أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - إستشهاد الدكتور هشام شفيق وعائلته: الكيد هو الحقيقة المغدورة في العراق2















المزيد.....


إستشهاد الدكتور هشام شفيق وعائلته: الكيد هو الحقيقة المغدورة في العراق2


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 5825 - 2018 / 3 / 24 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إستشهاد الدكتور هشام شفيق وعائلته: الكيد هو الحقيقة المغدورة في العراق2
الهامش (1) للحلقة السابقة رقم1 من هذا المقال: من هو أسامة النجيفي ورفاقه؟
قبيل تشكيل حكومة العبادي، صرح أحد نواب إئتلاف دولة القانون بما يلي: قال لنا الأمريكيون "أقنعوا نوري المالكي بعدم الترشح لرئاسة الوزارة وسنسحب أسامة النجيفي من الترشح لرئاسة مجلس النواب"!!
لا أستغرب هذه العلاقة "الوثيقة" بين الأمريكيين والسيد أسامة النجيفي، إذا ما تذكرنا تصريحات أسامة حال خروجه من اجتماع ضمه الى جانب نائب الرئيس الأمريكي آنئذ (جو بايدن) في واشنطن في منتصف عام 2011 (وللتذكير فإن بايدن هو صاحب مشروع تقسيم العراق وصاحب القول: "إذا لم تكن هناك إسرائيل موجودة لخلقناها الآن"!!!).
ما أن خرج أسامة من إجتماعه ببايدن حتى صرح على أعتاب البيت الأبيض بما يرقى الى إطلاق الرصاصة الأولى لإندلاع "ثورة العشائر" إذ قال "السنة مضطهدون وقد يطالبون بالإنفصال وهم مهمشون ويطالبون باقليم سني". وأتبعها بتصريحه في فضائية "الجزيرة" القطرية التي ذهب اليها لا لتلقي التوجيهات "الثورية" من غرفة عمليات الدوحة بل ليُجري مقابلة "بريئة" مع فضائية الجزيرة ليقول فيها "السنة هم الأغلبية في العراق" دون تكليف من السنة أنفسهم له، لكن هذا ما خططته غرفة العمليات كي يذكره أصحاب أسامة في البيان الأول كمبرر لـ"الثورة" بعد إنتصارها المرتقب؛ وهي التي هيّأت لها الأرضية اللازمة منصاتُ الإعتصام التي إندلعت بعد الإشارة التي أطلقها السيد أسامة النجيفي من واشنطن والتي سمع جميع الإعلام منها كلاماً سيئاً مثل "يسقط الدستور، قادمون يا بغداد" وأردفها النائب الدكتور أحمد العلواني (الذي أُلقي عليه القبض بالجرم المشهود حين قتل وأخوه رجلي أمن أمام بيتهما في الرمادي) بقوله المسموع على الهواء من منصة الإعتصام "لنطيح بالشيعة الخنازير أولاد الخنازير"!ّ! (للحق ولنقل صورة "متوازنة" أذكر أن الرفيق عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي وأحد قادة التيار المدني الدكتور جاسم الحلفي ورفيقته هناء أدور قد فسّرا تلك الشعارات بأنها مطالبة بالحكم المدني وقد حضرا إعتصامات الرمادي بنفسيهما للتحقق وتلافي التزوير والتشويه!!)
وبخصوص تهميش السنة الذي إدعاه أسامة دون تكليف من أحد أذكر ما يلي:
أولاً: السنة عرباً وكرداً شغلوا المناصب التالية: رئيس الجمهورية، نائبان لرئيس الجمهورية، نائبان لرئيس الوزراء، عدد من الوزراء يقارب النصف، عشرات من النواب (81 نائباً) وحكومات محلية لعدة محافظات.
ثانياً: إذا كان السنة العرب مهمشين فلماذا لم يستقل هؤلاء المسؤولون؟ وإذا قالوا إن الأكراد لا يستقيلون فأقول: لماذا لم يستقل العرب منهم وهم غير قليلين؟ ولماذا هذا الطعن بنزاهة الأكراد؟ أليس لديهم شعور بالمسؤولية والنزاهة بحيث أنهم لا يستقيلون ويرون أن ظلماً واقع على إخوتهم السنة العرب العراقيين؟
ثالثاً: المهمش رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي رمى في سلة المهملات طلباً من مجلس القضاء الأعلى برفع الحصانة النيابية عن (17) نائباً للتحقيق معهم بتهمة الإرهاب وفق المادة 4 بذريعة أنه يريد التأكد من صحة الإتهامات أي أن المهمش المسكين أسامة ضرب بعرض الحائط مبدأ الفصل بين السلطات وجمع بين يديه المهمشتين السلطة التشريعية والسلطة القضائية.
