أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بسام القاضي - مفاجأة يوم المرأة العالمي في سورية لعام 2006















المزيد.....

مفاجأة يوم المرأة العالمي في سورية لعام 2006


بسام القاضي

الحوار المتمدن-العدد: 1487 - 2006 / 3 / 12 - 11:39
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مفاجأة يوم المرأة العالمي في سورية لعام 2006: د. شعبان: لا أؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة
"افتتاحية موقع "نساء سورية"
ليس هذا العنوان من باب الإثارة الصحفية التي لم تكن يوماً من أسلوبنا ولا من أهدافنا. وليس تجن على السيدة التي طالما فاخرت سورية، في السنين القليلة

الماضية، بوجودها على رأس وزارة تتصل بكل دول العالم! وتقدم، أو من المفترض أن تقدم صورة عن أفضل ما أنجزناه! وليست أيضاً جملة عابرة اصطدناها في

ماء عكر، إذ إن الدكتورة الوزيرة لم تسمح لنا بهذا الإحتمال حين بادرت إلى تكرار العبارة مؤكدة إياها بما لا يقبل الشك!
إذ إن الدكتورة بثينة شعبان، وزيرة المغتربين في سورية، التي شاركت في الاحتفالية المميزة التي عقدتها الهيئة السورية لشؤون الأسرة بمناسبة يوم المرأة

العالمي فاجأت الحضور، أو بعضاً منهم على الأقل، بسيل من المفاجآت الغريبة!
تحدثت الدكتورة شعبان في إطار شهادة حية عن تمكين المرأة في سورية. فأكدت أهمية دور المرأة في صنع القرار، ليس في سورية وحسب، بل في كل بلدان

العالم. وأكدت أن الموقف من المرأة بات يعد مؤشراً هاماً على تطور موقف الدول من حقوق الإنسان. ولكن..!!
ولكن الذين ينادون في "الغرب" (هذه هي الكلمة التي استخدمتها الوزيرة!) يقولون كلام حق يراد به باطل. فهم أيضاً لم يعطوا المرأة حقوقها. ولكنهم يطرحون ما

يطرحون ليخترقوا مجتمعاتنا. و"نحن" (والسيدة الوزيرة لا تقصد الحكومة طبعاً.. بل هؤلاء المغرر بهم الذين يصدقون هذه القضايا ويروجون لها.. ومنطقياً يدخل

في هذا الحسبان كل الجهات العاملة في قضايا المرأة بدءا من موقع نساء سورية، ومروراً بجميع الجمعيات الأهلية، وليس انتهاءا بالهيئة السورية لشؤون

الأسرة!)، إذا ونحن نصدق ما يطرحون ونروج له!
كانت هذه هي المفاجأة الأولى! أن تصدر عن وزيرة المغتربين، أي الوزيرة التي تمضي جل وقتها متنقلة بين بلد وآخر، أن تصدر عنها تسمية مبهمة هي "

الغرب"! بكل الدلالات المضمنة فيه والتي لا تبدأ بأنه "العدو"، ولا تنتهي بأنه "الغريب"!
ولكن الغريب أن الدكتورة شعبان تؤكد أن حال الدول الأخرى ليس أحسن من حالنا. بل إن المشاكل ذاتها التي تعاني منها المرأة في سورية تعاني منها المرأة في

العالم! فإذا كان الأمر كذلك، حسب أقوال الوزيرة، فكيف يصح أن ما يطرحونه هو نفاق؟! إنهم إذاً يطرحون مشكلة وتصورات حلول لا تستثنيهم؟! والمتابعون

والمتابعات، وكنت أفترض أن تكون الدكتورة الوزيرة على رأسهن بحكم أنها امرأة متمكنة من صنع القرار، وبحكم أن تمكنها يجبرها على علاقة واسعة النطاق

مع دول كثيرة لم نسمع أن من ضمنها دولة كرواندا مثلاً، يعرفون أن ذاك "الغرب" لا يتنصل من مشاكله ولا يدعي ما حاولت الدكتورة أن تقوله إياه. وفي الحقيقة

