|
الركح مع مجانين الفارماكوس
الحبيب اعزيزي
الحوار المتمدن-العدد: 5825 - 2018 / 3 / 24 - 08:11
المحور:
الادب والفن
خمسون ألف ليل مرت على المنبوذة بين الخرائط ثيبا ومرفقط ربع نهار لم تنزل قطرة ماء حتى الآن . رغم الأناشيد التي سالت حجرا حجرا في الأوديسات ولا حركت الريح ضفائر نساء المدينة يوم عيد المراهقة ولم نرمق الشمس يوما تحبو كما الطفلة الطائشة على عتبة الدار أيها القائمون كالغربان على خشبة الركح إن القاعة قد فقدت ميزانها العقلي إن القاعة كلها على حافة الإنهيار فر المتفرجون تباعا من أنياب المسرحيات وقاعة العرض أكلت الخارجين توا محروقي الوجه من ساريات الجدار إقتلعت أظافر الأطفال الذين دلفوا قبل نصف لحظة بحثا عن صبيحة بلا جدول الضرب عبثت كالدب الوحشي في ما لفظ من حقائب مليئة بأحمر الشفاه ــــــــــــــــــــــــــ خمسون ألف ليل مرت على المنبوذة بين الخرائط ثيبا ومرفقط ربع نهار يا عشتار يصيح فارماكوس هذا العام ويصيح قناصو اللعنات يا ربة العشق والخداع والدمار وعشتار تبكي في كل المعتقلات وعشتار مصلوبة ألأصابيع خلف الستار مر على جدار الفصل المسرحي بهلوان ثم بهلوان ثم آخر وما سمعنا ضحكة كالعادة طائرة بين الكراسي ولا نميمة تدسها العاشقة كقطعة حرير في أذن الجار. يصيح الهارب الأخيرمن قاعة الركح: أنا لن أسرق الله من الكنيسة بعد الآن ولا قرعت أجراس بيت الرب مرة أخرى سواد الليل يمحو من رغيف المدينة بياض النهار ويصيح الذي ألقي عليه القبض بتهمة إعلان المطالب على مشارف الباب الخلفي للإغاثة في ثيبا يصيح الذي ألقي عليه القبض : ـ يا عمي المخرج يا عمي لا تأكلني فشراييني متعبة بالشاي الرخيص وكؤوس الخوف متعبة بالطابور اليومي تحت اللعنة الصفراء وتحت الحصار ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ خمسون ألف ليل مر على المنبوذة بين الخرائط ثيبا ومرفقط ربع نهار يطل العطارون وبائعو التمائم من صفحات الجينيريك يتوعدون القابضين على الخصيتين خوفا من النجاة بالخنق حتى الموت فيصيح الذي فرت عشيقته بجلدها من قبضة مهندس الصوت ـ يا مهندس الصوت يا عمى لا تأكلني أريد فقط أن أعود إلى أمي نعم الحب مضر بالأمن العام في ثيبا الحب بلادة ـ يا مهندس الصوت يا عمي أنا لن أتحرش بنساء الرب بعد اليوم وإن نشرن ما تيسر من الخزائن الداخلية على حبل أيار الكوليرا بعكازها الخشبي تدق على خشب الركح فتهمس التي شربت أكمام القميص ـ لا تنظروا الى عين الكوليرا يا حضرة المغفلين قد تحولكم مساجينا أو براحين أو مجرد كومة أحجار أيها الشيخ العائد بلا ساق وبلا ذاكرة من الحرب الصينية يقول واضع الديكور في جلسة استنطاق ـ تريد ان تنس ازيز رصاص المروحيات وينفجر بالنشوة السوداء واضع الديكور ـ تريد أن تنس صوت الجرح في أدغال ثيبا وينفجر منتشيا واضع الديكور فلماذا عليك أيها المدعو للقداس الملعون أن تبكي مجانا وأنت في قبضة الآزوت البري حتى أخر إشعار ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خمسون ألف ليل مرت على المنبوذة بين الخرائط ثيبا ومرفقط ربع نهار البارحة مر الفارماكوس بمكبرات الصوت دعوا كل الأحياء وكل الموتى في المدينة بألف مرحى لقاعة الركح زعموا أن سماء القاعة سيشتي غدا حبات حبات من الكافيار ورأينا السماء تشتي فعلا لكن في تذاكر الشبابيك فقط وعاليا عاليا على الشرفات والأسطح الحبلى بالطنطنات وفي ما تبقى من الفحم الحجري عميقا عميقا وعلى ملامح الإسبارطيين وسط الملصقات وتشتي فقط على الراقصات للمرايا في ما تبقى من فصول الإنكسار فلماذا تأكسدت مؤخرة المسرحية العارية
إنقلب المسرح على رؤوس المدعويين والمدعوات ـ يا كاتب السيناريو لا تذبحني من الوريد إلى الوريد يصيح الذي غرر به أستاذ الأدب فأنا لست ملثما .هذا وجهي الذي عاقبتني به الآلهة هذا صوتي الذي يخلط أوحال اللافا في الجحيم لا قناع لي ولا تحت اللاقناع قناع. ـ يا كاتب السيناريو يا عمي لا تذبحني من الوريد إلى الوريد
فأنا لم أعرف أن النص المسرحي فخ وأن البياض المتروك بين بنود الوعد والوعيد بين سيقان المدينة الموزعة بالتساوي على غرف المستعجلات كفن ولم أفهم أن الأقواس المفتوحة بين الجمل المقدسة أصفاد إعتقال كل أسماء الأعلام المزروعة بين الأزمنة الموبوءة والأمكنة فرق كاملة التدريب على الإنتشار ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ خمسون ألف ليل مر على المنبوذة بين الخرائط ثيبا ومرفقط ربع نهار أيها القابض على أزرار الإنارة في ثيبا بالأسنان يصيح الفارماكوس الجامعي تحت حذاء قاتل السينوغرافيا بالتسلسل البطيء الفارماكوس المعاقب على أعضائه التناسلية السفلى بالبصل والزنبق والكدمات ـ نحن الآن تحت بناطيل الصوف عرايايا واضع السينوغرافيا عرايا في الكتب المنسية على الرف مثل شكايات ضد مجهول عرايا فمتى ينتهي قداس الركح هذا بحق أم اللعنات أوديب الذي مارس الفسق على جوكاستا العزيزة نزع عينيه فمات والطفلة المخدوعة تحصي حتى مطلع العصر الخطوات متى تعود الشمس للكرنفال في ساحة الآغورا وينتهي ليل الليل من التناسل الجماعي ومن طقوس الإبذار
الحبيب اعزيزي
#الحبيب_اعزيزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سلم الإنتهازي
-
التوجهات الكبرى للكونفدرالية العامة المغرب
المزيد.....
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|