أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - حياة البدري - كلما تقدم العالم درجات تأخرنا سنوات ضوئية...














المزيد.....

كلما تقدم العالم درجات تأخرنا سنوات ضوئية...


حياة البدري

الحوار المتمدن-العدد: 5830 - 2018 / 3 / 29 - 15:16
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


لا يمكن لإنسان حقيقي، أن يشاهد ذلك الفيديو المتعلق بجريمة الاغتصاب، التي سجلت تفاصيلها في مدينة بن جرير في شهر أبريل ، ونفذت في حق تلميذة قاصر ترتدي وزرتها البيضاء، وتحمل محفظتها على ظهرها، وهي تجركما تجرالشاة للذبح، وتقلب أطرافها على الأرض، كما تقلب الأشياء، وهي تصرخ وتتوسل وتستنجد ملأ فمها، وعقلها يكاد يخرج وينفلت من حلقها، و الوحش الآدمي يعمل على تجريدها من سروالها، بغية الانقضاض على فريسته، غيرآبه لكل توسلاتها وصراخها... وصديقه يوثق لحظة الموت النفسي والتجريد من الإنسانية والانغماس في الوحشية.

فلا أحد يشاهد هذا الفيديو، دون أن يقشعر بدنه وجلده، ودون أن تتسارع دقات قلبه... ودون أن تخيم عليه الصدمة، ويركبه الهلع والقرف، على هذا الحال المزري وهذا الدرن الذي يغلف القلوب، وهذا العنف الذي لازالت بناتنا تشرب من ينابيعه العديدة والمتنوعة، والذي لا تزال نساؤنا تتعرض لجرائمه، والذي تتجدد أساليبه وتتطور، بتطور وتجدد أدوات العصر، وبتغاضي المسؤولين عن فضاعته وبتساهلهم مع المجرم وعدم تجريم العنف.

بعد كل هذا القرف وهذه المهازل المتتالية في حق النساء والطفلات، ألم تستيقظ الضمائر بعد؟ ألن يتحرك أولو الأمر بعد؟ ألم تتجشأ المعدة جراء التعنيف والتقتيل النفسي بعد؟ ألم تنضج الرؤوس؟ ألم تحن اللحظة الحاسمة لنقف جميعا ضد هذا الغول الأخرق؟ وهذا المرض العضال وهذا العارالكبيرالذي لا نزال نحتل فيه المراتب الأولى، وجعل بلادنا تتبوأ الدرجات الأخيرة في اللاعنف.

اغتصاب في واضحة النهار وعلى "عينك يابن عدي" ومع التوثيق بالصوت والصورة؟؟؟...يا للعار والهوان... و"للضصارة" الزائدة !!! اغتصاب آدمي ! وكأنه يشد فرخة أو شاة... وليس إنسانة بشحمها ولحمها ونفسيتها... أي مقت وأي سيبة هذه؟؟؟ !!!...وأي انفلات عقلي وأخلاقي وأمني وروحي...هذا؟؟؟... وأي تساهل في الأحكام؟؟...

بالله عليكم، متى سنقف جميعا ونقل كفانا همجية وحيوانية... وأن عصر الغاب واللاحقوق... قد انتهى وولى، وقد أصبحنا في عصر المساواة والحقوق الإنسانية والكرامة البشرية، والحقوق النسائية، التي نص عليها دستورنا الإلهي، ويعمل الفكر الذكوري على حجبها والعمل على تعتيمها بعدة مسميات، ونص عليها دستورنا الوضعي، الذي اتفق وصوت عليه الكل، دستور(2011) والذي صادق عليها من خلال مجموعة من البنود والمواثيق الدولية التي تناهض العنف ضد النساء.

أمر مؤلم ومقيت كل المقت... يدمى معه القلب إلى درجة الانفطار... لابد من تحقيق الأمن النفسي للفتاة وللنساء... لابد من إيجاد حلول جذرية... لابد من التجريم والعقاب وعدم التساهل مع المجرم وعدم إفلاته من العقاب...ولابد غسل الأدمغة... بالتحسيس والتوعية....لابد من تغيير العقليات الذكورية... ولابد من منح المرأة مكانها وكامل حقوقها... ولابد من وضع حد جذري لهذه الحماقات وهذه السيبة المفرطة... بوضع قوانين زجرية تكفل الوقاية والحماية والتكفل وعدم التساهل مع الوحوش البشرية.

فقد ولى عصر الوأد البدني والنفسي... للنساء والفتيات والطفلات، فلابد من قطع دابر العنف، بسن قانون جد ملائم ضد العنف، ولابد من تقريب المدارس والإعداديات والثانويات، من التلميذات وخصوصا بالبوادي والمدن الصغرى... وإلا سيخلق هذا الفيديو وأمثاله الكثيرة، (التي أصبحت تمطر العالم الافتراضي بشكل متتالي)، الهلع في قلوب الآباء قبل التلميذات... وسيذكي نار الهدرالمدرسي، وبالتالي تكريس الأمية الأبجدية والثقافية وكل أنواعها، والحكم على المجتمع بالانغماس في براثن الجهل المطبق وازدياد نسب العنف والقتل النفسي والبدني في حق النساء... والرجوع إلى عصر الجاهلية الأولى.



#حياة_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محكمة النساء 17 تحاكم تأنيت الفقر
- حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي- تنظم النسخة الأولى لجائزة ال ...
- يا عرب... يا مسلمين ...أين أنتم من القضية الفلسطينية؟؟ !!!
- مشروع قانون 103.13 تطبيع مع العنف النسائي
- لنجابه مخاوفنا... ولننتصر عليها...
- لنتحدى كل المثبطات... ولنثابر...فالنجاح ممكن
- تأسيس المنتدى الأطلسي للأمن و الديمقراطية و حقوق الإنسان.
- الحرب القذرة… إلى أين وإلى متى...؟؟ !!!
- كيف جلد المغاربة بنحماد والنجار وكيف قسمت قضيتهما الشعب المغ ...
- حقوق وعدالة تجمع معظم قضاة المملكة المغربية للبحث في ظاهرة ز ...
- المرأة التي تريدا داعش الاسلام والصهيونية والنصرانية والعولم ...
- عندما تلعب مواقع التواصل الاجتماعي دور أحزاب المعارضة والجما ...
- من له الصلاحية في إنعاش الهمجية والجاهلية من جديد ومن يستهدف ...
- لكل قاعدة استثناء والاستثناء يذوب أمام الاغلبية
- داعش واسرائيل أكبر سماسرة المتاجرة بأعضاء السوريين
- مؤتمر اتحاد العمل النسائي ينهي اشغاله
- ومن الحب ماقتل..؟؟؟
- سيد اليابوري: طارد العكوس وجالب العرسان والعروسات وكل شيء...
- Double face/الوجه المزدوج
- كيف نسيطر على التشاؤم ونحقق أهدافنا المؤجلة


المزيد.....




- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - حياة البدري - كلما تقدم العالم درجات تأخرنا سنوات ضوئية...