|
قراءة في رواية نوميديا لطارق بكاري
عائشة التاج
الحوار المتمدن-العدد: 5829 - 2018 / 3 / 28 - 17:43
المحور:
الادب والفن
قراءة عاشقة لرواية نوميديا لطارق بكاري
نوميديا : هي رواية بكر للكاتب الشاب طارق بكاري , أودعها هواجسه السياسية والفكرية وحتى الوجدانية بحبكة سردية ممتعة تشد القاريء وتقحمه في عوالم من الاكتشاف الإنساني الموغل في الدرامية الموجعة واللذيذة في الآن ذاته . وكان تفاعلي معها وجدانيا وفكريا هو سبب قراءتي العاشقة هاته كإسهام في تفكيك بعض خيوطها السردية والدلالية .
نوميديا العنوان : يحيل عنوان الرواية على الملكة الامازيغية التي سجل لها التاريخ قبل الميلادي امجادا لا زال يتباهى بها أمازيغ شمال إفريقيا . . تدور الأحداث الرئيسية للرواية في قرية تدعى " إغرم "، وهذه التسمية لا تعني قرية بعينها بل نوعا من القرى الأمازيغية المتاخمة للجبال الوعرة والعالية ،حيث يقدم لنا الكاتب بعض جوانب حياتها بنكهة يملؤها الحزن والألم والحنين .
نوميديا : الهوية الفردية والجماعية . تحيل تسمية "نوميديا "على مملكة امازيغية قديمة قامت في غرب شمال افريقيا ممتدة من غرب تونس لتشمل الجزائر وجزءا من المغرب الحاليين .... ولازالت أمجاد هذا التاريخ تلهب ذاكرة الأمازيغ بالمغرب الكبيروتشكل خلفية مهمة لمطالبهم الهوياتية وحتى السياسية أحيانا . استعمل الكاتب هذا الرمز للتعبير عن إشكالية الهوية في بعديها الفردي والجماعي التي تشكل العقدة الأساس للرواية وذلك من خلال حياة البطل "اوداد "الذي ولد من أبوين مجهولين وتم التكفل به من طرف أسرتين احداهما بالقرية والثانية بالمدينة . يواجه الطفل "أوداد" الذي حول" لمراد" معضلة التخلي عنه في محطات مختلفة من حياته من طرف الأب البيولوجي والأم البيولوجية ،ثم أسرة "امحند "الأمازيغية التي تكفلت به في البداية ،ثم أسرة الحسين بالمدينة . سقطت سهوا من رحم سييء لحياة أسوأ .ص 169 .
وهكذا وهو في اوج يفاعته وايضا حاجته لبوصلة يرتكز عليها لإثبات ذاته وجدانيا واجتماعيا يواجه التشرد وضرورة تدبر حاجياته الخاصة بأعمال صغيرة بجانب الدراسة . يواجه بطلنا مأساة التشرد داخل مدارات البؤس لمدينة إسمنتية تتلفع برداء النفاق الاجتماعي وتضج بالتناقضات الصارخة قبل ان تمتد له اليد الخيرة للمناضل اليساري "مصطفى" الذي سيمنحه المأوى والمأكل وايضا التأطير الإديولوجي والفكري الى ان يلج الدراسة الجامعية و الحرم الجامعي ويبني هناك مساره الخاص علميا وعلائقيا . "حافي القلب كنت "وكانت التناقضات تنتعلني . ص 213 . هل من دلالات أبلغ من هكذا تعبير ؟؟
الهوية الجماعية : يتناولها الكاتب من خلال طرح أسئلة ملحة تتكرر باستمرار عبر السرد عن الأرض والجذور التاريخية والثقافية من خلال رمزية "نوميديا" ومن خلال مساءلة التاريخ والجغرافيا والتراث الاسطوري والفلكلوري . وذلك بجعل مراد يعود من مجالات عبور المدينة : الدار البيضاء ثم فاس كمدينة الدراسة وفرنسا ومكان العمل الجامعي , إلى أغرم الأصل ؛لكنه أصل بدون جذور واضحة ، تعبر عنه ذاكرة نازفة بأحداثها المثخنة بالأوجاع والآلام لعله التاريخ المزيف والمثخن بالدماء وبالروايات التي يلفها المكر والدسيسة ، مكر الغالب ضد المغلوب كما يحدث دائما وأبدا . "نوميديا تظهر لثواني : الزمن يتبدد ،أحس انه غير حقيقي أو أنها غير حقيقية أحسسن أنني أمامها ألتفت لنفسي باندهاش أو أعيد بناء تاريخي من زاوية أخرى ووفق نمط مغاير من التفكير . كنت امام رصاصة من ذهب مرصعة باللازورد ص 233
المجال الجغرافي : وحتى وإن كان مجال احداث الرواية هو أمازيغي في الغالب فإن المؤلف لم يجعلها هوية مغلقة ، فالحب ببعده الجنسي يكاد يكون مفتاح البحث عن الهوية من خلال المرأة فالأنثى ،هي عقدة البطل الأبدية ،وهي اليد التي شكلت دهاليز نفسيته بأفعالها المتأرجحة بين القسوة المفرطة أو الحب المفرط إذ لا مكان لألوان بينية بالنسبة للمؤلف حتى يكون البناء الدراماتيكي منتجا للدهشة والمتعة رغم طغيان الحس التشاؤمي والنكهة المازوشية لبطل يتماهى في تعذيب ذاته مع معذبيه وخصوصا معذباته اللائي جعلهن بالغات القسوة . نكهة مازوشية وسادية تطغى على البناء الدرامي فتضفي عليه طابعا عجائبيا يجذب انتباه القاريء عبر البوابة الوجدانية .
