مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1487 - 2006 / 3 / 12 - 11:33
المحور:
الادب والفن
-1-
الخيول تضطجع مرةً، ومرة تنسج تسابيح الامطار، تقلدّ اصوات الاشجار وتقلد الرجات الجبلية، خيول الاجساد البنفسجية ، تمر على القتل اللاطبيعي الذي غرس في ذات القاتل الذي يتوهم ان القتل الظلامي هو النهاية للتطور العام.. بينما على مر العصور ظل القتل يُنْمي الحافز الانساني بالاضداد من القتل وبحب الموجودات وجسدالطبيعة والاعتراف بأمومتها الدافئة وانتهي في اكثر من مليار مرة هذا القتل الى مزبلة الكساد والتحجر واغتراف خطيئة التعسف حتى وهو في اوج انتصاراته..
تسقط النفوس البريئة نتيجة الخطيئة الكبرى التي يرتكبها اولئك المغموسين بالرياء، اولئك الذين يدنسون اشرف المقدسات ويختمون على منافذ الجمال لكي يكون القبح سيداً بدون منازع.. اولئك الادعياء حتى القرف .. لا يرون الخيول تمضي في رماد السحيق، تدوس وحشية القتل الملون بالاسماء، لتقدح جمرة البقاء حيث يخضرّ اللهيب في منارة الموجات والصيرورة الجناح .
-2-
قريباً من حقول الوديان
تظهر خيول ذات جلود بنفسجية
خبباً نحو الشمال تتجه
لها أعراف طويلة
مطهمة
بالفضة الشرقية،
المنمنمة بالشذر الأخضر
لم تكن برية بالمعنى
توافي اقماراً لفصول لقاحٍ
تفرج عنها التلوين
كانت ذات سروج من جلد النعام
الخيل يركبها الفرسان بلا لجام
يضعون الالجمة في فم الرياح
وبمهاميز ذهبية
يشكون اضلعها
فتئن الريح كأجراس كنائس مهجورة
هذه زهرة برية
السنابك الدافئة مرت بدون غبار
ها هي زهرة عارية كالطبيعة
زهرة بعود اخضر رقيق
تقف قريباً من سنابك الخيول
لم ترتجف
شامخة ظلت
مثل سنديانة تعانق غيمة
قرب شلال الماء
الهابط من جانب اللوز الجبلي
يا شلال الماء، يا خاصرة الغيم المثلوم
ها انت تروي اشجارالتوت البري
أعشاب الارض العذراء
من هذا المطر المزمار
ماءٌ يبحر من مرفأه .. لم يتوقف
لم ينقطع
وظل يرش المخلوقات
بدفئ الاصداف المختومة
يغسل اعراف خيول المدّ المسحور بالجنيات
اعراف خيول ذات جلود بنفسجية
المتجهة نحو الشمال
يغسل دفات الفرسان بمهاميز ذهبية
فتئن الريح
كنواقيس كنائس مهجورة
تفرّ منها الاصوات..
شباط 2006
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