هذا وقد تجول أسامة على المعتصمين في الموصل وسامراء وناشد الجنود بعدم طاعة قياداتهم وهو رئيس مجلس النواب....لكنه مهمش!!
رابعاً: طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية.
كان طارق الهاشمي "مهمشاً" أيضاً ولكنه كان كثير التردد على تركيا أردوغان ودون تكليف من أحد إذ كان حريصاً جداً على الوضع المائي في العراق فيدعي أنه كان يثير موضوعه مع حليفه في الولاء للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين أردوغان وكانا يعقدان المؤتمرات لـ "المعارضة" العراقية المهمشة لبحث هذا الموضوع وغيره لكن وضع الماء في العراق كان يتدهور بإستمرار.
نشرت الصحيفة الإسبانية البيسو إستنادا إلى مصادرها في واشنطن، وأعادت "صوت العراق" نشر التقرير بتأريخ 27/1/2007 بالصيغة التالية:
"إن الرئيس الأمريكي جورج بوش قال للدكتور طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقي خلال زيارته الاخيرة لواشنطن ان زمن الاستئثار بالسلطة من قبل أقلية عشائرية حاكمة قد ولى ولن يعود، وان على السنة ان ينسوا صدام ونظامه. جاء ذلك في رد على اقتراح الهاشمي بتسليم المواقع الحساسة في السلطة العراقية الحالية للسنة لمواجهة الخطر المشترك الذي يعتقده الهاشمي انه يواجه امريكا والسنة.
وقالت الصحيفة ان الهاشمي علل طلبه هذا بأنه يحقق المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، وعزز رأيه بأن جميع الانظمة السنية العربية في المنطقة راعية للمصالح الحيوية لاميركا في الخليج والشرق الاوسط، بينما تهدد ايران سلامة الملاحة في خليج هرمز، وتمارس دورا معاديا لامريكا في العراق، وتعرقل عملية السلام في الشرق الاوسط عن طريق دعمها لحماس وحزب الله، في الوقت الذي يلعب السنة دورا ايجابيا في تأمين تدفق النفط وحل النزاع العربي الاسرائيلي بالطرق السلمية.
لكن الرئيس الامريكي وحسب ما تذكره الصحيفة إعترض على هذا الراي وقال بأن مرحلة صدام انتهت ولا يمكن العودة اليها، وأن استراتيجية اميركا الجديدة في إبعاد شيعة العراق عن ايران هي في اعطاء الشيعة في الحكومة والبرلمان دورا مناسبا لحجمهم الحقيقي لكي يضمنوا حقوقهم في ظل المشاركة بالسلطة لا بالتحالف مع دولة أجنبية. وتضيف الصحيفة ان هذا اللقاء أشاع اليأس في اوساط سياسيي السنة الذين كانوا يؤملون ان تلتفت الولايات المتحدة الى الاخطار التي تهدد مصالحها".
في مقابلة مع حسن العلوي، قال لجريدة "البينة الجديدة" بتأريخ 11/7/2012 ما يلي:
[[ذهبتُ مع وفد من القائمة العراقية الى السعودية ترأسه طارق الهاشمي فما أن دخل الملك عبد الله حتى توجه مباشرة الى الهاشمي قائلاً له: "أعطيناكم مليارين ونصف المليار والشيعة مازالوا في الحكم". رد الهاشمي: "جلالة الملك معنا في الوفد بعض من إخواننا الشيعة"!!!]]
هرب طارق الهاشمي الى أربيل عندما أحس أن القانون كاد أن يطبق عليه. إعترف أفراد حمايته بأنه كان يكلفهم بالقيام بأعمال إجرامية بلغت (150) جريمة قتل إرهابية.