العشيقات المتعددات العرق : لربما كان سؤال الهوية يأخذ بعده المتعدد من خلال عشيقاته المختلفات عرقا ، فخولة محبوبته الأكثر حميمية ليست أمازيغية وكذلك جوليا فهي فرنسية بأب مختفي لا تتذكر منه شيئا وهما هنا يشتركان في ثغرة الابوة الغائبة , وحتى الملكة الأمازيغية عرقا "نوميديا " جعل لها صفات مقتبسة من ثقة كليوباترا المصرية و ثبات بلقيس اليمنية . "وقفت أمامي فرعاء كشجرة أرز ،وواثقة ككليوباثرا ، ثم مشيت صوب البركة بثبات كبلقيس ص 238 ." فالمشرق العربي إذن ليس هو ذلك الخصم الثقافي المهيمن والذي يصفه بعض الامازيغ بالمستعمر بل هو أحد الأبعاد الهوياتية الذي يزيد بطلته قوة وثباتا . وعليه تكون إشكالية الهوية عنده منفتحة ومتعددة الانتماءات عكس ما يتبادر للذهن اول مرة من خلال اختيار العنوان ؛ وهو طرح يعبر عن نضج وسعة أفق لدى الكاتب رغم شبابه . وللجنس في الرواية وظيفة اخرى عكس ما هو سائد : الجنس يؤسس والحب يقوض ,الجنس هو البديل الحقيقي لكل محاولات الحب المجهضة ,ص 187
شخصيات الرواية 1 : أوداد " مراد " والهوية المضطربة : بطل الرواية هو "اوداد " حولته شروط الحالة المدنية لمراد ، كما تفرض ذلك شروط التكفل حيث تنزاح التسمية قليلا نحو اسم أقرب للأول نطقا وهذا أقصى ما جاد به قانون يعتمد الشريعة الإسلامية التي تحرم التبني بكل حسم ؛وعليه تكون الهوية قابلة للانزياح لا ترسو على اسس ثابتة تسمح بنمو بنية نفسية قوية . فأوداد الطفل اليافع لفظته أغرم فتحول لمراد يتلمس طريقه بين متاهات مدينة صاخبة بتناقضاتها وظواهرها المرضية ثم لمهاجر بفرنسا بقيت الرواية صامتة عن ظروف عيشه هناك قبل أن يعود للبحث عن الجذور بإغرم وجبالها الأطلسية بشموخها المنكسرعلى حواف تاريخ مزيف و أخرس تمثله "نوميديا " ،الفاتنة الخرساء . تاريخ ينزف دما عبر أنف البطل السارد .
كما تتلون الرواية باللون الأحمر لون الدم و التمرد و الثورة والهيجان والقوة والرغبة الجنسية الملتهبة . كل شيء كان يبدو له أحمر :الحيطان حمراء وقرون الثور الهائج حمراء وقطرات الدم النازف تلون كل شيء بالأحمر ، تبدو حمراء مثل الدم ، وعبارات التهديد كتبت أيضا بالدم الأحمر فوق المرآة . خصلات شعر حمراء ادمتها الحناء عندما قالت جوليا انها سترحل نزلت علي كلماتها كنزف العالم من حولي يشيد وينهار يرحلون بدون ان ينتبهوا انني انزف ص 30
كانت القطرات الحمراء مثلي تنسحب من جسدها ،واحدة تحت الصدر ،وأخرى تحت السرة وثالثة فوق عانتها ص 213 . طاقة من الاندفاع و الهيجان والغضب والخوف تملأ جو الرواية ,تخترقها حالات من التأمل والفرح السريعين مثلما يخترق البرق الرعد القاصف ،تتلون إغرم والبيضاء وفاس وأحداثهم العنيفة بالأوجاع والأحزان والضباب المتطاير . فسيارات نضال أو جوليا عندما تغادران أغرم تتركان وراءهما سيلا من الغبار المتناثر ,,,,,,,كدلالة على الوضعية الضبابية التي يخلفها رحيلهما وانغماس مراد في قاع الغربة والاغتراب , وكما تتوغل المدية في لحم الضحية كانت إغرم تتوغل في كلما مررنا بأزقتها ""ص 20 اضاعوني ،أضاعوا اسمي,,, ينزفون عرقا وحزنا ." الصوت كسيف يمشي في لحمي اخاف ان يتدفق الدم من فمي واخر صنيعة اغنية امازيغية ص 30
أسماء الشخصيات : الدلالات والوظائف . ماذا يعني أوداد بالأمازيغية ؟؟ اوداد هو الوعل ومعناها حسب تعريف ويكيبيديا هو الضأن : مما يؤكد اختيار الكاتب لتسمية تحيل على هوية تتمطط باستمرار، جبلية وصحراوية قادرة على التكيف في اوسع مدى . 2 خولة معناها الظبية ومن صفاتها الجرأة والشجاعة التي قد تصل درجة التهوّر، و هي أيضا صاحبة نخوة وشهامة كبيرتين، ويبدو لي أن هذه الصفات توافق بطلة الرواية خولة ،حبيبة مراد التي غامرت وتحدت كل العراقيل لتنخرط في تجربة الحب بكل ما اوتيت من اندفاع و إخلاص غير مبالية بتداعيات موقفها هذا .
