أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمدين شمدين - معا يزهر الربيع














المزيد.....


معا يزهر الربيع


شمدين شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 1486 - 2006 / 3 / 11 - 07:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من مفارقات الأمور أن يجتمع التاريخ والقدر ليقيما معا وبشيء من الخبث والمكر، ألاف السدود والعقبات في مواجهة مستقبل وتطلعات شعب ووطن جار عليهما الزمان ، هذا الشعب الذي عرف على مر التاريخ بحبه وعشقه للربيع والورود، فآذار عنده بداية انبعاث الحب والخير والنماء في أرجاء الدنيا الأربعة ،والربيع عنده مواويل للفرح والإخلاص والصبر في مواجهة الشدائد ، هذا الشعب العاشق للحرية والوفي لمبادئها في كل مكان ، يحتاج ويطمح إلى التعاون مع إخوانه وشركائه في الإنسانية من اجل بعث الربيع من جديد في ربوع الشرق الحزينة ، ولكننا و في كل يوم نرى كيف يقابل فعله الخيّر بالنكران والجحود ،فالشعب الكردي الذي يحلم دائما ببعث النوروز كهدية حب وحرية لشعوب الشرق المظلومة، يتلقى يوميا ألاف الطعنات في ظهره ممن كانوا إلى الأمس القريب يعتبرون أنفسهم رفاق درب ونضال ، وأخر هؤلاء السادة السيد حسن نصر الله الذي يتهم الكرد بإيواء الصهاينة لينشروا وحسب زعمه الفرقة والحروب والفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العراقي ، وهو بذلك يلقي التهم مباشرة في حضن القادة الكرد الذين عرفوا دائما بنصرتهم لقضايا التحرر في العالم ، ولا سيما قضية الشعب الفلسطيني العادلة ولا يمكن أن يخفى على احد مدى التضحيات التي قدمها الكرد في أجزاء كردستان الأربعة ولا سيما في سورية ولبنان لمساعدة ومناصرة نضال الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم ، فكم من الشهداء الكرد الذين سقطوا في حروب تشرين ولبنان ، وكم من الشعراء الكرد الذين نظموا القصائد التي تمجد نضال هذا الشعب وحقه في الحرية والكرامة ، كما أن التاريخ يذكر للشعب الكردي ابنه البار صلاح الدين الأيوبي الذي ما زال حاضرا كبطل إسلامي طرد الصليبيين من ارض القدس الطاهرة ،هذا الشعب ورغم كل مآ سيه على أيدي الطغاة العرب فانه لم ينظر إلى العربي الا نظرة أخوية ممزوجة بالأمنيات بالخلاص من الظلم والطغيان المشترك ،ولكننا نرى بين الفينة والأخرى من بات يردد وعلى عماه مقولة المؤامرة على الأمة العربية وعلى وحدتها وتضامنها وحدودها المقدسة ،رغم انه والى الأمس القريب كان ينظر إلى هذه الحدود من قبل القوميين العرب والراديكاليين الإسلاميين على أنها صنيعة الاستعمار ومن واجب الشباب العربي العمل على التخلص منها، وهم هنا يتناسون إن الكرد أنفسهم قد ظلموا من قبل نفس القوى الاستعمارية وما اتفاقيات سايكس بيكو إلا تقسيم للوطن الكردي أيضا ،هذا وان هذه التيارات لحرة في اتهام من يشاءون من الغرب وإسرائيل والقوى العربية المتحالفة معها بالتآمر على مشروعهم القومجي الاسلامجي ، ولكن لا يحقوا لهم أن يتهموا الكرد بالاشتراك في هذا التآمر، فالكرد ولعقود طويلة عانوا الويلات والكوارث الكبرى على أيدي هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم حراس الأمة العربية والإسلامية وما مجزرة حلبجة إلا علامة سوداء في جبين هذه التيارات والقوى، ولو كان الكرد خونة وعملاء لإسرائيل كما يدعون لكانت كردستان قامت قبل قيامة الكيانات العربية الحالية
