيم المجتمع، وليس الهدف هنا هو محاكمة ذلك الطفل "البريئ" نعم هو بريئ، طبعا لا يخلو فعله من جرم، ولا يتساوى والفتاة التي اعتدى عليها، ولكن براءته تبرر بكون ذلك التصرف ما هو إلا جزء مما تعلمه من وفي مجتمعه، وعليه فكلنا جناة في حقهما معا، وضد أنفسنا.
إن مجتمعنا يحرض على العنف والتمييز العنصري، ويرفض التسامح واحترام حرية الآخر المختلف عنا، هذه أمور نتعلمها منذ نشأتنا الأولى لما نضع الفروق بين البنت والابن في كل شيء، إننا نرسم بذلك حدودا خطيرة، خاصة لما نعرف كلمة "راجل" و"امرأة" التعريف الثقيل بالحمولة الدينية والاجتماعية.
يبدأ الأطفال بأخذ هذه الحمولة عبر مراحل، ففي البيت تقوم المرأة بالشؤون الداخلية، وتقوم بتلبية أوامر الرجل الذي لا يشتغل إلا خارج البيت، وهكذا تلحق البنت بالمطبخ ويلتحق الطفل بالشارع، وفي الشارع يتم تطعيم المفهوم بدلالات أخرى.
لو تتبعنا كلمة "راجل" في اللغة فسنجدها تصف من ليس راكبا، أما رجل فكلمة لتمييز الجنس :"الذكر من الأنثى" تماما كما نميز الخروف عن النعجة، بل إن كلمة المروءة قد وضعت للدلالة على الصفات الحميدة والشهامة وغير ذلك مما بعرفه الجميع، كما يصنف مجتمعنا التقليدي الأصيل أيضا تحت مسمى "راجل" كل الشباب من ذوي الهمة والصالحين اجتماعيا والذين قد تكفلوا بتدبير مصاريف عائلاتهم منذ الصغر وغيرها من المواصفات الإيجابية، ولكن هذ كان في الماضي المأسوف على ضياعه.
نجد في الشارع المغربي ـ اليوم ـ كلمات تدل على صفات محددة للرجل، وقد وضعت للافتخار أساسا، ومن بينها كلمة "رجولة" "ترجل"، ولو نبشنا عن دلالات الكلمة فسنجدها تدل على الشاب الذي يقدم لأصدقائه الممنوعات بالمجان، ولا يبلغ عن السكارى والسارقين، وذلك الشاب الذي قضى مدة في السجن، والشاب القاهر لأخته، والشاب الذي له صديقات بعدد النجوم، والشاب الذي لا يسرق من حومته. وليس الشاب الذي يساعد المحتاجين، أو الشاب الذي يكفل أسرته، ولا الشاب الذي يحترم قرارات زوجته أو أخته، وخصوصا هذا الأخير الذي يوضع في الخانة المقابلة تحت مسمى "ديوث".
من المفاهيم الأخرى التي اندست بحمولاتها السلبية في المجتمع المغربي أيضا نجد "العفة والشرف"، وهي من الأمور التي جرَّت إلى جرائم عدة، وهذا المفهوم لا يرتبط بالقناعة وعدم الطمع، بل ارتبط مفهوم العفة ارتباطا وثيقا بالمرأة، ولاسيما بغشاء البكارة، وهنا يجد علاقة وطيدة بالرجولة التي تتحدد هنا بصرامة الأب أو الأخ، الصرامة التي تؤدي إلى حفاظ البنت على دم بكارتها، وقد وصلت بنا المهانة أن شبهنا الفتيات بالحلوى والذكور بالذباب فقط للحث على وضع منديل أو لباس خاص، لباس يرتبط بمجتمع شرقي يشهد أعلى نسب الاغتصاب، والجميع يعرف ما الذي أدت إليه هذه الثقافة من تحجر ونفاق، ومن أمراض المؤخرة ونشاط تجارة البكرات الصناعية وغيرها.
نختم هذه الأسطر بظاهرة جديدة، وهي ظاهرة الشهرة في العالم الافتراضي وخلق ما يسمى ب"البوز"، وهي ظاهرة دفعت مجموعة من الشباب إلى المغامرة بكل شيء لتحقيقها ضاربين بذلك القانون والتقاليد وحرمة المجتمع عرض الحائط، وأخيرا لا بد من تجند كل فئات الشعب ومؤسساته ليس للحيلولة دون انحدارنا في حضيض السلم الحضاري ولكن للحد من الصدمة التي ستلي ارتطامنا بالقاع.
محمد شودان



#محمد_شودان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثانوية الجديدة بطاطا، التوقيت الصيفي وعبث الإدارة
- يوميات أستاذ في الجنوب المنسي
- مدرسة النجاح، نموذج المشاريع التربوية الفاشلة
- مهزلة تسيير الثانوية الجديدة بمدينة طاطا جنوب المغرب
- التيه ، رواية كاملة
- التيه ، رواية ، الجزء الثاني عشر
- التيه الجزء الأخير
- التيه ، رواية ، الجزء الحادي عشر
- التيه ، رواية ، الجزء العاشر
- التيه ، رواية ، الجزء التاسع
- التيه ، رواية ، الجزء الثامن
- التيه ، رواية ، الجزء السابع
- التيه ، رواية ، الجزء السادس
- التيه ، رواية ، الجزء الخامس
- حصاد الريح، سيناريو لفيلم تربوي
- التيه، رواية، الجزء الرابع
- التيه ، رواية ، الجزء الثالث
- التيه، رواية، الجزء الثاني
- التيه، رواية، الجزء الأول
- رواية تحت عنوان تيتريت، نبت السماء. كاملة


المزيد.....




- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد شودان - العنف مزروع في ثقافتنا.