وحتى وهي تنتحر درءا لفضيحة الحمل "غير الشرعي" وتداعياته بقيت مخلصة لمعشوقها المختفي ولم تسيء الظن به وتركت له مذكراتها كإرث يخلد ذكرى حبهما و يوضح ما خفي عنه من حياتها . ترتبط خولة بإحساس الأمومة : يقول على لسانها : 135 ص : كنت أستلذ إحساس الأمومة المبكر وهو يرضع كل نهد على حدة بحزن شديد , خولة المتوفية تواصل بوحها عبر الكتابة ، وهو يكلمها من المقابر التي تستأثر بشبكة الهاتف دون غيرها من الأماكن , "شبكة الهاتف لا تشتغل إلا داخل المقبرة ,هل هي إحالة على ثقافة الموت داخل اغرم فالتواصل الفعال لا يتم الا مع الاموات ومن خلال الموت نفسه ذلك أن الاموات يملكون سلطة تسيير شؤون الاحياء عبر الأضرحة و الخرافة .
جوليا الفرنسية : روائية فرنسية جاءت للمغرب بحثا عن قصة غرائبية تشكل مادة لروايتها القادمة ووجدت لدى الطبيب النفساني ضالتها فاختارت ملف مراد واشترته واستعملت الحب مطية للوصول اليه ،وهي هنا تشاركه عملية السرد الذي يأخذ اسلوبا جدليا يجعل الرواية مشوقة ومحبوكة بشكل ذكي . وحول الاسم "جوليا" هناك ايضا انزياح لفظي اذ يختار لبطلته الفرنسية اسم "جوليا " وهو قريب من "خولة " اسم حبيبته التي انتحرت حبا من حيث النطق والايقاع اللفظي . وهذه الأخيرة في سياق مسارها الاستكشافي تقمصت أيضا بعض سلوكات "خولة " لعلها تتماهى مع شخصيتها وتستفز عملية التذكر ويغدو البوح مدرارا أكثر . جوليا أيضا لا تعرف أباها الذي هو من أصل ألماني هجرهم وهي صغيرة , عانقتني طويلا وشعر بأبوة متعبة ص ," جوليا المعشوقة الغربية "الماكرة " هي امتداد للاستعمار الفرنسي الذي تمظهر عبر السفاح المتغطرس القاتل لأبناء البلدة وجوليا أيضا تقتل " مراد" بالتقسيط عبر حقنها العجيبة ثم فوق ذلك هي امتداد ملتبس لخولة الميتة الحية في الذاكرة والوجدان و عبر السرد و الكتابة والتأليف . فالموت والحياة يتعاقبان بشكل جدلي , 3 : نضال : حبيبته مرحلة الدراسة والنضال , و تتماهى تسمية مع فعل النضال كفعل يضج بالحماسة والعنفوان كما تعبر عن ذلك شخصية نضال ذات الجسد الغض والروح الحالمة ،كيف لا وهي شاعرة خصبة الوجدان قادرة على تطويع اللغة بصورها ودلالاتها . لكن "نضال" امرأة متزوجة ،تخون زوجها مع "مراد " الذي يسكن ذاكرتها الوجدانية ببصماته التي لاتنسى . تحيل هذه الحياة المزدوجة على حالة الالتباس التي وصمت الفعل النضالي عندما تزوج بالنظام ذات مرحلة تسمى "توافقية " وراح يقوم بلعبته المزدوجة بالنط على حبلين حيث تجمع نضال بين رجلين : الشرعي رجل اعمال غني ومترف يعاملها باستعلاء ؛ ومراد كحبيب لازال يملأ ذاكرتها الوجدانية دفئا تسعى لتأجيجه من خلال المتعة الجنسية المهربة خارج القانون والأعراف ولكنها متعة لذيذة تملؤها حيوية وحبا للحياة . لنضال أيضا عقدة الأب الغائب المختفي قسريا لأسباب سياسية وتشترك معه في محنة الأبوة الغائبة وفراغها العاطفي القاسي الذي جعل منهما مناضلين شرسين . حياة : اسم أول فتاة تعرف عليها داخل بيت للدعارة؛ تبدو بريئة ومثيرة للتعاطف بعد أن ساقها قدرها السييء لمهنة رديئة تمارسها مرغمة ليس إلا ، سوف تحبه وتتعامل معه بقلبها لا بجسدها فقط . ولربما رمزت حياة لحياته التي دخلها من النافذة لا من الباب بعد ان "رمى به رحم سييء كما قال للعراء وترعرع خارج أي حضن دافيء يمنحه الأمان والطمأنينة . أو ليست علاقة "أوداد" بالحياة كلها علاقة داعرة خارج التشريعات المتعارف عليها ؟؟ حياة على الهامش وفي الظل ، لأنه يعيشها بهوية مزيفة لا جذور لها ، سرعان ما تتقصف أغصانها من خلال هيمنة روح الانكسار والهزيمة رغم النجاحات العلمية التي حققها البطل كمثقف مميز لكنه مطارد بلعنة الأصول الغائبة والقوى الخفية التي أكل من تينها ذات زمن طفولي موجع .