فإن ما يكتب عن مشاكل المرأة الأمريكية ومعاناتها من التمييز ضدها سواء في القانون أو المؤسسات أو في الممارسات السلوكية، باللغة العربية وحدها، يعادل

جميع ما يكتب باللغة العربية عن قضايا المرأة العربية! فكيف ما يكتب عن المرأة الأمريكية ومعاناتها باللغة الإنكليزية؟! والأمر ذاته فيما يخص فرنسا وبريطانيا

مثلاً! وإذا كان كلام الحق ذاك يراد به باطل فيما يخصنا، فهل يراد به باطل فيما يخص مجتمعاتهم أيضاً؟!
المفاجأة الثانية كانت أن الدكتورة الوزيرة أكدت أن بعض النساء "لا يمتلكن الثقة الكافية بالنفس، فيسعين إلى تملق الغرب، وقد التقيت بعضهن في محافل عدة".

وطبعا لم تشرح لنا الدكتورة ماذا تعني بعدم الثقة الكافية بالنفس! ولا إن كانت قضية المرأة في العالم، وفي سورية كجزء من العالم، هي أزمة ثقة بالنفس! فإذا

كانت كذلك، فالأمر سهل جداً: يكفي مجموعة كبيرة من خريجي علم النفس، وعلم النفس المرضي، وفتح عيادات عامة في كل مكان وإجبار النساء على دورات

مجانية إجبارية.. وتنتهي المشكلة! والحل، وفق ما قالته الدكتورة شعبان، هو أن "نأخذ زمام المبادرة بأيدينا ونرفع صوتنا الحقيقي"! ومرة أخرى لم تخبرنا السيدة

الوزيرة عن أي صوت حقيقي يجب أن نرفع: هل هو صوت لا لجرائم الشرف مثلاً؟! أم صوت: لا تفضحونا؟! هل هو صوت المرأة الوزيرة التي لا ولايه لها على

أصغر أطفالها، وهي والية على كل مغترب أو راغب بالاغتراب في بلد يعد 20 مليوناً والشباب يقف بالطوابير على أبواب السفارات الخليجية والأجنبية فيه؟! أم

لعله صوت آخر لا نعرفه؟!
أما المفاجأة الثالثة والأهم، والتي تشكل مفاجأة عيد المرأة في سورية لعام 2006، فهي التأكيد المطلق، المكرر مرتين: "أنا لست مع مساواة المرأة بالرجل، أنا

مع التكافؤ!" أنا لست مع مساواة المرأة بالرجل، أنا مع التكافؤ!". لكأن السيدة الوزيرة تعرف جيداً مدى خطورة وأهمية ما تقوله، فلم ترغب بالسماح لأحد كان أن

يسيء فهمها!
ونحن لم نكن نرغب أبداً في إساءة فهمها! لكننا رغبنا حقاً لو أننا لا ننطق بالعربية ولا نفهم هذه اللغة! حتى لا نسمع مثل هذه الكلمات تصدر عن امرأة في هذا

الموقع!
طبعاً لم تقل لنا الدكتورة الوزيرة عن أي مفهوم للمساواة هي ليست معه؟ ولم تترك لنا وقتاً لنسألها! فما أن انتهت كلمات الجالسين على المنصة حتى انسحبت

من القاعة هي والأستاذة سعاد بكور رئيسة الاتحاد العام النسائي في سورية، ومعهما عدد وافر من الحضور الذين أتوا، فيما يبدو، ليشاهدوا السيدتين! لا

ليشاركوا في ندوة شهد الجميع على أنها كانت مميزة، بل وتشكل نقلة نوعية بالمقارنة مع الندوات التي سبق أن عقدتها الهيئة السورية لشؤون الأسرة في

مناسبات عدة.
لم تقل لنا أي مفهوم للمساواة تتحدث عنه! ولكننا لن نقبل منها أي عذر لأي مفهوم خاطئ. نقبل مثل هذا العذر من جاهل، أو من شخصي بعيد عن الاهتمام، أو