لقد كان من الأجدر بهذه القوى التي دأبت على كيل الاتهامات جزافا ضد الكرد أن ينظروا حولهم قليلا ليروا بأعينهم دولا عربية وإسلامية شقيقة يرفرف في عواصمها علم الكيان الصهيوني وتدعي في الوقت نفسه أنها قائدة العالم العربي والإسلامي نحو الهدف الوحدوي القومجي ،ولا داعي لذكر أسماء هذه الدول لأنها معروفة للجميع وهي لا تتبرأ من علاقاتها مع إسرائيل بل تبرر هذه العلاقات بمختلف الحجج والأسباب ،فتركيا كمثال للدولة الإسلامية الشقيقة التي دأبت على اتهام الكرد بالعمل على الانفصال عن العراق وإقامة كيان كردي مستقل ، تعمل اليوم جاهدة مع كل القوى الراديكالية الإسلامية والعربية لمنع هذا الحق الكردي في العيش على ترابه التاريخي بحرية وكرامة ، هذه الدولة القومجية الاسلامجية تقيم أوثق الصلات العسكرية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين كما يقولون ، ولكن في الوقت نفسه نرى كيف تهرع حماس التي وصف زعيمها الروحي احمد ياسين كردستان بإسرائيل الثانية قبل أن تولد كردستان أو تخرج إلى الوجود ، كيف تهرع إلى الحضن التركي الذي هو شريف كل الشرف في نظرها مقارنة مع أحفاد صلاح الدين ، أي مفارقة هذه وأي مصيبة كبرى أن ينظر هذا العربي والاسلامجي إلى الأخ الكردي الذي مازالت دمائه البريئة حارة على التراب الكردستاني والعربي،أن ينظر إليه كعميل ومتآمر على الأمة العربية ، لماذا يسقط العرب من جديد في الفخ العنصري البغيض ويخسرون الكرد للمرة الثانية ،لماذا يتشاركون مع إيران وتركية على حرق النوروز وجعل الربيع يبكي من جديد ،اما آن لهم أن يدركوا أن الكرد هم أشقاء مخلصون في الدين والوطن والتراب الشرقي ،وان الربيع بالنسبة إليهم هو ازدهار لكل الشرق وهو الابتسامة الحنونة التي تلي كل انكسارة مرة ، وكما يقول الشاعر الكردي إن حياة الكرد هكذا دائما مزيج من العمل والفرح والحروب وكلما دأب المنافقون على نعت الكرد بما هم انفسهم يمارسونه ، سيكون الكرد اكثر تسامحا وعفوا تقيدا بمبادئ عظمائهم وقادتهم ونوروزهم الذي هو البداية لكل نهار جديد وهو النهاية لكل ظالم آثم جبار يستخدم الدين والشرع ستارا لتحقيق مآربه الخبيثة .
من جديد هو ذا الربيع يطل بابتسامته العريضة التي ستمحى كل الأسى والجراح الخوالي وأملنا في كل الشرفاء والمخلصين من أبناء هذا الشرق العظيم من عرب وفرس وترك وأشوريين وكلدان وأرمن أنهم سيكونون يدا واحدة ضد الظلم والطغيان وسيعبدون مع إخوانهم الكرد طريق الخلاص من الإرهاب الفكري والطائفي والعرقي وسيفتحون أبوابهم للربيع الكردي كي يغني في كل بيت وشرفة حرة .



#شمدين_شمدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آناهيتا
- تخذلني معاطف الرحمة
- وسام الحقيقة
- النادل الحالم
- ميثاق شرف
- قصيدة النافذة
- معا نحو الديمقراطية
- حماس في الفخ
- المقدَّس
- الديمقراطية الشرقية
- هذا الدم الشرقيُ الرخيص
- نقمة المال


المزيد.....




- قد لا تصدق.. فيديو يوثق طفل بعمر 3 سنوات ينقذ جدته المصابة
- مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة -كبح ا ...
- اندلاع النيران في محرك طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية ع ...
- الموحدون الدروز في سوريا وتحديات العلاقة مع السلطة الجديدة
- أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى أفريقيا لإعادة توطين غزاويين
- موريتانيا.. حبس ناشط سياسي بتهمة -إهانة- رئيس الجمهورية
- مترو موسكو يحدّث أسطول قطاراته (فيديو)
- تايلاند تحتفل باليوم الوطني للفيل (فيديو)
- اختتام مناورات -الحزام الأمني البحري 2025- بين روسيا والصين ...
- القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمدين شمدين - معا يزهر الربيع