أُعلن الإتهام للهاشمي قبيل سفر رئيس الوزراء نوري المالكي الى أمريكا ولقاء الرئيس أوباما، وكأن المالكي أراد أن يقول لأوباما "إبحث الموضوع معي وجهاً لوجه إذا كنتَ غاضباً لإتهام صديقكم". لم ينبس أوباما ببنت شفة لسببين: الأمريكيون كانوا على علم بنشاطات الهاشمي. من ناحية أخرى طالب إئتلاف العراقية بقيادة أياد علاوي الأمريكيين بحضور الجنرال بتريوس بنفسه إليهم وكان بتريوس آنئذ في أفغانستان بعد نقله من العراق. حضر بتريوس لكامل طقم القيادة المدللة في القائمة العراقية. قال لهم بتريوس: "كنا على علم بنشاطات طارق الهاشمي الإجرامية الإرهابية لكننا لم نتحرك حرصاً على العملية السياسية"!!! مؤكداً أن بتريوس كتب تقريراً بالإجتماع وصل الرئيس أوباما.
قال رجل الدين الوطني الرائع من جماعة علماء أهل العراق الشيخ خالد الملا - قال في فضائية "الميادين" ما يلي: "شكل الرئيس جلال الطالباني لجنة من تسعة قضاة ستة من السنة وثلاثة من الشيعة لدراسة حيثيات اتهام الهاشمي. درست اللجنة جميع الوثائق وقابلت جميع الشهود من حمايات الهاشمي الشخصية. خلصت اللجنة الى سلامة التحقيق وسلامة الإتهام وسلامة الحكم."
وتَوَقَّعَ طارق الهاشمي من باب الأمل والتحبيذ، وهو هارب عن وجه العدالة، بتأريخ 1/2/2012 في فضائية أل (سي.إن.إن.) أن "الولايات المتحدة قد تضطر إلى التدخل عسكرياً في العراق مجدداً للسيطرة على الوضع ..... إن إنعدام الإستقرار في العراق سيؤثر بشكل كبير على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة".
رابعاً: المهمش نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ذهب بنفسه الى أمريكا وأجرت معه فضائية ألـ (سي.ان.ان.) مقابلة. كان الرفيق صالح آنئذ عضواً في إئتلاف العراقية الذي كان يترأسه أياد علاوي الذي تعاون مع الأمريكيين لإطاحة النظام البعثي الطغموي؛ بينما أقسم صالح المطلك لاحقاً في فضائية (الحرة – عراق)/ برنامج "بالعراقي" بأنه لن يتعاون مع أي شخص تعاون مع الأمريكيين لإطاحة النظام الطغموي. أقول: ولكن للضرورة أحكامها!!!
على كل حال، المهمش الرفيق صالح قال في ألـ (سي.ان.ان.) إن نوري المالكي، رئيس الوزراء أي رئيس المهمش صالح، هو أتعس من صدام لأن صدام بنى ونوري لم يبنِ شيئاً. دارت الأيام وإذا بالمهمش الرفيق صالح يعترف في فضائية (الحرة – عراق) / برنامج "حوار خاص" بتأريخ 18/12/2017 بالتخريب وشل يد الحكومة بجميع الطرق الإرهابية ومن داخل العملية السياسية إذ قال لسعدون محسن ضمد: "أفشلنا حكم الشيعة منذ 2005 وسنُفشله إذا لن يلغوا المادة الدستورية التي تحظر حزب البعث" قال الرفيق صالح هذا بعد أن فشل في تنفيذ ما وعد به قبيل طرد القوات الأمريكية من جانب رئيس الوزراء آنذاك السيد نوري المالكي إذ قال صالح: "عندما تنسحب القوات الأمريكية عليها أخذ ديمقراطيتها معها". وهذا يفسر ما أعلنه رفيقه، القديم والحديث، أسامة النجيفي حول ثورة العشائر وداعش والقضاء المبرم عليها. ما أروع التهميش ... يا أولي الألباب!!!
من الجدير بالذكر أن الدكتور صالح المطلك كثير الترديد للازمتين:
الأولى: "آتوا بالمجتمع الدولي (المقصود: أمريكا!)" لكل صغيرة وكبيرة وآخرها كانت مسألة توزيع الأغذية على النازحين!! لا أعلم إن كان فعلاً يجهل كيفية توزيع الأغذية وهو الذي أصبح المشرف على علاج مسألة نازحي المناطق التي إحتلتها داعش ووُضع بيده مبلغ مليار دولار، أو لأنه أراد التخلص من الإتهامات الكثيرة التي طعنت بنزاهته ومن بينها إتهامات محمد الكربولي له.