ليلى : هي حبيبته الأولى التي تعرف عليها بالثانوية وعاش معها الانبثاق الأول لمشاعر الحب العذري والبكر لكن زواجها المفروض اغتصب منهما هذا الحب وجعل حياته قصيرة جدا مخلفا أكواما من الأسى والحسرة , وقد يتماهى الاسم مع حكاية قيس وليلى في التاريخ العربي الذي عرف بإجهاضه لحكايات الحب اللذيذة بأعرافه القاسية .
الأمهات العابرات : زوجة امحند كانت سلبية لا حضور لها ولم يذكر عنها شيئا سوى سلبيتها تجاه ما يتعرض إليه من قسوة من طرف العجوز ام امحند , امرأة محايدة وبالتالي بدت له عاجزة عن منحه شيئا من شروط الأمومة المتوخاة وأقلها التعاطف والحماية . صفية : شخصية بالغة القسوة وآثار التعذيب الذي مارسته عليه لازالت في ظهره , ولاتملك من الصفاء إلا اسما اصفر وراءه كتلة من الحقد والضغينة والحسد ستصرفهما إهانة وضربا وتعذيبا ,انتقاما من أمومة مهدورة إذ لم تتمكن من منح زوجها ابنا ذكر كما كان يرغب . العجوز ام محند : سيدة مسنة قاسية عدوانية بلسانها وبيديها تكره اوداد وتعتبره حاملا للعنة انطلاقا من جذوره البيولوجية المجهولة . وهي الفكرة التي تبنتها القبيلة برمتها فغدا منبوذا من الجميع .
أوداد أو مراد والنساء : العلاقة الملتبسة ,
وبهذا تكون تمثلاته عن النساء سلبية في الغالب يطغى عليها : العنف و القسوة ،الغدر والنفاق ،المكر والخيانة ،,الدهاء والدسيسة ......صورة لا تختلف كثيرا عن التمثلات السائدة حول حواء التي أغوت آدم بأكل التفاحة وأخرجته من نعيم الجنة نحو أهوال الحياة الأرضية . وإذا حضر الحب والفرح والوفاء والإخلاص كان على حافة الحياة تذكرا ووهما وخيالا في شخصية خولة التي دفعها الوفاء للحب حد الانتحار التراجيدي وبالتالي فهو مجرد ملح لرواية مثقلة بالأسى والجراح . وحدها الأسطورة تؤله المرأة الرمز "نوميديا " وتقدمها مضمخة بالفتنة الساحرة والغموض الضبابي وهي تقدمها على طبق تاريخ أخرس ،لا ينطق أبدا فاسحا المجال لكل التأويلات المغرضة . يؤنث ايضا بعض المظاهر الطبيعية ذات الوقع الكارثي باستعمال مصطلحات ترتبط بالجسد الأنثوي : الماء يحيض ص 40 . : عندما تزغرد سماء القرية بالويل فإن اللعنات بالسماء والارض تتوحد في هذه الشعاب فيفيض على الحقول والمنازل التي يبتلعها الوادي شيئا فشيئا.