شخص غير مسؤول، أو شخص جديد على هذا النشاط.. أما من زيرة على مستوى الدكتورة بثينة شعبان، فليس من الممكن قبول أي تفسير لكلمة المساواة سوى

تفسير واحد وحيد هو المعروف عالمياً: إنها المساواة في القوانين! فهل هذا ما تريده السيدة الوزيرة؟!
بالتأكيد هذا هو فحوى كلامها. إنها لا تريد مساواة بل تكافؤ! لعل الدكتورة الوزيرة لاتعرف أنه ليس في القانون مفهوم يدعى "التكافؤ"! التكافؤ هو حكم قيمة ينجم

عن قوانين تحفظ المساواة. قوانين لا تأخذ بالحسبان سوى الكفاءة. قوانين تلغي أي اعتبارات تتعلق بالجنس أو اللون أو الشكل أو العقيدة أو الانتماء الديني

والطائفي والقومي و.... وتعتمد فقط على الكفاءة. قوانين تعتمد على أن معايير الكفاءة هي الوحيدة المعمتدة في هذا الأمر أو ذاك. فكيف يكون "التكافؤ" في

القانون؟!
هل تستطيع الدكتورة الوزيرة أن تقول لنا كيف يكون التكافؤ في: قانون الجنسية، قانون معاقبة الزاني والزانية، قانون السماح للمغتصب بالإعفاء من العقوبة إذا

تزوج من ضحيته، قانون ولاية الرجل وعصبته من الذكور حصرا على الأولاد، قانون الحضانة، قانون الطلاق..... وغيرها وغيرها وغيرها؟!
التكافؤ هو المحصلة العملية التي تنجم عن مساواة بالقوانين، بعد أن تدخل هذه المساواة في عقلية وآليات المؤسسات والجهات والأفراد المعنيون بها. وليس أي

شيء آخر!
أما أن تكون الوزيرة، وهذا مستحيل، قد عنت المساواة بالمعنى المبتذل الذي يصر العارفون على جره إليه لأهداف تخصهم، وهي المساواة في العمل في سوق

العتالين مثلاً.. فهذا ليس إلا مماحكة ليس لدينا ما نرد عليها به!
عذراً د. شعبان، مع احترامنا الشديد لتجربتك الشخصية في موقع صنع القرار، وتجربتك الشخصية كامرأة، وقناعاتك وآرائك، فإن ما قلتيه شكل صدمة كبيرة

لجميع المهتمين بشأن المرأة في سورية. صدمة زاد من وطأتها أنها قيلت في يوم المرأة العالمي المكرس للمرأة في مواقع صنع القرار! وإذا كانت وزيرة تحمل

مثل هذه القناعات، فأي دور ستلعبه في سياق خدمة قضايا المرأة؟! خاصة في مجال تمكينها من مواقع صنع القرار؟! وهل تعرف السيدة الوزيرة أنها تدين

بوجودها في هذا الموقع لقانون لا يعترف، في هذا الأمر، بعدم المساواة بين المرأة والرجل؟! وهل تعرف أن متابعة رأيها تعني تعديل قانون الانتخابات باتجاه

وضع نص صريح يقول أن السلطة التنفيذية هي حق حصري للرجل؟!
طبعاً، ليس هذا كل ما قالته الوزيرة د. بثينة شعبان في مداخلتها التي قدمت على أنها شهادة حية عن امرأة في مواقع صنع القرار. ويمكنكم متابعة التغطية

الكاملة للندوة في صفحتها الخاصة على هذا الموقع.

9/3/2006
نساء سورية
http://http://www.nesasy.com



#بسام_القاضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمهات سوريات مازلن في الانتظار
- اكتشاف علمي جديد.. الضرب المجازي المعنوي!
- د. البوطي يتهم: -نساء سورية- عملاء!!


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بسام القاضي - مفاجأة يوم المرأة العالمي في سورية لعام 2006