الثانية: "أمريكا تقع عليها مسؤولية أدبية حيال العراق" أي يريد دعوة أمريكا للتدخل في شؤون العراق بعد أن قامت حكومة التحالف الوطني بقيادة إئتلاف دولة القانون وزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي بإخراج القوات الأمريكية من العراق وإستعادة السيادة والإستقلال.
أخيراً، هناك سرّ ظل يحيرني ولم أجد له تفسيراً لحد الآن. في برنامج "حوار خاص" قال المطلك لسعدون محسن ضمد إن جهاز مكافحة الإرهاب "دربه الأمريكيون ليقتل العراقيين". كان هذا بمناسبة شن حملة على الأوكار الإرهابية في حزام بغداد التي أزعجت العارفين بخطط صدام بحماية بغداد من الشعب بتسكين عملاء شرسين في ذلك الحزام الذي طالما إنطلقت منه المفخخات نحو بغداد. لذلك إنزعج المهمشان المطلك ورافع الرافعي "مفتي" الديار العراقية. قال الدكتور صالح لسعدون: "الجنود كانوا يسرقون الدجاج من البيوت التي كانوا يفتشونها". إستطعتُ تفهم الحادث ربما كان الجنود يربطون مناقير الدجاج بالخيط أو الشريط اللاصق كي لا "تقوقي" وهي مخبّأة في جيوب الجنود!! الأصعب على الفهم ما قاله صالح لسعدون: "كان الجنود يسرقون من البيوت الماشية حيث يقسمون الخروف الى نصفين ويأخذ الجندي نصف الخروف ويترك الباقي لأهل البيت"!!

أعود لأسامة:
تبين هذه الأحداث أن قضية التهميش إفتُعلت منذ سقوط نظام الطغمويين بالتعاون مع حكومات السعودية والإمارات وقطر وتركيا. ولما يئس الأمريكيون من تسخير أنصار الديمقراطية لخدمة إستراتيجيتهم إنضمت أمريكا الى تلك الحكومات ووضع الطغمويون أنفسهم في خدمة أمريكا فتعاونوا، مثلاً، في الإعداد لتسليم داعش الموصل ومحافظات أخرى تمهيداً لإسقاط النظام والسيطرة على كل العراق غير أنهم رُدوا على أعقابهم خاسئين ولكنهم مازالوا يحاولون. كيف لا وأمريكا وإسرائيل والسعودية والإمارات وقطر وأردوغان ينفخون فيهم الآمال؟!
وعلى هذا الأساس نسي هؤلاء الطغمويون فلسطين والقدس والقضية العربية برمتها التي طالما تاجروا بها ومهدوا السبيل للإمبرياليين وعملائهم لإسقاط ثورة 14 تموز المجيدة.
يُذكر أن شقيق السيد أسامة أي السيد أثيل النجيفي، القيادي المعنوي في إتحاد القوى، مطلوب للقضاء بتهمة الخيانة العظمى. وللإتهام علاقة بالتواطؤ مع الحكومة التركية على دخول قواتها الى بعشيقة. وأثيل هذا كان موضوع شكوى من عشرة أعضاء في مجلس محافظة نينوى حيث قدموا شكوى الى العبادي قالوا فيها إن النجيفي قال لهم في اجتماع المجلس بأن "الرفاق قادمون بعد عشرة أيام وقد جاءت داعش بالفعل بعد عشرة أيام الى الموصل مُبرزةً إسم الرفاق البعثيين بادئ الأمر". لذا طالبوا بمحاكمته.