حياة الهامش والعبور : تحضر إيجابيات الأنوثة فقط في المتعة الجنسية ولذة العشق الممنوع المباح في الظل ، وراء سياجات التستر والكتمان. علاقات عابرة داخل مجال للعبور هو فندق يستلقي بكل انكسار أمام قرية إغرم وجبالها الشامخة في الضفة المقابلة لها . إنه شريط من الحياة الهامشية غير المعترف بها اجتماعيا ، لكنها حياة مثقلة بالمعاني العميقة ، حيث يحضر الجنس المدنس اجتماعيا كآلية للتطهير من أعراف تكبل إنسانية الإنسان وتحكم عليه بالنبذ والإقصاء نتيجة لأفعال لم يرتكبها هو أصلا وقد لا تستحق كل هذا العقاب الموغل في السادية . وظيفة البوح والكتابة كما يحضر البوح والسرد والكتابة من اجل اعادة صياغة الحياة وفق قيم جديدة قد لا يحتل فيها الوجع والنزيف كل هذه المساحة الخانقة لسلامة الحياة وسلاستها يقلب المؤلف أدوار الف ليلة وليلة وتتحول جوليا الى شهريار تمتهن القتل بالتقسيط عبر الحقن المدرة للبوح اللاإرادي حيث تحول القسوة مكانها نحو الأنثى الأفعى الماكرة ، ويتحول "مراد" لشهرزاد " تتقن فن الحكي وتستسيغ عذابات الحكي النازف وجعا وذاك الطريق المؤدي للموت الخلاص ، مراد "الضحية " الذي ينزف ألما وحنينا وانكسارا هو أيضا ذاك الإنسان البالغ الذكاء القادر على فهم الدسيسة وايضا الترفع عليها حكمة ورقيا لأنه لا يريد السقوط في حبال الحقد والضغينة بل يستسلم بوعي وإرادة لأنه لم ير في البوح علاجا بل يتوخى خلاصا عبر الموت تواطؤا مع حقن جوليا الماكرة . وتتحول مذكرات "خولة " الى ذلك الزاد السردي الذي تلتئم حوله شبكة الاحداث الماضية والحاضرة , ويشكل النزيف من أنفه سيلا متواترا مع البوح . "مخطيء من يظن أن الكتابة لعبة حبر و،ورق معك استحالت القلم إلى إزميل ،والورق إلى لحم بشري ،هو لحمك يامراد ، فكم هي دموية لعبة الكتابة هاهو مراد يموت شيئا فشيا ،ماهي إلا حقنة مركزة و يستحيل جثة هامدة ,ص 317
شخصيات ذكورية : يمثل الذكور لدى المؤلف عنوانا للخير والمساعدة باستثناء الطبيب الغشاش الذي يتاجر في ملفات المرضى كإشارة للفساد المؤسساتي بالمغرب .و الإرهابيين كرموز للرعب في خياله . محند : هو الشخص الذي عثر عليه رضيعا في أحد الممرات المحاذية للنهر بإغرم . تكفل به وكان حنونا عليه يدافع عنه تجاه قسوة امه العجوز ولو بحيادية’ صامتة إزاء "وصم اللعنة " الذي أنتجته القبيلة تجاه " أوداد" ذلك العرق الغريب عن عرق القبيلة الصافي وزكاه فقيهها ونفذتها العجوز حقدا وكراهية وانتقاما من الطفل ورغبة منها في طرده وكان محند آخر من اقتنع بهذا الوصم ،صمد أمام الجميع إلى أن أصيبت أمه وزوجته وأشخاص آخرون بلعنة الحرق فرضخ لرغبة القبيلة في التخلص منه للحسين . "الحسين " : الأب المديني الذي تكفل به وأعطاه اسما معترفا به لدى الحالة المدنية ، وأسرة حاضنة بما لها وما عليها , كان أيضا ينافح عنه تجاه قسوة صفية زوجته وأحقادها هو وأبناؤه إلى أن انتصرت اللعنة على طيبوبته وأردت صفية قتيلة عند وضعها للابن الذكر الذي انتظر طويلا ،فتم طرده بدون رحمة لأزقة المدينة وأهوالها .
مصطفى : أستاذ ومناضل يساري خبر تجربة الاعتقال السياسي وأقبية التعذيب تضامن معه في محنة التشرد بعد أن لفظته عائلة الحسين بالمدينة و قدم له المأوى والمساعدات المادية والمعنوية من خلال التأطير الفكري والإديولوجي
حميد مسير الفندق : شخصية طيبة وطيعة ، يقوم بخدمة مراد صاحب الفندق وتسيير شؤونه المالية وأيضا تلبية حاجياته كما يلعب صلة وصل بينه وبين القبيلة وأحداثها حيث يدمجه في بعض مناسباتها الاجتماعية ويقوم بإسعافه عند الضرورة . الطبيب النفساني : شخصية شبحية لا تظهر في الرواية إلا وراء جوليا ،الروائية الفرنسية وهو يقايضها في ملفات مرضاه وكأنه يبيع الطماطم ؛ رمز للفساد الإداري و عفن الحقل الطبي بشكل خاص .
الزمان والمكان في الرواية : ليس هناك تحديد لزمن الرواية حيث يتداخل الحاضر والماضي حسب شروط السرد والحبكة الروائية , تتمطط الأحداث ما بين أغرم والمدينة حتى وإن شكلت أغرم المجال الرئيسي زمكانيا ، تحضر المدينة عبر تقنية الاستدعاء من خلال الذاكرة فتحضر أجواء المدينة القديمة بالبيضاء والحرم الجامعي ومحيطه بفاس .
