محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 5830 - 2018 / 3 / 29 - 09:13
المحور:
الادب والفن
أحاول منذ قرابة يومين كتابة الفصل 28 من "عديقي اليهودي" دون جدوى ، يفترض أن يقلد فيه الرئيس الفلسطيني عارف نذير الحق وسام دولة فلسطين. فماذا سأقول على لسان الرئيس ، الذي أعرفه شخصيا ، وأعرف تاريخه النضالي. وماذا سأقول على لسان عارف ؟ يواجه الرئيس الفلسطيني أخطر مرحلة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وضعته أمريكا وإسرائيل أمامها. فإمّا القبول بما تحمله، وإما الرفض ، وليس هناك خيار ثالث . اختار الرئيس الرفض رغم هول النتائج المتوقعة ، وما جرى للرئيس عرفات حين اختار الرفض ، لم ولن يكون بعيدا عن تصوره . ومع ذلك لم يهرب من هذا القدر إذا كان لا بد منه ، رغم أن كبر سنّه قد يجعل الآخرين يتحاشونه ، حتى لا يضاف إلى تاريخ اغتيالاتهم اغتيال جديد لزعيم فلسطيني .. قدرالبطل الفلسطيني قدرتراجيدي ، يدرك فيه البطل أنه قد يحقق أنجازا ما ، لكنه لن ينتصر ، وسيلاقي حتفه . يمثل هذا في الواقعين التاريخي والمتخيل . بدءا من صراع جليّات مع داود، مرورا حتى بيسوع المسيح قديما ، وانتهاء بعبد القادر الحسيني وياسر عرفات حديثا .
بدأت أحسد الشعراء لأن كتابة قصيدة ما لم تكن ملحمة شعرية كالإلياذة مثلا ، أسهل بما لا يقاس من كتابة رواية . فالاولى قد تكتب خلال بضع ساعات ،والثانية تحتاج إلى أشهر. وقد لا يصدّق الشعراء أنني كتبت الشعر حين كنت أشعر أنني في حاجة لأن أكتبه لأعبر عما يكتنف نفسي ، فكتبت ملحمة " غوايات شيطانية " و" السلام على محمود " والعديد من القصائد المتفرقة . وما لا يعرفه الشعراء أنني الروائي الوحيد الذي تحدّى محمود درويش شعرا ، على أثر حادثة شخصية مع محمود أزعجتني كثيرا، وتركت في نفسي ما لم تمحوه الأيام والأعوام إلى أن تفجّر شعرا ، فكتبت " السلام على محمود " وهو ديوان لم أسع إلى نشره ورقيا ، لكني نشرته على النت في أكثر من موقع .
منذ بضعة أسابيع . قام شاعر فلسطيني كبير بمعانقتني حين قرأت "السلام على محمود" في حضرة بعض الأدباء . وفي جلسة أخرى ضمت شاعرين كبيرين ، ظل الجميع صامتين !! وفي لقاء لي مع إذاعة مونتي كارلو خلال معرض رسم أقمته في باريس ، قرأت شعرا في نهاية اللقاء بدلا من القصة . وبعد لقاء لي العام الماضي مع تلفزيون فلسطين قرأت على أسرة البرنامج شعرا ، مما أثار دهشة الجميع أنني لا أعتبر نفسي شاعرا ، رغم ما تمتعوا بالإستماع إليه من شعر.
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