فراس جمعه العمشاني
الحوار المتمدن-العدد: 5825 - 2018 / 3 / 24 - 01:12
المحور:
الادب والفن
( ضجيج الوقت )
أيُّها التاريخ ُالمسافرُ إلى الله خُذ قرابينَ أهلي المندثرين تحت حقول الغيم وازرع من شتات أحلامهِم العارمةِ بالفشل سنابلَ اليقظةِ الميتةِ
ولا تدع الخفافيشَ الممسوخةَ تعِث في أعشاشِ أطفالي المنسلخين من شرنقة الذّل وهِب نعمةَ الحليبِ للأمّهات العانساتِ كي لا يُحرجَ القطيعُ من الإطعام أكثر في زمنٍ بُعثِرت فيه ملائكةُ الخبز بعواصف الحرب وشهِدتْ آخرُ الأشجار مشنقةَ
الفسائل وآخر رضيعٍ لإرنبِ بيتنا الضّائع بين شوارع النّار . في نهاية الحريق قرّرنا الذّهاب جميعاً لنموتَ محتفلين وفي جعاب أكفاننا حفنةً من الورد كهدايا مبللةٍ ببكاء الوقت ، الوقت الضّيّق
الذي مرَّ بشساعة المحيطات ، الوقت الهائج كما الجّنون القسري ، الوقت الذي يمارسُ الغثيانَ و يتعاطى النبيذَ على طاولات اليأس بكأسٍ من الّلحظات المرهونةِ لذخيرة البنادق ، الوقت العنيد
والسريع كأبطأِ سلحفاةٍ تقيأها جرفٌ منعزل هكذا أعد الوقتَ بإصابعَ من رمل تتساقط في ساعة زجاجية كلّما تغيّرت الإتّجاهات ليتناقص عمرنا الغزير بالزّوال وتتناقص المسافاتُ حيث حدائق الله
#فراس_جمعه_العمشاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