الحبكة الفنية : تعتمد الرواية تقنية السرد ويتعدد الساردون , فتارة يتكلم مراد المريض بوحا إثر الحقن التي تبثها جوليا في عروقه ، وتارة تتكلم مذكرات خولة التي كتبتها قبل أن تنفذ قرار انتحارها وتركتها أمانة لدى صديقتها المقربة التي سلمتها لمراد عند رجوعه . وتارة أخرى تتكلم مسودات جوليا ، التي تهييء لكتابة رواية انطلاقا من أحداث حياة مراد المتواترة كما يقدمها ملفه الطبي الذي اشترته من طبيبه الذي يتاجر في آلام مرضاه . يمارس مراد بوحه في الغالب قبل الجنس أو بعده أو بينهما في إحدى محطات الحياة التي قد تربط عاشقين مزيفين يتربص كل منهما بالآخر خديعة ومكرا على هذا المستوى أو ذاك. تقنية الهذيان : قد يكون الهذيان اكثر أشكال الحكي صدقا وسلاسة لأنه لا يخضع لكوابح العقل وغربلاته . لهذا اختار الكاتب أن تكون شخصية البطل مريضة نفسانيا ، تكفي حقنة استرخاء كي تتدفق حكيا ولعله نجح في ذلك . فالسرد يتدفق من فم "اوداد" طفلا يقطع مسافات اغرم بوديانها وادغالها او وهو يعيش حياة متشظية بين الامكنة والازمنة والاحضان الباردة العاجزة عن منحه دفء الأبوة والأمومة وحماية الأسرة وصلابة الانتماء للعشيرة . الفحولة المدللة من نساء عاشقات : يبوح مراد باعتباره معشوقا مدللا يختال فوق صهوة العشق ما بين حضن نضال او جوليا وكلاهما كاتبتان واحدة شاعرة بوجدانها الخصب و الأخرى روائية تسعى لحبك حياة مراد في رواية مبهرة بالحكي العجائبي الفاتن . وما بينهما حكاية خولة الدرامية التي تتربع على عرش وجدانه حبا أجهضته شروط حياته النشاز فكانت النهاية مأساوية : انتحار خولة وموتها هي والجنين الذي يحمل جيناته "اللعينة " كما يعتقد هو وأهل أغرم. تحضر المرأة العاشقة لفحولته الاستثنائية كفاعلة لا كمفعول بها وهنا يقدم لنا الكاتب صورة غير نمطية للنساء في ثقافة ذكورية تقليدية غالبا ما تعتبر الانثى مجرد موضوع للجنس ليس إلا . الانطروبولوجيا في الرواية : وتتماهى خولة و نوميديا في لجة الخيال هذيانا لذيذا يحملنا على اجنحة الاسطورة والخرافات المؤثثة لوجدان الاطفال فتكبر معهم كي تتمازج مع الكثير من المعتقدات المؤسسة للثقافة الشعبية سواء في نكهتها الأمازيغية أو العربية . حيث تحضر حكاية تضحية النبي أبراهيم بابنه وكيف عوضه الله كبشا سيغدو عيدا إسلاميا يملأ حياة الناس ببهجة الأكل وما حولها من أنس بين الأهل والأحباب ,,, وتتماهى حكاية الشيخ عيسى شيخ أغرم معها ، عندما يقرر التضحية بابنه فداء لأبناء القبيلة الذين كان السفاح الرومي يردي منهم كل يوم قتيلا من قلعته التي استوطنت أعالي أحد جبال الأطلس وراح يستعرض على الساكنة جبروته قتلا وتنكيلا إلى أن قدم الشيخ ابنه قربانا كي يتوقف هذا النزيف . لكن دماء القتلى ستتسرب لشجرة تين محاذية لضريح سيدي موسى كي تنتج فاكهة تنضح باللون الأحمر وبالدم المهدور وايضا بالكائنات اللامرئية التي تفرض سلطتها على الناس في هذه الامكنة . تكاد لا تخلو قرية أو مدينة مغربية من ضريح أو عدة أضرحة تعكس مكانة المعتقدات الغيبية والأسطورية في حياة الناس ودورها في ضبط هذه الحياة الاجتماعية وأبعاد شبح اللعنة ،إذ يشكلون "موالين لبلاد " أعلى سلطة بموازاة سلطة المخزن بل يتداخل الاثنان بشكل متناغم عبر كافة التراب المغربي لبسط سلطتهم المشتركة في تعاون متواطيء سرا وعلانية . لذلك شكل ضريح سيدي موسى مكانا رئيسيا في صياغة أحداث حياة الطفل "أوداد " الذي كان يحتمي بالضريح كلما نبذ أو شعر بالوحدة والغربة والإقصاء وأيضا المثقف " مراد" الذي يعيش على وقع رجع الصدى لطفولة موجوعة يشكل هذا الضريح بوصلته نحوها وهو يمارس حفرياته في أدغال الذاكرة الفردية أو الجماعية ,حتى وإن لم يجد لنفسه أثرا داخل هذه الأخيرة إلا فتات الفتات ,,,,,
الضريح هو القاعدة الكبرى التي تهندس جغرافية المكان في الهندسة التقليدية للقرى وأيضا هندسة الذاكرة الجماعية كما يبرز ذلك من حبكة الرواية التي التقط مؤلفها هذا المعطى الانطروبولوجي ووظفه بذكاء , يطرح ايضا انعدام او نقص الجذور التاريخية للهوية الامازيغية من خلال الهوية المفقودة للطفل اوداد وبهذا تتشابك الهويتان حول حلقة مفقودة . تشكل أسئلة وجودية حارقة للإنسان في علاقته بالمجال والتاريخ والجغرافيا وما يدور حولهم من أحداث دامية عبر عنها بالنزيف المتواتر وبالعذابات اللامتناهية .