القضاء، للأسف، أهمل مطالبتي (عبر مقالاتي) بمحاكمة أسامة النجيفي نفسه على محاولته إحباط معنويات القوات والجماهير العراقية يوم تسليم الموصل الى داعش. لقد نقلت عنه فضائية (الحرة – عراق) يوم 10/6/2014 المشؤوم قوله: "العراق يتعرض لعدوان خارجي"، ونقلت قوله: "العراق يشهد إنهياراً أمنياً وإنهياراً عاماً". الى يومنا هذا لم يفصح السيد أسامة النجيفي عن هوية الجهة الخارجية التي قال عنها "العراق يتعرض لهجوم خارجي". من هذا إستنتجتُ أن السيد أسامة كان على علم تام بكامل المخطط. ومن مفرداته أنه بعد نجاح "ثورة العشائر" تُسخر جميع وسائل الإعلام الأمريكية والغربية والسعودية والإماراتية والقطرية والتركية الى إتهام إيران، بينما تكون داعش منشغلة بقتل وتهجير أكثر من عشرة ملايين شيعي من وسط وجنوب العراق وإحداث تغيير ديموغرافي لإنتزاع النفط والأغلبية السكانية من أيدي الشيعة والإطاحة بالنظام الديمقراطي برمته، ليأتي دور أبناء الديانات والمذاهب والقوميات الأخرى لتتم تصفيتها بأبشع مما حصل لها علماً أن الذي حصل للأزيديين والمسيحيين مثّل قمة الإنحطاط الإجرامي.
ربما للموضوع صلة بالتأريخ العائلي لأسامة وأثيل حيث وقفت العائلة الى جانب ضم الموصل الى تركيا بدل العراق عند إستفتاء أهل الموصل من قبل عصبة الأمم.
من الجدير بالذكر وللتذكير فإن الطغمويين قد طرحوا تسليم العراق الى قوات تركية بدل القوات الأمريكية في أول أيام سقوط النظام البعثي الطغموي عام 2003. فضل العراقيون التعامل مع المحتل الإمبريالي الأمريكي لأنه يلتزم بمعايير معينة بدل التعامل مع "الأخ" التركي الذي لا يلتزم بشيء.
الهامش (3) للحلقة السابقة رقم1 من هذا المقال: من هي ميسون الدملوجي؟
"ميسون الدملوجي مثال للمرأة العراقية الراقية". كدتُ أصدق هذه المقولة لولا أن قائلها كان يُشار إليه تهكماً بـ "جيفارا العراق"!!
على كل حال تابعتُ أحوال الزميلة لفترة غير قصيرة. أُصبتُ بخيبة أمل لعدة مواقف إتخذتها وعلى رأسها موقفان:
أولاً: شكرت السيدة ميسون الرئيس أوباما على "إيفاءه بوعده الإنتخابي فسحب القوات الأمريكية من العراق في 1/1/2012".
أرادت الرفيقة ميسون أن تقول، وهو بيت قصيدها، إن القوات الأمريكية خرجت من العراق طواعية دون أخذ ورد، ولا فضل لأحد (تقصد المالكي) على إخراجها.
هذه كذبة واضحة. أوباما أراد إستبدال شكل الاحتلال بشكل آخر أقل خشونة وأكثر نعومة للسيطرة على مفاصل الحكم في العراق. إنه أراد إبقاء (16) ألف عسكرياً في العراق وطلب الحصانة القضائية لهم حسب مقتضيات القوانين الأمريكية.
تعرف ميسون ورفاقها جيداً أن (16) ألف عسكرياً مضافاً إليهم الآلاف من حراس السفارة الأمريكية الذين يفوق عددهم العشرة آلاف مضافةً إليهم نسبة من الضباط الصداميين الذين أعاد بريمر 80% منهم الى الخدمة باعترافه هو في فضائية "الميادين" بتأريخ 17/11/2013 وزائداً وزائداً سوف تشكل كلها جيشاً قادراً على الحسم في ساعة الحسم التي سيعلنها المهمشون المذكورون في الهامش (1) أعلاه إضافة الى آخرين مثل الشيخ عبد المنعم البدراني خطيب جمعة الفلوجة أيام الإعتصامات حيث خاطب أردوغان قائلاً له: هيا يا أردوغان حرر لنا بغداد كما حررها جدك محمد الفاتح!!!! كما إن الرفيق أياد علاوي (على عكس حليفته ميسون الشاكرة لأوباما) كان قد نشر مقالاً مطولاً على هيئة إعلان (مكلف جداً) في أمهات الصحف الأمريكية مفاده: يا أمريكيون إن رئيسكم أوباما سحب القوات الأمريكية من العراق والعراق في حالة إقتتال داخلي أي حرب أهلية.