تيمات الرواية : تتمفصل الرواية عبر عدد من التيمات لعل أهمها : الحب و الجنس : تكاد لا تخلو رواية من تيمة الحب ،تلك العاطفة القوية التي تشكل اسمنت العلاقات الإنسانية برمتها , يحضر الحب كعشق بين الذكر و الأنثى ، فيحبك علاقة مراد بمعشوقاته أو عاشقاته كما يحلو له ان يصور نفسه احتجاجا على النبذ والأقصاء الذي عاشه وهو طفل متخلى عنه ؛ كيف لا وهو الآن شاب مكتمل الفحولة بل إن فحولته استثنائية ومميزة مما يجعل النساء يتنافسن على هذا الجسد الملتهب بالأحاسيس والقادر على جعل انوثتهن تنطق لذة صارخة غير مسبوقة . بهذه الفحولة الخارقة والقدرة على الحب ينتصر على مكر جوليا وخداعها فتتحول من متربصة بأسراره وخفاياه لعاشقة وجدت ذاتها الضائعة في المتعة التي يمنحها إياها ,,,,فأضحى الخداع حبا حقيقيا أشعرها بالندم وعذاب الضمير وطلب الصفح . ينتصر أيضا الحب والجنس على مفهوم الخيانة الملتبس التي تمارسها "نضال " الهاربة من زوج أناني ومتعجرف يتعالى عليها بجبروت ماله ونفوذه ومن فراشه البارد برود الثلج نحو دفء مراد ،رفيق النضال والأحلام الموءودة ،كي تستعيد دفء المرحلة الطلابية ودفء أحلامها لعلها تنتعش عبر هذه اللقاءات العابرة في مكان عابر على هامش قرية منسية اسمها اغرم . ينتصر الحب على الأقصاء ،من خلال الرعاية الإنسانية التي يمنحها التكفل لأيتام متخلى عنهم وإن لم يأخذ هذا البعد ما يستحقه من اهتمام من طرف الكاتب الذي ركز اكثر على السلبيات متوغلا في الدراما التي صاغتها مخيلة ربما موغلة في التشاؤم كي يصوغ لنا بطلا بوجدان أعمى كما تكررت هذه المقولة في روايته .
الكراهية والحقد : تحضر الكراهية في أقصى صورها من خلال العجوز أم محند ،من خلال صفية زوجة الحسين ،من خلال الظلاميين المتأهبين لقتل من يخالف رأيهم ، من خلال الأحداث الإرهاببة ل16 ماي ، من خلال تمظهرات القمع والتعذيب والتنكيل والاختفاء القسري للمعارضين السياسيين في السجون او المنافي أو خلال التظاهرات الطلابية . تتخلل الكراهية بعض العلاقات الزوجية التي يكون ظاهرها حبا ، فنضال تكره زوجها وهو يحتقرها في العمق وإن كان يعشق جسدها . جوليا تعشق مراد وتكرهه من خلال دسائسها الناتجة عن طموحها الأدبي وأنانيتها المفرطة . الحياة والموت : يطرح أيضا موضوع الموت في بعده الأنطولوجي . الموت كانتحار ، بحثا عن الخلاص من حياة تخنق صاحبها بأخلاقياتها الرهيبة , يحاول الطفل "أوداد" الانتحار لكنه ينجو كي يعيش موتا بالتقسيط عبر حياة قاسية لا طعم لها . خولة تنهي وضعيتها كأم عازبة بحمل لأب مختفي بالانتحار كي تتطهر من الخطيئة كما صاغتها القبيلة ،لكنها تبقى حية من خلال مذكراتها التي ستتحول لرواية تخلد لحبهما "المهرب "خارج اعراف القبيلة . ومن ثمة ينقلب معنى الموت من نهاية مأساوية ينتج الرهبة والخوف فتغدو خلاصا لدى البعض . الحياة : الحياة بلا سعادة وطمأنينة هي موت بطيء ، الحياة تتجدد من خلال الموت ايضا , الأخلاق : تناقش الرواية يقينيات المجتمع حول بعض الصفات التي تحيل على الأخلاق فيقلبها المؤلف رأسا على عقب ،ومنها التمثل السائد حول الجنس المدنس الذي يغدو وسيلة للبحث عن الذات ،الهوية الفردية والجماعية، وسيلة للعبور إلى أعماق الآخر والانصهار في بوتقة المحبة عوض التنافر الناتج عن تصنيفات قبلية تنتج النبذ والإقصاء والعقاب بدرجاته. الجنس آلية للتطهير مما قد تخلفه البغضاء والضغينة بين الجنسين . الجنس كتعويض عن الحب المجهض فهو أعادة خلق للمشاعر من خلال إنعاش الحواس المنتجة لللأحاسيس . الخيانة : مناقشة مفهوم الخيانة كما هو متعارف عليها , أو لا يعتبر بعض أشكال الوفاء خيانة للذات كما هو وضع نضال التي يتعامل معها زوجها كمجرد رقم أو عشيقة مشرعنة بورقة باهتة تسمى عقد زواج وينساها لشهور او ليس هذا النوع من الزيجات المصلحية مجرد "دعارة مقننة " ألا تعتبر صدقية المشاعر أساسا لمشروعية الحب ؟ ثم إن الخيانة في حد ذاتها قد تنقلب لوفاء كما انقلبت مشاعر جوليا الغادرة إلأى حب وارتباط وشعور بالذنب فالحدود بينهما جد واهية . السياسة في الرواية : تشير الرواية لبعض المحطات السياسية التي عاشها بطل الرواية سواء بشكل مباشر او غير مباشر , يحضر الاستعمار الفرنسي وبطشه من خلال " السفاح الرومي "الذي كان يقتنص أبناء أغرم ويقتلهم بكل برودة دم كدلالة على البطش المجاني ضد سكان مسالمين وعزل واستغلال ثرواتهم الطبيعية والاستعلاء من خلال سكن في قصبة اعالي الجبل , يحضر النضال الماركسي اللينيني من خلال الصديق الحميم لمراد الأستاذ مصطفى ، المعتقل السياسي السابق .ومن خلال الصراع السياسي حول السلطة او من اجل الديموقراطية وظاهرة الاختفاء القسري والاعتقال السياسي من خلال النضال الطلابي القاعدي والصراع مع الإسلاميين ومع النظام من خلال المناوشات مع الأمن داخل الحرم الجامعي أو في محيطه . من خلال الحدث الارهابي ل 16 ماي بالدار البيضاء الذي أودى بحياة مصطفى ضمن بقية الضحايا الابرياء , ومن خلال رهاب التهديد الارهابي الذي طارد مراد , ومن خلال ذلك يشير الكاتب الى هاجس الارهاب الفكري او عبر العمليات المسماة جهادية كأسلوب لبث الرعب عبر الكثير من مناطق العالم والمكر المحيط بهذا الهاجس الذي يبدو مفتعلا لحسابات غير واضحة . يناقش الكاتب أيضا محدودية التصنيفات السياسوية وبعض تناقضاتها والانسحاب من عالم السياسة نحو عوالم أكثر رحابة وإنسانية مثل الكتابة والتأليف .
هوامش
نوميديا (202 قبل الميلاد - 46 قبل الميلاد) ، هي مملكة شمال أفريقية قديمة للنوميديين، تأسست في الجزائر الحالية وجزء أصغر من تونس وليبيا،[2][3]تم تقسيم النظام السياسي في الأصل بين ماسلي في الشرق وماسيسيلي في الغرب، خلال الحرب البونيقية الثانية (218-201 قبل الميلاد)، ماسينيسا، ملك ماسيلي، هزم سيفاكس الماسيسيلي لتوحيد نوميديا في مملكة واحدة، بدأت المملكة كدولة ذات سيادة ثم مقاطعة رومانية، يحدها مملكة موريطنية من الغرب، ومقاطعة أفريكا (تونس الحالية) من الشرق، والبحر الأبيض المتوسط شمالا ، والصحراء الكبرى جنوبا، وتعتبر واحدة من أولى الدول الكبرى في تاريخ الجزائر ويكيبيديا ,
"الضأن والذي يعرف أيضا بالكبش البربري يتميز بقدرته على التأقلم مع شروط المناخ القاسية جبليا كان ام صحراويا ويمكن ان يعيش في المناطق التي تتساقط بها الثلوج او الجافة ويعيش بدون ماء مكتفيا بماء أيضه
خولة معناها الظبية ومن صفاتها الجرأة والشجاعة التي قد تصل درجة التهوّر، و هي أيضا صاحبة نخوة وشهامة كبيرتين، ويبدو لي أن هذه الصفات توافق بطلة الرواية خولة ،حبيبة مراد التي غامرت وتحدت كل العراقيل لتنخرط في تجربة الحب بكل ما اوتيت من اندفاع و إخلاص غير مبالية بتداعيات موقفها هذا معناها الظبية ومن صفاتها الجرأة والشجاعة التي قد تصل درجة التهوّر، و هي أيضا صاحبة نخوة وشهامة كبيرتين،
#عائشة_التاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المنبر الجوال والواعظ الكامن فينا ,
-
من تداعيات عيد الحب
-
الراجلون وقانون السير بالمغرب
-
أحتاجك أبي
-
التبراع كشعر نسوي صحراوي
-
موسم الاصفرار .
-
وأنت تلامس أهداب الروح
-
حصان جيداء
-
سبامة المجتمع من نجاحة السياسة
-
صبر من صبار
-
خيوط الوهم
-
أسراب الوجع
-
حراك الريف وديناميات التغيير
-
توهج ايها النور
-
حراك الريف ،الامتحان العسير
-
لكل رمضانه
-
التحايل والاستدراج كتقنيات للماركوتينج
-
أنشطة ثقافية بملامح جديدة .
-
للمرأة العربية : اعتني بذاتك ,
-
امنحني حضن عينيك
المزيد.....
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
-
3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|