لو كان الرئيس أوباما عازماً حقاً على سحب القوات الأمريكية كما أرادت الرفيقة ميسون تخديرنا، لما سمح بتشكيل داعش وفق معلومات وتسجيلات دقيقة عن الداعشيين في سجن بوكا تم تسليمها، بتقديري، الى حكام تركيا والسعودية وقطر لتسهيل مهمة التشخيص والتكليف، ولما غدر بالعراق إذ لم يسلمه الطائرات مدفوعة الثمن، ولما غدر به ثانية حينما لم يخبر الحكومة العراقية بتحرك داعش نحو الموصل، ولما ركب أوباما الحمار الداعشي ليعود الى العراق من الشباك، ولما أربك الرأي العام العربي والإسلامي لغير صالح العراق حينما صرح للصحفي العالمي توماس فريدمان "الشيعة في سوريا والعراق ظلموا السنة فأصبح السنة دواعش"!!!!!... ووووو.
رفض المالكي منح الجنود الأمريكيين الحصانة وأيده قصي السهيل عن التيار الصدري وعارضه مسعود البارزاني وراوغ أياد علاوي وعادل عبد المهدي. كان ذلك في اجتماع لممثلي الكتل مخصص للبت في هذه القضية.
ثانياً: عندما تم تسليم الموصل بيد داعش برزت الأبواق المنتظِرة بتلهف لتشيد بها كثورة للعشائر ولتقنع الجماهير العراقية "الساذجة" كي تمتد الثورة وتبلغ مرامها في إحداث تطهير طائفي وتغيير ديموغرافي. كانت ميسون واحدة من هؤلاء أمثال زياد العجيلي وهيفاء زنكنة وسيار الجميل.
بعد فشل الخطة الداعشية من التمدد وبعد محاصرتها في محافظات محددة، حاولت الرفيقة ميسون التراجع التكتيكي فانضمت الى تظاهرة نضمها العراقيون في المملكة المتحدة ضد داعش ومَن وراء داعش.
إلا أن المتظاهرين طردوها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- رابط الحلقة1 " إستشهاد الدكتور هشام شفيق وعائلته: الكيد هو الحقيقة المغدورة في العراق 1" هو التالي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=592911



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستشهاد الدكتور هشام شفيق وعائلته: الكيد هو الحقيقة المغدورة ...
- إلخاطر الله أبعدوا حلف الأطلسي عنا!!!!
- التآمر التآمر .... إحذروه يا أولي الألباب2!!!
- التآمر التآمر .... إحذروه يا أولي الألباب1!!!
- دخلت السعودية حقبة الإنقلابات العسكرية
- أطفئوا فتنة البرزاني بعجالة إستعداداً لإندلاع حرب محتملة في ...
- أطفئوا فتنة البرزاني بعجالة إستعداداً لإندلاع حرب محتملة في ...
- مسعود البرزاني يسأل أمريكا إذا كانت تريد معاقبته وأنا أقول ل ...
- إزرع نخلة برأسك بدل مطالبتنا بالوقوف بوجه إيران يا تليرسون!! ...
- أطفئوا فتنة البرزاني بعجالة إستعداداً لإندلاع حرب محتملة في ...
- أطفئوا فتنة البرزاني بعجالة إستعداداً لإندلاع حرب محتملة في ...
- أطفئوا فتنة البرزاني بعجالة إستعداداً لإندلاع حرب محتملة في ...
- أطفئوا فتنة البرزاني بعجالة إستعداداً لإندلاع حرب محتملة في ...
- أطفئوا فتنة البرزاني بعجالة إستعداداً لإندلاع حرب محتملة في ...
- أطفئوا فتنة البرزاني بعجالة إستعداداً لإندلاع حرب محتملة في ...
- هدفُ الإستفتاء كسبُ نقاط لمسعود في السجل الإسرائيلي
- إرتفاع مقياس الرعب لدى الشيخ شعلان الكريِّم حتى قبل تصريحات ...
- إرتفاع مقياس الرعب لدى الشيخ شعلان الكريِّم حتى قبل تصريحات ...
- إرتفاع مقياس الرعب لدى الشيخ شعلان الكريِّم حتى قبل تصريحات ...
- شكر وتحية لشعب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية


المزيد.....




- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - إستشهاد الدكتور هشام شفيق وعائلته: الكيد هو الحقيقة المغدورة في العراق2